بوابة الوفد:
2025-10-18@20:59:26 GMT

فضيلة الداعية الشيخ «محمد الغزالى» (6)

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

ويستمر الحديث مع فضيلته لأسأله: هل روح الإسلام مع بيعة الحاكم إلى ما شاء الله ما دام حياً، وما دام صالحًا للحكم.. أم أن روح الإسلام مع تحديد مدة حكمه فترة أو فترتين كما يحدث فى الديمقراطية المعاصرة؟ فيقول:
(مسألة ترك الحاكم ليبقى فى الحكم طول حياته أو لفترة أربع سنوات وست سنوات مسألة تخضع لمبدأ المصلحة المرسلة، وليس للإسلام فيها نص معين.

فإذا وجدت الأمة أنها شقيت بنظام من الأنظمة فمن حقها أن تستبدل به غيره. هناك عدة صور للديمقراطية فى العالم الآن. ففى إنجلترا ملكية دستورية، وفى الولايات المتحدة الأمريكية نظام رئاسى، وفى إيطاليا نظام آخر. فهذه أمور تتصل بالشكل الديمقراطى ولكل أمة أن تفصل من النسيج ما يصلح لها. المهم ألا تتعرى منه).
– وسط هذا تظهر نغمة تدعو إلى إلغاء المؤسسات الدستورية بذريعة حاجة مجتمعاتنا إلى فترة انتقال تتعرف خلالها على قوانين تلتزم بها لأن الديمقراطية فى مجتمعاتنا قد أثبتت فشلًا ذريعًا لانعدام وعى الكثيرين بها؟
-- (هذا كلام يقوله عشاق الاستبداد لكى تبقى الأمة قاصرة. وإذا كان لا بد للأمم من تدريب على الديمقراطية فإن هذا التدريب لا يكون بالكلام النظرى، وإنما هو كالسباحة يكون داخل التيار والذى يعلم الأمم كيف تسبح وتنجو من الغرق. وهنا ينبغى أن يكون حانيًا عليها حاميًا لها، وليس مريضًا بجنون العظمة أو ملتاثًا يرى الجماهير مكلفة بالخضوع له ما بقى حيا).
– بعض العلماء الأجلاء يقولون إن العصر لا يشرع وإنما منهج الله وحده هو الذى يشرع؟
-- (لعل هذه المقولة يشرحها ما ذكرناه من مواضع الشورى. ففى الأمور العبادية والعقائدية لا يقبل تشريع بشر. التشريع يكون من حقى فى حدود المبادئ الثلاثة.. الأمور المدنية، والوسائل للأهداف المقررة، وما تركه الشارع بدون حكم. هنا من حقى أن أشرع، وهنا تكون طاعة الحاكم من طاعة الله. فإذا رأى الحاكم عن طريق الشورى الصحيحة الحكم بالإعدام على مروجى المخدرات فإن هذا الحكم يكون شرعيًا).
– ماذا عن قضية المعاصرة فى الاسلام. وبتعبير آخر: هل تتنافى الأصالة فى الإسلام مع المعاصرة؟
-- الإسلام كما قال القرآن الكريم: «فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التى فطر الناس عليه». أى أن هذا الدين عقل لا يعرف الخرافة، وقلب لا يعرف الرذيلة، ونظام لا يعرف العوج ولا الجور. ولو أننا احترمنا هذه الحقائق البسيطة ما شكا أحد. إن تصوير الاسلام على أنه كهانات أو طقوس عبادية تربط الجماهير ببعض الغيبيات الأسطورية لهو تصوير باطل ومغشوش لم يعرفه المسلمون الأوائل. بل إن المفاوض العربى الذى كان يتحدث فى فتح فارس فى السنوات الأولى من الهجرة كان يقول للفرس: جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد. جئنا لنخرج الناس من ضيق الأديان إلى سعة الإسلام. أى أن الإسلام هدم فى وقت واحد الوثنيات الاجتماعية والسياسية واستوى لديه أن يهدم الصنم من البشر والصنم من الحجر.
– هناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «هلك المتنطعون" ويفسره العلماء جميعًا بأنه يعنى المتنطعين فى فهم الدين والمتطرفين فى تطبيقه. وهنا أذكر لك تعبيرًا ممتعًا إذ يسمون هذا النوع المتطرف من الدين بأنه تدين دورات المياه. فكيف يعالج المجتمع هذا التطرف؟
-- (الإسلام وأنا أحد المتحدثين عنه دين مظلوم، لأن عرضه اتخذ بوسائل منفرة خسر من جرائها عددًا من العقلاء وأصحاب الأمزجة المعتدلة وأصحاب الفكر الذى يرجى خيره. وأنا أكره أن يعرض الإسلام بطريقة منفرة. فإن نبى الإسلام كان قمة فى شمائله. وقد عرف العصر الحديث أن المعجزة الأولى له هى قدرته على التغيير، وأن الأداة التى استعملها فى هذا التغيير كانت تفجير الطاقة الإنسانية فى الإنسان، أو إنارة الإنسان من داخله واستكشاف الخصائص والمواهب التى زوده الله بها كى تؤدى عملها فى هذا الكون. أى أن الإسلام يجعل الإنسان سيدا فى الكون وعبدا للرب).
– وبهذه الازدواجية سيادة فى الأرض وعبودية لرب السماء يكون الإنسان مؤديًا رسالته الحقيقية على أكمل وجه؟
-- ( نعم.. ليس التدين جموحًا غبيًا صوب بعض الخرافات ولكنه قدرة عقلية على تطويع الكون لخدمة الإنسان الذى يسجد لربه ويؤدى له حقه. الإسلام دين مظلوم لأن أمته تسكن جانبًا أمام شعوب تحيا بالإنتاج. وأنا أشتغل بالدعوة الإسلامية وأشعر بغصة عندما أرى اتباعًا دينيًا فى هذه السفوح الهابطة لا يفهمون من دينهم إلا أنه بعض الهمهمات والحركات. كما يشتد غضبى عندما أرى بعض الذين لا يؤتمنون على فهم حقائق عادية يتكلمون فى الدين ليجعلوه مطية للمستبدين. وهنا ألفت النظر إلى أن بعض من يتكلمون فى الشورى يرجعون إلى الوراء ولا يعرفون من أين يقتبسون الحكم الشرعى).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فضيلة الداعية الشيخ محمد الغزالى 6 سناء السعيد روح الإسلام

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الإسلامُ اهتم ببر الوالدين.. وطاعتَهما من أفضل القُرُبات

الوالدين.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الإسلامُ اهتم بالوالدين اهتمامًا بالغًا، وجعل طاعتَهما والبِرَّ بهما من أفضل القُرُبات، ونهى عن عقوقِهما، وشدَّد في ذلك غايةَ التشديد.

اهتمام الإسلام ببر الوالدين:

وأوضح جمعة أن من معاني البِرِّ في اللغة: الخيرُ، والفضلُ، والصدقُ، والطاعةُ، والصلاح.

ولا يخفى على كلِّ عاقلٍ ما للوالدين من مقامٍ وشأنٍ يعجز الإنسانُ عن دركه، ومهما جَهِدَ القلمُ في إحصاءِ فضلهما، فإنَّه يبقى قاصرًا منْحَسِرًا عن تصوير جلالِهما وحقِّهما على الأبناء. وكيف لا يكون ذلك، وهما سببُ وجودِهم، وعمادُ حياتِهم، ورُكنُ البقاءِ لهم؟.

وأضاف أن الوالدين بذلوا كلَّ ما أمكنهما على المستويين المادي والمعنوي لرعاية أبنائهما وتربيتهم، وتحمَّلا في سبيل ذلك أشدَّ المتاعب والصعاب والإرهاقَ النفسيَّ والجسديَّ. وهذا البذلُ لا يمكن لشخصٍ أن يُعطيَه بالمستوى الذي يُعطيه الوالدان، 

ولهذا اعتبر الإسلامُ عطاء الوالدين عملًا جليلًا مقدَّسًا، استوجب عليه الشكرَ وعِرفانَ الجميل، وأوجب لهما حقوقًا على الأبناء لم يُوجبها لأحدٍ غيرهما، حتى إنَّ الله تعالى قرن طاعتَهما والإحسانَ إليهما بعبادته وتوحيده، فقال عزَّ من قائل:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23].

وورد عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الكبائر، قال: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» متفقٌ عليه، كما أن طاعتهما وبرهما والإحسان إليهما وحسن معاملتهما أمورٌ واجبة مؤكدة جاءت مقرونة بتوحيد الله عزَّ وجلَّ؛ قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23].

بر الوالدين والإحسان إليهما:

ولهذا، ولغيره الكثير، جعل اللهُ بَرَّ الوالدين وطاعتَهما من أفضل القربات بعد توحيده سبحانه وتعالى، وجعل عقوقَهما والإساءةَ إليهما من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله.

يقول حَبْرُ الأمة وترجمانُ القرآن عبدُ الله بن عباسٍ رضي الله عنهما: «ثلاثُ آياتٍ مقروناتٌ بثلاثٍ، ولا تُقبل واحدةٌ بغير قرينتها:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [التغابن: 12]، فمَن أطاع اللهَ ولم يُطعِ الرسولَ لم يُقبَل منه.
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، فمَن صلَّى ولم يُزكِّ لم يُقبَل منه.
{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14]، فمَن شكرَ لله ولم يشكرْ لوالديه لم يُقبَل منه».

مقالات مشابهة

  • هل التسامح في الإسلام مقيد بزمن أو أشخاص؟
  • علي جمعة: العفو فضيلة عظيمة تدخل في أبواب الفقه وما أحوجنا إليه بزمننا هذا
  • مظاهر توطيد الإسلام لعلاقة الاحترام والتعاطف في الأسرة والمجتمع
  • علي جمعة: الإسلامُ اهتم ببر الوالدين.. وطاعتَهما من أفضل القُرُبات
  • مدرب الشباب: الحكم أهدى الأهلي ركلة جزاء
  • يوسف المنسي: القدوة الحقيقية تُرى بالسلوك ولا تُقال في الشعارات
  • الترشيد واعتدال الانفاق في الإسلام .. الإفتاء توضح كيفية تجنب التبذير
  • الشيخ خالد الجندي: الله حرم الخمر والخنزير والبعض يبحث عن سبب التحريم
  • أمير جازان يطمئن على صحة الشيخ العامري