قَبلت حماس الشهر الماضي مقترح الهدنة والصفقة الجزئية الذي اقترحه المبعوث الأميركي ويتكوف، والذي في جوهره مقترح إسرائيلي، ومع ذلك رفضته حكومة الاحتلال. ثم عاد الرئيس الأميركي وصرح نهاية الأسبوع الماضي بأنه مع صفقة شاملة وعلى حماس أن تفرج عن جميع الأسرى وستتوقف الحرب، فوافقت حماس على ما قاله ترامب، ولكن إسرائيل قالت إنه خداع ومناورة لتبرير استمرارها في الحرب وارتكاب المجازر.
والحقيقة أن السؤال المطروح هو: هل من نهاية لهذه الحرب؟ وهل ستتوقف قريباً؟ الإجابة بالقطع هي أنها ستتوقف عاجلاً أم آجلاً.
ولن ينجح نتنياهو في تحقيق كامل أهدافه، حتى لو فكك تنظيم حماس واختفى سلاحه، واستُبعد من إدارة غزة، إلا أن الحركة ستبقى كأفراد متفرقين وقادرين على القيام بحرب عصابات ضد قوات الاحتلال، كما حدث في كمين حي الزيتون نهاية الشهر الماضي.
سيعتبر نتنياهو أنه انتصر في هذه الحرب لأنه قتل 60 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، وجوّع وأصاب عشرات الآلاف، وربما سينجح في وضع منطقة عازلة في شمال غزة وسينقل سكانها للجنوب وسيحاول تهجيرهم خارج أرضهم، ولكنه لن يستطيع أن يتجاهل التحولات التي حدثت في الرأي العام العالمي، وهذا الرفض العارم الذي وصل إلى قلب أهم مهرجانات السينما (الحفاوة التي استُقبل بها عرض فيلم «صوت هند رجب» في مهرجان فينيسيا لها أكثر من دلالة) والمسابقات الرياضية والأنشطة السياحية، والتي باتت جميعها تزخر بمواطنين من كل الأجناس يقاومون الوجود الإسرائيلي ويعادونه.
أوراق الضغط ستزداد في الأسابيع القادمة على نتنياهو
سيضغط العالم على نتنياهو، وسيتملص كما حدث من قبل من أي اتفاق هدنة، ولكنه سيرضخ في النهاية لضغوط الداخل الإسرائيلي والنخب السياسية التي تعارضه، ومعها ضغوط الخارج والمجتمع الدولي، وتيقنه أنه لكي يحقق أهدافه المعلنة من هذه الحرب يحتاج لإبادة مليون فلسطيني أو تهجيرهم ليقول إنه انتصر حقيقة في حربه واجتث حماس وحرر الأسرى بالعمل العسكري وهو «انتصار» لن يناله.
أوراق الضغط ستزداد في الأسابيع القادمة على نتنياهو لأنها أصبحت تضم العالم كله في مقابل أميركا وإسرائيل، وهو تحول في النظام الدولي الذي اعتاد أن يرى دعم الدول الأوروبية وأميركا ومعهما كثير من دول العالم لإسرائيل، في حين أن دعم القضية الفلسطينية كان من دول الكتلة الاشتراكية ومعها رفاقهم اليساريون في أوروبا الغربية.
أما الآن فبات من الصعب القول إن التحركات الأوروبية والأفريقية والعربية وعدد كبير من دول أميركا الجنوبية وآسيا والأمين العام للأمم المتحدة الذي بُحَّ صوته في إدانة المجازر، لن تسفر قريبًا عن وقف الحرب رغم أنف نتنياهو.
إن وقف حرب غزة سيفتح بابا لمحاسبة الجميع، ولكن حساب من تعمَّد قتل المدنيين والأطفال وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع سيكون حسابًا عسيرًا.
الأيام الفلسطينية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب نتنياهو غزة غزة نتنياهو المقاومة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ترامب أذلّ نتنياهو.. روبيو: حرب غزة أضرّت بمكانة إسرائيل عالمياً
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن الحرب في غزة أضرت بمكانة إسرائيل عالمياً، مشيراً إلى أن العزلة الدبلوماسية لإسرائيل تتزايد رغم محاولات واشنطن المستمرة لحماية حليفتها.
وأوضح روبيو في تصريحاته لبرنامج “فيس ذا نيشن” على قناة “سي.بي.إس نيوز” أن إسرائيل تواجه تراجعًا في التأييد داخل الأمم المتحدة، حيث استخدمت الولايات المتحدة الفيتو 6 مرات لحمايتها، في حين صوتت أغلبية الدول لصالح قرارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف روبيو أن اعتراف قوى غربية مثل فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا بالدولة الفلسطينية يُعتبر مؤشرًا على تآكل الدعم لإسرائيل.
وأكد روبيو: “سواء كنت تعتقد أن ما حدث كان مبررًا أم لا، صحيحًا أم لا، لا يمكنك تجاهل التأثير الذي تركته هذه الحرب على مكانة إسرائيل العالمية”.
نيويورك تايمز: ترامب أذل نتنياهو وجعله في موقف عاجز عن التحدي
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالاً تحليلياً قالت فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أذل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المفاوضات الأخيرة حول إطلاق سراح الرهائن في غزة، حيث اضطر نتنياهو للموافقة على جميع القرارات دون اعتراض.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو حظي بالفضل الشخصي في صياغة خطة إطلاق سراح الرهائن، لكنه لم يكن صاحب القرار النهائي، إذ تبين بوضوح أن ترامب هو من يقود العملية ويحدد مسار الأحداث.
ووفقاً لتقارير الصحيفة، فقد اضطر نتنياهو للاتصال برئيس وزراء قطر للاعتذار عن محاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال قيادات حماس في الدوحة، بينما كان ترامب يضع الهاتف على حجره، في موقف اعتُبر مهيناً لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
كما أُجبر نتنياهو على الموافقة على بند ضمن الصفقة يتضمن “مسار موثوق” نحو إقامة دولة فلسطينية، رغم أن أحد أهم أهدافه كان منع ذلك، وهو ما يوضح الضغوط التي واجهها من ترامب وفريقه.
ويؤكد محللون إسرائيليون أن نتنياهو ليس في وضع يسمح له بتحدي ترامب بسبب العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل ومراقبة سلوكها في الحرب، مما زاد اعتمادها على الإدارة الأمريكية، في حين يسعى نتنياهو للحفاظ على توازن دقيق بين شركائه في الائتلاف اليميني والحفاظ على صورته السياسية.
خلاف حاد بين ترامب ونتنياهو حول رد “حماس” على خطة السلام الأمريكية في غزة
أظهر اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلافًا حادًا بشأن رد حركة “حماس” على خطة السلام الأمريكية الخاصة بقطاع غزة. وفقًا لموقع “إكسيوس”، تبادل ترامب ونتنياهو وجهات نظر متناقضة حول استعداد “حماس” المشروط لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة.
ووصف ترامب الرد بـ”فرصة لإنجاز سياسي”، في حين اعتبره نتنياهو “غير ذي معنى”، ما دفع ترامب إلى الرد بغضب قائلاً: “لا أعرف لماذا أنت دائمًا سلبي للغاية، هذا إنجاز، تقبله”.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، سعى ترامب لإقناع نتنياهو بالموافقة على المضي قدمًا في مفاوضات السلام رغم تحفظاته.
وبعد المكالمة، أصدر ترامب بيانًا دعا فيه إسرائيل إلى وقف غاراتها الجوية على غزة، وهو ما استجابت له تل أبيب بعد ثلاث ساعات فقط.
حماس تنفي الموافقة على تسليم سلاحها بإشراف دولي وتحذر من الأخبار المضللة
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً رسمياً نفت فيه بشكل قاطع ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام، لا سيما قناة العربية الحدث، حول موافقتها على تسليم سلاحها تدريجياً تحت إشراف دولي.
وجاء في البيان أن ما نُسب إلى الحركة حول مسار مفاوضات وقف إطلاق النار “لا أساس له من الصحة”، مشددة على أن تداول مثل هذه الأخبار يهدف إلى تشويه الحقائق وإثارة البلبلة في الرأي العام، ورفضت ما وصفته بـ “الادعاءات العارية من الصحة”.
ودعت حماس وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمهنية والموضوعية وعدم الاعتماد على مصادر مجهولة أو أخبار غير موثوقة، مؤكدة أن “التصريحات الدقيقة والمعتمدة تصدر فقط عبر المنصات الرسمية للحركة”.
القناة 14: نتنياهو يتعهد بعدم الإفراج عن مروان البرغوثي ضمن صفقة غزة
ذكرت القناة 14 العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد خلال اجتماع مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعدم شمول القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي في أي صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وقالت القناة إن الاجتماع الذي عُقد في القدس الليلة الماضية واستمر أكثر من ساعتين، شهد طرح بن غفير سلسلة من المطالب على نتنياهو تمهيداً لبحث تفاصيل صفقة الرهائن.
ونقلت القناة عن مصادر حضرت اللقاء أن نتنياهو أكد لبن غفير أن ما وصفهم بـ”رموز الإرهاب”، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي، لن يكونوا ضمن أي مرحلة من الصفقة، وهو تعهد قدمه بشكل واضح وصريح.
وحضر الاجتماع أيضاً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حيث ناقش الوزيران مع نتنياهو كيفية ضمان استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، ليرد نتنياهو بأن “الجيش سيحتفظ بحرية عمل كاملة”، بما في ذلك إمكانية إعادة دخول المناطق التي قد ينسحب منها في حال خرق التفاهمات.
وأضاف التقرير أن بن غفير أبدى شكوكه بشأن دور الدول الوسيطة، مثل مصر وقطر، محذراً من الاعتماد على الضمانات الخارجية، فيما رد نتنياهو بأن إسرائيل ستحصل على ضمانات تتيح لها حرية التصرف الكامل.
كما أشار المصدر إلى أن الجانبين تطرقا إلى فكرة تشجيع الهجرة من قطاع غزة، إلا أن نتنياهو لم يُبدِ التزاماً بهذا الطرح.
250 ألف شخص يشاركون في مسيرة مؤيدة لفلسطين بأمستردام والأحمر يلون شوارع العاصمة
خرج حوالي 250 ألف شخص يوم الأحد في أمستردام في مسيرة تضامنية مع فلسطين ورفضاً لسياسة هولندا تجاه إسرائيل، حسبما أفادت منظمة العفو الدولية.
وجمع المتظاهرون في ساحة المتحف ثم ساروا عبر المدينة، جميعهم يرتدون اللون الأحمر رمزاً للمسيرة وحاملين الأعلام الفلسطينية. وأوضح نشطاء حقوق الإنسان أن المسيرة تأتي “طالما تواصل الحكومة الهولندية رفض اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.
ودعا المشاركون السلطات الهولندية إلى استخدام جميع الوسائل الاقتصادية والدبلوماسية للضغط على إسرائيل، مؤكدين الحاجة إلى “تغيير جذري في المسار”، مشيرين إلى أن هولندا تواصل دعم إسرائيل دون قيد أو شرط رغم الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي وسقوط أكثر من 65 ألف قتيل في قطاع غزة.
يُذكر أن الحكومة الهولندية أعلنت في يوليو الماضي أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ممنوعان من دخول البلاد بسبب “تحريضهما على العنف ودعمهما لتوسيع المستوطنات غير القانونية والتطهير العرقي في قطاع غزة”.
مئات الآلاف يتظاهرون في مدن أوروبية دعماً للفلسطينيين وأسفاط الصمود
خرج مئات الآلاف من المواطنين في عدد من المدن الأوروبية يوم الأحد في مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين ومع أسطول الصمود العالمي الذي يسعى لكسر الحصار عن غزة، حيث احتجز الجيش الإسرائيلي ناشطيه.
وشهدت إسطنبول أكبر المظاهرات في تركيا، حيث سارت الحشود من مسجد آيا صوفيا باتجاه ضفاف خليج القرن الذهبي، واستقبلتهم عشرات القوارب المزينة بالأعلام التركية والفلسطينية. ودعا المشاركون إلى تضامن المسلمين مع الفلسطينيين عقب صلاة الظهر.
وفي أنقرة رفع المتظاهرون الأعلام واللافتات التي تدين ما وصفوه بـ “الإبادة الجماعية” في غزة.
وفي أوروبا، شارك نحو 250 ألف شخص في أمستردام، معظمهم يرتدون اللون الأحمر، للضغط على الحكومة الهولندية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. كما خرج المتظاهرون في صوفيا حاملين لافتات مثل “غزة: المجاعة سلاح حرب” و”غزة أكبر مقبرة للأطفال”.
وشهدت باريس ولشبونة وأثينا وسكوبي ولندن ومانشستر تنظيم تجمعات أصغر، فيما خرج آلاف الأشخاص في عدة مدن إسبانية للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية وقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل.
وتأتي هذه المظاهرات بعد يوم من خروج مئات الآلاف في روما وبرشلونة ومدريد، في حشود تعكس الغضب الدولي المتزايد تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ عامين.
ومنذ أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل، بدعم أمريكي، أعمال عنف واسعة في غزة أسفرت عن سقوط أكثر من 67 ألف قتيل و169 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى المجاعة التي أزهقت أرواح مئات الفلسطينيين.