في خضم التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وتزايد محاولات الاحتلال الإسرائيلي لاستغلال الأزمات المحيطة بمصر للضغط عليها في ملف التهجير الفلسطيني، تتجلى بوضوح صلابة الموقف المصري الرافض لأي سيناريو يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

 ومن هذا المنطلق، أكد الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، أن ما يجري على الحدود المصرية سواء جنوبًا أو شرقًا، وما يصاحبه من حملات تضليل إعلامي، ليس إلا محاولات فاشلة لشق الصف المصري، لكن القيادة والشعب أظهروا تكاتفًا كاملًا في مواجهة هذه الضغوط، مجددين تمسكهم برفض التهجير القسري أو الطوعي لأبناء قطاع غزة.

 

محاولة تشتيت مصر عن القضية الفلسطينية 

قال الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية ، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد “يمكن القول إن ما يجري على مختلف الحدود المصرية، سواء في الجنوب مع السودان أو في ملف سد النهضة بإثيوبيا، كان يهدف بشكل أو بآخر إلى تشتيت الدولة المصرية وإشغالها عن القضية الفلسطينية".

وتابع ورغم محاولات القاهرة الوصول إلى حلول تضمن التنمية الإثيوبية دون الإضرار بحقوق مصر المائية، استمرت إثارة الأزمات والتصعيد، وصولًا إلى الطرح المباشر لفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح إلى داخل الأراضي المصرية، وهو أمر قوبل برفض قاطع من القيادة المصرية.


وأضاف عنبر: “المزاعم التي روجت لها بعض المنصات، بأن مصر تغلق المعابر وتمنع وصول المساعدات إلى غزة، لم تكن سوى محاولات مكشوفة لشق الصف الداخلي وإثارة الغضب الشعبي ضد القيادة، بينما الحقيقة أن سياسة التجويع الممنهجة هي التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان القطاع في مشهد لم يشهد له التاريخ مثيلًا”.

وتابع: “الضغط الإسرائيلي عبر ترويج فكرة أن نصف سكان غزة يريدون الخروج منها باعتبار ذلك ’حقًا شخصيًا‘، لم ينجح في تمريره، لأن الدولة المصرية كانت واضحة وحاسمة في رفض التهجير، سواء إلى أراضيها أو إلى أي دولة أخرى، إدراكًا منها أن ذلك يعني ضياع القضية الفلسطينية”.

وختم أستاذ الاقتصاد تصريحاته بالتأكيد: “محاولات الاحتلال ومعه الولايات المتحدة لشق الصف المصري باءت بالفشل، لأن الشعب المصري التف حول قيادته، وتمسك بموقف ثابت برفض أي شكل من أشكال التهجير، حفاظًا على الحقوق الفلسطينية ومنعًا لتصفية القضية”



 

طباعة شارك التهجير القسري فلسطين العدوان الإسرائيلي إسرائيل قطاع غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التهجير القسري فلسطين العدوان الإسرائيلي إسرائيل قطاع غزة لشق الصف

إقرأ أيضاً:

حسام زكي: القضية الفلسطينية مفتاح استقرار الشرق الأوسط.. ومفاوضات شرم الشيخ فرصة حقيقية

أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن القضية الفلسطينية تظل بؤرة الصراع في الشرق الأوسط، ولا يمكن تحقيق الاستقرار المنشود دون التوصل إلى حل عادل لها، مشددًا على أن الحرب الجارية لها "تداعيات عميقة وكبيرة جدًا" على المنطقة بأسرها، موضحا أن القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، والمفاوضات في شرم الشيخ تعتبر فرصة حقيقية.


وقال حسام زكي، خلال مداخلة مع قناة "سكاي نيوز" عربية اليوم /الثلاثاء/، "نقف اليوم على طريق إنهاء هذه الحرب، وأعتقد أن نسبة نجاح المفاوضات في شرم الشيخ تتجاوز 50%، وهي نسبة طيبة في الوضع الحالي، محذرا في الوقت نفسه من أن إسرائيل قد تتسبب في أي لحظة بإفشال المفاوضات، كما فعلت مرارًا، مؤكدًا أن التصميم الأمريكي والعربي يشكّل عاملًا إيجابيًا، وقد يكون مؤثرًا للغاية في الوضع الحالي على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".


وحول الخطة الأمريكية لغزة، قال زكي إن الخطة بها نقاطا إيجابية وأخرى لا تزال تحتاج إلى عمل ونقاشات، مشيرا إلى أن الجانب العربي رحب ببعض البنود الواضحة مثل "رفض فكرة تهجير الفلسطينيين، ورفض ضم الضفة الغربية المحتلة"، لكنه أوضح أن "مسائل الانسحابات الإسرائيلية، وجدولها الزمني، ودور مجلس السلام ودور بعض الشخصيات الدولية، لا تزال غامضة وتحتاج إلى توضيح".


وأكد زكي أن الجامعة العربية لم تصدر بعد موقفا رسميا من الخطة، مضيفا أن "اجتماعا عربيا قد يعقد قريبا لتحديد موقف موحد من الخطة ومضمونها"، مشددا على أن الفلسطينيين يجب أن يكون لديهم حكمهم الذاتي، وليس أن يُستورد لهم أشخاص تحكمهم.


وفيما يتعلق بالوضع بعد الحرب، أوضح أن "الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الإسرائيلي وذلك حال تنفيذ الاحتلال عملية الانسحاب بالشكل المأمول حسب المتفق عليه، يتطلب تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية لتولي مسؤولياتها .


وتحدّث زكي عن الجهود العربية في مسار التهدئة، مشيرا إلى أن 5 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، تعمل بشكل منسق فيما بينها، وهو جهد نباركه وندعمه وهذا الجهد الخماسي العربي نتج عنه أمور إيجابية كثيرة في مسألة وقف إطلاق النار ودور هذه الدول كان رئيسيا في إقناع الرئيس الأمريكي بضرورة وقف الحرب الآن وليس بنهاية العام كما كنا نستمع.

طباعة شارك الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي القضية الفلسطينية الصراع في الشرق الأوسط تحقيق الاستقرار

مقالات مشابهة

  • كاتب سياسي: المملكة رعت القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب وأوجدت زخمًا دبلوماسيًا أدى لعزلة إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية لـ"حديث القاهرة": تخوفات حماس من تراجع إسرائيل عن الاتفاق
  • حسام زكي: القضية الفلسطينية مفتاح استقرار الشرق الأوسط.. ومفاوضات شرم الشيخ فرصة حقيقية
  • مجلس الوزراء السعودي يؤكد ثبات موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية
  • نائبة بالبرلمان الإسباني: نؤكد ضرورة دعم القضية الفلسطينية
  • تحوّلات الموقف الآسيوي من القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى.. ورقة علمية
  • صوت الأزهر في وجه الاحتلال.. كيف دعم الدكتور أحمد عمر هاشم القضية الفلسطينية؟
  • أستاذ علوم سياسية: رد حركة حماس على خطة ترامب موقف عبقري في توقيت حاسم
  • اشتية وجرادات: الأردن درع القضية الفلسطينية والوصاية على المقدسات خط أحمر
  • محمد أبو شامة: مصر تلعب دورًا محوريًا في مستقبل القضية الفلسطينية