عمره 400 ألف عام.. اكتشاف هيكل فيل عملاق يكشف أسرار البشر الأوائل
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
يُلقي اكتشاف أثري في شمال إيطاليا ضوءًا جديدًا على حياة البشر الأوائل الذين جابوا أوروبا قبل مئات الآلاف من السنين.
وعُثر أثناء أعمال البناء في منطقة كاسال لومبروزو قرب روما على أنياب وعظام فيل عملاق تعود إلى نحو 400 ألف عام، ليبدأ بعدها مشروع بحثي قاده علماء آثار إيطاليون كشف تفاصيل مدهشة عن العلاقة بين هذا الحيوان المنقرض وأسلاف الإنسان الأوائل.
تُعيد الحفريات رسم مشهدٍ من الماضي البعيد. في أحد أيام الربيع، بعد شتاء طويل، سقط فيل مسن على ضفة جدول صغير في شمال إيطاليا ومات ميتة طبيعية.
وبعد وقت قصير، وصلت مجموعة من البشر الرحّل، الذين لم يعرفوا الزراعة أو النار بعد، ليغتنموا فرصة الوليمة النادرة التي قدمتها لهم الطبيعة.
الإنسان القديم في مواجهة الطبيعةتُظهر التحليلات أن هؤلاء البشر لم يكونوا صيادين بارعين، بل زبّالين يعتمدون على الجيف، يستخدمون أدوات بدائية من الصوان والعظام. ورغم أن عظام الفيل لا تحمل علامات واضحة للتقطيع، إلا أن آثار الضرب بالمطارق الحجرية تشير إلى محاولات لاستخراج النخاع الدهني أو استخدام العظام لصنع أدوات. ويؤكد الباحثون أن هذا السلوك نادر في تلك الحقبة، إذ يُعد تصنيع الأدوات من العظام خطوة متقدمة في تطور الذكاء البشري.
بيئة غنية وتنوع مذهلخلال تلك الفترة الدافئة من العصر الجليدي، كانت إيطاليا موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات، من الأسود والضباع إلى أفراس النهر ووحيد القرن. أما الفيلة مستقيمة الأنياب، فكانت أكبر بكثير من الفيلة الإفريقية المعاصرة، وتلعب دورًا بيئيًا رئيسيًا في تشكيل المناظر الطبيعية وفتح المراعي أمام أنواع أخرى. وتشير الأدلة إلى أن الفيل الذي عُثر عليه كان في أواخر الأربعينيات من عمره، أي في نهاية دورة حياته الطبيعية.
تكنولوجيا حجرية بسيطة وعبقرية تكيفيةواجه البشر في كاسال لومبروزو تحديًا كبيرًا، إذ كانت حصى الصوان صغيرة جدًا وغير مناسبة لصنع الأدوات الكبيرة، لكنهم تغلبوا على ذلك باستخدام ما يُعرف بـ"التقنية ثنائية القطب"، حيث توضع الحجارة على سندان وتُطرق بحجر آخر لتشكيل شظايا حادة. كما استخدموا عظام الفيل نفسها كبديل للحجر عند الحاجة. ويُظهر هذا التكيف مرونة فكرية وسلوكًا عمليًا مدهشًا في زمن لم تُعرف فيه بعد مهارات إشعال النار أو استخدام المقابض الخشبية.
درس من الماضي البعيدتكشف دراسة الموقع أن هؤلاء البشر الأوائل لم يكونوا مجرد كائنات بدائية، بل مجتمعات قادرة على التفاعل مع بيئتها بذكاء وبراعة. لقد تركوا وراءهم آثارًا تروي قصة البقاء في وجه الطبيعة، وتجعل من موقع كاسال لومبروزو شاهدًا فريدًا على بداية مسيرة الإنسان نحو الحضارة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البشر وحيد القرن الإنسان القديم الحفريات مشروع بحثي
إقرأ أيضاً:
هل الفيل كفيل؟
تميزت تعليقات الكثيرين من قادة الشرطة على دفاتر الأحوال بجزالة العبارة التي تجمع بين الحكمة والمهنية والطرافة. ومن بينها ما خطه قلم الراحل السيد المقدم شرطة سيد الحسين عثمان – الفريق أول لاحقًا ونائب مدير عام الشرطة الأسبق – حين كان رئيسًا للقسم الأوسط الخرطوم (الجنوبي سابقًا).
فعند اطلاعه على دفتر الأحوال في الصباح، وجد قيدًا يشير إلى توزيعات قوة الدوريات الراجلة، ومن بينها الشرطي “الفيل” في دورية سوق السجانة، فعلق سعادته قائلًا: “وهل الفيل كفيل؟!”، ويعني هل الشرطي الفيل وحده كفيل بتغطية سوق السجانة على كِبَر مساحته؟!
هذا التعليق الطريف والعميق في آنٍ واحد يحمل روح الدعابة، لكنه يثير تساؤلًا مهنيًا جادًا يمكن إسقاطه على واقعنا اليوم: هل التحول الرقمي كفيل؟
خطوة حكومة الأمل، بتوجيه رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس نحو تفعيل منصة “بلدنا”، تُعد خطوة مهمة في طريق الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد. فالعالم اليوم يتجه نحو الرقمنة لترسيخ الشفافية وضمان عدالة الخدمات، وقد أحسن رئيس الوزراء حين ربط التحول الرقمي بالحد من الفساد، فالمعاملات الورقية المعقدة لطالما كانت مدخلًا للمحسوبية وتعطيل مصالح الناس.
غير أن التجربة أثبتت أن التقنية وحدها لا تكفي، فالنزاهة لا تُنتجها الأجهزة ولا تُولدها المنصات. التحول الرقمي يمكن أن يضيّق منافذ الفساد، لكنه لا يغني عن إصلاح إداري وتشريعي يعيد الانضباط للمؤسسات، ويُرسخ قيم العدالة والمساءلة، ويقوِّي الأجهزة الرقابية ويمنحها استقلالها المهني.
ومن واقع التجربة، فإن محاربة الفساد لا تبدأ من الرقابة فقط، بل من تحسين الظروف المعيشية للعاملين، وهو ما انتبهت إليه المواثيق الدولية. فالسودان طرف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد منذ عام 2014، وهي التي وضعت معايير لتعزيز النزاهة في الخدمة العامة، من بينها ضرورة توفير مرتبات مناسبة ونُظم أجور عادلة تكفل حياة كريمة للعاملين، كما ورد في المادة (7) من الاتفاقية. وهي ذات الفكرة التي أكدها قرار الإنتربول في دورته الحادية والسبعين عام 2002 حول مكافحة الفساد داخل أجهزة الشرطة، حين دعا إلى اتخاذ خطوات عملية لضمان مستوى رواتب يتيح لضباط الشرطة والموظفين الحفاظ على مستوى معيشي معقول دون الاضطرار إلى ممارسة عمل آخر أو اللجوء إلى الفساد.
وإلى جانب هذه الجوانب المعيارية، فإن توقيع السودان على الاتفاقيات الدولية لمكافحة الفساد يتيح له الاستفادة من الدعم الفني والمادي وبناء القدرات المؤسسية، عبر برامج تدريب وتأهيل، وتبادل خبرات، وتطوير نظم استرداد الأموال المنهوبة، وهي فرص يمكن للحكومة توظيفها في دعم التحول الرقمي ومكافحة الفساد بصورة عملية ومستدامة.
إن تطبيق مثل هذه المعايير لا يحتاج سوى إرادة سياسية جادة تدرك أن مكافحة الفساد تبدأ من تحصين الموظف ضد الحاجة والإغراء، لا بمطاردته بعد الوقوع في الخطأ. ومن هنا، فإن على حكومة الأمل أن تُفعّل هذه التدابير الوقائية في الخدمة المدنية وأجهزة إنفاذ القانون، وأن تُراجع سلم الرواتب والحوافز بما يحقق التوازن بين الواجب والمسؤولية.
وعلى المستوى الوطني، فقد نصت الوثيقة الدستورية لعام 2019م على إنشاء المفوضية القومية لمكافحة الفساد واسترداد الأموال العامة، وصدر قانون ينظم أعمالها وسلطاتها، وهو إنجاز يمكن البناء عليه بتطوير القانون بما يواكب المستجدات، ويضمن أن تكون المفوضية أداة للعدالة لا ساحة لتصفية الخصومات السياسية.
إن التحول الرقمي سيكون خطوة ناقصة إن لم يُرافقه إصلاح مؤسسي ومناخ وظيفي كريم يضمن كرامة العامل العام. فحين يشعر الموظف بأن الدولة تحفظ حقه وتكافئ جهده، يصبح هو نفسه خط الدفاع الأول ضد الفساد، لا طرفًا فيه.
وعودًا على ذي بدء، وعلى نسق عنوان المقال، نعيد طرح السؤال إلى السادة المختصين والمهتمين: هل التحول الرقمي كفيل؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/07 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة تسريبات وافتراضات مقتل دقلو2025/12/07 قوم لا للحرب قوم مجرمون مثلهم مثل كل من قتل أو آذى نفساً بغير وجه حق2025/12/07 أمريكا كانت تعرف، فلماذا سمحت بذبح السودانيين؟2025/12/06 ثالوث الإنكار لتبرئة الغزاة2025/12/06 العاقل من اتعظ بغيره!2025/12/06 مقترحات لبناء سودان جديد2025/12/06شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس…) 2025/12/06الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن