زحام ينتهي بجريمة قتل.. القبض على قائد أنهى حياة آخر بالمنيرة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
نجح رجال المباحث بالجيزة، من القبض على قاتل قائد سيارة بمنطقة المنيرة الغربية، نتيجة خلاف متعلق بأولوية المرور، وتم إحالته إلى النيابة للتحقيق.
تلقى قسم شرطة المنيرة الغربية، بمديرية أمن الجيزة، بلاغا يفيد مقتل أحد الأشخاص، انتقل المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث القسم إلى مكان البلاغ، وتبين أن مشاجرة نشبت بين سائقين، نتيجة خلاف على أولوية المرور، مما دفع أحدهما لطعن الآخر بسلاح أبيض، ليفارق الحياة متأثرة بالإصابة التى لحقت به.
تمكن رجال المباحث من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاهه، وتولت النيابة التحقيق.
بينما نصت الفقرة الثانية، من المادة 2344 من قانون العقوبات، على أنه "ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد)، بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"، وأن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وتقضى القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات، بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.
* شروط التشديد:
يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى.
* ارتكاب جناية القتل العمد:
يفترض هذا الظرف المشدد، أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل، فى صورتها التامة. وعلى ذلك، لا يتوافر هذا الظرف إذا كانت جناية القتل قد وقفت عند حد الشروع واقتران هذا الشروع بجناية أخرى، وتطبق هنا القواعد العامة فى تعدد العقوبات.
كذلك لا يطبق هذا الظرف المشدد إذا كان القتل الذى ارتكبه الجانى يندرج تحت صورة القتل العمد المخفف المنصوص عليها فى المادة 237 من قانون العقوبات حيث يستفيد الجانى من عذر قانونى يجعل جريمة القتل، كما لا يتوافر الظرف المشدد محل البحث ومن باب أولى، إذا كانت الجريمة التى وقعت من الجانى هى "قتل خطأ" اقترنت بها جناية أخرى، مثال ذلك حالة المجرم الذى يقود سيارته بسرعة كبيرة فى شارع مزدحم بالمارة فيصدم شخصاً ويقتله، ويحاول أحد شهود الحادث الإمساك به ومنعه من الهرب فيضربه ويحدث به عاهة مستديمة، ففى هذه الحالة توقع على الجانى عقوبة القتل غير العمدى، بالإضافة إلى عقوبة الضرب المفضى إلى عاهة مستديمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رجال المباحث بالجيزة الجيزة اولوية المرور جنایة القتل القتل العمد جنایة أخرى
إقرأ أيضاً:
لماذا توقّفت المرحلة الثانية من اتفاق السلام في غزة؟!
اتفاق يتقدّم خطوة.. ويتراجع خطوتينبعد الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة، ظنّ البعض أننا أمام منعطف حقيقي نحو السلام، لكن الحقيقة أنّ الاتفاق صُمّم بحيث يفتح نافذة صغيرة للتهدئة، ويترك الباب واسعا لاستمرار الحرب.
المرحلة الثانية كانت لحظة الحسم: انسحاب أوسع، وترتيبات حكم انتقالي، وتبادل أسرى أكبر. لكنّها توقفت فورا؛ لأنّها ببساطة الجزء الوحيد من الخطة الذي يفرض على إسرائيل تكلفة سياسية وعسكرية. وهنا بدأ التعطيل.
هذا المقال يرصد الخلفيات الحقيقية وراء توقف المرحلة الثانية، ولماذا لا تستطيع أمريكا ولا تريد وقف القتل اليومي.. ولماذا يبدو ترامب مقتنعا بأن المجزرة المستمرة هي "الطريق" لحل الصراع.
لماذا توقّفت المرحلة الثانية من الأساس؟
المرحلة الثانية فتفرض لأول مرة: انسحابا أوسع، ودخولا لحكومة مدنية انتقالية، وتقليصا للسيطرة العسكرية. وهذا أمر يرفضه نتنياهو لأنه سيعني نهاية "حربه" التي يستخدمها للبقاء في السلطة، فتح ملفات التحقيق في فشل 7 أكتوبر، وبدء نقاش جدي حول من يحكم غزة. لذلك جمّد المرحلة الثانية تماما
1- لأنها المرة الأولى التي يجب أن تدفع فيها إسرائيل ثمنا.. والمرحلة الأولى من الاتفاق كانت مريحة لإسرائيل: إطلاق بعض الأسرى، خفض نسبي للقصف، لا التزامات سياسية، لا انسحاب حقيقيا. أما المرحلة الثانية فتفرض لأول مرة: انسحابا أوسع، ودخولا لحكومة مدنية انتقالية، وتقليصا للسيطرة العسكرية. وهذا أمر يرفضه نتنياهو لأنه سيعني نهاية "حربه" التي يستخدمها للبقاء في السلطة، فتح ملفات التحقيق في فشل 7 أكتوبر، وبدء نقاش جدي حول من يحكم غزة. لذلك جمّد المرحلة الثانية تماما.
2- لأن نتنياهو يعيش على حرب لا تنتهي؛ الحرب بالنسبة لنتنياهو ليست معركة.. بل وسيلة للبقاء. إذا بدأت المرحلة الثانية ستبدأ لجان التحقيق، وستظهر حقيقة أن "النصر الكامل" مجرد شعار، وسيُسأل: لماذا لم يتم إنقاذ الرهائن؟ لماذا استمر القتل بلا هدف؟.. لذا يبقي نتنياهو الوضع بين: لا حرب شاملة، ولا سلام حقيقيا، بل قتل يومي منخفض الإيقاع.
3- خلاف جذري بين مشروعين متناقضين.. حماس تريد وقفا نهائيا للحرب، ورفع الحصار، وضمانات مكتوبة بعدم إعادة الاحتلال، وإسرائيل تريد تجريد المقاومة من القوة، ووصاية أمنية دائمة، وحكما مدنيا ضعيفا لا يملك قرارا مستقلا. لذلك تحوّل الاتفاق إلى صدام بين مشروعين لا يلتقيان.
لماذا تعجز أمريكا عن فرض المرحلة الثانية أو وقف القتل؟
1- لأنها ليست وسيطا.. بل طرفا أصيلا، فالدعم الأمريكي لإسرائيل هو الأعمق في تاريخ النزاعات الحديثة: غطاء سياسي كامل، وقنابل وصواريخ يومية، وتعطيل لأي قرار إدانة في الأمم المتحدة. أمريكا لا تضغط على إسرائيل.. بل تحميها من الضغوط.
2- لأن كسر إسرائيل سياسيا يكلّف واشنطن أكثر من كسر غزة إنسانيا؛ الرؤساء الأمريكيون -جمهوريون وديمقراطيون- يخشون نفوذ اللوبيات، والإعلام المنحاز، والكتلة الانتخابية المسيحية- الصهيونية. لذلك يفضلون دعم الإبادة على خسارة أصواتهم.
3- لأن خطة ترامب- نتنياهو تقوم على "سلام ما بعد الإبادة"؛ المرحلة الثانية ليست وقفا للقتل.. بل إعادة ترتيب غزة بعد إنهاكها. الفكرة الأمريكية هي: "لنبدأ السلام.. بعد أن تنتهي المقاومة، وبعد أن تفقد غزة قدرتها على الحياة". أي سلام فوق الركام.
لماذا تستمر إسرائيل في القتل اليومي رغم وجود هدنة؟
1- لأن القتل هو جزء من عقيدة "النصر الكامل"؛ نتنياهو أعلن مرارا أن هدفه هو "القضاء على حماس"، ولأن المقاومة لم تُهزم، فإن إسرائيل تستخدم القتل المنهجي، والاغتيالات، والتجويع، وهدم البنية المدنية. وهذا كله يُقدَّم للرأي العام بوصفه "استمرارا للمهمة".
2- لأن مشروع الاحتلال يحتاج ضغطا مستمرا؛ خلف عمليات الجيش توجد خطة أعمق: دفع الغزيين للهجرة، وتدمير المجتمع، وفرض واقع ديمغرافي جديد، وإدماج غزة في مشروع اقتصادي إقليمي يخدم تل أبيب. وهذا المشروع يحتاج نارا مشتعلة.. ولو منخفضة.
3- لأن "اليوم التالي" مرعب لإسرائيل، فإن توقف القتل،فستُسأل إسرائيل: من سيحكم غزة؟ هل ستنسحب؟ هل ستقبل بدولة فلسطينية؟ وهل كانت الحرب مبررة أصلا؟ وهي أسئلة تريد إسرائيل الهروب منها.
السؤال الأهم: هل ترامب مقتنع فعلا بخطة نتنياهو؟
1- نعم.. ترامب يرى أن الحل عسكري بالدرجة الأولى، وقد صرح علنا بأن "على إسرائيل إنهاء المشكلة في غزة".. "التخلص من حماس ضرورة".. "حماس هي العائق الوحيد أمام الصفقة".. وهذه لغة تؤيد الحرب لا توقفها.
2- يدعو لوقف مؤقت -ليس رحمة- بل مناورة: عندما يطلب ترامب "تهدئة" يكون الهدف إقناع حماس بالخضوع، أو تحميلها مسؤولية الفشل. فلا علاقة للإنسانية بالأمر.
ترامب ونتنياهو يشتركان في رؤية واحدة، كلاهما يؤمن بأن الحسم العسكري أولا، وإعادة هندسة غزة ثانيا، ثم فرض حل سياسي بالقوة. لذلك يتصرف ترامب كـ"مهندس اتفاق" يخدم إسرائيل، لا كوسيط بين طرفين
3- ترامب ونتنياهو يشتركان في رؤية واحدة، كلاهما يؤمن بأن الحسم العسكري أولا، وإعادة هندسة غزة ثانيا، ثم فرض حل سياسي بالقوة. لذلك يتصرف ترامب كـ"مهندس اتفاق" يخدم إسرائيل، لا كوسيط بين طرفين.
خاتمة استراتيجية: ما الذي يعنيه ذلك للمقاومة والأمة؟
1- المرحلة الثانية ليست متعثرة.. بل متوقفة عمدا، لأنها لحظة تفرض على إسرائيل مسؤولية، وهذا ما لا يريده نتنياهو.
2- أمريكا ليست عاجزة.. بل غير راغبة، لأنها شريك مباشر في الحرب، وليست ضامنا للسلام.
3- القتل اليومي ليس خللا.. بل جزء من الخطة لتركيع غزة، وإعادة صياغة واقعها السياسي والديمغرافي، وتفكيك مقاومتها.
4- المعركة اليوم ليست بين اتفاق أو اتفاق، بل بين مشروعين: مشروع إبادة وإعادة هندسة المنطقة، ومشروع صمود تحوّل إلى نموذج عالمي.
5- واجب الأمة واضح.. دعم غزة سياسيا وقانونيا وإعلاميا، وعزل إسرائيل دوليا، وفضح الدور الأمريكي، وبناء مشروع نهضوي مقاوم طويل النفس.
إن المرحلة الثانية لم تتوقف لأسباب فنية.. بل لأن الحرب لم تنتهِ بعد في عقل نتنياهو ولا في عقل ترامب، وما يجري الآن ليس "تعثر سلام" بل محاولة فرض سلامٍ فوق المقابر.