اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺗﻮاﺿﺮوس ﻳﺤﺘﻔﻰ ﺑـ»اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم«: ﻗﻼدة دوﻟﻴﺔ وﺷﻬﺎدة ﻟـ»دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﺼﺮ«
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
البطريرك يدعو لـ«تسجيل» الحدث تاريخيًا ويشيد بـ«حكمة الرئيس»«الأرثوذكسية» تستضيف مؤتمر «مجلس الكنائس العالمي» لأول مرة وسط آمال بـ«تحقيق الوحدة»رسائل بابوية لـ«دارسى المعهد المسكونى»: تحملوا.. فالحياة ليست وردية
لم يكتف قداسة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية- بالتعقيب على اتفاقية وقف الحرب بقطاع غزة من منطلق إشادة بالدور الدبلوماسى للقيادة المصرية، حين افتتح عظته الأسبوعية الأربعاء الماضى، وإنما دعا إلى ضرورة تسجيل يوم الاتفاق العالمى فى تاريخ مصر الحديثة بأحرف من نور.
واستضافت مصر قمة شرم الشيخ بحضور 31 من قادة الدول، والمنظمات الدولية لتوقيع وثيقة «السلام»، ووقف الحرب على غزة، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ووقع الوسطاء «الرئيس الأمريكى دونالد ترامب»، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان وثيقة اتفاق غزة، استجابة لدعوة القاهرة.
وبعد أن أعرب البابا تواضروس عن سعادته بتوقيع الاتفاق على أرض مصر، أشار إلى ما جرى جائزة كبرى، ويعكس جهود القيادة المصرية، ودورها فى المعالجة الحكيمة لأزمة الحرب على غزة.
إشادة البطريرك بما اعتبره شهادة دولية للدبلوماسية المصرية، صاحبها كشف بابوى عن درايته منذ بدء الحرب بحجم الضغوطات التى تعرضت لها القاهرة، دون أن تنسحب لأى مسار سوى الحكمة.
البطريرك الذى وصف يوم توقيع الاتفاقية بـ«اللامع»، أردف قائلًا:«هذا الاجتماع قلادة عالمية توضع على صدر مصر، وتتويج لجهود عامين من الألم، والفزع، والجرحى، والمصابين من أطفال، ونساء، ورضع، ويكفى أن أخبار الحرب المزعجة تختفى تدريجيًا».
وفى العظة الأسبوعية التى ألقاها بكنيسة السيدة العذراء، والقديس القوى الأنبا موسى بمنطقة النهضة، التابعة لقطاع كنائس مدينة السلام، والحرفيين، وجه البابا التحية لمؤتمر السلام المنعقد بشرم الشيخ الأسبوع الماضى، عطفًا على تحية مصر، ورئيسها، ومسئوليها، الذى يعملون على معالجة حكيمة لأزمة حرب استمرت على مدار عامين.
واستطرد قائلًا: «حضور عدد كبير من قادة العالم أمر رائع يحسب لمصر، ونتمنى أن تهدأ الأمور فى منطقتنا، ونصلى من أجل السلام».
يأتى ذلك تزامنًا مع استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمؤتمر دارسى المعهد العالمى للدراسات اللاهوتية، والمسكونية، الموجود فى «جينيف»، والتابع لمجلس الكنائس العالمى بمركز لوجوس، دير الأنبا بيشوى، وادى النطرون.
ويعد المؤتمر العالمى هو السادس فى تاريخ لجنة النظام بمجلس الكنائس العالمى، ويقام للمرة الأولى بقارة أفريقيا، تحديدًا داخل الكنيسة القبطية المصرية.
ولذلك، فإن البطريرك بعد أن رحب بالمشاركين البالغ عددهم نحو 350 دارسًا، لفت إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية تفتح أبوابها دائمًا، وتقدم محبة حقيقية لكل إنسان.
وعلى جانب آخر، أوضح البطريرك دلالة استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمى -بمركز لوجوس بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى وادى النطرون-، لافتًا إلى أن بيئة الصحراء هذه، وحيث عاش الآباء النساك منذ القرن الرابع الميلادى، تبرز ملامح الحياة الرهبانية المتفردة داخل الكنيسة القبطية.
وبما يعنى حسبما أفاد البطريرك أن ثمة جمع بين أصالة الحياة الرهبانية الديرية، والمعاصرة الكائنة فى مركز لوجوس، ودارسى المؤتمر من مختلف دول العالم.
وبعد صلاته لأجل أن يكون المؤتمر منبر محبة، وسلام، لفت البابا إلى أن ثمة دروس مستوحاة من مجمع «نيقية»- الذى تعتزم الكنيسة القبطية الاحتفال بمرور 18 قرنًا على انعقاده- يأتى أولها فى أن «الإيمان لا يقاس بالعمر».
مستشهدًا بـ«الشاب أثناسيوس»، قال البابا: إنه وقف أمام رجال العلم، واللاهوت، وأباطرة وأمراء، وتكلم بإيمان عميق وغيرة حارة، ومن يومها، قال الحاضرون عنه: «تكلم ألكسندروس بفم أثناسيوس».
ودن حاجة لأن يكون صاحب الرسالة فصيحًا، وخطيبًا، أضاف البطريرك أن «أثناسيوس» كان لاهوتيًا عميق الفكر، دارسًا للكتاب المقدس، وصاحب مؤلف «تجسد الكلمة»، والذى صار لاحقًا منارة لاهوتية عبر الأجيال.
وعرج البابا على أن «القديس أثناسيوس» حين وقف أمام مجمع نيقية، لم يواجه الهراطقة بعنفٍ أو انفعال، بل واجههم بالروح، وبقوة المنطق، وإشراق الفكر، ولولا استنارته اللغوية والفكرية، لاختلط الإيمان وضاع المعنى.
وفى كلمته للدارسين إبان افتتاح مؤتمر مجلس الكنائس العالمى بدير الأنبا بيشوي- وادى النطرون- ألمح البابا إلى أن «أثناسيوس» لم يجلس فى الصفوف الأولى، مشيرًا إلى أنه خدم فى صمت كـ«شماس» مرافق للبابا القبطى ألكسندروس، وصمته هو الذى نطق بالإيمان.
البطريرك الذى وجه خطابًا تربويًا شديد التركيز لدارسى المعهد المسكونى العالمى، مركزًا على دروس مجمع «نيقية»، لفت إلى «درس التلمذة»، حيث اعتبرها قيمة كبرى تنتقل بها النعمة من جيل إلى جيل، ومن طاعة «أثناسيوس» كتلميذ للبطريرك خرجت القوة، ومن صمته خرج النور.
وفى سياق طرحه، دعا البابا تواضروس الثانى إلى ضرورة احتمال «الضيقات»، نظير كون العالم ليس ورديًا، معرجًا على أن البابا ألسكندروس جاء فى زمن مضطرب، انقسمت فيه العقول، ولم يكن الصراع فكريًا، وفقط، بل كان على الكنيسة نفسها.
واستدرك قائلًا: «لقد احتمل أثناسيوس من أجل الإيمان ما لم يحتمله كثيرون، فقد نُفى خمس مرات، وتنقل بين البرارى، والبلدان مطاردًا من ملوكٍ، وأباطرةٍ، وجيوشٍ، لكنه لم يُبدّل موقفه، ولم يُساوم على إيمانه، بل بقى صامدًا، ثابتًا كمن يرى ما لا يُرى».
وتستضيف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأول مرة -خلال أكتوبر الجاري- أعمال المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمى، بمركز لوجوس بالمقر البابوى بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ومن المنتظر أن يشارك فى المؤتمر ممثلو الكنائس المسيحية حول العالم.
ويشار إلى أن مجمع «نيقية» حضره نحو 315 بطريركًا، وحينذاك كانت الكنيسة واحدة فى العالم، وظلت هكذا حتى عام 450 م.
وسبق أن أشار البابا تواضروس الثانى إلى أن استضافة الكنيسة القبطية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمى يعد تكريمًا لمكانتها، واعترافًا بدورها التاريخى، وفرصة للتعرف على عقيدتها، وتاريخها عبر 20 قرنًا من الزمان.
وكشف البطريرك بحث الكنائس عن الوحدة، معرجًا على أن ثمة انقسامات كبيرة، لكن ذلك لا ينفى أن الكنيسة القبطية تقيم حوارات مع عدد من الكنائس حول العالم من بينها «البيزنطية، والروسية، والكاثوليكية»، مؤكدًا أن الحوار يعد دعوة للتقارب، والفهم.
واختتم قائلًا:»نصلى لأن نشهد يوم الوحدة الكاملة بين كنائس العالم».
ومؤخرًا تفقد البابا تواضروس الثانى، رفقة عدد من أساقفة المجمع المقدس، والآباء الكهنة أكاديمية القديس مار مرقس القبطية الأرثوذكسية، بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون.
يأتى ذلك فى إطار الاستعدادات الجارية لمؤتمر «نيقية» الذى ينظمه مجلس الكنائس العالمى بالتعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تاريخ مصر الحديثة الکنیسة القبطیة الأرثوذکسیة البابا تواضروس الأنبا بیشوى ا إلى أن قائل ا
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تسافر إلى تركيا للمشاركة في المنتدى العالمى صفر مخلفات
توجهت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة إلى تركيا للمشاركة فى فعاليات المنتدى العالمى "صفر مخلفات"، الذى يعقد خلال الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر الجارى بمدينة أسطنبول، وينظم الحدث مؤسسة صفر مخلفات بمشاركة واسعة من عدد كبير من المؤسسات العامة والحكومات المحلية والمنظمات الدولية ، ولفيف من الأكاديمين ورواد القطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني و قادة المدن و المجتمعات المحلية وصانعي السياسات.
وأكدت الدكتورة منال عوض أن المنتدى يعد منصة دولية متعددة الأطراف تهدف إلى تعزيز التبني العالمي لنهج صفر مخلفات، وتعزيز الاستدامة البيئية، ودعم ممارسات الاقتصاد الدائري ، كما يعد فرصة لعرض أفضل الممارسات فى مجال المخلفات ، ووضع الأساس لتعاون جديد.
وأوضحت الوزيرة أن نهج "صفر مخلفات" يعد نهجاً بالغ الأهمية في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقليل إنتاج المخلفات، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتخفيف الآثار البيئية، كما يُسهم في التحول الاقتصادي من خلال تشجيع التوظيف الأخضر، وتعزيز نماذج الإنتاج والاستهلاك المستدامة.
ولفتت وزيرة التنمية المحلية أن المنتدى يهدف إلى مواءمة أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من خلال تعزيز التبني العالمي لرؤية "صفر مخلفات" وتشجيع التنمية القائمة على المسؤولية البيئية.
و يتضمن برنامج المنتدى عدة جلسات سياسية رفيعة المستوى، ومناقشات جماعية متعددة الأطراف، وجلسات تعرض ممارسات نموذجية. وستتاح الفرصة للمشاركين لتبادل خبراتهم، والتعرف على الممارسات في البلدان الأخرى، من أجل العمل على تطوير حلول مشتركة ، وتشارك الدكتورة منال عوض فى عدة جلسات منها جلسة "الاستراتيجيات الوطنية لتنفيذ سياسات "صفر مخلفات" في مدننا ومجتمعاتنا من أجل مستقبل حضري مستدام" ، وجلسة "إعادة تصور تجارة التجزئة في عالم خالٍ من المخلفات "، علاوة على جلسة " الإلكترونيات:من التكنولوجيا المُستخدَمة إلى التكنولوجيا المُستدامة".