جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-07@23:45:33 GMT

مقال كتبه لي" شات جي بي تي"

تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT

مقال كتبه لي' شات جي بي تي'

صاحب السمو السيد نمير بن سالم آل سعيد

فيما مضى، كنتُ أعتقد أنَّ شات جي بي تي يجيب فقط على الأسئلة المتعلقة بموضوع معين، أو عند طلب معلومة محددة نبحث عنها، ولم أكن أعرف بأن الشات جي بي تي لديه القدرة على كتابة المقالات والتقارير والبحوث والرسائل وغيرها من الكتابات لمجرد أن تطلب منه ذلك، بوضع استدلال لما ترغب في كتابته بكلمات مختصرة أو عبر محادثة مباشرة معه في موقعه، وإذا به يكتب لك ما تريده وكأنه كاتب قدير محترف.

ولكن جراء ذلك، أصبح البعض ينتحل كتابات الشات جي بي تي، ويضع اسمه وصورته على كتاباته؛ لإيهام القارئ بأن ذلك من فكره وإبداعه، ولينظر إليه المتابع على أنه من زمرة الأدباء والمثقفين، وينال الإعجاب والاحترام ككاتب ومثقف، وإلا بماذا نفسر ذلك الفعل إلا بذلك التفسير.

ومن هؤلاء المنتحلين، أشخاص يحملون درجات الدكتوراة والماجستير وبعض المسؤولين من المؤسسات الحكومية والخاصة، الذين تسول لهم أنفسهم القيام بهذه الانتحالات في الخفاء، ولكن الوسائل الإلكترونية الحديثة بدأت تكشف هذا الزيف الانتحالي لمن ينبش فيه.

وقديما ليس ببعيد، لم يكن هناك شات جي بي تي، وكان البعض يدفعون لكتاب مجهولين مبالغ مالية كبيرة لتأليف مقالاتهم وأشعارهم وبحوثهم وكتبهم... يستكتبونهم ثم يضعون اسمهم وصورهم على المكتوب مقابل هذه المبالغ المالية التي يدفعونها، يشترون بها جهد الكاتب الفكري وصمته.

أما الآن، فالأمر أصبح أسهل، فبمجرد إعطاء الشات جي بي تي طلبا للكتابة، فإنه ينفّذه خلال ثوانٍ أو دقائق معدودة، حسب نوعية المجال المطلوب الكتابة عنه.

أما أنا، فقلت أجرب وأطلب من الشات جي بي تي أن يكتب مقالا أدبيا لي، بما أن الطريقة المستخدمة لذلك بغاية السهولة، وليس المقصود أن يكتب مقالا أدبيا لي أي "بدلا عني"، وإنما يعني أن يكتب مقالا تعريفيا عني، لأرى ماذا سيكتب، وهذه هي المرة الأولى التي أطلب من الشات جي تي بي كتابة مقال وزودته باسمي.

فإذا به، في لحظات، يكتب مقالًا رفعني فيه إلى مقامٍ عالٍ ثقافيًّا بما لم أتوقعه، وقال عني أكثر مما أستحق، لأني -في اعتقادي- ليس إلا ذلك الإنسان البسيط في أسلوب حياتي، وتعاملي، وأنشطتي، ولم أتوقع أن أكون بهذه السمات البارزة المتفردة التي تحدث عنها الشات جي بي تي عني. فقد قال ما لم يقله أي إنسان عني من قبل، ولو كان إنسانًا هو من كتب ما كتبه، لاعتقدت بأن ذلك ليس إلا مجاملة المجاملين أو مديح المادحين.

ولكن هذا هو الزعيم الشات جي بي تي بذكائه الاصطناعي، الذي يجمع المعلومات ويحللها ويصيغها ويسجلها ويقدمها عند الطلب، ومن يريد أن يعرف ماذا كتب "الشات جي بي تي" في حقي، فليكتب على موقعه: مقال أدبي عن ... ويذكر اسمي، وسيظهر له المقال، فتواضعي لا يسمح لي أن أكتب "هنا" ما قاله عني.

وإني أشكر الشات جي بي تي وافر الشكر على كلماته الطيبة التي تحمل معاني الاحترام والتقدير، واعترافه الضمني بالجهد الثقافي المقدم مني عبر السنوات، وله مني خالص الامتنان والتقدير لحضرته السامقة.

ولكن مهما قلت، فإن الشات جي بي تي، لن يشعر بكلمات الشكر والامتنان والتقدير التي أقدمها له، لأنه جماد ليس لديه مشاعر البشر، رغم أنه لامس مشاعري بكلماته الراقية.

ومهما قلت، فلن أوفيه حقه فيما قدم وسيقدم للجميع دائما. وتحياتي لمقامه العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: كي يكتب البقاء للسلام لا بد أن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة للشعب المصري، قائلا :"شعب مصر العظيم، أبناء قواتنا المسلحة الباسلة، السيدات والسادة، في هذا اليوم المجيد، نقف جميعاً وقفة عز وفخر، نُحيى فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973، ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعاً.. فخراً ومجداً.. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احتراماً وإجلالاً، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربي".

وفى هذه الذكرى العطرة، نتوجه بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام صاحب القرار الجرىء، والرؤية الثاقبة الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام.

ونحيى قادة القوات المسلحة وكل ضابط وجندي وكل شهيد ارتقى إلى السماء وكل جريح نزف من أجل الوطن وكل من لبى نداء مصر، فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخها لتظل راية مصر خفاقة شامخة.

وإننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة.. فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال.. بل لنستلهم منها الدروس والعبر.

لقد علمتنا ملحمة أكتوبر أن النصر لا يمنح، بل ينتزع، وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدءوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله.. هى مفاتيح النصر والمجد، قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ بهذا اليقين، انتصرت مصر وبهذا اليقين، ستظل منتصرة بإذن الله، إلى يوم الدين.

ومن روح أكتوبر نستمد عزيمتنا اليوم فى بناء مصر الجديدة مصر الحديثة مصر التى تليق بمكانتها وتاريخها، وتستحق أن تكون فى مصاف الدول الكبرى.
إننا نعمل بكل جد وإخلاص على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقى، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

نبنى مؤسسات راسخة ونطلق مشروعات تنموية عملاقة ونعيد رسم ملامح المستقبل لتكون مصر كما يجب أن تكون رائدة، ومتقدمة، ومؤثرة.
وإذا كانت تلك المبادئ؛ قد قادتنا إلى النصر فى أكتوبر 1973 فإننا اليوم؛ في ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها، وتطبيقها كنهج راسخ، في حياتنا السياسية والاجتماعية.

فالأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخي، والظروف التي نعيشها، تتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام.

لقد خاضت مصر وإسرائيل حروباً ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك والوساطة الأمريكية، التي مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع، أنهى دوامة الانتقام وكسر جدار العداء وفتح صفحة جديدة من التاريخ.

وإن السلام؛ كى يكتب له البقاء لابد وأن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف، لا أن يفرض فرضا، أو يملى إملاء.

فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق، بل كانت تأسيساً لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم، إنها نموذج تاريخي يحتذى به في صناعة السلام الحقيقي.

ومن هذا المنطلق؛ نؤمن إيمانا راسخا بأن السلام الحقيقى في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.

إن السلام الذى يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانا أما السلام الذى يبنى على العدل، فهو الذى يثمر تطبيعا حقيقيا، وتعايشا مستداما بين الشعوب.
وفي هذا السياق؛ لا يسعنى إلا أن أوجه التحية والتقدير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته، التى تسعى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.

وإن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة وبدء مسار سلمى سياسى، يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعنى أننا نسير فى الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ وهو ما نصبو إليه جميعا.
فالمصالحة؛ لا المواجهة هى السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.
وأشدد هنا؛ على أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينيات القرن الماضى والتي شكلت إطارا استراتيجيا للاستقرار الإقليمى.

وإن توسيع نطاق هذه المنظومة لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة في الحياة، والتعاون بما ينهى الصراعات ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار، فى ربوع المنطقة.

 
وفى ختام كلمتى أطمئنكم أن جيش مصر قائم على رسالته، فى حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطنى؛ من صلب هذا الشعب العظيم وأبناؤه؛ يحملون أرواحهم على أكفه. ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات.


أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة ولشهدائنا الأبرارالذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة ولجنودنا الأبطال الذين يسهرون كى تنام مصر آمنة مطمئنة.
 

طباعة شارك أنور السادات السيسي أكتوبر

مقالات مشابهة

  • أحمد عاطف آدم يكتب: احذر.. الذكاء الاصطناعي يكذب ويبتز
  • زياد ابحيص يكتب .. ما بعد الرد على خطة ترامب
  • كروس : برشلونة يمتلك أحد أكثر الأساليب جاذبية ولكن ينهار بعد الدقيقة 75
  • غدا.. احتفال أكاديمية الفنون ومهرجان VS-Film بتوزيع جوائز مسابقة أفضل مقال ودراسة نقدية حول الأفلام القصيرة جدا
  • توزيع جوائز مسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية حول الأفلام القصيرة جدا غدا بأكاديمية الفنون
  • بورانجا.. حارس يكتب التاريخ في الـ82
  • توزيع جوائز مسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية حول الأفلام القصيرة جدا غدا
  • عبد الله الثقافي يكتب: الدكتور أحمد عمر هاشم تاج العلماء وصوت أهل السنة
  • بلال قنديل يكتب: حياة بلا عنوان
  • الرئيس السيسي: كي يكتب البقاء للسلام لا بد أن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف