إلى من يهمهم الأمر: الذكاء الاصطناعي يحرف الأخبار على نطاق واسع
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
أظهر بحث جديد نشره اتحاد الإذاعات الأوروبية وبي بي سي أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الرائدة تحرف محتوى الأخبار في نصف ردودها تقريبا.
ودرس البحث الدولي الذي نشر اليوم الأربعاء 3 آلاف رد على أسئلة عن الأخبار من مساعدي الذكاء الاصطناعي، وهي تطبيقات برمجية تستخدم الذكاء الاصطناعي لفهم أوامر اللغة الطبيعية لإكمال المهام للمستخدم.
وقيمت الدراسة مساعدي الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 14 لغة، من حيث الدقة والمصادر والقدرة على التمييز بين الرأي والحقيقة.
ومن هذه التطبيقات: شات جي بي تي، وكوبايلوت، وجيميناي، وبربليكستي.
وبشكل عام، أظهر البحث أن 45% من ردود الذكاء الاصطناعي التي خضعت للدراسة احتوت على مشكلة واحدة كبرى على الأقل، و81% منها تتضمن شكلا من أشكال المشكلات.
وأجرت رويترز اتصالات مع الشركات للحصول على تعليقها على النتائج.
وقالت شركتا أوبن إيه آي ومايكروسوفت إنهما تسعيان لحل مشكلة الهلوسة، عندما يولد نموذج الذكاء الاصطناعي معلومات غير صحيحة أو مضللة، غالبا بسبب عوامل مثل عدم كفاية البيانات.
وتقول بربليكستي على موقعها الإلكتروني إن أحد أنماط "البحث العميق" لديها يتمتع بدقة 93.9% من حيث الواقعية.
أخطاء المصادر
وقد أوضحت الدراسة أن ثلث إجابات مساعدي الذكاء الاصطناعي أظهرت أخطاء جسيمة في المصادر، مثل الإسناد المفقود أو المضلل أو غير الصحيح.
وقالت الدراسة إن نحو 72% من ردود جيميناي، مساعد الذكاء الاصطناعي من غوغل، كانت بها مشكلات كبيرة في المصادر، مقارنة بأقل من 25% لجميع المساعدين الآخرين.
وقالت الدراسة إنه تسنى العثور على مشكلات في الدقة في 20% من ردود جميع مساعدي الذكاء الاصطناعي الذين خضعوا للدراسة، بما في ذلك المعلومات القديمة.
ومن الأمثلة التي ذكرتها الدراسة أن جيميناي ذكر على نحو غير صحيح التغييرات التي طرأت على قانون بشأن السجائر الإلكترونية التي تستخدم مرة واحدة، كما ذكر شات جي بي تي أن البابا فرانشيسكو هو البابا الحالي بعد أشهر من وفاته.
إعلانوشاركت في الدراسة 22 مؤسسة إعلامية للخدمة العامة من 18 دولة بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا وأوكرانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
تقويض ثقة الجمهور
وقال اتحاد الإذاعات الأوروبية إنه مع تزايد حلول مساعدي الذكاء الاصطناعي محل محركات البحث التقليدية للأخبار، يمكن أن تتقوض ثقة الجمهور.
وقال مدير الإعلام في اتحاد الإذاعات الأوروبية فيليب دي تيندر "عندما لا يعرف الناس ما الذي يثقون به ينتهي بهم الأمر إلى عدم الثقة بأي شيء على الإطلاق، وهذا يمكن أن يعرقل المشاركة الديمقراطية".
وأشار تقرير الأخبار الرقمية لعام 2025 الصادر عن معهد رويترز إلى أن نحو 7% من جميع متصفحي الأخبار على الإنترنت و15% ممن تقل أعمارهم عن 25 عاما يستخدمون مساعدي الذكاء الاصطناعي للحصول على الأخبار.
وحث التقرير الجديد شركات الذكاء الاصطناعي على الخضوع للمساءلة، وتحسين كيفية استجابة مساعدي الذكاء الاصطناعي للاستفسارات المتعلقة بالأخبار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
أمازون تراهن على الطاقة النووية لتشغيل ثورة الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة أمازون عن دخولها رسميًا عالم الطاقة النووية عبر مشروع طموح يهدف إلى تلبية الطلب الهائل على الطاقة الناتج عن توسّع تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
المشروع الجديد يتضمن بناء مفاعل نووي صغير (SMR) في مدينة ريتشلاند بولاية واشنطن الأمريكية، في إطار تعاون استراتيجي مع شركة إنرجي نورث ويست وشركة إكس-إنرجي المتخصصة في تطوير المفاعلات النووية الصغيرة.
تسعى أمازون من خلال هذا المشروع إلى تأمين مصدر طاقة نظيف ومستقر يدعم تشغيل مراكز بياناتها الضخمة التي تعتمد عليها خدماتها السحابية AWS ومنصاتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في وقت يشهد فيه العالم زيادة غير مسبوقة في الطلب على الطاقة الكهربائية بسبب التطورات السريعة في الحوسبة المتقدمة وتدريب النماذج الذكية.
تتميز المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs) بكونها أكثر أمانًا ومرونة من المفاعلات التقليدية، إذ تشغل مساحة أقل ويمكن تركيبها على مراحل لتلبية احتياجات محددة.
وفقًا لبيان أمازون، ستتولى منشأة كاسكيد للطاقة المتقدمة تطوير أربعة مفاعلات صغيرة في المرحلة الأولى بطاقة إجمالية تصل إلى 320 ميجاوات.
وفي المراحل التالية، يمكن توسيع المشروع ليضم 12 وحدة نووية تولد ما يصل إلى 960 ميجاوات من الطاقة النظيفة، وهي كمية تكفي لتشغيل مدينة كاملة أو عدد ضخم من مراكز البيانات المتصلة بشبكة أمازون السحابية.
تقول الشركة إن عمليات البناء ستبدأ قبل نهاية العقد الجاري، ومن المتوقع أن تبدأ المنشأة عملها فعليًا في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، لتكون واحدة من أوائل المرافق النووية الحديثة التي تُدار بالشراكة بين قطاع التكنولوجيا والقطاع العام في الولايات المتحدة.
تُعد إنرجي نورث ويست من أكبر الوكالات العامة المتخصصة في إدارة المرافق النووية بولاية واشنطن، بينما تمتلك إكس-إنرجي خبرة طويلة في تطوير تقنيات المفاعلات الصغيرة الآمنة والفعالة.
وبحسب ما ذكرته أمازون، فإن التعاون الثلاثي يستهدف إنشاء نموذج يُحتذى به في دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الطاقة النووية المستدامة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اعتماد مراكز البيانات على الوقود الأحفوري عالي الانبعاثات.
ويرى محللون أن دخول أمازون إلى هذا المجال يعكس توجهًا جديدًا لشركات التكنولوجيا العملاقة نحو الاعتماد على مصادر طاقة مستقلة لتقليل بصمتها الكربونية وضمان استقرار إمدادات الكهرباء اللازمة لتشغيل الخوادم الضخمة التي تدير مليارات العمليات في الثانية الواحدة.
منافسة نووية بين عمالقة التكنولوجياأمازون ليست وحدها في هذا السباق نحو الطاقة النووية الذكية، ففي أكتوبر من العام الماضي، أعلنت جوجل عن شراكة مع شركة كايروس باور لبناء سبعة مفاعلات نووية صغيرة في مواقع متعددة بالولايات المتحدة لتغذية مراكز بياناتها.
وبعدها بشهر، بدأت ميتا المالكة لفيسبوك بدراسة إنشاء مركز بيانات جديد يعمل بالطاقة النووية أيضًا، لكن المشروع تأجل مؤقتًا بعد اكتشاف نوع نادر من النحل في موقع البناء المقترح، ما أثار مشكلات بيئية أوقفت التنفيذ.
هذه التحركات المتسارعة تشير إلى تغير جذري في مشهد الطاقة داخل صناعة التكنولوجيا، فالشركات التي كانت تعتمد لعقود على مصادر تقليدية كالغاز والفحم أصبحت الآن تتنافس على تطوير مشاريع طاقة نظيفة تدعم توسعها في مجال الذكاء الاصطناعي.
تؤكد أمازون أن هذا المشروع النووي ليس مجرد استثمار طاقوي، بل هو جزء من استراتيجيتها طويلة الأمد لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040، وهو الهدف الذي تسعى الشركة إلى تحقيقه من خلال مزيج من الطاقة المتجددة والنووية.
كما تتوقع أن يساهم المفاعل الجديد في خفض اعتمادها على الشبكات التقليدية التي تعاني من ضغط متزايد بسبب التوسع في خدمات الذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات.
وفي ظل الارتفاع المستمر في استهلاك الطاقة من قبل تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الطاقة النووية الصغيرة تمثل الحل الأكثر واقعية لتأمين مستقبل مستدام يوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على البيئة.
وبينما تستعد أمازون لإطلاق مشروعها النووي خلال السنوات المقبلة، فإن هذا القرار قد يُعيد رسم خريطة الطاقة في عالم التكنولوجيا، ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يزدهر دون ثورة موازية في مصادر الطاقة النظيفة.