حققت الحملات الأمنية المكثفة التي نفذها قطاع أمن الساحل الغربي نجاحات بارزة في الحد من أنشطة التهريب والاتجار بالبشر، ما انعكس بصورة مباشرة على انخفاض أعداد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من السواحل الأفريقية عبر البحر الأحمر إلى مديريات الساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة. هذا النجاح الأمني، الذي جاء ثمرة عمليات نوعية وتعقب دقيق لشبكات التهريب، أسهم في تجفيف أهم خطوط العبور التي كانت تشهد نشاطًا محمومًا خلال الفترات السابقة.

وأوضح المقدم عبدالله المخلافي، مدير قسم المفرق بمديرية موزع – محافظة تعز، أن حركة تهريب المهاجرين غير الشرعيين سجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية تراجعًا كبيرًا مقارنة بالفترات السابقة، مؤكدًا أن المؤشرات الميدانية تعكس استقرارًا أمنيًا متزايدًا في هذه المناطق.

وأشار المخلافي وفقًا لما نشره الإعلام الأمني بالساحل الغربي إلى أن الدوريات الأمنية الاعتيادية رصدت خلو خطوط التهريب والأحواش التي كانت تُستخدم سابقًا كمحطات لتجميع المهاجرين، لافتًا إلى أن هذه النتائج الإيجابية جاءت نتيجة الجهود الأمنية المبذولة في تعقب المهربين، مداهمة أوكارهم، وضبط المتورطين في هذه الأنشطة غير القانونية.

وكان قطاع أمن الساحل الغربي قد نفذ نهاية مايو المنصرم سلسلة من الحملات الأمنية في مديريتي ذو باب وموزع، أدت إلى إغلاق العديد من طرق التهريب وإلقاء القبض على متورطين بارزين في شبكات الاتجار بالبشر. وقد مثّل ذلك ضربة قوية لشبكات التهريب التي كانت تستغل الأوضاع الإنسانية في اليمن، وتستخدم الشواطئ كمعبر غير قانوني لمئات المهاجرين الأفارقة.

وبحسب مراقبون أن هذه الإجراءات الأمنية لا تسهم فقط في تقليص أعداد المهاجرين غير الشرعيين، بل تعزز كذلك من الأمن والاستقرار المجتمعي، وتحمي السكان المحليين من المخاطر المترتبة على انتشار أنشطة التهريب، بما فيها الجرائم المرتبطة بالابتزاز والاتجار بالبشر.

ويأتي هذا التراجع الملحوظ ليعكس جدية السلطات الأمنية في تجفيف منابع التهريب، وحماية السواحل اليمنية من أن تكون نقطة عبور رئيسية لأنشطة الهجرة غير الشرعية، الأمر الذي يمثّل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن البحري والحد من التهديدات التي تطال أمن المنطقة برمتها.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الساحل الغربی

إقرأ أيضاً:

الرمح الجنوبي.. عملية عسكرية أميركية في الكاريبي ضد شبكات المخدرات

حملة عسكرية أميركية أُطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 بقيادة قوة المهام المشتركة والقيادة العسكرية الجنوبية (ساوثكوم) بهدف "مكافحة الإرهابيين المرتبطين بالمخدرات وتأمين نصف الكرة الأرضية الغربي".

جاءت العملية في سياق تصاعد التوتر بين أميركا وفنزويلا، وسط اتهامات متبادلة حول تهريب المخدرات والاستفزازات العسكرية، وأثارت الحملة جدلا واسعا بسبب استخدام القوة المفرطة والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان وشرعية الضربات العسكرية وفق القانون الدولي.

إطلاق العملية

أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 عن إطلاق عملية الرمح الجنوبي، قائلا إنها تهدف إلى "حماية وطننا وإزالة الإرهابيين المرتبطين بالمخدرات من نصف الكرة الأرضية الغربي، وتأمين وطننا من المخدرات التي تقتل شعبنا".

وقال هيغسيث في منشور له على منصة إكس إن المهمة تقودها قوة المهام المشتركة والقيادة العسكرية الجنوبية الأميركية (ساوثكوم)، مضيفا أن "نصف الكرة الأرضية الغربي هم جيران أميركا وسنحميهم".

وبحسب مصادر، تتألف العملية من حشد عسكري واسع يضم نحو 15 ألف جندي وما يقرب من 12 سفينة تابعة للبحرية الأميركية، من بينها نشر حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد، أكبر حاملة طائرات في العالم، في المنطقة.

وفي يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت "ساوثكوم" وصول حاملة الطائرات الأميركة المذكورة إلى البحر الكاريبي، مضيفة أنها ستنضم إلى القوات الموجودة في الكاريبي، بما فيها المجموعة البرمائية ووحدة من مشاة البحرية (المارينز).

وقد بدأت الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025 حملة مكافحة المخدرات، منفذة ضربات ضد سفن يشتبه بتورطها في التهريب، مع الإبلاغ عما لا يقل عن 20 ضربة من هذا النوع، أسفرت عن مقتل نحو 80 شخصا.

ووفق مصادر، فقد أثارت العمليات العسكرية في الكاريبي قلقا دوليا، إذ تردد أن المملكة المتحدة أوقفت مؤقتا تبادل المعلومات الاستخباراتية بسبب مخاوف تتعلق بشرعية الضربات الأميركية بموجب القانون الدولي.

وكان الجيش الأميركي قد أعلن في أواخر يناير/كانون الثاني 2025 أن الأسطول الرابع في البحرية الأميركية سيبدأ عملية جديدة تحمل أيضا اسم "الرمح الجنوبي"، وتهدف إلى "تفعيل مزيج متنوع من الأنظمة الروبوتية والذاتية لدعم عمليات الكشف والمراقبة المتعلقة بالاتجار غير المشروع، مع استخلاص الدروس لاستخدامها في مسارح عمليات أخرى".

سياق العملية

تأتي عملية الرمح الجنوبي في سياق تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، إذ اتهمت واشنطن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بقيادة شبكة "كارتل الشمس" المرتبطة بتهريب المخدرات والفساد السياسي، إضافة إلى علاقته المزعومة بعصابة "ترين دي أراغوا".

إعلان

من جانبها، نفت كاراكاس هذه الاتهامات بشدة، واعتبرت أن العملية العسكرية تمثل استفزازا وتهديدا مباشرا لسيادة فنزويلا الوطنية، وسط مخاوف من أن تستخدم الولايات المتحدة الوسائل العسكرية للإطاحة بالحزب الاشتراكي الموحد الحاكم.

وأعلنت القيادة الفنزويلية في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2025 تعبئة قواتها في مختلف أنحاء البلاد تحسبا لأي هجوم أميركي محتمل، مؤكدة تفعيل قانون الدفاع الشامل في مواجهة ما وصفته بالتحركات العسكرية الأميركية المتزايدة.

ويشتبه منتقدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أن هذه العمليات العسكرية قد تكون تكتيكا لتشتيت الانتباه عن الضغوط الداخلية، إذ يتعرض ترامب لضغوط متزايدة للكشف عن ملفات جيفري إبستين المتهم بقيادة شبكة للإتجار بالجنس.

وتسببت عملية الرمح الجنوبي في جدل دولي واسع بسبب الهجمات على قوارب يُشتبه بتهريبها المخدرات، إذ لم تقدم الولايات المتحدة أدلة واضحة حول من كان على متنها، بينما أصيب أو قُتل الركاب دون أن يشكلوا تهديدا مباشرا.

وأعرب الحلفاء الفنزويليون عن دعمهم للبلاد، فيما أكدت الصين دعمها لمكافحة الجريمة العابرة للحدود مع احترام حقوق الإنسان وسلامة الشحن في المياه الدولية.

كما صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الحكومة الروسية لا تتوقع أي خطوات قد تزعزع الاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن جميع الإجراءات يجب أن تكون متوافقة مع القانون الدولي.

وفي إطار العملية العسكرية، أعلنت السلطات في جمهورية الدومينيكان يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 ضبط شحنة كبيرة من الكوكايين على متن زورق اُعترض أثناء عملية مشتركة مع الولايات المتحدة.

وأكدت السلطات أن الوحدات المختصة نفذت إجراءات واسعة النطاق للقبض على عدد من الأشخاص الذين كانوا يقتربون من السواحل الدومينيكية على متن الزورق المحمل بالمخدرات، وجاءت العملية "دعما لعملية الرمح الجنوبي" حسب تعبير تلك السلطات.

مقالات مشابهة

  • أمن المنافذ يضرب بقوة.. حملات مكثفة ضد التهريب والمخالفات خلال 24 ساعة
  • طريق النصر الزراعي: شريان اقتصادي وطريق أمل للمزارعين في الساحل الغربي
  • اسرة الإعلامي “النزيلي” توجه نداء استغاثة بعد نقله لسجن انفرادي في الساحل الغربي
  • ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين إلى ليبيا خلال الربع الثالث من 2025
  • أمريكا تحاصر النووي الإيراني.. إدراج 17 كيانا وفردا وسفينة على قائمة العقوبات
  • شبكات تتناول فوز حكيمي بجائزة الأفضل في أفريقيا والقهوة الصينية بالصراصير
  • الإمارات في موريتانيا.. تمدد إستراتيجي أم بحث عن موطئ قدم جديد في الساحل؟
  • حملة اعتقالات تطال صحفيين في عدن والساحل الغربي وبن لزرق يفرّ إلى باريس
  • الرمح الجنوبي.. عملية عسكرية أميركية في الكاريبي ضد شبكات المخدرات
  • الصين تبدأ ملاحقة جواسيس يابانيين على خلفية تسريبات سرية