رحلة البنتاجون من وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب.. هل يمهد ترامب لحرب عالمية ثالثة ؟
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
في قلب واشنطن، يقف مبنى البنتاجون، -"أضخم مؤسسة عسكرية عرفها العالم"- ، ففي هذا المبنى، تصاغ السياسات، وتُرسم الخرائط، وتتخذ القرارات التي تُغير مصائر أمم وشعوب ، لكن ، خلف جدران هذا المبنى وخارجه أيضا، أصبح يطرح سؤال حاليا ، ما هي فلسفة ترامب لتغيير اسم هذا المبنى من وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب.
تغيير الاسم بعد الحرب العالمية الثانيةبالعودة إلى التاريخ، وتحديدا عام 1949، وبعد حرب عالمية مُدمرة، أرادت الولايات المتحدة أن تبدل صورتها أمام العالم، فلم يعد من المناسب أن تسمى القوة العسكرية الأعظم بـ "وزارة الحرب"، لذلك جاء الاسم الجديد "وزارة الدفاع"، وما أشبه الليلة بالبارحة، فإن ترامب يريد استعادة أمجاد سلفه على ما يبدو، وقرر تغير اسم وزارة الدفاع وعودتها إلى وزارة الحرب مرة أخرى.
ومنذ أن وصل ترامب إلى مكتبه البيضاوي، فإنه أعرب مرارا عن رغبته بتغيير اسم وزارة الدفاع، في إطار عدة مبادرات أطلقتها الإدارة الأمريكية ضمن حملة "عقيدة المحارب" داخل البنتاجون، وبرر سيد البيت الأبيض هذه الخطوة بقوله إن الولايات المتحدة كانت لديها تاريخ لا يُصدق من الانتصارات عندما كانت وزارة الحرب، -"بحسب وصفه"-، وهو ما اتفق معه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث الذي قال: "لقد فزنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية ليس بوزارة دفاع، بل بوزارة حرب".
فرض السلام من خلال القوةوالسؤال الأهم، لماذا أراد ترامب ذلك؟ فأتت الإجابة من البيت الأبيض الذي أكد أن الهدف من ذلك يكمن في فرض "السلام من خلال القوة" وضمان "احترام العالم للولايات المتحدة مرة أخرى".
تجاهل ترامب لموافقة الكونجرسولأن الولايات المتحدة تروج لنفسها دائما بأنها دولة مؤسسات، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الكونجرس، -"الذي يملك سلطة إنشاء الوزارات التنفيذية الفيدرالية"-، يجب عليه التدخل لإصدار موافقة نهائية على هذه الخطوة، خطوة، غير مهمة بالنسبة لترامب الذي أكد أنه سينفذ توجهه الجديد حتى لو رفضه الكونجرس.
جبهات جديدة للحربوعلى مدار عقود، كانت الولايات المتحدة تظهر لشعوب العالم كحامية للحرية، لا، كقوة غاشمة تتعطش للصراع، لكن الواقع كان أكثر سوادا من الشعارات، فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان وصولا إلى منطقتنا البائسة الشرق الأوسط، كانت الجيوش الأمريكية تعبر القارات، لا لتحمي حدودها، بل لتفتح جبهات جديدة للحرب.
رحلة البنتاجون من وزارة الدفاع إلى وزارة الحربفي عمق واشنطن، يقف البنتاجون قلعة محصنة، ومركز قوة يسيطر على البر والبحر والسماء بل وحتى الفضاء، ففي البنتاجون، لا تصاغ القرارات فحسب، بل تُرسم مصائر الأمم وتحدد حروب المستقبل، فماذا ينتظر العالم بعد هذه الخطوة؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البنتاجون ترامب وزارة الدفاع الأمريكية وزارة الحرب الأمريكية الكونجرس الولایات المتحدة إلى وزارة الحرب وزارة الدفاع
إقرأ أيضاً:
لا أمان لهما
كلاهما يجيد صناعة الوهم وبارع فى المراوغة والتضليل.. كلاهما لا يبحث عن السلام بل جُل سعيهما إلى استسلام من عجزوا عن هزيمتهم بعد إبادة جماعية دارت رحاها منذ عامين.. كلاهما يريد تحرير عشرات الرهائن فشلوا بعد كل هذا الدمار فى تحريرهم.. كلاهما خاب سعيه فى تهجير شعب أعزل مقهور فقدوا كل شىء فى الحياة سوى كرامتهم وعزة أنفسهم وقصص بطولاتهم وتضحياتهم.. أحدهمها مجرم حرب مطلوب للجنايات الدولية، وآخر بلطجى متقلب المزاج لا يؤتمن، ومن العدل والإنصاف أن يمثل أمام الجنايات الدولية على مشاركته فى إبادة شعب وتهجيره من أرضه.. كلامها تراجع عن إتمام صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن فى يناير من العام الجارى بعد إتمام المرحلة الأولى ويريدان أن يلعبا نفس اللعبة فى صفقة جديدة لتحرير الرهائن والعودة للحرب من جديد لاستكمال مخططاتهما فى إسرائيل الكبرى وريفيرا غزة.. أمريكا التى وقفت وحيدة منفردة أمام العالم بأسره فى مجلس الأمن ترفض وقف الحرب وتحرير الرهائن وإدخال المساعدات مرات عدة بعد عزل إسرائيل دوليًا تسعى اليوم وكأن العالم فقد عقله وضل رشده ليصدق سعى ترامب بلطجى البيت الأبيض متقلب المزاج ومجرم الحرب نتنياهو يسعيان إلى السلام!!!.
نتنياهو يتقن لعبة المراوغة والخداع والكذب.. ترامب يبيع الشعارات لصنع صفقات لا تخدم إلا مصالحه وحسابات القوة. يجتمع الاثنان فى استغلال معاناة الشعب صاحب الأرض لتحقيق مكاسب شخصية، كلاهمها يتقاطع فى ازدراء القانون الدولى والإنسانى وحقوق الشعوب.. من يراهن على وعودهما يكتشف فى النهاية أن كليهما لا تُبنى عليه الثقة، لأنهما لا يعرفان من السياسة إلا الخداع والكذب والمراوغة والتضليل.. مجرم الحرب وزمرته المتطرفة لا يريدون سلامًا حقيقيًا، بل هدنة مؤقتة تتيح لهم كسب الوقت والبقاء فى السلطة.
نتنياهو اتخذ من الحرب وسيلة للبقاء.. مجرم الحرب يدرك أن صفقة الأسرى ليست نصرًا بل هى مرآة كشفت عجزه وجيشه بكل ما يملك فى تحريرهم.. خطة ترامب ليست خطة سلام، بل خريطة جديدة للاستسلام وتكريس الاحتلال وفرض واقع القوة لابتلاع ما تبقى من الأرض ونزع ما بقى من الكرامة.. ما زال مجرم الحرب يتحدث عن "نصر مزعوم"، ويخدع العالم حين يلوّح باسم "ترامب" كأنها شهادة شرعية لما يفعل من إجرام.
نتنياهو يعيش ويستند بقاؤه فى السلطة على الأزمات كما يعيش السياسى على الأضواء.
كلما انطفأ بريقه، أشعل حربًا هنا أو صفقة هناك أو صنع أزمة، نتنياهو كلما انكشف ضعفه، صنع مشهدًا دراميًا جديدًا ليغطى فشله وإجرامه.
نتنياهو متمسك بخيوطٍ واهية من الوهم، يحاول أن ينسج بها وهمًا وخزعبلات على أنقاض الحقيقة.. الكذب وإن ارتدى بدلة النصر يظل هزيمة.
لا خطة لترامب أو خداع لمجرم الحرب يمكن أن تنجح دون عدالة وحل الدولتين الغائب عن ذهن مجرم الحرب وعن خطة ترامب.
[email protected]