كيف يوازن خريجو الدبلوم العام بين الطموح الشخصي ومتطلبات سوق العمل؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
كتب – عبدالعزيز العبري
تتجه أنظار خريجي شهادة الدبلوم العام إلى الحياة الجامعية برؤية يملؤها الطموح والترقب، ويتزايد اهتمامهم بالخطوة المقبلة في مسارهم التعليمي والمهني، وفي هذا المنعطف المفصلي، يدخل الطلبة مرحلة جديدة من التفكير والتخطيط، يراجعون فيها خياراتهم، ويبحثون عن المسار الأنسب الذي يلبي تطلعاتهم، ويضمن لهم فرص المساهمة الفاعلة في بناء الوطن.
وفي هذا الاستطلاع، رصدت «عُمان» آراء عدد من خريجي الدبلوم العام حول تطلعاتهم للمرحلة المقبلة، وكيف يستعدون للانطلاق في مساراتهم المستقبلية من حياتهم.
وابتداء، قال أنس بن ماجد العامري إنه بدأ بتحديد ملامح المسار الذي يرغب في خوضه بعد الدبلوم، موضحًا أنه يميل حاليًا إلى مواصلة دراسته في تخصص يواكب اهتماماته وقدراته، خصوصًا في المجالات التقنية أو الإدارية. وبيّن أنه يجد نفسه أكثر ميلًا إلى المجالات المرتبطة بتقنية المعلومات، أو المجالات الإدارية عمومًا، والمالية منها بشكل خاص. وذكر أنه يقارن بين الفرص المتاحة من حيث متطلبات كل مجال، وفرص العمل بعد التخرج، ومدى تطابقها مع ميوله الشخصية، بالإضافة إلى دعم الأسرة واحتياج سوق العمل المحلي، وذلك من أجل اتخاذ قرار متوازن. ولفت إلى وجود جهود من قبل المدرسة والأسرة في تقديم التوجيه المناسب الذي يُعينه على اتخاذ القرار الصائب.
وعبّرت جنان بنت يحيى الصخبورية من مدرسة رابعة العدوية عن مشاعر الفخر والراحة بعد الانتهاء من مرحلة الدبلوم، ووصفتها بأنها كانت مليئة بالتحديات والتجارب. وأشارت بأنها تشعر بالحماس والتطلع للمرحلة القادمة رغم وجود بعض القلق الطبيعي تجاه المستقبل، معتبرة أن أكثر ما يشغلها حاليًا هو اختيار التخصص المناسب وبناء مسار يحقق طموحاتها. وأضافت أنها تتمنى أن تبدأ عامًا جديدًا ببداية قوية، تعمل فيه على تطوير ذاتها واتخاذ قرارات ترسم مستقبلًا ناجحًا بإذن الله.
بين الطموح والتريث
فيما عبّر الطالب سعيد بن أحمد الرحبي عن تفكيره حاليًا في ثلاثة تخصصات رئيسية، هي: الهندسة، والتربية، والاقتصاد، مشيرًا إلى أن كل واحد من هذه المجالات يمتلك جانبًا يجذبه، مما يدفعه إلى دراسة الخيارات بعناية قبل اتخاذ قراره النهائي. وأوضح أنه يميل إلى التريث والتفكير، إيمانًا منه بأن هذا القرار سيؤثر بشكل كبير على مستقبله، لذا يشعر بأنه من الضروري أن يفهم ذاته وميوله، ويبحث بتأن حول كل تخصص ليصل إلى الاختيار الأنسب.
وبيّن أن عدة عوامل ستؤثر على خياره القادم، أبرزها فهم ميوله الشخصية، ومدى ميله للجانب العلمي، إلى جانب فرص التوظيف المستقبلية، وقدرته على الإبداع والاستمرارية دون شعور بالملل، كما أن آراء العائلة والمقربين تساعده في رؤية الأمور من زوايا مختلفة.
ولفت إلى أنه يتلقى دعمًا من أسرته وأصدقائه، ويستفيد كذلك من استشارات المرشدين الأكاديميين وتجارب بعض الطلبة ممن يدرسون التخصصات التي يفكر بها، مما يمنحه تصورًا أوضح عن واقع ما بعد المرحلة الثانوية.
قرار مصيري
من جانبه، أشار الطالب خالد بن وليد الشرجي إلى أن ملامح الطريق بدأت ترتسم أمامه تدريجيًا، مبينًا أن اختيار المسار بعد الدبلوم ليس قرارًا عابرًا، بل خطوة مصيرية تتطلب التأمل، والتوازن بين ما تهفو إليه النفس وما تقتضيه معطيات الواقع. وقال: إنه يجد نفسه يميل إلى الطب والهندسة، نظرًا لما يقدمانه من تحدٍّ عقلي وفرص رحبة للإبداع، إلى جانب كونهما مجالات تخدم الإنسان وتفتح أبواب التخصص والتطور.
وعن رؤيته للفرص، أوضح أنه لا ينظر لها بسطحية الأرقام، بل يُقيّم مدى انسجامها مع قدراته الذاتية، وآفاق التطور التي تتيحها، وأهمية التخصص على مستوى احتياجات المستقبل، مؤكدًا أنه لا يسعى لكثرة الفرص بقدر ما يبحث عن جودتها وصدقها في ملاءمة طموحه.
وفيما يتعلق بالتوجيه، وصف الشرجي الجهود المبذولة بأنها لا ترقى دائمًا إلى عمق تطلعات الطلبة، مشيرًا إلى أن التوجيه المؤثر يتطلب من يُصغي بعلم وبصيرة، لا من يقدم النصيحة على عجل، فصناعة القرار الصائب تحتاج إلى حوار ناضج وتوجيه حقيقي.
إصرار وأمل
وتحدثت فجر بنت عادل اليعقوبية عن خطتها المستقبلية، مشيرة إلى أنها تتطلع لمواصلة تعليمها الجامعي داخل سلطنة عمان، واختيار تخصص يتماشى مع طموحاتها ويحقق ذاتها، لتتمكن من خدمة وطنها بشكل فاعل. وأكدت أن حلمها منذ الطفولة أن ترتدي عباءة التخصص الذي تحب، مهما تطلّب الأمر من صبر وجهد، وتأمل أن تضيف إلى اسمها لقبًا تفخر به، وتحمله بكل فخر وسرور.
وبيّنت أنها مهيّأة نفسيًا وشخصيًا واجتماعيًا للمرحلة القادمة، وتؤمن بقدرتها على التكيّف مع تحدياتها، وبأنها ستُثبت ذاتها من خلال المواهب والخبرات التي اكتسبتها في مراحل متعددة.
وأضافت: أن الطريق لا يكون ممهّدًا دائمًا، بل يحتاج إلى تخطيط واجتهاد، وتوكّل على الله، موقنة بأن الله لن يتركها، بل يهيّئ لها الأسباب ويحفّها بالحفظ ما دامت تذكره وتسعى. واختتمت حديثها بإيمان راسخ: "سأحقق ما أطمح إليه، ولو بعد حين، فـلا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس".
مرحلة انتقالية
ويرى الدري بن غالب المسلمي أن المرحلة الحالية تقتضي التوقف قليلًا للتأهيل والتطوير والتدريب، باعتبارها نقطة انتقالية من المرحلة المدرسية إلى الحياة الجامعية والمهنية، مؤكدًا أهمية هذه الفترة في فهم اهتماماته بشكل أعمق، واكتشاف التخصص أو المجال المهني الملائم لقدراته وطموحه.
وأشار إلى رغبته في اكتساب مهارات متعددة، أبرزها مهارات التواصل، وحل المشكلات، وتنظيم الوقت، إلى جانب تطلعه لتعلّم البرمجة وأساسيات الهندسة. وقال: إنه يحاول استثمار وقته بتنظيم بسيط بين الراحة والدراسة، والسعي التدريجي نحو الحصول على المعرفة والمعلومات الأساسية. ووصف هذه المرحلة بأنها فرصة حقيقية لفهم الذات، وتحديد الأهداف المستقبلية، ومرحلة تأسيسية تسهم في بناء الشخصية وتنمية المهارات الضرورية للحياة الأكاديمية المقبلة.
ماذا بعد الدبلوم؟
عبدالرحمن بن راشد البلوشي عبر عن شعوره بالفخر والفرحة بعد إنهاء مرحلة الدبلوم، واصفًا إياها بالعقبة التي تخطّاها بنجاح، وقال: "هو شعور لا يُضاهيه شعور.. الحمد لله على حسن الختام". وأوضح أنه يشعر بالحماس تجاه المرحلة القادمة، ويستعد لمواجهة تحدياتها، مشيرًا إلى أن الحياة تتطلب مجابهة العقبات لتحقيق الأحلام والطموحات. وأضاف أن أكثر ما يشغله حاليًا هو سؤال واحد: "هل سأكون في قلب حلمي الذي سعيت له طوال السنوات الماضية؟ وهل سألامس واقعه؟". وتمنى لنفسه خلال العام المقبل أن يكون في مكان يشبهه ويشبه طموحه، وأن يكون صوتًا يحمل الخير في المجتمع ولسانًا لا ينطق إلا بالحق والبيان.
روح المبادرة
بدوره، عبّر ليث سعيد الريدي عن تطلعه لأن يكون بعد تخرجه شخصًا فاعلًا في المجتمع، وأن يكون مصدر تأثير وإلهام، وأوضح أنه يريد أن يقدم شيئًا مختلفًا لوطنه، حتى وإن بدا بسيطًا، فهو مؤمن بأن أي تغيير -ولو كان محدودًا- يمكن أن يترك أثرًا واسعًا في المجتمع.
وبيّن أن هناك تقاطعًا بين طموحاته الشخصية واحتياجات سوق العمل، قائلا: زمننا اليوم يفرض علينا مجاراة التسارع التكنولوجي، إلا أن النجاح الحقيقي بالنسبة له يتمثل في البصمة التي يتركها الإنسان في مجتمعه، مؤكدًا أن تطوير الذات هو الطريق الأصدق لتحقيق الطموحات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أن یکون إلى أن حالی ا
إقرأ أيضاً:
تنقلات الشرطة السنوية.. ضخ دماء جديدة واستقرار وظيفى للضباط
تسعى حركة ترقيات وتنقلات ضباط الشرطة إلى تعزيز الأداء الأمني ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال اختيار أفضل العناصر وظيفيًا وصحيًا، بما يواكب متطلبات المرحلة ويخدم مصالح المواطن بصورة مباشرة.
كما تراعي الحركة الجوانب الاجتماعية والصحية للضباط، في إطار من الضوابط التي تحقق التوازن بين متطلبات العمل والاستقرار الأسري والوظيفي.
وتنطلق هذه الحركة بشكل سنوي خلال شهر يوليو، وفق نهج مستقر يهدف إلى ضخ دماء جديدة داخل المواقع الشرطية المتنوعة، وتحديث منظومة العمل عبر ترقية وندب عدد من القيادات بما يتناسب مع الاحتياجات الميدانية.
ويُعتمد هذا التوجه كجزء من خطة تطوير شاملة تسعى إلى الحفاظ على كفاءة الجهاز الأمني وضمان استمرارية الأداء بأعلى مستوى ممكن.
وقد تم الانتهاء من إعداد حركة تنقلات هذا العام، ومن المتوقع صدورها رسميًا قريبا، لتبدأ مرحلة جديدة من العمل الأمني تستند إلى الكفاءة والانضباط وتحقيق الصالح العام.
ويُذكر أن الضباط يتخرجون من أكاديمية الشرطة بعد دراسة تمتد لأربع سنوات، يحصلون خلالها على ليسانس الحقوق ودبلوم في العلوم الشرطية، ما يفتح المجال أمامهم لمزاولة مهنة المحاماة بعد التقاعد.
ويخضع المتقدمون للالتحاق بكلية الشرطة لاختبارات دقيقة تشمل اللياقة البدنية والفحوص الطبية وكشف الهيئة، إلى جانب شروط تتعلق بحسن السمعة والسلوك.
ويظل يوم 25 يناير 1952 حاضرًا في ذاكرة الوطن، حين واجه رجال الشرطة ببسالة قوات الاحتلال البريطاني في مبنى محافظة الإسماعيلية، ورفضوا تسليمه رغم القصف العنيف، ما أسفر عن استشهاد 50 من رجال الشرطة وإصابة 80 آخرين.
وقد جاء هذا الهجوم بعد قرار مصر إلغاء معاهدة عام 1936 مع بريطانيا، ليصبح هذا اليوم رمزًا لتضحيات الشرطة، وتقرر تخليده سنويًا باعتباره عيد الشرطة.