أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، التزامه بدمج قواته ضمن الجيش السوري، وذلك في أعقاب توتر واشتباكات دارت خلال الفترة الأخيرة مع قوات حكومية.

وقال عبدي في تصريح لوكالة أسوشيتد برس، إن خبراتهم في مواجهة "تنظيم الدولة" ستُعزز قدرات الدولة السورية، وألمح إلى مرونة تركية محتملة تجاه هذا الاندماج.



The Syrian government and the main Kurdish-led force in the country’s northeast have agreed in principle on a plan to merge the U.S.-backed force as a cohesive group into the national army, SDF commander Mazloum Abdi told @Hogir_Abdo for the @AP https://t.co/kych0CS62f — Abby Sewell (@sewella) October 16, 2025
وأضاف عبدي، أنه تم تشكيل لجنة ستعمل مع وزير الدفاع السوري ومسؤولين عسكريين آخرين على تحديد الآليات المناسبة لانضمام قوات "قسد" في الجيش الوطني، قائلا: "نحن نتحدث عن عدد كبير، عشرات الآلاف من الجنود، بالإضافة إلى آلاف من قوى الأمن الداخلي، ولا يمكن لهذه القوات الانضمام إلى الجيش السوري بشكل فردي، مثل الفصائل الصغيرة الأخرى، بل ستنضم كتشكيلات عسكرية كبيرة تشكل وفقاً لقواعد وزارة الدفاع".


وأشار إلى أنه يتوقع أن يحصل أعضاء وقادة قوات سوريا الديمقراطية الذين سينضمون إلى الجيش الوطني على مناصب جيدة في وزارة الدفاع وقيادة الجيش، قائلا: " بناءا على خبرتهم وخدمتهم الطويلة، سيحصلون على مكانة مرموقة في الجيش السوري، كما أن خبرتهم ستساعد في تعزيز الجيش، وذكر أن قوة الشرطة في شمال شرق سوريا ستندمج أيضاً مع قوات الأمن في البلاد.

الساحل السوري أجل تنفيذ الاتفاق
وأكد عبدي أن تطبيق الاتفاق من شأنه أن يسهم في حل العديد من المشاكل الأخرى في البلاد، والتي خرجت من حرب استمرت 14 عاماً، وخلفت ما يقرب من نصف مليون قتيل، كما أشار إلى أن العمليات التي جرت في الساحل السوري في آذار/مارس الماضي، وفي محافظة السويداء في تموز/يوليو، أثارت مخاوف العديد من سكان شمال شرق سوريا، ما جعلهم مترددين في تطبيق الاتفاق.

وقال إن هذا كان أحد الأسباب التي ساهمت في تأخير تطبيق اتفاق 10 آذار، ومع ذلك، أكدأنه إذا ما تم إحراز تقدم في الاتفاق، وتم تطبيق جميع بنوده عملياً، سيتم التمكن من منع تكرار مثل هذه الأحداث، كما لفت إلى أكد أن تطبيق اتفاق آذار يعني دمج جميع المؤسسات المدنية والاقتصادية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن السلطة التي تتخذ من دمشق مقراً لها، وأعرب عبدي عن أمله في أن يتوصل إلى حل، قائلاً: لقد لاحظنا بعض المرونة في الموقف التركي بشأن انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش السوري".


ويأتي هذا التصريح في سياق تطبيق اتفاق 10 مارس/آذار 2025 بين قسد والحكومة السورية، والذي حمل في طياته طموحات لتوحيد سوريا عسكريا وسياسيا لكنه يواجه عقبات أيديولوجية وسياسية قد تعيق تحقيق هذا الهدف، حيث تضمن الاتفاق 8 بنود رئيسية، أبرزها:
- دمج المؤسسات العسكرية والمدنية شمال شرق سوريا ضمن هيكل الدولة، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
- وقف إطلاق النار الشامل.
- ضمان حقوق السوريين في التمثيل السياسي دون تمييز.
- عودة المهجرين.

كتلة موحدة تتألف من 3 فرق رئيسية
من جانب آخر، نقل موقع الجزيرة نت عن مصدر عسكري في قسد، قوله إن الاتفاق تضمّن بقاء قسد كتلة موحدة تتألف من 3 فرق رئيسية تغطي مناطق الرقة ودير الزور والحسكة، إلى جانب ألوية أخرى، كما ستتبع قوات الأسايش (الأمن الداخلي الكردي) وقوات حماية المرأة وزارة الداخلية ضمن قوات الأمن العام السوري، لتتولى مهام حفظ الأمن شرق البلاد.

وبحسب المصدر، ستحصل الدولة السورية على 80 بالمئة من عائدات النفط، بينما ستحصل قسد على 20 بالمئة لدعم المناطق الشرقية التي تعاني من ظروف إنسانية صعبة، وأضاف أن مجلس سوريا الديمقراطية سيُحل ليُعاد تشكيله كحزب سياسي يُمثِّل أبناء شرق سوريا بالعملية السياسية المقبلة.

وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن ترتيبات خاصة في منطقة القامشلي وريفها ذي الغالبية الكردية، وستمنح بعض القيادات المحلية خصوصية إدارية، ويتوقع تنفيذ الاتفاق خلال العام الحالي، كما ستتبع الفرق العسكرية العاملة بالمنطقة أوامر القيادات الميدانية هناك، على أن يشرف عليها ضباط من وزارة الدفاع مع الحفاظ على الرتب الحالية.

وبداية الشهر الجاري، عادت التوترات بين قسد والجيش السوري بمدينة حلب، لا سيما حييْ الشيخ مقصود والأشرفية، ودار اشتباك لعدة ساعات انتهى بسقوط قتلى وجرحى، وعلى إثره تم توقيع وقف إطلاق نار جديد في 7 تشرين الأول،أكتوبر 2025 بين وزير الدفاع مرهف أبو قصرة وعبدي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الجيش السوري الجيش السوري قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي حل قسد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سوریا الدیمقراطیة شمال شرق سوریا الجیش السوری

إقرأ أيضاً:

هل يمهد اندماج قسد بالجيش السوري للوحدة أم يثير التوترات مجددا؟

دمشق- أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي -في تصريح لوكالة أسوشيتد برس- التزامه بدمج قواته ضمن الجيش السوري، وقال إن خبراتهم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ستُعزز قدرات الدولة السورية، وألمح إلى مرونة تركية محتملة تجاه هذا الاندماج.

ويأتي هذا التصريح في سياق تطبيق اتفاق 10 مارس/آذار 2025 بين قسد والحكومة السورية، والذي حمل في طياته طموحات لتوحيد سوريا عسكريا وسياسيا لكنه يواجه عقبات أيديولوجية وسياسية قد تعيق تحقيق هذا الهدف.

وشكّل توقيع اتفاق 10 مارس/آذار 2025 بقصر الشعب في دمشق -بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، بحضور مبعوثين أميركيين- نقطة تحول في مسار إعادة بناء الدولة، كما يرى محللون.

"تفاهم مبدئي"

يتضمن الاتفاق 8 بنود رئيسية، أبرزها:

دمج المؤسسات العسكرية والمدنية شمال شرق سوريا ضمن هيكل الدولة، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز. وقف إطلاق النار الشامل. ضمان حقوق السوريين في التمثيل السياسي دون تمييز. عودة المهجرين.

وبداية الشهر الجاري، عادت التوترات بين قسد والجيش السوري بمدينة حلب، لا سيما حييْ الشيخ مقصود والأشرفية، ودار اشتباك لعدة ساعات انتهى بسقوط قتلى وجرحى، وعلى إثره تم توقيع وقف إطلاق نار جديد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بين وزير الدفاع مرهف أبو قصرة وعبدي.

وقال مصدر عسكري سوري -للجزيرة نت- إن تصريحات عبدي حول وجود اندماج فعلي داخل الجيش "غير دقيقة" مؤكدا أن ما تم حتى الآن هو تفاهم مبدئي على تشكيل لجان عسكرية لمتابعة عملية الدمج، والتي ستعمل حسب المصدر- على تقييم أعداد المقاتلين وتسليحهم وجاهزيتهم العسكرية تمهيدا لترتيب عملية الانضمام.

وأشار إلى أن الانضمام سيكون مقتصرا على العناصر السوريين فقط، وأن الحديث عن تقاسم موارد النفط مع قسد "غير صحيح" إذ إن الموارد ستؤول بالكامل للدولة التي ستوزعها على كل المناطق، بما فيها الشرقية.

إعلان

كما لفت المصدر إلى أن لجان المشاهدة والتقييم التي يعتمدها الجيش ليست جديدة، بل هي آلية سبق استخدامها في دمج فصائل أخرى، مضيفا أن جهات داخل قسد تعارض الاتفاق وتقوم بخروقات متكررة خاصة منطقتي سد تشرين والشيخ مقصود، مما يدفع الجيش للرد على مصادر النيران.

الرئيس السوري الشرع وعن يمينه عبدي قائد قسد خلال توقيع اتفاق 10 مارس/آذار (الجزيرة)الاتفاق وآلياته

وفي تصريحه الأخير، قال عبدي إن "قادة وعناصر قسد سيحصلون على مناصب جيدة بوزارة الدفاع وقيادة الجيش" مشيرا إلى أن خبرة قواته التي اكتسبتها خلال قتال تنظيم الدولة ستساهم بتعزيز قدرات الجيش السوري، وأن "الشرطة شمال شرق سوريا ستندمج أيضا بأجهزة الأمن الوطنية". وأوضح أن "أحداث السويداء والساحل السوري ساهمت في تأخير تنفيذ الاتفاق مع دمشق".

وأضاف "إذا اتفقنا نحن السوريين فلن يكون لتركيا أي مبرر للتدخل، وهناك بعض المرونة في الموقف التركي تجاه انضمام قواتنا إلى الجيش السوري".

ومن جانب آخر، أوضح مصدر عسكري خاص في قسد -للجزيرة نت- أن الاتفاق تضمّن تسلم الدولة السورية السيطرة الكاملة على المعابر وحقول النفط والدوائر المدنية من خلال موظفين يتبعون للحكومة، وربما يكون بعضهم من الكوادر السابقة نفسها.

مصدر خاص لسوريا الآن:

هاجم مسلحون مجهولون حاجزا تابعا لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، دون تأكيدات حتى الآن حول وقوع إصابات بين عناصر الحاجز pic.twitter.com/vT7FNuPk6y

— سوريا الآن - أخبار (@AJSyriaNowN) October 17, 2025

وبيّن أن قسد ستبقى كتلة موحدة تتألف من 3 فرق رئيسية تغطي مناطق الرقة ودير الزور والحسكة، إلى جانب ألوية أخرى، كما ستتبع قوات الأسايش (الأمن الداخلي الكردي) وقوات حماية المرأة وزارة الداخلية ضمن قوات الأمن العام السوري، لتتولى مهام حفظ الأمن شرق البلاد.

وبحسب المصدر، ستحصل الدولة السورية على 80% من عائدات النفط، بينما ستحصل قسد على 20% لدعم المناطق الشرقية التي تعاني من ظروف إنسانية صعبة، وأضاف أن مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) سيُحل ليُعاد تشكيله كحزب سياسي يُمثِّل أبناء شرق سوريا بالعملية السياسية المقبلة.

وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن ترتيبات خاصة في منطقة القامشلي وريفها ذي الغالبية الكردية، وستمنح بعض القيادات المحلية خصوصية إدارية.

ويتوقع تنفيذ الاتفاق خلال العام الحالي، كما ستتبع الفرق العسكرية العاملة بالمنطقة أوامر القيادات الميدانية هناك، على أن يشرف عليها ضباط من وزارة الدفاع مع الحفاظ على الرتب الحالية.

دور تركيا

ويرى مراقبون أن أحداث السويداء والساحل السوري، إلى جانب زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ساهمت بتسريع الضغوط الدولية على الطرفين لتنفيذ الاتفاق بشكل عاجل.

وفي المقابل، اعتبر الخبير بالشأن التركي قتيبة فرحات -في حديثه للجزيرة نت- أن وصف السياسة التركية تجاه قسد بالمرنة "غير دقيق" موضحا أن أنقرة تنظر إلى الملف من زاوية الأمن القومي.

ومع ذلك، فإن قبولها بدمج "قسد" ضمن الجيش السوري يعكس نشاطا دبلوماسيا مكثفا يهدف لضمان عدم بقاء أي كيان عسكري مستقل خارج سيطرة الدولة السورية، حسب فرحات الذي بيّن أن القبول التركي مشروط بعدم منح قسد استقلالية، وهو ما يتماشى مع مصالح أنقرة في الحفاظ على استقرار الحدود.

إعلان

وأضاف أن تراجع التصعيد التركي مؤخرا قد يعود لتفاهمات أميركية تركية، أو وعود من واشنطن بحل ملف قسد تدريجيا، مؤكدا أن تركيا تفضّل التحرك السياسي المنسق مع دمشق وواشنطن على أي تدخل عسكري منفرد.

وأشار فرحات إلى أن دمج قسد لن ينعكس سلبا على نفوذها في مناطق الشمال مثل عفرين وإدلب التي تعتبرها جزءا من عمقها الأمني والإقليمي.

العقيدة الأمنية والأيديولوجية وغيرها تقف أمام اندماج قسد بالجيش السوري (سانا)الدمج وتبعاته

من جانبه، رأى الكاتب والصحفي السوري قحطان الشرقي أن أمام عملية دمج قسد في الجيش السوري عقبات كبيرة، أهمها الخلافات الأيديولوجية والفوارق في العقيدة العسكرية بين الجانبين.

وأوضح أن الجيش السوري يقوم على عقيدة وطنية موحدة أساسها الدفاع عن الأرض، في حين تعتمد قسد على رؤية مغايرة ذات طابع إثني ومحلي، مما يجعل التنسيق بينهما صعبا حاليا.

وأضاف الكاتب أن الدولة السورية سعت منذ توقيع اتفاق 10 مارس/آذار إلى حل سلمي لتجنب الصدام، لكنها لم تلمس تقدما من جانب قسد خلال الأشهر السبعة الماضية.

وأشار إلى أن دمشق منحت قسد الوقت الكافي للالتزام بالاتفاق بالتنسيق مع تركيا والولايات المتحدة، إلا أن التأخير المستمر قد يدفعها للتعاون مع أنقرة لإيجاد مسار بديل.

واعتبر أن قسد تحاول المماطلة عبر تصريحات إعلامية دون خطوات عملية، معوّلة على تحركات داخلية في السويداء والساحل لم تؤت ثمارها بعد لقاء الرئيس الشرع مع ترامب في نيويورك، والذي حسم كثيرا من الملفات الدولية العالقة.

متحدثا عن أحداث الساحل والسويداء.. مظلوم عبدي يكشف سبب تأخر تطبيق اتفاق آذار خلال حديثه لوكالة أسوشيتد برس pic.twitter.com/0d1pSveuMa

— سوريا الآن - أخبار (@AJSyriaNowN) October 16, 2025

كما أوضح الشرقي أن قسد ما تزال تسيطر على غالبية الموارد النفطية والزراعية بالجزيرة السورية شمال شرق البلاد، معتبرة إياها خزّانا ماليا يصعب التخلي عنه دون ضغوط دولية حقيقية. وأضاف أن الخلافات الداخلية داخل قسد، خصوصا بين جماعة قنديل (القيادة التي تتخذ من جبال قنديل الحدودية بين العراق وإيران وتركيا معقلا) وجناح عبدي قد تُعقّد تنفيذ الاتفاق.

ورغم تأكيده تفضيله للحل السياسي، لم يستبعد الشرقي اللجوء للخيار العسكري إذا استمرت قسد في المماطلة، مشيرا إلى أن تجاربها السابقة في التنصل من الاتفاقيات دفعت تركيا سابقا إلى شن عمليات عسكرية في عفرين ومنبج والرقة وتل أبيض.

واعتبر أن استمرار التأخير -مع الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية- قد يعيد السيناريو نفسه، خاصة في ظل تزايد التنسيق بين دمشق وأنقرة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يحبط تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان (صور)
  • وزير الخارجية السوري: التحول الدبلوماسي يمثل مرحلة تاريخية جديدة في تمثيل سوريا
  • هل يمهد اندماج قسد بالجيش السوري للوحدة أم يثير التوترات مجددا؟
  • قيادي كوردي: وجود قسد في الجيش السوري شرط أساسي لحماية البلاد
  • سوريا.. «مظلوم عبدي» يكشف آلية الانضمام للجيش السوري
  • سوريا الديمقراطية: نعمل مع دمشق لدمج قواتنا في الجيش السوري
  • مظلوم عبدي يكشف أسباب تأخر انضمام قواته إلى الجيش السوري الجديد
  • مظلوم عبدي يكشف عن تفاصيل مهمة تخص دمج قسد بالجيش السوري
  • مظلوم عبدي: قادة قسد سيحصلون على مناصب جيدة في قيادة الجيش السوري