في وقتٍ تتصاعد فيه الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، تتقدم مصر لتأخذ على عاتقها دورًا يتجاوز حدود الوساطة السياسية، إلى قيادة حقيقية لمهمة إنقاذ إنسانية، بأفعال تسبق الأقوال. فالمشهد في غزة بدأ يتغيّر، والأسواق تشهد انفراجة غير مسبوقة، ومصدر التحوّل: قوافل مصرية لا تتوقف.

انخفاض مفاجئ للأسعار.. بصمة مصرية واضحة

اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أكد أن ما يحدث في غزة اليوم من انخفاض كبير في أسعار السلع الغذائية والاحتياجات الأساسية، ليس وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة للتدفق الكثيف والمنظم للمساعدات المصرية عبر معبر رفح.


"مصر لا تقدم فقط مواد غذائية، بل تُخفّف ألم شعب بأكمله"، هكذا وصف السيد المشهد، مؤكدًا أن هذه التحركات جاءت في توقيت حرج، بينما كانت غزة تغرق في أزمة إنسانية خانقة.

شهادات من داخل القطاع.. "شكراً مصر"

من قلب غزة، تناقلت وسائل الإعلام شهادات شعبية صادقة، تعكس امتنان سكان القطاع للدور المصري. بعض المواطنين تحدثوا عن سلع كانت تُباع بأضعاف ثمنها، أصبحت فجأة في متناول الجميع.
الأسواق انتعشت، والمساعدات التموينية المصرية أغرقت الرفوف، لتعيد قليلًا من الكرامة إلى أسر فقدت الأمل.

إدارة مصرية دقيقة للأزمة

الخبير الاستراتيجي أوضح أن مصر لا تتحرك عشوائيًا، بل تُدير العملية بإحكام ودقة، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، وتوزيع المساعدات وفق أولويات إنسانية بحتة.
وليس هذا فحسب، فبينما تتحرك قوافل الإغاثة، تتحرك أيضًا الجهود السياسية من القاهرة باتجاه تثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار، في تناغم يؤكد الرؤية الاستراتيجية المصرية الشاملة للأزمة.

غزة ليست وحدها.. ومصر لا تنتظر الشكر

"مصر لا تتحرك بدافع الجغرافيا فقط، بل من منطلقات تاريخية وأخلاقية"، هكذا عبّر السيد عن جوهر الدور المصري.
وأضاف: "ما تقوم به القاهرة هو موقف سياسي وإنساني ثابت، لا ينتظر المقابل، ولا يسعى للثناء، بل يقوم على إيمان راسخ بأن غزة جزء من أمن مصر القومي، وقضيتها جزء من ضمير الأمة".

حين تصبح المروءة موقفًا رسمياً

الرسالة المصرية اليوم ليست مكتوبة في بيانات سياسية، بل تُقرأ في ملامح الأطفال الذين عادت إليهم الحياة، وفي الأسواق التي استعادت نبضها.
في صمتٍ نبيل، تتحمل مصر الفاتورة الأكبر، لكنها لا تتحدث عن ذلك أمام الكاميرات، بل تترك الأفعال تتحدث عن نفسها.
في زمن باتت فيه المصالح تتقدّم على المبادئ، تظل القاهرة ثابتة في دعمها لغزة.. دون شروط، ودون حسابات ضيقة، فقط باسم الإنسانية والتاريخ والمصير المشترك.

طباعة شارك غزة مصر السلع القطاع الهلال الأحمر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة مصر السلع القطاع الهلال الأحمر مصر لا

إقرأ أيضاً:

المنتج المصري يجتاح إفريقيا| أعلى 10 دول استيرادًا من مصر في 2024.. وخبير يعلق

في وقتٍ يبحث فيه الاقتصاد المصري عن نوافذ جديدة تفتح آفاقًا واعدة للنمو، تأتي القارة الإفريقية لتمنح مصر فرصة ذهبية لا تُقدَّر بثمن. خلف الأرقام والإحصاءات، هناك قصة صعود هادئة لكنها عميقة، تحكي عن دولة تعيد رسم خارطتها التجارية بإرادة سياسية ورؤية استراتيجية. والأرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء خير دليل على ذلك، بعدما سجّلت الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد الإفريقي قفزة جديدة لتصل إلى 7.7 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ 7.4 مليار في 2023، بنسبة زيادة بلغت 4.7%.

الاقتصاد يتحدث بلغة إفريقيا.. أرقام تبشر بمستقبل واعد

يرى الدكتور عبد الهادي مقبل، رئيس قسم الاقتصاد بكلية حقوق جامعة طنطا، أن هذه القفزة ليست مجرد مؤشر رقمي، بل تعبير مباشر عن تحول في مسار الاقتصاد المصري، والذي بدأ يترجم توجهاته الإفريقية إلى نتائج ملموسة، ويؤكد مقبل ان هذه الأرقام تقول إن مصر لم تعد تتحدث فقط عن إفريقيا، بل أصبحت فاعلًا اقتصاديًا حاضرًا بقوة على أرضها.

المنتج المصري يشق طريقه بذكاء إلى عمق القارة

ويرى مقبل أن الطفرة في الصادرات تعود إلى استراتيجية مدروسة تقوم على فتح أسواق جديدة، وتحسين جودة المنتجات المصرية، إلى جانب الاستفادة من الفرص اللوجستية التي أتاحتها المشاريع الإقليمية الكبرى، مثل الطرق العابرة للحدود والموانئ الحديثة. إفريقيا، كما يقول، لا تزال قارة "تستورد أكثر مما تُنتج"، ما يمنح المنتج المصري الأفضلية التنافسية من حيث الجودة والسعر والسرعة في التوصيل.

ليبيا تتصدر المشهد.. والمفاجآت تأتي من كينيا وغانا

الأرقام تكشف أن ليبيا تصدرت قائمة أكبر الدول الإفريقية المستوردة من مصر بقيمة 2 مليار دولار، تلتها المغرب بمليار دولار، ثم الجزائر بـ996 مليون دولار. لكن المفاجأة، بحسب مقبل، جاءت من اختراق السوق المصري لأسواق بعيدة جغرافيًا ولكن استراتيجية، مثل كينيا، وغانا، وساحل العاج، ومدغشقر ونيجيريا.

ويعتبر هذا التنوع الجغرافي للصادرات "رسالة قوية" بأن مصر لم تعد تعتمد فقط على "الجار القريب"، بل تمد أذرعها نحو العمق الإفريقي، معززة مكانتها كمركز تجاري إقليمي.

فرص غير مستغلة ودعوة لتكثيف الجهود

رغم الأرقام المبشرة، لا يخفي مقبل أن هناك فرصًا أكبر لا تزال بحاجة إلى من يلتقطها، مشيرًا إلى أن اتفاقيات التجارة الحرة، وعلى رأسها اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، تمثل ممرًا سريعًا لتوسيع النفوذ الاقتصادي المصري في القارة.

ويؤكد أن المطلوب الآن هو تحفيز المصدرين، وتوفير دعم لوجستي أكثر كفاءة، إلى جانب تسهيل حركة النقل والبنية التحتية، بما يضمن استمرار تدفق السلع المصرية إلى الأسواق الإفريقية بأقل تكلفة وأعلى سرعة.

 

القارة الإفريقية تفتح ذراعيها، ومصر تتحرك بخطى واثقة، مستندة إلى رؤية سياسية واقتصادية ترى في إفريقيا ليس مجرد سوق، بل امتدادًا طبيعيًا لمستقبلها. ما تحقق في 2024 هو مجرد بداية، أما القفزات الحقيقية فستأتي عندما تكتمل منظومة التصدير بدعم حكومي، واستثمار في اللوجستيات، وتمكين للمصدرين الصغار قبل الكبار. فإفريقيا اليوم لم تعد مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لمن يريد أن يصنع الفارق على خريطة الاقتصاد العالمي.

طباعة شارك دولار الصادرات الاقتصاد القارة السمراء مصر

مقالات مشابهة

  • المنتج المصري يجتاح إفريقيا| أعلى 10 دول استيرادًا من مصر في 2024.. وخبير يعلق
  • القاهرة الإخبارية: استمرار تدفق المساعدات المصرية إلى غزة رغم تعنت الاحتلال
  • «القاهرة الإخبارية»: 20 ألف طن مساعدات إنسانية مصرية تم إدخالها إلى غزة منذ القافلة الأولى
  • المئات من شاحنات المساعدات المصرية تصطف على حدود غزة استعدادا لدخول القطاع
  • عاجل.. القافلة التاسعة من شاحنات المساعدات تتحرك من مصر باتجاه غزة
  • شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)
  • أكثر من 70% من مساعدات غزة «مصرية».. القاهرة تدفع الفاتورة الأكبر والدعم لا يتوقف
  • “تهديد خطير لمستقبل مصر”.. خبير يعلق على تصريحات شيخ الأزهر
  • معظم المساعدات مصرية.. خبير استراتيجي: القاهرة تتحمّل فاتورة غزة وحدها