معرض الأقصر للكتاب يناقش رواية تلك النظرة
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد معرض الأقصر الرابع للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة لمناقشة رواية «تلك النظرة» للروائي أحمد أبو خنيجر، وذلك ضمن محور جسور الإبداع، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، وشارك في مناقشتها الدكتور خالد طايع أستاذ الأدب والنقد، والناقدة الدكتورة أسماء خليل، وأدارها الكاتب والناقد محمد صالح البحر.
في بداية الندوة، رحب البحر بالحضور والمشاركين، وقدّم الروائي أحمد أبو خنيجر، مستعرضًا أهم محطاته الإبداعية، مشيرًا إلى أنه مبدع يمتلك رؤية فنية وإنسانية عميقة، ويعبر في أعماله عن الوجدان الجنوبي بخصوصيته الثقافية والإنسانية. وذكر من أبرز أعماله روايات: نجع السلعوة، والعمة أخت الرجال، وشق الريح.
وأشار البحر إلى أن «تلك النظرة» تُعد تجربة سردية فريدة تعتمد على صوتين متقابلين ينسجان عالماً من التأملات الوجودية حول الحياة والموت والاختيار والجبر، موضحًا أن الرواية تبدأ بحادثة مأساوية حين يقتل الأب ابنه بـ«نظرة عينه»، تلك الهبة الغامضة التي تنقلب عليه لتصبح لعنة تلاحقه في رحلة نحو الصحراء والموت، لكنها أيضًا تفتح الباب أمام صوت آخر يبدأ رحلة بحث عن الحقيقة.
وأوضح أن الرواية تقدم سردًا عميقًا يتقاطع فيه الماضي بالحاضر، ويغوص في أسئلة الحرية والقدر، حيث تتوالى الفصول في حوار بين صوتين يمثلان وجهين متناقضين للوجود الإنساني.
ثم تحدثت الدكتورة أسماء خليل، مقدمة قراءتها النقدية من زاوية البنيوية التكوينية، تحت عنوان "الظل والنور في رواية تلك النظرة". وأوضحت أن الكاتب رسم شخصية بطله "ناصر" بوصفها شخصية مركبة تجمع بين التناقضات: الظل والنور، العنف والحنان، القوة والضعف، مما يجعلها شخصية إنسانية متعددة الأبعاد، تسمح للقارئ بفهم أعمق لصراعات الإنسان الداخلية.
وأضافت أن الرواية تتناول علاقة البطل بالواقع الاجتماعي خلال فترة النكسة، موضحة أن الهزيمة لم تكن عسكرية فقط، بل روحية ونفسية، انعكست على وعي البطل الذي يعيش مأساة شخصية تمثل خذلانًا عامًا للأمة.
وأشارت خليل إلى أن شخصية «زوبة» في الرواية تمثل صوت الحاضر ومرآة الواقع، فهي ليست مجرد شخصية هامشية، بل رمز يعكس تمرد المرأة الريفية على القيود الاجتماعية، وتجسد الصراع بين الحرية والواقع القاسي. كما تناولت رمزية الرقم (3) في الرواية، بوصفه ثالوث الحياة الذي يجمع بين التناقضات ويخلق توازنًا دلاليًا داخل النص، مؤكدة أن الكاتب استخدم الماء في نهاية الرواية كوجه للموت لا للحياة، في قلب فني للمألوف.
واختتم الدكتور خالد طايع الندوة بتحليل نقدي من منظور بنيوي، مؤكدًا أن الرواية تقدم عالمًا سرديًا ثريًا يقوم على تقنية المزاوجة بين صوتين سرديين: صوت البطل ناصر عبر المونولوج الداخلي، وصوت الابن الباحث عن الحقيقة بصيغة الراوي العليم. وأوضح أن هذا البناء الفني المتقاطع يمنح النص عمقًا دلاليًا ورمزيًا، ويعكس نضج الكاتب في توظيف تعدد الأصوات لإبراز الصراع الإنساني والفكري داخل العمل.
واختُتمت الندوة بتفاعل كبير من الحضور الذين أشادوا بالتجربة السردية الفريدة للكاتب أحمد أبو خنيجر، معتبرين أن "تلك النظرة" تواصل مشروعه الإبداعي في استكشاف جوهر الإنسان بين الألم والأمل، والماضي والحاضر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب أن الروایة
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان تشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025
فرانكفورت "العُمانية": تشارك سلطنة عُمان في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والسبعين، الذي انطلقت فعالياته اليوم في جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويستمر حتى 19 أكتوبر الجاري.
يضم جناح سلطنة عُمان في المعرض مجموعةً متنوعةً من الإصدارات الصادرة عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الإعلام، ووزارة التراث والسياحة، بالإضافة إلى إصدارات من مؤسسات حكومية ومؤسسات المجتمع المدني، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الحضور العُماني في أبرز المحافل الدولية للكتاب والنشر، إذ يُعدّ معرض فرانكفورت الدولي للكتاب من المعارض العالمية المتخصصة في مجالات النشر والكتاب، ونافذةً ثقافيةً وإعلاميةً وسياحيةً واسعة، كما يُمثّل منصةً تجمع المثقفين والباحثين والمعنيين في شتى حقول المعرفة.
كما تتضمن مشاركة سلطنة عُمان هذا العام التعريف بمنصة "عين" للمحتويات الرقمية والكتب الصوتية والمرئية، تأكيدًا على التنوع والثراء الذي تتميز به الحياة العُمانية، وعلى الاهتمام الكبير الذي توليه سلطنة عُمان بالموروث الثقافي والحفاظ عليه، إيمانًا منها بأهمية غرس مفهوم الثقافة وتطوير وعي وإدراك المجتمعات.
وتُسلّط المشاركة الضوء على مجموعةٍ واسعةٍ من الإصدارات العُمانية في المجالات التاريخية والأدبية والعلمية والإعلامية والسياحية، إلى جانب إبراز إصداراتٍ تركّز على الجوانب الاجتماعية والحياة البرية والبيئة، والكتب المتخصصة حول المواقع التاريخية وسياحة المغامرات في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى عروضٍ مرئيةٍ عن أهم المنجزات التنموية والحضارية، للتعريف بالمقومات السياحية والبيئية في سلطنة عُمان.
وأشارت مرية بنت سعد بن محمد الراضية، المشاركة في جناح سلطنة عُمان وباحثة في مجال النشاط الثقافي، إلى أن مشاركة سلطنة عُمان السنوية في معرض فرانكفورت الدولي تُسهم في تعزيز العلاقات الثنائية الثقافية بين سلطنة عُمان وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
وأكدت أن المشاركة تُعزّز من حضور الكتاب العُماني ونشره على نطاقٍ أوسع، وتشمل هذه الكتب تصنيفاتٍ عدة في مجالات الأدب ودواوين الشعر وعلوم الطب العُماني الشعبي وعلوم الفلك والبحار، وفي مجال التاريخ العُماني القديم والحديث، وفي شتى المجالات المتنوعة.