الجزيرة:
2025-12-09@11:11:54 GMT

إغناتيوس: حذارِ فعام 1914 يلوح في الأفق

تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT

إغناتيوس: حذارِ فعام 1914 يلوح في الأفق

لا تندلع الحروب الكارثية فجأة أو من غير إنذار. وغالبا ما نراها تقترب، لكننا نفشل في اتخاذ قرارات سريعة أو حاسمة لتجنبها.

وبهذه المقدمة استهل الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس مقاله بصحيفة واشنطن بوست، تناول فيه ما دار في الاجتماع السنوي لمجموعة "آسبن" الإستراتيجية (Aspen Strategy Group) التي تجمع عددا متنوعا من الخبراء والمسؤولين الحكوميين لمناقشة التحديات الأمنية العالمية وتقديم توصيات بشأنها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: الكلمات وحدها لا تكفي لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزةlist 2 of 2أطباء غزة يعجزون عن معالجة المرضى بسبب الجوعend of list

وحضر الاجتماع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين السابقين في مجالي الدفاع والسياسة الخارجية، من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لمناقشة تفاقم خطر نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين بسبب تايوان.

وأعرب كاتب المقال عن أسفه لتغيب كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب عن تلك المداولات، رغم الحاجة الماسة لمشاركتهم فيها. بل لم يتوقف الأمر على ذلك، فقد أصدرت وزارة الدفاع (البنتاغون) بيانا اتهمت فيه الجهة المنظمة -وهي مجموعة آسبن الإستراتيجية- بأنها تروِّج "لشرور العولمة".

ورغم هذا الهجوم الكاسح، فإن إغناتيوس يعتقد أن الحوارات في المنتدى كانت من بين الأكثر ثراءً وعمقا خلال سنوات انعقاد المؤتمر الــ15 الماضية، وشهدت حضور شخصيات رفيعة من الحزبين، بينهم وزراء خارجية ودفاع سابقون ومستشارون للأمن القومي وخبراء بالشأن الصيني.

ووفق المقال، فقد أجمع المشاركون على ضرورة أن تتبع الولايات المتحدة نهجا يقوم على "الطمأنة والردع": أي طمأنة الصين بأن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان، مع تعزيز القدرات العسكرية والدبلوماسية الأميركية في آسيا لردع أي محاولة صينية للاستيلاء على الجزيرة بالقوة أو عبر وسائل قسرية غير عسكرية.

وقارن آرني ويستاد المؤرخ في جامعة ييل التوترات بين واشنطن وبكين بالتطورات الجيوسياسية التي سبقت الحرب العالمية الأولى، موضحا أوجه الشبه بين تحالف الصين مع روسيا حاليا وتحالف ألمانيا مع النمسا عام 1914، وكذلك بين قلق بريطانيا من صعود ألمانيا وقلق أميركا الحالي من صعود الصين.

إعلان

وتزايدت المخاوف بعد فوز الرئيس التايواني المؤيد للاستقلال لاي تشينغ-تي، بالانتخابات التي جرت في يناير/كانون الثاني 2024. وإزاء هذا التطور، صعّدت بكين من لهجتها، حيث اعتبر عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي وانغ هونينغ أن إعادة الوحدة مع تايوان "أمر لا مفر منه" وهو تصريح -في نظر إغناتيوس- يتماشى مع توجيهات الرئيس الصيني شي جين بينغ للجيش بالاستعداد للحرب بحلول عام 2027.

تحدي "المنطقة الرمادية"

يتمثل التحدي الأصعب -برأي إغناتيوس- في ردع إستراتيجية "المنطقة الرمادية" التي تنتهجها الصين، وهي خطوات لا تصل إلى حد الحرب، لكنها تضغط على تايوان لإجبارها على الاستسلام. وإستراتيجية "المنطقة الرمادية" نهج في العلاقات الدولية تستخدمه الدول أو الجهات الفاعلة غير الحكومية لتحقيق أهدافها السياسية أو العسكرية من خلال أنشطة تقع بين السلم والحرب التقليدية دون دخول صراع عسكري واسع النطاق.

وقال غراهام أليسون الأستاذ في جامعة هارفارد وأحد الأعضاء المؤسسين بالمجموعة إن "الخطر الحقيقي لا يكمن في الغزو، بل في الحصار وخنق جزيرة تايوان بحرمانها من استيراد الغذاء والطاقة ومنع تصدير الرقائق الإلكترونية وغيرها".

ما يجعل تايوان مهمة جدا وخطيرة في آن معا كونها مركزا لإنتاج أشباه الموصلات المتقدمة في العالم عبر شركة "تي إس إم سي" التي تعد ضرورية للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.

وقد رأى بعض المشاركين أن مجرد تحذير بكين من هذه الخطوات لا يكفي، داعين إلى استخدام وسائل هجومية مضادة في مجال المعلومات والقرصنة السيبرانية.

وقد فسّر إغناتيوس ذلك بأنه يعني أن على الولايات المتحدة أن تتقن أيضا اللعب في "المنطقة الرمادية".

ومن جانبه، حذر نيكولاس بيرنز مبعوث الرئيس السابق جو بايدن إلى الصين من أن التهديد الأكبر قد لا يكون هجوما عسكريا مفاجئا من قبل بكين، بل قد يكون خنقاً تدريجياً عبر الحصار أو القيود الجمركية أو وسائل غير عسكرية، مما قد يدفع الولايات المتحدة للرد ويدخل الطرفين في دوامة تصعيد.

واقترح عدد من المشاركين أن تعديلا بسيطا في خطاب واشنطن يؤكد أنها "تعارض" استقلال تايوان، بدلا من القول إنها "لا تدعم استقلال تايوان" قد يبعث برسالة حاسمة إلى بكين دون تغيير السياسة الأساسية.

حروب المستقبل لا يمكن تفاديها عبر تجاهلها إنما ينبغي مواجهتها بالتخطيط، وأنصح إدارة ترامب بأن تبتدر نقاشا جادا بشأنه إستراتيجيتها تجاه تايوان، تماما مثلما فعلت مجموعة آسبن

وأشار إغناتيوس إلى أن آراء ترامب غير الواضحة بشأن تايوان كانت مصدر قلق للحاضرين. فقد عبّر بعضهم عن مخاوف من أن الرئيس الأميركي قد يُقايض بتايوان ضمن صفقة تجارية واسعة مع نظيره الصيني.

وحذر بيرنز بلهجة -تعبِّر عن رأي معظم الحاضرين- من أن "قضية تايوان لا تحتمل صفقة كبرى، بل تتطلب قيادة صبورة وصارمة تعمل مع الحلفاء لردع الصين ومنع اندلاع حرب".

لماذا تايوان بهذه الأهمية؟

يعتقد كاتب المقال أن ما يجعل تايوان بتلك الأهمية والخطورة في آن معا كونها مركزا لإنتاج أشباه الموصلات المتقدمة في العالم عبر شركة "تي إس إم سي" التي تعد ضرورية للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.

ويرى البعض أن صراعا قد ينشب إذا شعرت إحدى الدولتين (الولايات المتحدة أو الصين) بأن وصولها إلى هذه المواد الحيوية مهدد.

وخلص إغناتيوس إلى أن حروب المستقبل لا يمكن تفاديها عبر تجاهلها، إنما ينبغي مواجهتها بالتخطيط، ناصحا إدارة ترامب بأن تبتدر نقاشا جادا بشأن إستراتيجيتها تجاه تايوان، تماما مثلما فعلت مجموعة آسبن.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات الولایات المتحدة المنطقة الرمادیة

إقرأ أيضاً:

أردوغان يبحث مع مادورو التوترات مع الولايات المتحدة

أنقرة (زمان التركية) – أجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالا هاتفيا مع نظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في ظل التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت الرئاسة التركية أن الطرفين بحثا خلال الاتصال الهاتفي العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية.

وأكد أردوغان لمادورو خلال الاتصال الهاتفي على متابعته للتطورات في منطقته عن كثب، وثقة تركيا في إمكانية حل المشكلات عبر الدبلوماسية وتشديد انقرة على هذا الأمر في كل المنصات.

وشدد أردوغان على أهمية إبقاء قنوات الحوار بين فنزويلا والولايات المتحدة مفتوحة، معربا عن آماله في إخماد التوترات فورا.

هذا ونفذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 21 غارة على قوارب يزعم أنها تنقل مخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، مما أسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل في الوقت التي تحشد فيه الولايات المتحدة حاملات الطائرات وقواتها في البحر الكاريبي مع تصاعد التوترات بين البلدين. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منح مادورو مهلة لمغادرة البلاد رفقة عائلته وهو ما رفضه الأخير في ظل تصاعد المخاوف من شن الولايات المتحدة هجوما عسكريا على فنزويلا للإطاحة بنظام مادورو.

Tags: التوترات بين أمريكا وفنزويلاالعلاقات التركية الفنزويليةرجب طيب أردوغاننيكولاس مادورو

مقالات مشابهة

  • ترامب يحذر الدول التي تغرق الولايات المتحدة بالأرز الرخيص
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • الصين: تايوان شأن داخلي ولا نقبل أي تدخل خارجي
  • تصاعد أزمة صلاح في ليفربول.. واستبعاده من مواجهتي إنتر وبرايتون يلوح في الأفق
  • ترحيل عشرات الإيرانيين والعرب على متن رحلة واحدة من الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تلمِّح بالانسحاب من حلف الناتو!
  • ترامب يلوح بعمليات برية في الكاريبي وفنزويلا تكثف التجنيد
  • أردوغان يبحث مع مادورو التوترات مع الولايات المتحدة
  • التوتر يسود الموقف.. تايوان تتهم الصين بنشر سفن حربية ضمن عمليات عسكرية
  • وثيقة تكشف استراتيجية ترامب لمنع الصراع مع الصين بشأن تايوان