أستاذ علوم سياسية: أي اعتداء في مصر مشابه لما حدث في قطر سيكون رد الفعل رادعًا وحاسمًا
تاريخ النشر: 12th, September 2025 GMT
أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أن الرسائل المصرية الموجهة اليوم إلى الولايات المتحدة بشأن أي تحركات إسرائيلية على الأراضي المصرية، مثل الغارات الأخيرة على الدوحة، تمثل تحذيرا صارما وواضحا بأن أي مغامرة للمساس بسيادة مصر لن تمر مرور الكرام، وستقابل رد فعل حاسم وفوري يتناسب مع حجم التهديد مشيرا إلى أن هذا التحذير يعكس قوة الدولة المصرية السياسية والدبلوماسية والعسكرية، ويؤكد قدرة مصر على حماية أمنها القومي بكل الوسائل المشروعة، مع الحفاظ على التوازنات الإقليمية وعدم السماح لأي طرف بتجاوز خطوطها الحمراء.
وأوضح «فرحات» في تصريح خاص لـ «الأسبوع»، أن الرسالة المصرية تحمل بعدا مزدوجا: فهي تحذير مباشر لإسرائيل بأن أي اعتداء على الأراضي المصرية سيواجه نتائج سريعة وحاسمة، ورسالة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، مفادها أن مصر دولة قوية لا تسمح بأن تصبح أراضيها مسرحا لأي مغامرات عسكرية أو محاولات لخلط الأوراق الإقليمية مؤكدا أن التزام مصر بالسلام ليس ضعفا، بل هو خيار استراتيجي يقوم على القوة والقدرة على الردع والحماية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن التاريخ المصري مليء بالمواقف الحاسمة التي أثبتت أن الدولة المصرية لا تتردد في الدفاع عن أمنها القومي، وأن الموقف الحالي يعكس حرص مصر على حماية أراضيها وكرامتها، وتقديم نموذج للدولة القوية المستقرة في قلب العالم العربي، القادرة على مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية بنفس الحزم والوعي الاستراتيجي.
وأكد «فرحات» أن الموقف المصري في هذا الملف يبعث الطمأنينة للشعب المصري وللأشقاء العرب، ويؤكد أن أي اعتداء مشابه لما حدث في قطر سيواجه رد فعل رادع وحاسم يحمي مصالح مصر وسيادتها، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ستكون دائما صوت العقل والقوة معًا، وستظل حامية لأمن العرب ومصالحهم الاستراتيجية، وتثبت مرة أخرى أنها الركيزة الأساسية للاستقرار الإقليمي وقوة ردع لا يمكن الاستهانة بها.
يذكر أن شبكة CNN، اليوم الخميس، أكدت أن مسؤولا مصريا صرح لها بأن مصر وجّهت رسالةً إلى الولايات المتحدة مفادها أن أي محاولات إسرائيلية للعمل على الأراضي المصرية - مثل الغارات التي استهدفت الدوحة هذا الأسبوع - ستكون لها عواقب وخيمة.
الهجوم الإسرائيلي على قطر يجر العالم للفوضىوفي الثلاثاء الماضي، هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية بشكل مفاجئ العاصمة القطرية «الدوحة»، استهدفت فيه الوفد المفاوض لحركة حماس، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة، خليل الحية، الولايات مما جعل الولايات المتحدة في موضع اتهام كبير، لعدم إبلاغها قطر بالضربة الإسرائيلية في وقت مبكر، والأدهى أن ذلك هو الانتهاك الصارخ والمدمر للقوانين الدولية وللنظام الدولي، الذي يحتم على الولايات المتحدة إما ضبط الفتى المدلل والمشاغب «إسرائيل» الذي سيكلفها أثمانا باهظة بأفعاله الطائشة، أو ستنشب صراعات في الشرق الأوسط ستمتد إلى العالم أجمع وسنكون على أعتاب حرب عالمية ثالثة لا يمكن توقع هل ستكون هي المشهد النهائي لهذا العالم، أم قيام نظام عالمي جديد؟ ولكن الحل الأقوى الحقيقي والمدمر لكل هذه الصراعات هو الاتحاد العربي والسير بحكمة عربية لحماية مقدرات الوطن العربي والحفاظ على أمنه واستقراره.
اقرأ أيضاًتقارير عبرية: القاهرة هددت نتنياهو بـ «عواقب كارثية» إذا فكّر باستهداف عناصر حماس في مصر
مصطفى بكري: مصر لن تفرط في حقوقها المائية ولن تسمح بتجاوز الاتفاقيات بينها وبين إثيوبيا
مصطفى بكري: مصر قادرة بجيشها القوي على حماية نفسها ومصالحها
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة الشعب المصري الدوحة أستاذ العلوم السياسية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محللون: الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يتواصل لأسابيع
واشنطن"أ.ف.ب": يحذّر محللون من أن المواقف المتصلّبة التي أدت إلى الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة تجعل التوصل إلى تسوية أمرا بعيد المنال وتهدد بتحويل الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين إلى أزمة طويلة الأمد.
ومع دخول الشلل في الوكالات الفدرالية أسبوعه الثاني، أفاد عدد من الخبراء الاستراتيجيين الذين ما زالوا يتذكرون خلافات سابقة، وكالة فرانس برس بأن أحدث خلاف بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه الديموقراطيين سيطول.
وقال أندرو كونيستشوسكي، الناطق السابق باسم السناتور تشاك شومر، وهو الزعيم الديموقراطي الذي يعد في صلب الخلاف، "يمكن لهذا الإغلاق أن يتواصل لأسابيع وليس لأيام فقط".
وأضاف بأن "الطرفين متشبثين حاليا بمواقفهما والحديث عن تسوية محدود للغاية".
ومن بين أبرز أسباب الإغلاق مطالبة الديموقراطيين بتمديد حزم الدعم للرعاية الصحية التي تنقضي مهلتها قريبا، ما يعني زيادة كبيرة في التكاليف بالنسبة لملايين الأمريكيين من أصحاب الدخل المنخفض.
وحمّل ترامب الأحد الأقلية الديموقراطية في الكونجرس مسؤولية عرقلة قراره بشأن التمويل الذي يتطلب تمريره عددا من أصواتهم.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنهم يتسببون بالأمر. نحن على استعداد للعودة"، في تصريحات تشي بأنه متصالح مع فكرة تواصل الإغلاق.
كما أفاد ترامب الصحافيين امس بأن إدارته بدأت بالفعل إقالة الموظفين الفدراليين، وليس تسريحهم مؤقتا فقط، محمّلا خصومه مسؤولية "التسبب بخسارة الكثير من الوظائف".
وفي مارس، عندما واجهت الحكومة خطر الإغلاق آخر مرة، بادر الديموقراطيون للتراجع عن موقفهم وصوتوا لصالح قرار مدته ستة أشهر يتجنّب الشلل الفدرالي رغم المخاوف السياسية.
لكن شومر، رئيس كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، واجه انتقادات شديدة من قاعدة الحزب، وسيتردد في الخضوع هذه المرة لمطالب الجمهوريين خصوصا وأنه يواجه تحديات كبيرة من اليسار.
ويعتمد الجمهوريون في مجلس الشيوخ حاليا على إمكانية تراجع معارضيهم الديموقراطيين ويصرّون مرارا على التصويت.
وقال المسؤول الرفيع السابق في كاليفورنيا جيف لي الذي تفاوض مع إدارة ترامب الأولى "يمكنني رؤية اتفاق مؤقت من الحزبين بحلول أواخر أكتوبر".
وأضاف أن إطالة أمد الإغلاق لأكثر من شهرين "سيوقف عمليات الحكومة بشكل جدي ومن شأنه أن يؤثر على اعتبارات الأمن القومي والوطني ويؤدي بالتالي إلى تحميل الحزبين المسؤولية".
وأفاد محللون بأنه من شأن أي تحوّل في الاستراتيجية أن يعتمد على ملاحظة أي الطرفين تغيّر الرأي العام ليصبح ضدّهما.
وتباينت استطلاعات الرأي حتى الآن، رغم أن الانتقادات تطال الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين بشكل عام.
وشهدت الحكومة أطول فترة إغلاق في تاريخها في ولاية ترامب الأولى بين العامين 2018 و2019 عندما توقفت الوكالات الفدرالية عن العمل لمدة خمسة أسابيع.
ويكثّف الرئيس هذه المرة الضغط عبر تهديد أولويات الليبراليين والتوعد بعمليات تسريح كبيرة لموظفي القطاع العام.
يرى أستاذ السياسات لدى "جامعة روتشستر" جيمس دراكمان بأن تعنّت ترامب يدفعه للاعتقاد بأن الخلاف هذه المرة سيؤدي إلى إغلاق أطول من ذاك الذي تم في 2019.
وقال لفرانس برس إن "إدارة ترامب ترى بأن لديها تفويض غير محدود وبالتالي فإنها لا تتنازل بالمجمل".
وأضاف بأن "الديموقراطيين واجهوا انتقادات لأنهم لم يواجهوا بالقوة الكافية ولم يفض آخر تنازل إلى أي نتيجة إيجابية بالنسبة للديموقراطيين. لذا، فإنهم يميلون سياسيا للتمسّك بموقفهم".
كلّف إغلاق 2018-2019 الاقتصاد 11 مليار دولار في الأمد القصير، بحسب مكتب الكونجرس للموازنة. ولم يتم استرداد مبلغ قدره ثلاثة مليارات دولار.
وحذّر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت من أن الإغلاق الأخير قد يؤثر بشكل كبير على نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وبالنسبة للمحلل المالي مايكل آشلي شولمان الذي يتّخذ من كاليفورنيا مقرا، فإن الواقع الاقتصادي للإغلاق قد يجبر الطرفين على التوصل إلى تسوية.
وقال "إذا انتاب الفزع وول ستريت وارتفعت عوائد سندات الخزانة، فسيكتشف حتى أكثرهم تشددا فكريا فجأة التزاما عميقا بالحلول التي يمكن أن ترضي الحزبين".
ولا يشعر جميع المحللين بالتشاؤم حيال إمكانية التوصل إلى حل سريع.
ويرى رئيس قسم الرقابة والتحقيقات في الكونغرس لدى شركة المحاماة العالمية "هوغان لوفيلز" آرون كاتلر الذي كان موظفا في مجلس النواب، بأن الإغلاق سيدوم 12 يوما كحد أقصى.
وقال إن "الديموقراطيين في مجلس الشيوخ سيتراجعون أولا.. مع تواصل الإغلاق، لم تكون هناك أي جلسات استماع في الكونجرس وسيتم إيقاف الكثير من العمل في الوكالات" الفدرالية.
وأضاف "هذا انتصار بالنسبة للكثير من الديموقراطيين في الكونغرس لكنهم لا يريدون بأن يتم تحميلهم مسؤوليته".