رأي.. إردام أوزان يكتب: عندما تقصف إسرائيل حليفًا للولايات المتحدة وتغض واشنطن الطرف
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
هذا المقال بقلم الدبلوماسي التركي إردام أوزان *، سفير أنقرة السابق لدى الأردن، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
الضحية الأولى لضربة إسرائيل على الدوحة ليست حركة "حماس"، بل الثقة في التحالفات واستقرار أسواق الطاقة. أنقذت قطر، أكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المُسال في العالم، أوروبا بعد قطع الإمدادات الروسية.
تُعزز عقودها طويلة الأجل أمن الطاقة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. يتدفق رأس مالها عبر وول ستريت ووادي السيليكون وقطاع الدفاع الأمريكي. بضربها الدوحة، لم تستهدف إسرائيل جماعة مسلحة فحسب، بل عطلت القنوات التي تربط قطر بواشنطن وشريان الحياة الذي يدعم شركاء أمريكا الاستراتيجيين.
لم يكن هذا حدثًا بسيطًا. تستضيف قطر قاعدة "العديد"، أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة. وقد استثمرت في الهيبة والدبلوماسية والردع الأمريكي. على مدى عشرين عامًا، كانت الخطة واضحة: ولاء قطر وأصولها الاستراتيجية مقابل حماية أمريكية. لكن هذه الخطة قد انهارت الآن.
تأتي الضربة في أعقاب انتهاك آخر من إيران. فقد تحدى خصمان، متعارضان أيديولوجيًا ومتوافقان تكتيكيًا، السيادة القطرية في غضون أشهر. وقد حدث كلا الفعلين دون عواقب. الرسالة واضحة: قطر قابلة للاستهداف، مهما كانت أهميتها الاستراتيجية. اليوم، حماس هي السبب. وغدًا، قد يكون فصيلًا آخر، أو حدودًا أخرى، أو حليفًا آخر. إذا ظلت الدوحة عرضة للخطر، فما الرسالة التي يوجهها ذلك إلى العواصم العربية الأخرى؟ بمجرد أن يصبح الإفلات من العقاب أمرًا طبيعيًا، ينهار الردع الإقليمي.
الرد الأمريكي.. الغموض كسياسةزاد رد فعل واشنطن من تفاقم الخلاف. وصف الرئيس ترامب الضربة بأنها "غير موجهة" من الولايات المتحدة، لكنه أشاد بهدفها ووصفه بأنه "جدير". وأكد البيت الأبيض الإخطار المسبق. ويصر المسؤولون القطريون على أن الاتصال جاء بعد سماع دوي انفجارات. هذا الغموض ليس تكتيكيًا، بل هيكلي. ويشير إلى أنه حتى حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين، الذين يستضيفون القوات الأمريكية ويتوسطون في وقف إطلاق النار الأمريكي، يُنظر إليهم على أنهم قابلون للاستبدال. ستتردد أصداء هذه الرسالة في العواصم العربية. تبدو الولايات المتحدة الآن مجرد مظلة معاملاتية وغير موثوقة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: حماس الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
رئيسة المكسيك: واثقون من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة
وترى الرئيسة ذات الميول اليسارية أن هذه السياسات تمثل "جوهر تطلعاتها" لمستقبل تُصبح فيه عبارة "صنع في المكسيك" محورية، إذ تسعى شينباوم إلى دعم الصناعة المحلية والتخفيف من الاعتماد على الخارج. اعلان
قالت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، إنها واثقة من التوصل إلى اتفاقية تجارية مواتية مع الولايات المتحدة، وذلك خلال خطاب ألقته يوم الأحد أمام عشرات الآلاف من المواطنين في ساحة زوكالو المركزية بمكسيكو سيتي، للاحتفال بمرور عام على توليها السلطة.
وأكدت الرئيسة في احتفال حاشد: "أنا على ثقة من أننا سنتوصل إلى اتفاق موات مع الولايات المتحدة وجميع دول العالم فيما يتعلق بعلاقاتنا التجارية"، مشيرة إلى أن حكومتها تستعد للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة وكندا في إطار ما يعرف باتفاقية (USMCA)، المقرر مراجعتها العام المقبل.
وتذهب نحو 80% من صادرات المكسيك إلى الولايات المتحدة، وقد منحها البيت الأبيض مهلة 90 يومًا للتفاوض بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على منتجاتها.
ويُعد التوصل إلى اتفاق تجاري أمرًا بالغ الأهمية لشينباوم، في ظل تراجع التحويلات المالية القادمة من الولايات المتحدة للشهر الخامس على التوالي، في سياق حملة الرئيس دونالد ترامب لترحيل المهاجرين.
وكانت المكسيك قد فرضت رسوماً على الدول التي لا تربطها بها اتفاقيات تجارية، أبرزها الصين، وهو ما يرى الاقتصاديون أنه يمثل تحركًا تكتيكيًا يخدم مصالح واشنطن.
Related ترامب يصعّد "الحرب التجارية" بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيكشجار وعراك بالأيدي بين أعضاء مجلس الشيوخ المكسيكياشتباكات في مكسيكو سيتي خلال مسيرة تضامنية مع فلسطين في "ذكرى مذبحة الطلاب" تطلعات حكومة شينباوموإلى جانب التجارة، تركز حكومة شينباوم على تنمية قطاع التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تكشف في الفترة المقبلة عن مشاريع محلية متعلقة بالمركبات الكهربائية، وأشباه الموصلات، والأقمار الصناعية، والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى مختبر للذكاء الاصطناعي.
وترى الرئيسة ذات الميول اليسارية أن هذه السياسات تمثل "جوهر تطلعاتها" لمستقبل تُصبح فيه عبارة "صنع في المكسيك" محورية، إذ تسعى شينباوم إلى دعم الصناعة المحلية والتخفيف من الاعتماد على الخارج.
وتستهل الزعيمة عامها الثاني في السلطة بمعدلات تأييد شعبي تفوق 70%، وهي من بين الأعلى في أمريكا اللاتينية، ما يعكس الرضا عن برامجها المتعلقة بالمعاشات التقاعدية، والمنح الدراسية، والمساعدات المالية.
ويرى مراقبون إن الرئيسة، البالغة من العمر 63 عامًا، باتت تمثل صورة القائدة العملية في نظر الشعب، التي تجمع بين المبادئ التقدمية والإدارة الاقتصادية الحذرة، لا سيما من حيث موقفها الرافض لتهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية مرتفعة على منتجات المكسيك واتخاذ إجراءات عسكرية ضد عصابات المخدرات.
وتستفيد شينباوم في سياساتها من الانخفاض في مستوى الفقر الذي بدأ في عهد سلفها ومرشدها السياسي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وفقًا لاستطلاعات الرأي، حيث تم انتشال ما لا يقل عن 8.3 مليون شخص من براثن الفقر في المكسيك بين عامي 2020 و2024.
ورغم ذلك، تلوح أمامها تحديات جديدة، إذ يمكن لمراجعة اتفاقية USMCA أن تختبر قدرتها على المناورة السياسية مع واشنطن، كما ستكون شينباوم مسؤولة عن تحقيق وعودها بالتنمية الصناعية، في وقت تواجه فيه البلاد منافسة دولية شديدة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة