يواصل سوق العقارات في دبي تحدي التباطؤات العالمية، مدفوعًا بالنمو السكاني، والاستثمار الأجنبي، ومبيعات المشاريع قيد الإنشاء، وأنماط الحياة الجديدة بعد الجائحة.

وفقًا لدائرة الأراضي والأملاك في دبي (DLD)، استقطبت المدينة نحو 94,700 مستثمر خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 26% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ومن بين هؤلاء، كان هناك 59,000 مستثمر جديد (+22% على أساس سنوي)، حيث شكّل المقيمون في دولة الإمارات 45% من هذه الفئة الجديدة، مما يؤكد قوة الطلب المحلي.

وسجل القطاع السكني في النصف الأول من 2025 معاملات بلغت قيمتها 262.1 مليار درهم، بزيادة قدرها 36.4% مقارنة بالنصف الأول من 2024. وفي ظل هذه المعطيات، حددت أبحاث “آمال” الاتجاهات التي تشكل مشهد العقارات في دبي لعام 2025.

وبينما تبرز هذه الأرقام الرئيسية، تكشف التفاصيل الدقيقة عن تحولات في طريقة وأماكن العيش، وأولويات المطورين العقاريين. فيما يلي ستة اتجاهات رئيسية تشهد ازدهارًا في سوق العقارات بدبي، مدعومة بالبيانات والملاحظات السوقية للنصف الأول من 2025:

1. مبيعات المشاريع قيد الإنشاء تهيمن على السوق
ارتفعت معاملات البيع على الخارطة لتشكل أكثر من 70% من إجمالي مبيعات العقارات في النصف الأول من 2025. يراهن المشترون على النمو المستقبلي وخطط الدفع المرنة وارتفاع الأسعار، خصوصًا في مناطق مثل مدينة محمد بن راشد، ودبي الجنوب، ودبي هيلز إستيت.

يمثل هذا تحولًا واضحًا عن السوق الذي كان يعتمد على إعادة البيع في السنوات السابقة، ويعكس ثقة متزايدة في التطوير طويل الأمد وتوسّع البنية التحتية.

2. الإقبال على المعيشة في الضواحي

أصبحت مناطق مثل قرية جميرا الدائرية (JVC)، وواحة دبي للسيليكون، ودبي الجنوب أكثر جذبًا بفضل أسعارها المعقولة، ومجتمعاتها، ووجود مدارس ومراكز تسوق وطرق رئيسية جديدة.

ومع تجاوز عدد سكان دبي 3 ملايين نسمة، يتوسع النسيج الحضري للمدينة إلى ما وراء المناطق التجارية التقليدية، مما يحول المناطق “النائمة” سابقًا إلى مراكز حياة متكاملة.

3. مرافق العافية أصبحت ضرورية وليست ترفًا
لم يعد الأمر يقتصر على الصالات الرياضية والمسابح. هناك ارتفاع ملحوظ في الطلب على المرافق التي تركز على الصحة والعافية مثل مساحات التأمل، والممرات الخضراء للمشي، وصالات العمل المشتركة، وأحواض العلاج المائي، وحتى حدائق الحيوانات الأليفة.

ومع تزايد العمل من المنزل أو بنظام العمل الهجين، أصبحت هذه المرافق عنصرًا أساسيًا في قرارات الشراء أو الاستئجار، خصوصًا في المشاريع متوسطة وعالية الجودة.

4. الاستدامة أصبحت عاملًا حاسمًا
بدأت شهادات المباني الخضراء مثل LEED، وحلول الطاقة الشمسية، والمواد الموفرة للطاقة بالانتقال من المشاريع الفاخرة إلى الفئة المتوسطة.
تشير تحليلات “أمال” إلى أن معايير الاستدامة أصبحت تؤثر بشكل مباشر على قرارات الشراء، خاصة لدى المستثمرين الدوليين والمستثمرين المهتمين بالحوكمة البيئية والاجتماعية.

حتى في سوق الإيجار، تشهد العقارات المزودة بأنظمة تبريد ذكية وكفاءة في استهلاك الطاقة إقبالًا أسرع ومعدلات تبديل سكان أقل.

5. المشاريع متعددة الاستخدامات تعيد تشكيل الحياة الحضرية
يرغب الناس اليوم في العيش والعمل والتسوق والترفيه ضمن محيطهم السكني. لذلك، بدأ المطورون بتصميم قرى رأسية — مبانٍ أو مجمعات تجمع بين السكن والعمل والتجزئة والترفيه.

توفر هذه المشاريع بيئة متكاملة تشمل مناطق عمل مشتركة، وسوبر ماركت، ومقاهٍ، ومراكز رعاية أطفال، ومرافق عافية، مما يعزز نمط الحياة المتوازن وسهولة الوصول إلى جميع الخدمات في مكان واحد.

6. التكنولوجيا تعيد ابتكار البحث والاستثمار العقاري
من المنصات العقارية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي إلى الاستثمار المرمّز بالعقارات (tokenized investment)، تشهد السوق العقارية ثورة رقمية.
تتيح المنصات الذكية اليوم التسعير التنبؤي، والجولات الافتراضية (AR/VR)، وأنظمة المعاملات القائمة على البلوك تشين.

ويعتمد المشترين الدوليون، خصوصًا من أوروبا وآسيا، على هذه التقنيات لاختيار العقارات والتفاوض والشراء عن بُعد، مما يعزز تدفق السيولة العالمية نحو دبي.

يتطور السوق العقاري في دبي نحو المجتمع، وجودة الحياة، والسهولة الرقمية، والقيمة البيئية.
ومع إدراك المشترين والمستأجرين والمستثمرين لهذه الاتجاهات، يصبح من الممكن مواكبة التحولات الديناميكية التي تعيد رسم ملامح العقار في دبي اليوم.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

اجتماع لمناقشة مناقشة مستوى تنفيذ المشاريع التنموية في عمران

الثورة نت /..

ناقش اجتماع بمحافظة عمران، برئاسة المحافظ الدكتور فيصل جعمان، اليوم، مستوى تنفيذ المشاريع التنموية في المحافظة.

واستعرض الاجتماع الذي ضم مدراء مكتب الأشغال سلطان القراحي والوحدة التنفيذية لصيانة الطرق صلاح القحوم والوحدة الفنية محمد الجائفي، ومسؤول قطاع التربية زيد رطاس ونائب مدير المالية رياض الارياني، خطة المشاريع للعام 1447ھ، وموجهات تنفيذها.

وتطرق الاجتماع إلى جانب الإجراءات اللازمة لاستكمال، مشاريع العام الماضي التي شملتها الخطة وتقييم ما تم انجازه والوقوف أمام المتعثر منها ومعالجة أسباب تعثرها.

واستعرض المجتمعون تقرير مدير مكتب الأشغال، حول الدراسات الفنية لعدد من المشاريع التنموية في مجال الطرق والصحة والتربية والمياه وغيرها وفقا للأولوية.

وفي الاجتماع أكد المحافظ جعمان، أهمية تضافر الجهود لإنجاز المشاريع المعتمدة والتهيئة لتنفيذ المشاريع الجديدة وفق المواصفات المحددة، والإجراءات القانونية وبما يعزز مبدأ الشفافية والكفاءة في التنفيذ.

وشدد على سرعة إنجاز المشاريع المعتمدة والجاري تنفيذها وفقا للدارسات المعدة لها فنيا لما لها من أهمية كبيرة لخدمة التنمية وتلبية تطلعات المواطنين.. مشيرا إلى أهمية إنجاح المشاريع وترجمة المهام الموكلة إلى السلطة المحلية في التنفيذ والرقابة والتقييم في مختلف المديريات.

ولفت محافظ عمران، إلى ضرورة استيعاب جميع المبادرات المجتمعية والاهتمام بها في إحداث تنمية محلية مستدامة وشاملة بمشاركة المجتمع في سبيل تحقيق أهدافه وتطلعاته في مختلف المجالات وأهمها المشاريع الاساسية والخدمية.

مقالات مشابهة

  • رغم ازدهار الصادرات.. اقتصاد الصين يواجه أسوأ ربع في 2025
  • محلل باكستاني لـعربي21: أفغانستان أصبحت بوابة للهند.. وباكستان ردت بقصف كابل
  • إعتماد وتمويل مجموعة جديدة من المشاريع بهذه الجامعات
  • اجتماع لمناقشة مناقشة مستوى تنفيذ المشاريع التنموية في عمران
  • حمدان بن محمد يطلع على مستجدات المشاريع والمبادرات الرقمية لشرطة دبي
  • بشراكة إستراتيجية مع “كاكست”.. مبادرة جميل للتقنية العميقة 2025 تتوج المشاريع الريادية في نسختها الأولى
  • انفتاح عالمي.. مشاركة بارزة لمركز “المستقبل” في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025
  • هل أصبحت منابر الوعظ بلا بوصلة.. وميادين الفهم بلا حكمة؟!..
  • هل أصبحت الأمومة الآن أصعب من زمان؟.. سؤال مثير للنقاش بـ"ست ستات" (الجمعة)