الرئيس التونسي يهزّ ضمير واشنطن: هذا الطفل لا يجد إلا الرمل ليأكله!
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
خلال استقباله لمسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، قدّم الرئيس التونسي قيس سعيّد رسالة إنسانية صادمة وملفاً حافلاً بصور مأساوية من قطاع غزة، في خطوة رمزية حمّلت ضيفه الأميركي مسؤولية أخلاقية مباشرة تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية.
وخلال اللقاء الذي عُقد الثلاثاء في قصر قرطاج، عرض سعيّد على مستشار ترامب صوراً لأطفال فلسطينيين يعانون من الجوع والعطش تحت الحصار، أبرزها صورة لطفل “يبكي ويأكل الرمل”، كما قال الرئيس التونسي حرفياً: “أعتقد أنّك تعرف هذه الصور جيداً… طفل يأكل الرمل في القرن الحادي والعشرين لأنه لم يجد ما يسد به رمقه… هذه صورة من عديد الصور، وأخرى لطفل على وشك الاحتضار لأنه لم يجد ما يأكل”.
انتقاد حاد للشرعية الدولية
سعيّد استغل اللقاء لتوجيه انتقاد لاذع لما وصفه بانهيار الشرعية الدولية، قائلاً: “هل هذه هي الشرعية الدولية؟ إنها تتهاوى يوماً بعد يوم، ولم تعد تعني شيئاً عندما نقف أمام هذه المآسي اليومية التي يُعاني منها الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن ما يحصل هو “جريمة إنسانية غير مقبولة على الإطلاق”، داعياً إلى يقظة عالمية تضع حداً لهذه الجرائم، وقال: “آن الأوان لأن تستفيق الإنسانية كلها لتضع حدّاً لهذه الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني. المجتمع الإنساني اليوم يُندد بما يجري، وتفوّق في صرخته على المجتمع الدولي الذي بدأ يتهاوى”.
شؤون عربية وسيادية ضمن المباحثات
بيان الرئاسة التونسية أشار إلى أن اللقاء لم يقتصر على ملف غزة، بل تناول أيضاً ملفات الإرهاب والتطورات الإقليمية، حيث شدّد سعيّد على أن “القضايا داخل كل دولة عربية يجب أن تحلّها شعوبها دون أي تدخل أجنبي تحت أي مبرر كان”، مؤكداً أن السيادة الوطنية ومبدأ عدم التدخل من الثوابت الأساسية للسياسة التونسية.
شراكات استراتيجية دون التفريط في المبادئ
في سياق آخر، أكد الرئيس التونسي حرص بلاده على توسيع شراكاتها الاستراتيجية بما يخدم مصالح الشعب التونسي، مشدداً على أن تونس “لن تحيد عن ثوابتها في الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس التونسي الرئيس التونسي قيس سعيد تونس تونس وأمريكا دونالد ترامب الرئیس التونسی
إقرأ أيضاً:
يهدف لمنع انتقاد إسرائيل.. تعريف جديد لـمعاداة السامية يثير الغضب في الجامعات الأمريكية
أثارت جامعة كولومبيا الأمريكية جدلًا واسعًا باعتمادها تعريف التحالف الدولي لمعاداة السامية ضمن إجراءات تأديبية. أكاديميون يحذرون من تقييد الحرية الأكاديمية، ويشيرون إلى تهديدات للنقاش حول إسرائيل وفلسطين، معتبرين القرار انحناءً للضغط الحكومي وانزياحًا عن مبدأ الحرية الجامعية. اعلان
أعلنت الباحثة البارزة في دراسات الإبادة الجماعية، ماريان هيرش، والأستاذة بجامعة كولومبيا الأمريكية، أنها تفكر لأول مرة في مسيرتها الأكاديمية، التي تمتد لأكثر من خمسين عامًا، في التوقف عن التدريس، بعد اعتماد الجامعة تعريفًا جديدًا لمعاداة السامية.
ووفقًا لهذا التعريف، الذي يروج له "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" (IHRA)، قد تُعتبر بعض الانتقادات الموجهة لإسرائيل خطاب كراهية، وهو ما تعتبره هيرش تهديدًا مباشرًا لحرية التعبير داخل قاعات الدرس.
وقالت هيرش، وهي ابنة لاثنين من الناجين من المحرقة، إن هذا التوجه الجديد "يضع حدودًا خطيرة على النقاشات في الصف، ويهدد بفرض رقابة صريحة"، خصوصًا عند الحديث عن نصوص نقدية لإسرائيل مثل كتاب هانا أرندت "آيشمان في القدس".
Related اتهامات بـ"معاداة السامية".. ترامب يثير الجدل باستخدامه مصطلح "شايلاك" لوصف بعض المصرفيينتقرير: ارتفاع كبير في حوادث معاداة السامية في ألمانيا تقرير حكومي بريطاني: معاداة السامية أصبحت "مألوفة" لدى الطبقة المتوسطةويأتي هذا التحول في جامعة كولومبيا بعد اتفاق مع إدارة ترامب يهدف إلى استعادة تمويل فدرالي بقيمة 400 مليون دولار، بعدما اتُهمت الجامعة بعدم التعامل بجدية مع شكاوى تتعلق بمعاداة السامية. وقد وافقت الجامعة على استخدام تعريف الـIHRA في الإجراءات التأديبية والتعليمية، ما أثار انتقادات واسعة من قبل أساتذة ومدافعين عن الحريات الأكاديمية.
ويحذر الخبراء، ومنهم كينيث ستيرن، الذي شارك في صياغة تعريف IHRA، من "تسييس" التعريف واستخدامه كأداة لقمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، بمن فيهم يهود مناهضون للصهيونية.
وقال ستيرن إن تبني هذا التعريف بهذه الطريقة قد يؤدي إلى ملاحقات قانونية ضد الأساتذة، ويفتح الباب أمام جماعات خارجية لمراقبة المحتوى الأكاديمي والضغط لإقالة من يخالف التوجه السياسي المؤيد لإسرائيل.
وفي المقابل، يرى مؤيدو الخطوة، مثل كينيث ماركوس، من "مركز براندايس لحقوق الإنسان"، أن القرار جاء لحماية الطلاب اليهود من المضايقات، معتبراً أن بعض الأساتذة الرافضين "قد يكون من الأفضل ألا يواصلوا التدريس".
أما هيرش، فأكدت أنها ستواصل عملها البحثي حول الإبادة الجماعية، حتى وإن اضطرت إلى ذلك خارج أسوار الجامعة، قائلة إن الحديث عن "التطهير العرقي والجرائم المرتكبة في غزة اليوم" هو جزء أساسي من مهمتها الأكاديمية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة