علي جمعة: العفو فضيلة عظيمة تدخل في أبواب الفقه وما أحوجنا إليه بزمننا هذا
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان العفو فضيلة باتفاق المسلمين، وتتأكد أفضيلته في مواضع يثقل على النفس فيها العفو، كالقصاص مثلا، غير أن العفو المتفق على أنها فضيلة هو العفو الخاص بحقوق العباد لأن لا يملك الإنسان أن يعفو عن حق غيره، لا سيما أن يكون هذا الغير هو الله سبحانه وتعالى ولذلك إن كان حقا لله سبحانه وتعالى كالحدود مثلا , فإنه لا يجوز العفو عنه بعد رفع الأمر إلى الحاكم .
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه لقد تدخل العفو في أبواب كثيرة من أبواب الفقه، فهناك عفو من الله فكثير من النجاسات التي يشق على المسلم التحرز منها، وهو ما يطلق عليه الفقهاء معفو عنه، وكذلك هناك عفو في الحقوق في المعاملات والنكاح والطلاق، فمثلا نص الفقهاء أن للزوجة أن تعفو عن الصداق كله أو بعضه , كما أن للزوج أن يعفو عن الصداق , وعفوه يكون بإكمال الصداق عند الطلاق قبل الدخول , ولأولياء النكاح العفو كذلك. وكذلك العفو في الديون فللدائن أن يعفو عن المدين وتبرأ بذلك ذمته من الدين.
ومن خلال ما سبق يتبين للمسلمين كيف تعامل الشرع الحنيف مع هذا الخلق الرفيع، وكيف اهتم به الفقهاء مع أنه من الأخلاق، ولكنه له نصيب كبير في الفقه، وهذا إن دل على شيء يدل على عظيم شأنه، وما عظم شأنه إلا لعظيم أثره على الفرد والمجتمع.
فللعفو الأثر البالغ في وحدة المجتمع وتوادهم، وفي هذا الهدف ترقى الأمة وتزدهر حياتهم، ويرضى عنهم خالقهم فيجمعون خير الدنيا والآخرة.
وما أحوجنا في هذه الأيام للتخلق بهذا الخلق، لا سيما أن الله أمر به المسلمين في حال الاستضعاف في مقابلة ما يلاقوه من أذى غير المسلمين، واكتماله في هذا الموقف يكون بالصبر حتى يفصل الله بيننا ويفتح لنا وهو الفتاح العليم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: اتباع تصرفات رسول الله ﷺ تحقق حب جلا جلاله لعبده
رسول الله ﷺ.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن أراد المسلم أن يكون محبوبًا لله تعالى، وأن يظهر صدق حبه له، فعليه أن يتبع سيدنا رسول الله ﷺ، كما قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }، وقال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }، وقال: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }.
سيدنا رسول الله ﷺ:وقال تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }، ووضع هنا مقياسًا ومعيارًا للحب؛ فالحب قد يكون دعوى مجرَّدة عن دليل، ولابد من كل قضيةٍ أن يكون لها دليل حتى تكون صادقةَ البرهان. فعندما تقول: "إني أحب الله"؛ هذه قضية، تُخبر فيها عن نفسك بحب الله. فلابد أن يُرى هذا الحب في سلوكك، لأن الحب الصادق دليله الاتباع.
فالحب هذا، ما شكله؟ ميلٌ في القلب، وعطفٌ في القلب، وهذا الحب، ما مقياسه؟ تحب أن تنظر إليه { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ }، تحب أن تكون في معيته، والله سبحانه وتعالى وضع شروطًا حتى تكون في معيته، ووضحها في القرآن: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ } و{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ }، فقال: { وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }، فلا تكن مفسدًا وتقول إنك تحب ربنا.
رسول الله ﷺ
وقال: { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }، فيجب أن تكون محسنًا، وقال: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }، فيجب أن تتوكل على الله.
، وقال: { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }، فلا تكن مسرفًا.
تتبع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
هكذا أرشدنا الله تعالى في كتابه إلى أن قربك من الله بقدر قربك مما يحب، وبعدك عنه بقدر ما تفعل مما لا يحب.
ومفتاح هذا كله قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }.
رسول الله ﷺ
وأكد جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو النبيُّ الوحيد، بل الإنسانُ الوحيد في تاريخ البشرية، الذي حُفظت سيرتُه وأقوالُه وأفعالُه ومواقفه في اليقظة والمنام بهذه الدقّة والإحاطة، فلم تُحفَظ سيرةُ أحدٍ على وجه الأرض كما حُفظت سيرتُه ﷺ، إذ اعتنى المسلمون بنقل كل ما يتصل به، حتى دقائق شؤونه، وأنشؤوا العلومَ لخدمة ذلك المقصد الجليل.