احتفالات المولد النبوي..بين الفرح الشعبي والخلاف الفقهي
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
مع حلول الثاني عشر من ربيع الأول، تمتلئ الشوارع العربية بالأضواء والزينات وحلوى المولد، حيث يتجدد الفرح بذكرى مولد النبي محمد ﷺ.
ورغم رسوخ المناسبة في وجدان الشعوب الإسلامية، فإن الجدل الفقهي حول مشروعيتها ظل قائمًا عبر القرون، بين من يعدّها بدعة، ومن يراها مظهرًا مشروعًا للمحبة والتعظيم.
الخلفية التاريخية: من الفاطميين إلى العثمانيين
لم يُعرف الاحتفال بالمولد في صدر الإسلام، لكنه برز للمرة الأولى في العصر الفاطمي بمصر عام 969م، حين أطلق الخليفة المعز لدين الله مواكب
واحتفالات عامة للتقرب من المصريين.
هذا التاريخ المتدرج جعل المولد ليس مجرد طقس ديني، بل مناسبة ذات أبعاد سياسية وثقافية، تُستخدم أحيانًا لتأكيد الشرعية وتقوية الرابط مع الشعوب.
المذاهب الإسلامية: بين الرفض والقبولالصوفية: يرونه وسيلة للاتصال الروحي بالنبي ﷺ عبر الذكر والإنشاد.السلفية: اعتبروه بدعة لا أصل لها، استنادًا إلى رأي الشيخ ابن باز بأن الأعياد الشرعية محصورة في الفطر والأضحى.الأزهر الشريف: اتخذ موقفًا مرنًا، معتبرًا أن المولد تعبير عن المحبة، وأنه وإن لم يكن فرضًا، فهو "بدعة حسنة" على رأي ابن حجر العسقلاني والسيوطي.الشيعة: يحتفلون به في 17 ربيع الأول، ويرونه تكريمًا للنبي ﷺ وتأكيدًا لمكانته.
المولد في الوجدان الشعبي والفن
بعيدًا عن الجدل، ظل المولد مناسبة راسخة في الثقافة العربية.
ارتبط بالقصائد والمدائح النبوية، وأشهرها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي "وُلد الهدى فالكائنات ضياء"، التي غنتها أم كلثوم وأصبحت نشيدًا خالدًا يرافق الاحتفالات حتى اليوم.
المولد النبوي ليس مجرد ذكرى دينية، بل محطة تاريخية وثقافية وروحانية تداخلت فيها السياسة مع الفقه، والشعبية مع الرسمية، لتؤكد أن محبة النبي ﷺ تعبر عن نفسها بأشكال شتى، بين مدائح وأناشيد، وزينة ومواكب، وخلافات لا تزال حاضرة منذ أكثر من ألف عام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتفالات احتفالات المولد النبوي ذكرى مولد النبي ذكرى مولد النبي محمد الخلاف الفقهي المولد النبوی
إقرأ أيضاً:
ثقافة قنا يجسد «ملحمة أكتوبر» بالفن والغناء والفلكلور الشعبي
في أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والانتماء، شهد قصر ثقافة قنا فعالية فنية وثقافية متميزة نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برنامج "وفرحت مصر" الذي أطلقته وزارة الثقافة احتفاءً بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة.
انطلقت الفعالية بمشاركة متميزة من فرقة قصر ثقافة قنا للموسيقى العربية، التي قدّمت باقة من الأغنيات الوطنية الخالدة التي تفاعل معها الجمهور بحماس، ومنها: "اسلمي يا مصر"، "أم الدنيا"، "إن كان ع القلب"، وأوبريت "الوطن الأكبر" الذي أعاد إلى الأذهان روح التضحية والوحدة التي ميزت تلك المرحلة التاريخية من عمر الوطن.
ولم تقتصر الاحتفالية على الغناء فقط، بل أضفت فرقة الفنون الشعبية لمسة بصرية وحركية من خلال تقديم عروض وطنية راقصة أدّاها أطفال قصر ثقافة قنا، جسّدوا خلالها معاني الفداء والانتماء من خلال لوحات فنية تنوعت بين "وطني"، "ولا أي كلام"، و"قلب الدنيا"، حيث عبّرت حركاتهم الراقصة وأزياؤهم الملونة عن تراث مصر الأصيل وروحها التي لا تنكسر.
واختتمت الفعاليات بعرض مميز لرقصة التنورة، التي أبهرت الحضور وجسّدت ببهائها الدور الفني العريق في حفظ الهوية الثقافية المصرية، وسط تفاعل كبير وتصفيق حار من الجمهور.
جاء الحفل تحت إشراف إقليم جنوب الصعيد الثقافي، بقيادة محمود عبد الوهاب، وتنظيم فرع ثقافة قنا برئاسة أنور جمال، في إطار سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية التي تُقام على مدار شهر أكتوبر في مختلف محافظات الجمهورية، بهدف نشر الوعي الوطني وتعميق الشعور بالانتماء، لا سيّما لدى الأجيال الجديدة التي لم تعايش هذا النصر العظيم.
وتؤكد هيئة قصور الثقافة من خلال هذه الأنشطة على أهمية توظيف الفنون كوسيلة فعالة لغرس القيم الوطنية، وإحياء ذكرى البطولات التي صنعت حاضر مصر وأرست دعائم مجدها.