أهمية الصدقة وأنواعها وحكم إخراجها في الإسلام
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
الصدقة.. رغبت الشريعةُ الإسلامية وحثت على إخراج الصدقة، كما حثّت على الإنفاق في كل أنواع البر وأوجه الخير، وقد تكون بالمال، وبغيره من أفعال الخير والبر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم} [ البقرة: 254]، {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ».
وأوضح الشرع أن الصدقة المالية نوعان: صدقة غير جارية، وهي: ما يُحبَس فيها أصل المال ومنفعته أو منفعته فقط على شيء معين، بنيّة صرف الرّبح إلى المحتاجين وفي كافة وجوه الخير، وصُورها كثيرة، منها: بناء المساجد، والمستشفيات، ودور العلم، والإنفاق على طلبته، ووقف محصول الأراضي الزراعية أو أرباح الأنشطة التجارية على جهة بر معينة. .
وصدقة غير جارية وهي: المال الذي يُعطَى للفقير؛ لينتفع به فقط دون حبس أصله عليه، كإعطائه طعامًا، أو كسوة، أو مالًا ينفقه كيف شاء.
الصدقة الجارية :
والصدقة الجارية أعظم أجرًا؛ لتجدد ثوابها كلما انتفع الناس بها؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». [ أخرجه مسلم]
الصدقة
روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إذا ماتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عَمَلُه إلَّا مِن ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جارِيةٍ، أَو عِلمٍ يُنتَفَعُ به، أَو وَلَدٍ صالِحٍ يَدعُو لَهُ».
ويقول الإمام الرافعي الشافعي: والصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف. والوقف هو: حَبسُ مالٍ معينٍ قابلٍ للنقل يمكن الانتفاعُ به مع بقاء عينه، وقطعُ التصرف فيه، على أن يُصرَف في جهة خير تقربًا إلى الله تعالى.
حكم الصدقة عن الميت:
ويمكن إخراج الصدقة عن المي ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ سعد بن عبادة رضي الله عنه توفِّيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». أخرجه البخاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصدقة الصدقة الجارية أجر الصدقة أداء الصدقة أنواع الصدقة
إقرأ أيضاً:
تعرف على طعام أهل الجنَّة وشرابهم
ذكر الله – سبحانه وتعالى -: أنَّ في الجنَّة ما تشتهيه الأنفس من الماكل، والمشارب فقال: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 20]، وقال: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الزخرف: 71].
وقد أباح الله لهم أن يتناولوا من خيراتها، وألوان طعامها، وشرابها ما يشتهون، فقال: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾.
من الشَّراب الَّذي يتفضَّل اللهُ به على أهل الجنَّة الخمر، وخمر الجنَّة خالٍ من العيوب، والافات الَّتي تتَّصف بها خمر الدُّنيا، فخمر الدُّنيا تذهب العقول، وتُصدِّع الرؤوس، وتوجع البطون، وتمرض الأبدان، وتجلب الأسقام، وقد تكون معيبةً في صنعها، أو لونها، أو غير ذلك، أمَّا خمر الجنَّة؛ فإنَّها خاليةٌ من ذلك كلِّه، وجميلةٌ، صافيةٌ، رائعةٌ. قال الله تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ *بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ *لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنْزِفُونَ ﴾[ الصافات: 45 – 47].
فقد وصف الله جمال لونها (بيضاء)، ثمَّ بين: أنَّها يلتذُّ بها شاربُها، لا يملُّ من شربها. وقال في موضع آخر يصف خمر الجنَّة: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ ﴾ [الواقعة: 17 – 19] .
وقال تعالى في موضع آخر: ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ *خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 25 – 26]، والرَّحيق هو الخمر، ووصف هذا الخمر بوصفين: الأوَّل: أنه مختومٌ؛ أي: موضوعٌ عليه خاتم الأمر. الثاني: أنَّهم إذا شربوه؛ وجدوا في ختام شرابهم له رائحة المسك.