ليبيا أمام مفترق طرق.. مبادرة وطنية بقيادة المشير حفتر تعيد طرح سؤال من يملك القرار الليبي؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
تشهد ليبيا اليوم لحظة فارقة في مسارها السياسي، مع إطلاق القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر دعوة وطنية شاملة إلى مختلف مكونات المجتمع الليبي للانخراط في حراك وطني يفضي إلى صياغة خارطة طريق واقعية تنبع من الداخل وتستند إلى مبدأ الملكية الليبية الكاملة للعملية السياسية.
تأتي هذه الدعوة في وقت بالغ الحساسية، بعدما أخفقت المسارات الأممية والدولية المتعاقبة في تحقيق تسوية سياسية قابلة للتطبيق على الأرض.
وتعيد مبادرة المشير حفتر طرح السؤال الجوهري الذي ظل يراوح مكانه منذ سنوات: من يملك القرار الليبي؟ هل يظل هذا القرار رهينة التجاذبات الإقليمية والدولية، أم يعود إلى الليبيين أنفسهم ليحددوا مستقبلهم وفق إرادتهم الوطنية الحرة؟
مبادرة القائد العام لا تعد مجرد إعلان سياسي، بل إطارا وطنيا مفتوحا يهدف إلى تحفيز الوعي الجمعي واستنهاض القوى الوطنية - من مشايخ وأعيان، ومفكرين وأكاديميين، إلى مؤسسات المجتمع المدني - لوضع أسس مشروع سياسي واقعي تتولى المؤسسة العسكرية ضمان تطبيقه بما يتوافق عليه الليبيون.
ورغم استمرار بعض الأطراف في الرهان على المسارات الأممية، إلا أن التجربة أثبتت أن الرهان على الخارج لم يعد ينتج حلولا مستدامة. فالمبادرات التي رُوج لها تحت عنوان «الملكية الوطنية» كانت في جوهرها صيغا شكلية، تدار من خلف الكواليس وفق مصالح دولية لا تراعي تعقيدات المجتمع الليبي ولا خصوصيته التاريخية والاجتماعية.
إن ما يطرحه المشير حفتر اليوم هو تصحيح لمسار العملية السياسية وإعادة توجيه بوصلة الحل نحو الداخل الليبي، بعيدا عن الارتهان للمجتمع الدولي الذي عجز عن تحقيق اختراق حقيقي في الملف الليبي.
لكن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في تقديم المبادرات، بل أيضا في وجود إرادة وطنية حقيقية لتفعيلها، فالمشايخ والأعيان والنخب الفكرية والسياسية، والمجتمع المدني بشكل عام، أمام اختبار مصيري يحدد مدى قدرتها على تجاوز الخلافات الضيقة وتقديم خارطة طريق نابعة من الإرادة الشعبية مباشرة، لا سيما أن القائد العام للقوات المسلحة تعهد بالتصدي لكل من يحاول عرقلتها.
لقد أنقذت المؤسسة العسكرية ليبيا من براثن الإرهاب والانقسام، واليوم تطرح فرصة سياسية نادرة لإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الشعبية والوحدة الوطنية. تجاهل هذه الفرصة سيكون خطأً تاريخيًا، لأن اللحظة الراهنة قد تمثل الفرصة الأخيرة أمام الليبيين لصياغة حل وطني خالص يعيد للدولة استقرارها وسيادتها.
إن مبادرة المشير حفتر تعبر عن رؤية وطنية تؤمن بأن ليبيا لن تبنى إلا بإرادة أبنائها، وأن المستقبل يصنع على أرضها وبأيدي أبنائها.
اقرأ أيضاًليبيا: انطلاق العملية الانتخابية للمجالس البلدية المنتهية ولايتها
مصطفى بكري في ذكرى استشهاد القذافي: أسقطته مؤامرة خسيسة.. ولولا المشير حفتر لضاعت ليبيا
حكم ليبيا أكثر من 40 عاما.. أبرز المحطات في حياة معمر القذافي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإرهاب ليبيا الملكية الوطنية المؤسسة العسكرية ليبيا الانقسام حسين المسلاتي المشیر حفتر
إقرأ أيضاً:
المريخ السوداني يخسر ودياً أمام النصر الليبي بهدف
خسر المريخ مباراته الودية الثالثة أمام النصر بنغازي بهدف وحيد سجله التونسي سعد بقير من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء استقرت في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس البوركيني لادجي.
التغيير ــ بنغازي
بدأ المدرب الصربي للمريخ داركونفيتش المباراة بتشكيلة ضمت لادجي، سوغوبا، مكين، داوودا، طبنجة، نيكولاس، فاتوكون، التاج يعقوب، بانغورا، عاطف كوكو وفينو.
وفي أول 15 دقيقة، اضطر داركو مدرب الضيوف لاستبدال كوكو المصاب بالغيني بانغورا. في هذا الشوط الأول، كان النصر الأفضل وخلق فرصتين محققتين بينما صدت العارضة هدفًا للمريخ.
في الشوط الثاني، أجرى المريخ ستة تغييرات بدخول عمار الدون، عوض زايد، شيسالا، حمو، مبارك ومجتبى فيصل بدلاء لفينو وفاتوكون والتاج وبانغورا ونيكولاس والمصاب داوودا با، الذي كان أبرز عناصر الفريق. المباراة التي شهدت حضورًا جماهيريًا جيدًا في استاد شهداء بنينا جاءت قوية بطابع رسمي، وبثتها صفحة المريخ الرسمية.
من الناحية التكتيكية، بدأ المريخ بتنظيم 4-3-3 وتحول أحيانًا إلى 4-4-2 أو 4-4-1-1 خارج الحيازة.
أهم ما ميز الفريق السوداني كان نوعية الضغط بين الضغط العالي في أوقات والضغط المتوسط في أوقات أخرى، بالإضافة إلى الدفاع الوقائي الجيد أثناء تحولات النصر.
الفرقة الحمراء لعبت بخطوط متقاربة وكتلة متماسكة في كل مراحل الضغط، والبناء من الخلف تحسن بشكل ملحوظ مع ثقة في إخراج الكرة من الدفاع.
وظهرت المشكلة الفنية في الثلث الأخير من الملعب، بوجود نقص في التجانس من ناحية الربط بين الوسط والهجوم، مع افتقاد الفريق لصانع لعب متخصص وجناح هجومي أيمن متميز.
من جهته، ظهر النصر بشكل ممتاز وتعامل مع المباراة بجدية كبيرة، واستفاد من معسكر تونس الوديات، وكانت بصمات المدرب مضوي واضحة في الفريق الليبي، كما هو حال الصربي داركونفيتش في الفريق السوداني.
المباراة كانت أشبه الرسمية، وشهدت سجالًا تكتيكيًا محترمًا ومجهودًا بدنيًا كبيرًا. في نصف الشوط الثاني، تحول الأحمر إلى تنظيم 4-4-2 فلات بعد التبديلات، وصنع أكثر من فرصة، وكان يمكن أن يخلق المزيد لو كان التجانس أعلى، خاصة في تمريرات بانغورا السهلة. الأداء الفردي ارتفع بشكل ملحوظ، والأجانب أظهروا قدرات عالية، ومن المتوقع أن ينعكس مردودهم إيجابيًا على اللاعبين الوطنيين مع مرور الوقت.
داركو يختبر الشباب والبدلاء
ويواصل فريق المريخ السوداني تحضيراته في معسكره الإعدادي المقام بمدينة بنغازي الليبية، وذلك في إطار استعداداته للاستحقاقات المقبلة. ويخوض الفريق مباراة ودية مساء غدٍ الأربعاء أمام فريق الاتحاد العسكري، الوافد الجديد إلى الدوري الليبي الممتاز.
ويسعى المدير الفني داركو نوفيتش من خلال اللقاء إلى منح الفرصة للاعبين الشباب الذين التحقوا مؤخرًا بالمعسكر، إلى جانب إشراك العناصر البديلة التي لم تشارك في المباراة السابقة أمام النصر الليبي، والتي خسرها المريخ بهدف دون مقابل.
وستُقام المواجهة على ملعب شهداء بنينا، ضمن برنامج الإعداد الذي أعده الجهاز الفني بهدف رفع مستوى الجاهزية البدنية والفنية للاعبين قبل استئناف المنافسات الرسمية.
الوسومالمريخ السوداني خسارة بهدف مباراة ودية مباريات ودية معسكر تونس