بوريطة: المغرب والبرتغال تحذوهما إرادة مشتركة من أجل إرساء شراكة استراتيجية ذات مضمون نوعي
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء بلشبونة، أن المغرب والبرتغال تحذوهما إرادة مشتركة لتوظيف العمق التاريخي والقرب الجغرافي بين البلدين من أجل إرساء « شراكة استراتيجية ذات مضمون نوعي ».
وأوضح الوزير، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية البرتغال، باولو رانجيل، إن مباحثاته مع نظيره البرتغالي أفضت إلى وضع برنامج عمل لتفعيل هذا التوجه عبر تدابير عملية وملموسة، لاسيما من خلال تعميق الحوار السياسي بين البلدين، لافتا إلى تقارب المواقف بين الرباط ولشبونة بشأن مختلف القضايا، وإلى الاحترام الكبير الذي يكنه المغرب للمواقف الرصينة للبرتغال تجاه القضايا الإفريقية والدولية.
ولفت بوريطة إلى أن الملك محمد السادس يولي أولوية خاصة لتعزيز الشراكة بين المغرب والبرتغال، مبرزا طموح جلالته إلى الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى، « بما يتجاوز بكثير ما تم تحقيقه حتى الآن ».
وأوضح بوريطة، أن زيارته إلى لشبونة تندرج في إطار تجسيد هذه الرؤية الملكية، مشيرا إلى أن العلاقات المغربية – البرتغالية مطبوعة « بعمق تاريخي فريد وقرب جغرافي يجعل من البلدين جارين متميزين ».
وفي الشق الاقتصادي، أشار بوريطة إلى أنه جرى، بالمناسبة، تبادل الرؤى حول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية، وذلك سعيا إلى تموقع البرتغال ضمن الشركاء الاقتصاديين العشرة الأوائل للمغرب.
وشدد، في هذا الصدد، على ضرورة الانخراط القوي للقطاع الخاص في هذه الدينامية من أجل استثمار الفرص المتاحة في سياق العلاقات الثنائية.
من جانب آخر، تطرق الجانبان، يضيف الوزير، إلى سبل تعميق التعاون في المجالات الثقافية والأكاديمية وتلك المرتبطة بالبحث العلمي، وذلك من أجل ترسيخ الروابط الإنسانية التي تجمع بين الشعبين المغربي والبرتغالي.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، سجل بوريطة أن الموقف الذي عبرت عنه البرتغال في الإعلان المشترك، الذي تم اعتماده عقب لقائه أمس الثلاثاء بلشبونة مع نظيره البرتغالي، يندرج في إطار الدينامية الإيجابية التي أطلقها جلالة الملك من أجل التوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وخلص الوزير إلى أن هذه الزيارة تؤسس لمرحلة جديدة من تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يشمل الاستحقاقات الثنائية المقبلة، لا سيما لجنة المتابعة، واللجنة المشتركة، والزيارات الوزارية، والزيارات على أعلى مستوى.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
تدريبات بحرية مشتركة بين المغرب والولايات المتحدة في المحيط الأطلسي
أجرت السفينة الحربية الأمريكية "بول إغناتيوس" سلسلة تدريبات مشتركة مع البحرية الملكية المغربية في أكادير، ضمن جهود تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين الرباط وواشنطن، وجرت هذه المناورات بين 2 و4 من الشهر الجاري الجاري، وفق بلاغ صادر عن القوات البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا الأسطول السادس.
وبحسب البلاغ نفسه، نفذت السفينة الأمريكية تمرين "أطلس هاند شيك" (Atlas Handshake)، وهو تدريب ثنائي في مجال الدعم الناري السطحي البحري، خلال عملها في المحيط الأطلسي، وذلك تزامنا مع زيارتها لميناء أكادير، وشملت المناورات تعاونًا مباشرا مع السفينة المغربية "طارق بن زياد" للتنسيق التشغيلي.
وضمت التدريبات تمارين الزيارة والتفتيش والمصادرة (VBSS)، وتمرينًا مشتركًا لمكافحة الغواصات، إضافة إلى تدريب بالذخيرة الحية في أحد ميادين الرماية بالمغرب.
ونقل البيان عن جوزيف فيليبس، قائد "بول إغناتيوس"، قوله إن العمل إلى جانب البحرية الملكية المغربية "يمثل عنصرًا أساسيًا لتعزيز قدرتنا الجماعية على مواجهة الأنشطة البحرية غير المشروعة"، مشددًا على أن مثل هذه التدريبات "تحافظ على جاهزية قواتنا وقدرتها على حماية مصالح الولايات المتحدة أمام أي تهديد في إفريقيا وعلى مستوى العالم".
من جهته، أكد ديوك بوكان، السفير الأمريكي لدى المغرب، أن "الشراكة العسكرية التي تجمع البلدين قوية وتواصل تعزيز نفسها"، معتبرًا أنها تعكس "التزامًا مشتركًا بالأمن والاستقرار الإقليميين".
وأضاف أن الولايات المتحدة "تظل ملتزمة بدعم المغرب والشركاء الأفارقة في حماية الموارد البحرية وضمان التدفق الآمن للتجارة العالمية".
وأشار البلاغ إلى أن العلاقات الاستراتيجية الثنائية بين واشنطن والرباط تقوم على مصالح مشتركة في مجالات السلام والأمن والازدهار الإقليمي، وأن كلا من البحرية الأمريكية والبحرية الملكية المغربية تلتزمان بتطوير هذا التعاون لمواجهة التحديات البحرية، بما في ذلك الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المبلّغ عنه، والاتجار غير المشروع، والقرصنة، وغيرها من الجرائم المرتبطة بالبحر.
كما ذكر المصدر أن "بول إغناتيوس" تشارك في انتشار مُجدول ضمن منطقة عمليات الأسطول السادس، بهدف دعم الفعالية القتالية والجاهزية العملياتية للقوات البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا، والدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها.
وأكد البلاغ على أن الأسطول السادس، ومقره نابولي بإيطاليا، يشرف على "تنفيذ مجموعة واسعة من العمليات المشتركة والبحرية، في كثير من الأحيان بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء بين الوكالات، تحقيقًا للمصالح الوطنية الأمريكية وضمانًا للأمن والاستقرار في أوروبا وإفريقيا".