أسرار مختومة بالشمع الأحمر.. إليك ما يجب معرفته عن الحقيبة الدبلوماسية

سلطت الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، بسبب رفض الأخيرة منح الدبلوماسيين الجزائرين حق الوصول إلى المنطقة الخاصة بالحقائب الدبلوماسية في مطاراتها، الضوء على ما هية هذه الحقائب، وكيف نشأت وتطورت مع الوقت وباتت ضمن اتفاقية دولية خاصة بالعلاقات الدبلوماسية.

والحقائب الدبلوماسية، هي تعبير عن الوسيلة التي تنقل بها، المراسلات والطرود والوثائق الحساسة والخاصة بدولة ما، من سفاراتها حول العالم إلى مركزها، وجرى تنظيم هذه العملية مع تبلورها في القرن التاسع عشر، وظهور مقرات السفارات حول العالم والعلاقات الدولية.

وتحتاج الدول إلى وسيلة آمنة لنقل مراسلاتها ووثائقها الحساسة، التي لا يمكن نقلها عبر طرق الاتصال العادية التي باتت في حكم الماضي مثل الفاكس والبريد العادي، أو التقنية الحديثة عبر البريد الإلكتروني، أو حتى الطرق التقنية المشفرة التي يمكن فكها والتجسس عليها بسهولة.

ما هي الحقيبة الدبلوماسية؟

بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، تعرف الحقيبة على أنها أي حزمة أو كيس أو ظرف، أو حاوية أخرى، محددة، ومختومة بشكل صحيح لنقل المراسلات الرسمية والوثائق والمواد الأخرى المخصصة للاستخدام الرسمي، بين السفارات، والمفوضيات، والمكاتب القنصلية، ووزارة الخارجية لأي حكومة، والمقر الرئيسي أو أي مكتب آخر لمنظمة دولية عامة ومكاتبها الإقليمية.

ولا يشترط القانون الدولي أي قيود على الحجم أو الوزن أو الكمية المسموح بها للحقائب الدبلوماسية المخصصة بشكل صحيح.

ويجب أن تحمل الحقائب الدبلوماسية علامات خارجية ظاهرة، تدل على طبيعتها لذلك، يجب على الحقيبة الدبلوماسية المتجهة إلى دولة ما، أن تكون هناك علامات مرئية بوضوح، على الجزء الخارجي من الحقيبة، أو الظرف أو الصندوق، أو الحاوية، ويكتب عليها بوضوح "حقيبة دبلوماسية".

كما يجب أن تحمل ختما رسميا من الجهة المرسلة، مثل الشمع الأحر أو الرصاص أو القفل البلاستيكي، بحيث تغلق الحقيبة أو الكيس بشكل محكم وواضح من الخارج.

المادة 27 من اتفاقية فيينا

بموجب هذه المادة، من الاتفاقية المنظمة للعمل الدبلوماسي، يسمح للدول بالحفاظ على حرية المراسلات لبعثاتها، وأعمالها الرسمية، ولكل بعثة الحق في الاتصال بحكومتها، ودولتها، بكافة وسائل الاتصال اللازمة، ومنها حاملو الحقائب الدبلوماسية، ولا يحق للبعثة تركيب محطة إرسال بالراديو إلا بموافقة حكومة الدولة المعتمدة.

مراسلات البعثة الرسمية، ذات حرمة، ويندرج على كافة المراسلات المتعلقة بأعمال البعثة، وينطبق عليها لفظ الحقيبة الدبلوماسية، والتي لا يجوز فتحها أو حجزها من قبل الدولة المرسلة منها.

ووفقا للاتفاقية، فعلى حامل الحقيبة الدبلوماسية، حمل مستند رسمي، يثبت صفته وعدد الرمز التي تتكون منها الحقيبة الدبلوماسية، وتوفر له الحماية، في الدولة الموفد إليها، وله الحصناة الشخصية، لا يجوز اعتقاله أو احتجازه من قبل السلطات.

بالمقابل، يجب توضيح شكل الحقيبة لسلطات الدولة، ويجب ألا تشمل إلا المستندات الدبلوماسية والرسائل الخاصة بالاستخدام الرسمي.

ووفقا للاتفاقية، يمكن تسليم الحقيبة الدبلوماسية لقائد طائرة تجارية مرخص لها بالهبوط في مطار تال، ويجب أن يحمل القائد وثيقة رسمية، تبين عدد الرزم التي تتكون منها الحقيبة الدبلوماسية، ولا ينطبق عليه لفظ حامل حقيبة دبلوماسية ولا تسري أحكامها عليه.

حقائب دبلوماسية طريفة

في أيار/مايو 2008، تم إرسال مضخة بديلة للمرحاض في محطة الفضاء الدولية في حقيبة دبلوماسية من روسيا إلى الولايات المتحدة للوصول قبل إقلاع مهمة المكوك التالية.

ولجأ مهربو مخدرات من أمريكا الجنوبية، إلى حيلة الحقيبة الدبلوماسية، لتهريب بضاعتهم الممنوعة، وقاموا في كانون ثاني/يناير 2012، بعمل حقائب دبلوماسية مزيفة، قادمة من دولة غير محددة، إلى الأمم المتحدة، لإدخالها إلى الأراضي الأمريكية، ولأن الشعار على  الحقائب أثار الريبة، ضبطت وبعد فتحها، تبين أن بداخلها كوكائين.

وفي الهند كشفت الجمارك الهندية في تموز/يوليو 2020، وجود 30 كيلوغراما من الذهب مهربة في شحنة دبلوماسية إماراتية وصادرتها في مطار ثيروفانانثابورام في ولاية كيرالا.

وكشفت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية أن موظفين محليين سابقين في القنصلية الإماراتية تورطوا في تهريب الذهب إلى الهند عبر الحقائب الدبلوماسية.

المصدر: عربي21