اتفاق سلام الكونغو ورواندا يواجه اختبارا حاسما ونداء إلى ترامب
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
تتجه الأنظار إلى شرقي الكونغو في وقت يشهد فيه اتفاق السلام بين كينشاسا وكيغالي تحديات متزايدة، وسط تعقيدات ميدانية ونداءات سياسية مع اقتراب موعد تنفيذ اتفاق برعاية أميركية يعتبره البيت الأبيض مفتاحا لتحقيق استقرار اقتصادي وإستراتيجي بالمنطقة.
ففي التاسع من يوليو/تموز، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن رئيسي الكونغو ورواندا سيزوران الولايات المتحدة "خلال الأسبوعين المقبلين" لتوقيع الاتفاق رسميا، إلى جانب حزم اقتصادية ثنائية قد تدرّ مليارات الدولارات من الاستثمارات على البلدين الغنيين بالتانتالوم والذهب والكوبالت والنحاس والليثيوم.
الاتفاق الذي يستهدف احتواء حركة "إم 23" تزامن مع مفاوضات مباشرة بين الكونغو والحركة استضافتها قطر، وأسفرت عن اتفاق منفصل يُرتقب توقيعه في 18 أغسطس/آب. غير أن الحركة لم تعلن بعد خططا ملموسة للانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها.
وفي المقابل، ما تزال جماعة "قوات التحرير الديمقراطية الرواندية" تتصدر المشهد باعتبارها إحدى النقاط الخلافية، إذ يربط الاتفاق انسحاب القوات الرواندية بتحييد هذه الجماعة التي تضم عناصر متهمة بالتورط في إبادة عام 1994 في رواندا.
وفي تطور لافت، ناشدت الجماعة الرئيس الأميركي عدم منح الضوء الأخضر لهجوم كونغولي محتمل ضدها. ففي رسالة بتاريخ 2 يوليو/تموز، حذّر فيكتور بيرينغيرو الرئيس المؤقت للجماعة من أن استهدافها قد يُعرّض المدنيين الكونغوليين وأكثر من 200 ألف لاجئ رواندي للخطر.
دعوات للحواروفي ردّ مكتوب على أسئلة طرحتها وكالة رويترز، شدّد المتحدث باسم الجماعة كور نغوما على ضرورة "حوار صريح وشامل بين الروانديين" لتحقيق السلام، رغم رفض كيغالي المتكرر لأي تفاوض مع الجماعة.
إعلانومن جانبها، أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض آنا كيلي أن الرئيس ترامب "يتوقع من الكونغو ورواندا الالتزام بالاتفاق، الذي يُفترض أن يُفضي إلى استقرار دائم وازدهار في المنطقة" مؤكدة أن "على جميع الجماعات المسلحة أن تُلقي السلاح وتندمج ضمن إطار العملية السلمية".
وبينما هدأ القتال الذي أودى بحياة الآلاف وشرّد مئات الآلاف هذا العام، تتصاعد المخاوف من عودة الحرب الإقليمية الشاملة التي أزهقت أرواح ملايين الكونغوليين بين عامي 1998 و2003.
وكان وزيرا خارجية الكونغو الديمقراطية ورواندا، قد وقعا يوم الجمعة 27 يونيو/حزيران الماضي، اتفاق سلام ومصالحة تاريخي بالعاصمة الأميركية برعاية كاملة من الولايات المتحدة.
وقد جرت مراسم توقيع الاتفاق بمقر الخارجية الأميركية، وقال مسعد بولس مبعوث الرئيس في حفل التوقيع إن اتفاقَ سلامٍ نهائيًا سيُوقَّع رسميًا نهاية يوليو/تموز الجاري، بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي، بمشاركة ترامب في البيت الأبيض وبحضور وجهد قطري.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ستارمر:بريطانيا لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي
آخر تحديث: 26 يوليوز 2025 - 11:39 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ،يوم أمس الجمعة” إن الحكومة لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي، مما خيب آمال كثيرين في حزب العمال الذين يريدون منه أن يحذو حذو فرنسا في تسريع هذه الخطوة.وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “الخميس” أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية، وهي خطة قوبلت بتنديد شديد من إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك بعد خطوات مماثلة من إسبانيا والنرويج وأيرلندا العام الماضي.وبعد إجرائه مباحثات مع ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس لتناول سبل الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها في غزة، قال ستارمر إنه يركز على “الحلول العملية” التي يعتقد أنها ستحدث فرقا حقيقيا في إنهاء الحرب.وقال “يجب أن يكون الاعتراف بدولة فلسطينية إحدى هذه الخطوات. أنا جاد في هذا الشأن… لكن يجب أن يكون ذلك جزءا من خطة أوسع تفضي في النهاية إلى حل الدولتين وضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو دائم”.وبعث أكثر من 220 عضوا في البرلمان، أي نحو ثلث المشرعين في مجلس العموم ومعظمهم من حزب العمال، برسالة إلى ستارمر اليوم يحثونه فيها على الاعتراف بدولة فلسطينية.وقالت حكومات بريطانية متعاقبة من قبل إنها ستعترف رسميا بدولة فلسطينية في الوقت المناسب، دون أن تضع جدولا زمنيا أو تحدد شروطا لذلك.قال صادق خان رئيس بلدية لندن ونواب من حزب العمال في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان هذا الأسبوع إن على بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية.وقالت الوزيرة البريطانية شابانا محمود إن هذه الخطوة ستحقق “فوائد عديدة” وتبعث برسالة إلى إسرائيل.وقالت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان امس الجمعة “لا يمكن للحكومة أن تستمر في انتظار الوقت النموذجي، فالتجربة تظهر أنه لن يكون هناك وقت مثالي أبدا”.وقال أحد نواب حزب العمال إن هناك استياء داخل الحزب من موقف ستارمر بسبب عدم اتخاذ الحكومة خطوات دبلوماسية أقوى للتنديد بإسرائيل.وأضاف “معظمنا يشعر بالغضب الشديد مما يحدث في غزة، ونعتقد أن موقفنا ضعيف للغاية”.ومن المقرر وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت لاحق”الجمعة” إلى اسكتلندا، مما عقد من موقف ستارمر حيال المسألة في وقت يبني فيه أواصر علاقة أوثق مع ترامب. ونادرا ما تتخذ بريطانيا مواقف في السياسة الخارجية تتعارض مع سياسة الولايات المتحدة.وقال إتش.إيه هيلر وهو زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن “السؤال هنا يتمحور حول مدى الاعتماد على الولايات المتحدة وما إذا كانت لندن تستطيع تحمل تكلفة حدوث صدع في علاقتها بواشنطن التي ترتبط بتحالف وثيق مع تل أبيب”.وأضاف “هناك شعور على أعلى مستويات الحكم في لندن بأن إدارة ترامب يمكن أن تغير مسارها بسهولة وبشكل غير متوقع في ملفات تقلق بريطانيا بشدة”.