خرق جديد لوقف إطلاق النار| إسرائيل تتوغل داخل لبنان.. تفاصيل
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
شهدت الحدود الجنوبية لـ لبنان، صباح الأربعاء، تصعيدا ميدانيا خطيرا تمثل في توغل قوة مشاة إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، ما يشكل خرقا جديدا للسيادة الوطنية ولاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر عام 2024.
وفي هذا الصدد، قال عبد الله نعمة، كاتب وباحث سياسي، إن من الواضح أن إسرائيل لا تبدي أي التزام فعلي بقرارات الشرعية الدولية، وقد أثبتت التجربة أن سلوكها السياسي والعسكري لا يبنى على احترام المواثيق أو الاتفاقيات.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "ولهذا فإن أي مسعى للتفاوض معها، خاصة بوجود رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، يثير الكثير من المخاوف، نظرا لانعدام الثقة في نواياه وممارساته".
وأشار نعمة: "أما من جهة موازين القوى، فإن السلاح الذي يمتلكه حزب الله، رغم خطورته، لا يقارن من حيث التطور والدقة والقدرة التدميرية بترسانة إسرائيل العسكرية المتقدمة، فبينما يمتلك الحزب ترسانة من الصواريخ الباليستية، تظل إسرائيل متفوقة بمنظوماتها الدفاعية والهجومية الفتاكة، ما يفرض علينا إدراك حجم الفارق في ميزان الردع والقوة".
وتابع: "وفي المقابل، نؤكد أن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية الوحيدة التي تمتلك الهيكلية والتنظيم والانضباط الكفيل بحماية الوطن من أي عدوان خارجي، إن تحصين الدولة يبدأ من تمكين الجيش وتعزيز سلطته، وليس من خلال وجود تنظيمات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة".
وأردف: "وعلى هذا الأساس، يجب أن يخضع حزب الله للشرعية اللبنانية، ويوافق على تسليم سلاحه لصالح الجيش، لأن أي سلاح خارج الدولة هو سلاح يشكل خطرا على وحدة لبنان واستقراره".
واختتم: "حزب الله يتصرف وكأنه الوصي الوحيد على أمن الوطن، لكنه في واقع الأمر يجر لبنان نحو مزيد من العزلة والصراعات، دون أن يمتلك القدرة الحقيقية على حماية نفسه، فضلا عن حماية البلاد، واستمرار هذا الوضع لا يخدم أحدا، بل يعرض لبنان لمخاطر جسيمة داخليا وخارجيا".
ووفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، فإن قوة مشاة إسرائيلية معادية مؤلفة من نحو 20 جنديا توغلت فجرا في منطقة ريحانة بري الواقعة في سهل الماري – قضاء مرجعيون، انطلاقا من محيط بلدة العباسية الحدودية.
وخلال العملية، قامت القوة الإسرائيلية بتفتيش عدد من المنازل المأهولة والمهجورة في المنطقة، كما استجوبت عددا من المواطنين اللبنانيين والعمال السوريين، قبل أن تنسحب لاحقا من المنطقة.
وأفادت المصادر أن القوة اصطحبت معها عاملَين سوريين، لكنها أعادت إطلاق سراحهما لاحقا بالقرب من الحدود.
وتعليقا على هذا التطور، اعتبر النائب قاسم هاشم، في تصريح للوكالة اللبنانية الرسمية، أن هذا التوغل الإسرائيلي الجديد في بلدة ريحانة بري يؤكد مجددا أن العدو الإسرائيلي لا يلتزم بأي قرار دولي ولا يعير اهتماما للمساعي الدبلوماسية أو الوساطات القائمة.
وأضاف هاشم: "ما حصل اليوم ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو تأكيد لاستمرار العدوان الإسرائيلي واستباحته المتمادية للسيادة اللبنانية، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وتحديدا قوات اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان)".
وشدد على أن مسؤولية مواجهة هذه المرحلة الدقيقة تقع على اللبنانيين أنفسهم، سواء على مستوى المسؤولين أو القوى السياسية، داعيا إلى التعامل مع الملفات الأساسية وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي المتكرر، بما يتوافق مع المصلحة الوطنية العليا، وصون السيادة اللبنانية، في ظل التحديات المتسارعة التي تحيط بالبلاد.
تحليق مكثف للطائرات المسيرةوفي سياق متصل، أفادت الوكالة أن ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية حلّقت صباح الأربعاء على علو منخفض جدا وبشكل دائري فوق عدة بلدات جنوبية في قضاء النبطية، شملت: فرون وكفرصير وصير الغربية ووقعقعية الجسر ويحمر وأرنون
كما سجل تحليق لطائرة مسيرة إسرائيلية منذ ساعات الصباح فوق بلدات:
- البابلية
- الوبية
- السكسكية
- أنصارية
وتأتي هذه الانتهاكات في ظل تصاعد مستمر للتوتر على الجبهة الجنوبية، مع تكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر 2024، والذي جاء بعد اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل و"حزب الله".
والجدير بالذكر، أنه في 8 أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل عدوانها على لبنان، الذي تطور لاحقا إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر 2024، وأسفر عن سقوط أكثر من 4.000 قتيل وقرابة 17.000 جريح.
وبحسب البيانات الرسمية اللبنانية، فإن إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 3.000 مرة منذ توقيعه، مما تسبب في استشهاد 258 شخصا وإصابة 562 آخرين.
استمرار الاحتلالورغم الإعلان عن انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، فإن جيش الاحتلال لا يزال يسيطر على خمس تلال لبنانية احتلها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى يحتلها منذ عقود، مما يعد تحديا صريحا للسيادة اللبنانية ولاتفاقيات الأمم المتحدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان جنوب لبنان الجيش السوري وقف إطلاق النار إسرائيل الاحتلال وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
ستارمر يرفض الاعتراف بفلسطين ويدعو لوقف إطلاق النار في غزة
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -مساء الجمعة- إن "الحكومة لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي"، مما خيب آمال كثيرين في حزب العمال الذين يريدون منه أن يحذو حذو فرنسا في تسريع هذه الخطوة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -أول أمس الخميس- أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية، وهي خطوة قوبلت بتنديد شديد من إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك بعد خطوات مماثلة من إسبانيا والنرويج وأيرلندا العام الماضي.
وبعد إجرائه مباحثات مع ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس لتناول سبل الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها في غزة، قال ستارمر إنه "يركز على الحلول العملية التي يعتقد أنها ستحدث فرقا حقيقيا في إنهاء الحرب على غزة".
وأردف قائلا "يجب أن يكون الاعتراف بدولة فلسطينية إحدى هذه الخطوات. أنا جاد في هذا الشأن، ولكن يجب أن يكون ذلك جزءا من خطة أوسع تفضي في النهاية إلى حل الدولتين وضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو دائم".
ضغوط بريطانيةوأمس الجمعة، بعث أكثر من 220 عضوا في البرلمان، أي نحو ثلث المشرعين في مجلس العموم ومعظمهم من حزب العمال، برسالة إلى ستارمر يحثونه فيها على الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقالت حكومات بريطانية متعاقبة من قبل إنها ستعترف رسميا بدولة فلسطينية في الوقت المناسب، من دون أن تضع جدولا زمنيا أو تحدد شروطا لذلك.
ونشرت النائبة عن حزب العمال الحاكم سارة تشامبيون -التي تولت تنسيق المبادرة- نشر الرسالة في حسابها على منصة إكس.
وقالت تشامبيون إن النواب الموقعين من 9 أحزاب، بينها حزب العمال الحاكم، وحزب المحافظين المعارض، وحزب الديمقراطيين الليبراليين، وأحزاب أخرى من أسكتلندا وويلز.
وحث الموقّعون رئيس الوزراء على إعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر حل الدولتين الذي يعقد في نيويورك يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية.
إعلانوكان موقع بلومبيرغ ذكر -أمس الجمعة- أن ستارمر يواجه ضغوطا من كبار أعضاء حكومته، ومن الرئيس الفرنسي للاعتراف الفوري بفلسطين دولة ذات سيادة.
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر مطلعة أن وزراء بريطانيين عبروا عن استيائهم من رفض رئيس الوزراء الوفاء بوعده بدعم الدولة الفلسطينية، قائلة إن وزراء الصحة والعدل والثقافة في بريطانيا دعوا ستارمر ووزير خارجيته للتحرك بسرعة للاعتراف بفلسطين.
موقف ضعيفوردا على تصريحات ستارمر، قال صادق خان رئيس بلدية لندن ونواب من حزب العمال في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان هذا الأسبوع إن على بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية. كما قالت الوزيرة البريطانية شابانا محمود إن هذه الخطوة ستحقق "فوائد عديدة" وتبعث برسالة إلى إسرائيل.
وقالت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اليوم الجمعة إنه "لا يمكن للحكومة أن تستمر في انتظار الوقت النموذجي، فالتجربة تظهر أنه لن يكون هناك وقت مثالي أبدا".
وقال أحد نواب حزب العمال لرويترز إن هناك استياء داخل الحزب من موقف ستارمر بسبب عدم اتخاذ الحكومة خطوات دبلوماسية أقوى للتنديد بإسرائيل.
وأضاف "معظمنا يشعر بالغضب الشديد إزاء ما يحدث في غزة، ونعتقد أن موقفنا ضعيف للغاية".
ومن المقرر وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق اليوم الجمعة إلى أسكتلندا، مما عقد من موقف ستارمر حيال المسألة في وقت يبني فيه أواصر علاقة أوثق مع ترامب.
ونادرا ما تتخذ بريطانيا مواقف في السياسة الخارجية تتعارض مع سياسة الولايات المتحدة.
من جانبه، قال إتش إيه هيلر -وهو زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن- إن "السؤال هنا يتمحور حول مدى الاعتماد على الولايات المتحدة، وإذا ما كانت لندن تستطيع تحمل تكلفة حدوث صدع في علاقتها مع واشنطن التي ترتبط بتحالف وثيق مع تل أبيب".
وأضاف أن "هناك شعورا على أعلى مستويات الحكم في لندن بأن إدارة ترامب يمكن أن تغير مسارها بسهولة وبشكل غير متوقع في ملفات تقلق بريطانيا بشدة".