عدن تُحبط تهريب أضخم شحنة أسلحة إيرانية للحوثيين وتكشف تحقيقات دولية مرتقبة
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / خاص :
أعلنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، مطلع أغسطس الجاري، عن إحباط واحدة من أخطر وأكبر محاولات تهريب الأسلحة إلى اليمن، كانت تستهدف تزويد جماعة الحوثي المدعومة من إيران بشحنة ضخمة من المعدات العسكرية المتطورة.
وبحسب المعلومات الأولية، فقد تمكنت بحرية المقاومة الوطنية منتصف يوليو من اعتراض قارب صيد قبالة سواحل البحر الأحمر، كان يحمل شحنة تقدَّر بحوالي 750 طناً من الأسلحة، تضم منظومات صاروخية متقدمة، ورادارات، وطائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية، بالإضافة إلى أجهزة تجسس واتصالات عسكرية متطورة.
وفي تطور آخر، كشف جهاز مكافحة الإرهاب عن ضبط حاويات مشبوهة على متن سفينة تجارية قادمة من الصين إلى ميناء عدن، وذلك بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة. وأظهرت التحقيقات أن السفينة كانت موجهة أصلاً إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، لكنها غيرت مسارها بعد تعرض الميناء لغارات جوية إسرائيلية مؤخراً.
وجاءت العملية النوعية في الثاني من أغسطس بمشاركة وحدات من الجمارك، وشرطة المنطقة الحرة، وقوات مكافحة الإرهاب، وبإشراف مباشر من النيابة الجزائية المتخصصة التي باشرت تحقيقاً شاملاً في الحادثة.
وأكدت مصادر أمنية أن الشحنة المضبوطة شملت أنظمة تحكم دقيقة، وأجهزة تشويش، وأخرى يُعتقد أنها جزء من منظومات دفاع جوي، مع استخدام أساليب تمويه مشابهة لتلك المستخدمة في شحنات سابقة تم ضبطها، قُدرت بدورها بـ750 طناً من العتاد العسكري.
وأشارت تلك المصادر إلى أن التحقيقات جارية لكشف الشبكات المتورطة داخلياً وخارجياً، تمهيداً لرفع تقرير مفصل إلى لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، يتضمن هوية الموردين، وخطوط الإمداد، والشبكات اللوجستية المرتبطة بجماعة الحوثي.
وفي سياق ذي صلة، كشف تقرير أممي حديث عن تنسيق متزايد بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يشمل تهريب الأسلحة عبر السواحل اليمنية أو من محافظة المهرة إلى مأرب والجوف، بدعم من جماعات خارجية، أبرزها حركة الشباب الصومالية.
ويرى محللون أن كمية ونوعية الأسلحة المضبوطة تمثل تصعيداً خطيراً في مستوى الدعم الإيراني للحوثيين، وخرقاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن، إضافة إلى تهديد مباشر للأمن الإقليمي والملاحة البحرية في المنطقة.
من جانبه، أكد العميد الركن صادق دويد، الناطق باسم المقاومة الوطنية، أن الشحنة تمثل دليلاً دامغاً على استمرار المشروع الإيراني في زعزعة استقرار اليمن، مشدداً على أن طهران لا تزال تموّل وتسليح أذرعها المسلحة في اليمن، متجاهلةً جهود المجتمع الدولي نحو السلام.
وأشار دويد إلى أن هذه العملية تعكس الجاهزية العالية للأجهزة الأمنية اليمنية، وقدرتها على مواجهة المخططات التخريبية لإيران ووكلائها في المنطقة، واصفاً العملية بأنها “إنجاز وطني كبير”.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
مساع إيرانية لوساطة سعودية مع واشنطن وسط مخاوف من حرب جديدة في المنطقة
كشفت وكالة رويترز أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى، خلال الاستعدادات النهائية لزيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض، رسالة غير مألوفة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان طلب فيها وساطة الرياض لاستئناف المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
وبحسب مصدرين إقليميين تحدثا للوكالة، فإن الطلب الإيراني جاء مدفوعا بالخوف من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد.
وقال بزشكيان في رسالته، وفق المصادر، إن إيران "لا تسعى إلى المواجهة" وإنها مهتمة بتعزيز التعاون مع دول المنطقة، مضيفا أنها لا تمانع حلا دبلوماسيا للملف النووي شريطة الحصول على ضمانات بعدم المساس بحقوقها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الرسالة إلى بن سلمان "شأن ثنائي"، بينما لم تُدلِ الرياض بأي تعليق رسمي حتى اللحظة.
قناة سعودية نحو واشنطن
مصدر خليجي أفاد لرويترز بأن طهران تبحث عن مسار آمن لإعادة فتح قنوات التواصل مع واشنطن، وأن ولي العهد السعودي يبدي رغبة في الدفع نحو حل غير عسكري للأزمة.
وأضاف المصدر أن بن سلمان أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستعداده للمساعدة في ذلك، وهو ما كرره لاحقا في مؤتمر صحفي الثلاثاء: "سنبذل قصارى جهدنا لمساعدة الطرفين على التوصل إلى اتفاق".
ويرى التقرير أن اختيار السعودية وسيطا خطوة مفاجئة لكنها ليست اعتباطية؛ فالعلاقة بين طهران والرياض شهدت تحسنا ملحوظا بعد المصالحة التي رعتها الصين عام 2023، فيما تحولت المملكة لاحقا إلى لاعب دبلوماسي رئيسي بفضل علاقاتها الوثيقة مع واشنطن وصلاتها الشخصية بترامب.
ويؤكد مسؤولون إيرانيون سابقون أن الوساطة السعودية أصبحت أكثر فاعلية من قنوات تقليدية مثل عُمان وقطر.
شروط متباعدة رغم الرغبة في الحوار
ورغم استعداد الطرفين للعودة إلى المسار الدبلوماسي، إلا أن الخلافات الأساسية لا تزال عميقة. فإيران تتهم الولايات المتحدة بـ"خيانة الدبلوماسية" من خلال وقوفها مع الاحتلال الإسرائيلي في الحرب، وتطالب برفع العقوبات النفطية التي تخنق اقتصادها.
في المقابل، تصر واشنطن على وقف تخصيب اليورانيوم وتقليص برنامج الصواريخ الباليستية ووقف دعم المجموعات المسلحة في المنطقة، وهي مطالب ترفضها طهران بشدة.
وفي حين يواصل ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التحذير من هجوم عسكري جديد إذا استأنفت إيران مستويات أعلى من تخصيب اليورانيوم، تتمسك طهران بأن برنامجها النووي "مدني بالكامل"، متوعدة برد "ساحق" على أي هجوم إسرائيلي.
ضائقة داخلية تضغط على القيادة الإيرانية
ورغم تشدد المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يكرر رفضه التفاوض "تحت التهديد"، إلا أن الضغوط الداخلية تجعل هذا الموقف أكثر تعقيدا. فإيران تعاني من انهيار اقتصادي وتراجع في قيمة الريال، وارتفاع كبير في معدلات التضخم، إضافة إلى أزمة مياه حادة ناجمة عن سوء الإدارة والعقوبات.
وبحسب مسؤولين إيرانيين رفيعين تحدثا لرويترز، فإن الخوف من هجوم إسرائيلي آخر والضائقة الاقتصادية يدفعان طهران للبحث عن اختراق دبلوماسي مع واشنطن.
وتأتي هذه التحركات بعد تقارير إعلامية محلية أشارت إلى أن مستشارا بارزا للمرشد دعا ترامب الأسبوع الماضي إلى "محادثات جادة قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة".