لبنان ٢٤:
2025-05-14@05:34:28 GMT

لا رئيس بدون الخيار الثالث

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

لا رئيس بدون الخيار الثالث

  بعد موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الجديد – القديم بات واضحًا أن لا انتخابات لرئاسة الجمهورية في المدى المنظور. هذا واقع وليس تحليلا أو توقّعًا. إنه نتيجة قناعة راسخة لدى الجميع. لا شيء سيتغيّر أقّله قبل عودة المفاوض الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وتبعًا للمواقف السياسية فإن "مهمة أيلول" لن تكون سهلة.

وسيكون على المفاوض الفرنسي، الذي شكره رئيسه على "المهمة التي يقوم بها في لبنان بطلب مني والمتعلقة بإيجاد الطريق لحل سياسي على المدى القصير"، أن يتعامل مع الواقع الجديد بكثير من الحذر والدّقة. فما في الملف الرئاسي من تعقيدات، كما في غيره من الملفات، يتطلب نهجًا مغايرًا عمّا كان سائدًا منذ أن أوكلت إليه هذه المهمة، وقبل أن تدخل اللجنة السداسية على خطّ المبادرة الفرنسية. وهي تحتاج بالتالي إلى "مفاتيح" جديدة لفتح الباب الرئاسي الموصد بإحكام. وقد يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في موقفه الجديد حول "توضيح التدخلات الإقليمية في هذا البلد (لبنان)، ومن ضمنها تدخل إيران"، قد وضع إصبعه على الجرح بواقعية تامّة. مع ما يستلزم هذا الموقف الغامض والملتبس من توضيحات مطلوبة من الديبلوماسية الفرنسية قبل أي أمر آخر، وقبل عودة لودريان إلى بيروت.  في المقابل، فإن ما قاله الرئيس بري حول رهن عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق على الرئيس يعيد البحث الرئاسي إلى المربع الأول. وهذا يعني في القراءة السياسية، وفق نظرة قوى "المعارضة"، أن هذا التوافق مرهون أيضًا بمدى الالتزام بعقد جلسات متتالية لا بدّ من أن تنتج رئيسًا بالطرق الديمقراطية المتبعة في مختلف دول العالم، حتى في تلك التي يُقال إنها آحادية أو توتاليتارية.       فـ "المعارضة" لا تزال تصرّ على أن المخرج الوحيد للأزمة الرئاسية يكون باعتماد الإطار الديمقراطي وليس أي أمر آخر.  وتضيف: أن أي حديث تارة عن حوار، وطورًا عن توافق، ليس سوى مضيعة للوقت، وإطالة عمر الشغور الرئاسي، مع ما يترافق مع هذه الدعوات من معادلات قد أصبحت واضحة للقاصي والداني. فكلمة توافق تعني في قاموس "الممانعة" الاقتناع بترشيح فرنجية بما يمثّله من ضمانات سياسية أكيدة للجميع، مع التزامه النهائي بعروبة لبنان، وبعدم سلخه عن محيطه العربي، والعمل من ضمن الثوابت الوطنية والسيادية على إعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية إلى ما كانت عليه. أمّا إذا لم يقتنع الآخرون بصوابية هذا الترشيح وأحقيته فإن النتيجة معروفة سلفًا، وهي أن لا انتخابات بالمعنى الحصري للمفهوم العام للديمقراطية.  أمّا "الفريق الممانع" فله نظرة مختلفة، وهذا ما شدّد عليه الرئيس بري باعتباره رأس حربة في المعركة الدستورية، وكرر "ان عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية مرهون بالتوافق على رئيس، وتبعاً لذلك ليس وارداً ان ادعو مجلس النواب الى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، يتكرر فيها الفشل في انتخابه كما حصل في الجلسات الـ12 التي عقدها المجلس ولم نصل فيها الى اي نتيجة".      وردا على سؤال قال: "بالنسبة الى ما خَص جلسات انتخاب الرئيس، انا في هذا الامر ملتزم بالدستور، ولا اسير الا وفق مندرجاته، ومن يقول غير ذلك، فليقرأ الدستور جيدا".     فما بين القراءتين ثمة قراءة أخرى يمكن وصفها بأنها دمج للقراءتين الآنفتي الذكر، إذ تعتمد على التوافق غير المشروط وغير المحدّد بضوابط مقيّدة ومعلّبة. فللتوافق بالنسبة إلى أصحاب هذه القراءة، وهم لا ينتمون إلى أي فئة حصرية من أفرقاء الصراع، أصول وقواعد، وبالتالي على المقتنعين بضرورة التوافق الإقرار بمبدأ العدالة النسبية، بحيث يُصار قبل أي أمر آخر إلى تخّلي أي فريق من الأفرقاء المدعوين إلى التوافق عن حصرية امتلاك كامل الحقيقة، التي هي بدورها نسبية، وبالتالي الذهاب إلى خيار ثالث غير خياري فرنجية وازعور كخطوة أولى في مسيرة الألف ميل نحو استعادة الحياة الديمقراطية، التي تقوم على تطبيق الدستور بحرفيته وروحيته.       المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني

لطالما شكلت الحركات المسلحة أحد مشاهد التاريخ السياسي الحديث، حيث خاضت صراعات، وحروبا وتمردات باسم الاستقلال، أو العدالة، أو الهوية، لكن بعضها رغم أنه ولد من رحم القمع، تحول إلى ممارسة السياسة ووضع البندقية لصالح صناديق الاقتراع.

وليس حزب العمال الكردستاني أول من قرر وضع السلاح بعد سنوات طويلة من الكفاح المسلح.

وقُتل أكثر من 40 ألف شخص منذ أن بدأ الحزب تمرده المسلح عام 1984 بهدف إقامة دولة مستقلة للأكراد.

وظهرت الحركات المسلحة في شتى أنحاء العالم، من غابات كولومبيا إلى جبال مندناو في الفلبين، ومن شوارع القاهرة إلى حارات بيروت.

منظمة إيتا - إسبانيا

تأسست "منظمة وطن الباسك والحرية" المعروفة باسم "إيتا" في 1959، على شكل مجموعة انفصالية باسكية تطالب بدولة مستقلة.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: نفذت عمليات اغتيال، وتفجيرات، وخطف من الستينيات إلى 2011، واستهدفت القوات الأمنية والسياسيين.

الانتقال إلى السياسة: أعلنت وقفًا دائمًا للأعمال المسلحة في 2011، ونزعت السلاح بالكامل في 2017 تحت إشراف دولي، وحلت نفسها رسميًا في 2018، وانضم أنصار إيتا إلى الأحزاب التي تعمل ضمن النظام السياسي الإسباني وتدعو إلى استقلال إقليم الباسك بوسائل سلمية.

رمح الأمة  – جنوب أفريقيا

تأسس أمخونتو وي سيزنوي أو ما يطلق عليه "رمح الأمة" جناحا عسكريا للمؤتمر الوطني الأفريقي عام 1961 على يد نيلسون مانديلا لمقاومة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

Embed from Getty Images

العمل المسلح: بعد مجزرة شاربفيل على يد الشرطة في 1960 وحظر المؤتمر الوطني الأفريقي، تحولت أمخونتو وي سيزنوي إلى المقاومة المسلحة، واستهدفت المرافق الحكومية مثل المحطات الكهربائية، والسكك الحديدية ومنازل المسؤولين. 



الانتقال إلى السياسة: علّق الجناح العسكري عملياته في 1990 خلال مفاوضات السلام ثم أعلن حلّه رسميًا في 1993 واندمجت القيادة في السياسة وفاز مانديلا في أول انتخابات متعددة عام 1994 وأصبح رئيسا للبلاد، واندمج بعض مقاتلي الجناح العسكري في القوات المسلحة.

القوات المسلحة الثورية - كولومبيا

تأسست القوات المسلحة الثورية الكولومبية في 1964، وكانت مجموعة ماركسية-لينينية تطالب بالإصلاح والعدالة الاجتماعية.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت تمردًا استمر 50 عامًا، بما في ذلك الخطف، والهجمات على الأهداف العسكرية والمدنية، وصلت ذروتها في التسعينيات.

الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق السلام 2016، نزعت السلاح، وفككت نفسها وتحولت إلى حزب "القوة البديلة الثورية المشتركة" وشاركت في الانتخابات رغم أن بعض الفصائل المنشقة عنها رفضت الاتفاق.

الجيش الجمهوري الإيرلندي - إيرلندا

تأسس الجيش الجمهوري الآيرلندي في 1969، سعى لإنهاء الحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية وتوحيد إيرلندا.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاض حملة مسلحة استمرت 30 عامًا ضد القوات البريطانية والمجموعات الموالية لها باستخدام أساليب العصابات والتفجيرات.

الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق الجمعة العظيمة 1998، نزع الجيش الجمهوري الآيرلندي أسلحته، وأصبح جناحه السياسي "شين فين"، حزبا رئيسيًا في إيرلندا الشمالية والجمهورية، يشارك في الحكومة والانتخابات.

جيش لبنان الجنوبي - لبنان

تأسس جيش لبنان الجنوبي على شكل ميليشيا مسيحية تابعة للاحتلال الإسرائيلي في عام 1977 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وكان يسيطر على جنوب لبنان.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: قاتل إلى جانب القوات الإسرائيلية خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان (1982–2000)، واشتهر بانتهاكات حقوق الإنسان مثل سجن الخيام.

انتهاء العمل المسلح: لم يتحول جيش لبنان الجنوبي إلى كيان سياسي. لكنه انهار في أيار/ مايو 2000 بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، وفر أعضاؤه إلى إسرائيل ومن بقي منهم في لبنان أحيل إلى المحاكم.

الجماعة الإسلامية - مصر

تأسست في السبعينيات، وكانت معروفة بهجماتها العنيفة، واستهدافها مراكز الشرطة، والسياح، وينسب لها الكثير من الأعمال المسلحة التي طالت مسؤولين.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: شاركت الجماعة في عملية اغتيال السادات 1981، ولها عدد من الهجمات على المقرات الأمنية ومراكز الشرطة.



الانتقال إلى السياسة: في أواخر التسعينيات، بدأ قادة سجناء مثل كرم زهدي مبادرة "اللاعنف" عام 1997، وأعلنت لاحقا التخلي عن العنف وحل الجناح العسكري، وبعد الثورة المصرية 2011، أسست الجماعة حزب البناء والتنمية لكن تم حله ومصادرة أمواله في 2020 بعد اتهامه بمخالفة مبادئ العمل الحزبي.

جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني - السلفادور

تأسست جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني في أواخر السبعينيات كتحالف يساري يضم عناصر طلابية وعمالية في السلفادور. سُميت على اسم الثوري أوغستين فارابوندو مارتي، وهدفت إلى مواجهة الحكومة اليمينية التي دعمتها الولايات المتحدة.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت الجبهة حربًا ضد الحكومة اليمينية بدءا من عام 1979 مستخدمة تكتيكات العصابات والمواجهات المباشرة، واستهدفت القوات الحكومية، والمرافق الاقتصادية، والبنية التحتية وتعرضت لرد قمعي شديد من الجيش وفرق الموت المدعومة حكوميًا. 

الانتقال إلى السياسة: في 1992، وقّعت الجبهة والحكومة السلفادورية معاهدة تشابولتيبيك للسلام، التي أنهت الحرب الأهلية. ونصت الاتفاقية على تفكيك التكوين العسكري للجبهة، ونزع سلاحها، والاعتراف بها كحزب سياسي قانوني وتحولت بالكامل إلى حزب سياسي يساري يحمل الاسم نفسه فاز بالانتخابات الرئاسية لاحقا.

الحركة الشعبية لتحرير السودان- السودان

تأسست الحركة الشعبية لتحرير السودان في 1983 بقيادة جون غارانغ، وكافحت من أجل سودان "ديمقراطي علماني"، مع التركيز على جنوب السودان.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت الحرب الأهلية الثانية (1983–2005) ضد الحكومة، وسيطرت على أجزاء من جنوب السودان، بما في ذلك ولاية النيل الأعلى وبحر الغزال.



الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق السلام الشامل 2005، أصبحت الحركة جزءًا من حكومة السودان، وتولى غارانغ منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان ومع استقلال جنوب السودان في 2011، أصبحت الحركة هي الحزب الحاكم هناك.

جبهة مورو الإسلامية - الفلبين

تأسست جبهة مورو الإسلامية في 1984 بعد الانفصال عن جبهة التحرير الوطنية، وطالبت بالاستقلال أو الحكم الذاتي للمسلمين في مندناو.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت تمردًا مسلحا ضد الحكومة الفلبينية وصلت ذروتها في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

الانتقال إلى السياسة: في 2012، وقّعت الحركة اتفاق سلام تاريخي مع الحكومة الفلبينية، مما أدى إلى نزع السلاح وتفكيكها وأصبحت كيانا سياسيا باسم حزب العدالة المتحدة في بانغسامورو، وإنشاء منطقة بانغسامورو ذاتية الحكم.

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية يُوقع على السجل الذهبي للقصر الرئاسي بسلوفينيا
  • شحادة اطلع الرئيس عون على خطة وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والمشاريع التي تعمل عليها
  • رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني – الكويتي: زيارة الرئيس عون للكويت حققت مكاسب إيجابية في مسار العلاقات الثنائية
  • جبهة العمل الاسلامي في لبنان : المقاومة هي الخيار الأنجع لرد الاعتبار وتحرير الأرض من الصهاينة
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • عون للأمير مشعل: أشكركم على الحفاوة التي عكست مدى محبتكم للبنان
  • جولة ترامب الخليجية: المصالح أولاً ..لا الإيديولوجيات!
  • نجاح التوافق في انتخابات الرابطة المارونيّة
  • مجلس الوزراء بانتظار عودة رئيس الجمهورية وبت التعيينات رهن التوافق بين عون وسلام
  • رئيس حقوق النواب: ترك الفتوى بدون تنظيم يفتح المجال أمام الفوضى الفكرية