لجريدة عمان:
2025-10-22@08:21:41 GMT

السنة الفلكية وحساب الدرور

تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT

السنة الفلكية وحساب الدرور

د. إسحاق الشعيلي -

لم يحظَ نجم بالمكانة التي حظي بها نجم سهيل في ثقافة شبه الجزيرة العربية. يعود ذلك -على الأغلب- لما له من تأثير على حياة الناس. فمع طلوعه تبدأ تغيرات كثيرة منها الترحال من أماكن الزراعة (مع انتهاء موسم حصاد النخيل)، والخروج إلى حواضر القرى لاقتراب موسم البرد، والبحث عن الدفء، ومعه أيضا تبدأ مواسم الصيد لأنواع مختلفة من الأسماك.

وهو علامة على ترقب الأمطار، وبداية موسم ضربات البحر (المعروفة بالأعاصير في وقتنا الحالي).

الميزة الأهم لظهور نجم سهيل هي إعلانه بداية السنة الفلكية (النجمية) وفق حساب مختص قائم على تقسيمها عشريًا يُعرف بحساب الدرور؛ فبينما تعتمد السنة الشمسية على موقع الشمس الظاهري بالنسبة للأرض والنسبة إلى الفصول تستخدم السنة النجمية النجوم الثابتة كنقطة مرجعية. تُقسم السنة وفق حساب الدرور إلى 36 جزء (درور)، كل منها بطول عشرة أيام (دُر)، وتعامل الأيام المتبقية معاملة أخرى سيأتي ذكرها لاحقًا. ورغم أن مقالنا هذا يهتم بالنطاق الجغرافي للمحافظات والولايات العمانية، إلا أن الحسبة نفسها معتمدة ومعمول بها في دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا وبعض دول الخليج الأخرى. يُعتمد هذا الحساب عند أهل البحر، وهي الحسبة التي قام عليها تقسيم أحمد بن ماجد للمواسم والفصول في مؤلفاته وأراجيزه المختلفة: كحاوية الاختصار في أصول علم البحار، والنونية الكبرى، وغيرها من المؤلفات. وبهذه الحسبة يعمل كل مشتغل بالبحر ومدرك لتفاصيل تقلباته ومواسمه. الدُرور هي جمع دُر، وتعني الرقم عشرة عند البدو فيما يطلق عليها أهل البحر النوء. وهي في مجملها متشابهة بين الصيادين والمزارعين، غير أن بداية الحسبة مختلفة عند أهل البحر؛ إذ يبدأون الحساب مع بدايات شهر سبتمبر أو منتصفه (والغالب أنها تكون بعد ظهور نجم سهيل بـ 15 يوما)، في حين أن طلوع نجم سهيل هو البداية الفعلية لحساب الدرور في محافظات البريمي والظاهرة وبقية الولايات غير الساحلية. لا يتعلق الأمر بكون حسبة ما أدق من الأخرى، بل بمجرد اختلاف أهالي كل منطقة في طريقة الرصد والنجوم التي يعتمدون عليها في الاستدلال، فإما أن يعتمدوا على الشعرى أو الكوي (المعروف علميًا باسم النسر الواقع) كما هو شائع في ولاية عبري والقرى المجاورة، وإما على نجم سهيل-وهو الأكثر شيوعًا-، وهو ما فصله الباحث حمد السكيتي في كتابه «السنة النجمية العمانية لمحافظة الظاهرة».

ويمكننا تبسيط عملية الحساب كالتالي:

المائة الأولى: والتي تبدأ من طلوع نجم سهيل أي في 15 من شهر أغسطس (وعند البعض بعد هذا التاريخ وإلى 24 أغسطس) وتقسم إلى دُر العشر، دُر العشرين، دُر الثلاثين، دُر الأربعين، دُر الخمسين، دُر الستين، دُر السبعين، دُر الثمانين، دُر التسعين، ودُر المائة.

وعلى النحو نفسه، تُحتسب الدرور للمائة الثانية (من 23 نوفمبر وحتى 2 مارس) وعدد أيامها مائة يوم والمائة الثالثة (من 3 مارس وحتى 10 يونيو) وتنتهي الحسبة مع الستين الأخيرة (من 11 يونيو وحتى 9 أغسطس) ومن ثم تأتي أيام المساريق، وعددها خمسة للسنة الشمسية البسيطة (365 يوما) وستة للكبيسة (366 يوما). سميت المساريق بهذا الاسم لأنها لا تدخل في الحسبة، بل وجدت لتجبر عدد الأيام بين السنة الشمسية وحسبة الدرور. تقع المساريق بين موسمي الصيف والقيظ حيث تكون درجات الحرارة قد بلغت ذروتها. وهنا تكمن الدقة في الحساب والحرص على اتباع النموذج العلمي الدقيق عند الإنسان العماني والتي جعلت من هذه الأيام (المساريق) ذات أهمية كبيرة وأسلوب أخرج حسبة الدرور من دائرة التشكيك إلى الحساب العلمي الدقيق القائم على المعرفة بحركة الأجرام السماوية والقدرة على المواءمة بين أسلوبين مختلفين للحساب والأكثر من ذلك أنهما صالحان في جميع الأحوال، حيث يمكن معرفة الدر من خلال التقويم الشمسي ويمكن معرفة فصول السنة المعتمدة على النظام الشمسي من خلال معرفة الدرور الواقعة فيه.

وتقسم السنة في حسبة الدرور إلى أربعة فصول هي موسم القيظ وعدد أيامه 100 يوم، وموسم التعريق وعدد أيامه 100 يوم، وموسم المريعي وعدد أيامه 100 يوم، وموسم الصيف وعدد أيامه 60 يوما تتخللها مواسم معروفة المواقيت كالوسم ومربعانية الشتاء ومربعانية القيظ وغيرها من المواسم التي تستخدم لتحديد فترات ذات خصائص مناخية محددة كبرودة الجو أو ارتفاع درجات الحرارة أو هطول الأمطار إلى غيرها من الخصائص. ولكل فصل من هذه الفصول خصائص مميزة سواء للمزارعين الذين يستفيدون من هذا التقسيم لمعرفة المواسم الزراعية أو للصيادين والذين يعرفون مواسم الصيد من خلال معرفة الفصول.

ومع بداية المائة الأولى من الدُرور والتي يُصاحبها انكسار في شدة الحرارة والذي يعرف ميقاته عند أهل الجزيرة بظهور نجم سهيل يكون موسم حصاد النخيل قد شارف على الانتهاء تقريبا، عدا بعض الأنواع المتأخرة مثل الخصاب، والتي تستمر حتى در الأربعين تقريبًا. وهنا يجب أن نشير إلى أن مسألة انكسار الحر بظهور نجم سهيل، والتي يكثر فيها الجدل في الأعوام التي لا يُصاحب فيها ظهور النجم انكسار فعلي في شدة الحر، بل إن الحرارة قد تستمر إلى ما بعد شهر أكتوبر. وللإجابة على ذلك يجب أن ندرك أن نجم سهيل هو علامة عند العرب وليس سبب لانكسار شدة الحر لذلك حتى قديما لم يكن التغير مباشر بل يستمر لفترات قد تصل إلى أربعين يومًا لدخول البرد، أي بحسبة الدرور فالحر لا ينتهي قبل در الستين أو السبعين من المائة الأولى، وهذا الذي نظم به كبار السن قديمًا فترات الزراعة والحصاد، كما أن التغير المناخي والذي تتأثر به العديد من دول العالم يجعل من الحسابات القديمة - والتي فصل دقتها كبار السن؛ لكونها مربوطة بنشاطات حياتية وأمور معيشية - يجعل منها محل شك عند العديد من الناس وان لم يكن لهم دراية بالمؤثرات كالتغير المناخي وغيره والتي ساهمت في الحد من دقة هذه الحسابات.

إلا أن القول إن المائة الأولى من حسبة الدرور حاسمة في تحديد مواسم الأمطار فالبعض يرى أنه إذا بدأ موسم «الوسم» (يطلق عليه موسم الوسمي في بعض المحافظات) بأمطار فإن السنة هي سنة خصب ومطر، أما إن قلّت الأمطار في هذا الموسم - نعني موسم الوسم - فإن السنة تكون شحيحة المطر، وهذه القاعدة معروفة أكثر عند سكان المناطق الساحلية، بينما يُحدد الموسم عند المناطق الداخلية بدخول الكليبين. وتتميز ضربات البحر في هذه الفترة بكونها مفاجئة ومباغته في موعدها وشدتها، كضربة حويطم واللكيذب، والتي أثرت في فترات متعددة على السواحل الشرقية من سلطنة عمان. ونذكر هنا - على سبيل المثال - السنة المعروفة بسنة الغرقة والتي حدثت مع ضربة حويطم، والتي أثرت بشكل مباشر على ولايات مصيرة وجعلان في منتصف القرن الماضي، إذ حدثت دون سابق إنذار ومع هدوء في الأمواج ووفرة في الصيد. ورغم معرفة السكان بمواعيد الضربات، يحدث أن تتقدم أو تتأخر قليلاً، الأمر الذي يكون مفاجئًا لسكان المناطق الساحلية.

أما فصل الشتاء فيبدأ في المائة الثانية. وهو الفصل الذي أطلق عليه البحارة العرب قديمًا « تيرماه“، في إشارة للبرد القارس. وربما يكون ذلك بسبب تزامنه مع مربعانية الشتاء وهي الأربعين يوم التي يشتد فيها البرد ويبلغ الليل ذروته ويقابلها في الصيف مربعانية القيظ وهي أشد أيام العام حرارة.

كما تشهد المائة الثانية واحدة من أشد ضربات البحر في المنطقة وهي ضربة الأحيمر ويبدأ ترقبها في التسعين من المائة الأولى (أي مع بداية شهر نوفمبر) إلا أنها تستمر.

حتى المائة الثانية وتعرف الفترة بغيوب الأحيمر، والأحيمر هو نجم قلب العقرب والبعض يرى أن الأحيمر هو نجم السماك الرامح في كوكبة العواء، ويمكن القول إن فترة اضطراب البحر التي تمتد إلى أكثر من ثلاثة أسابيع ويتوخى فيها الصيادون ركوب البحر، ويحاذرون من الإبحار بعيدًا عن الشاطئ.

كما تمتاز فترة المائة الثانية (وتبدأ في 23 نوفمبر) بوفرة في أسماك السطح وتنوعها وهي فترة مهمة للمزارعين لإكثار الفسائل وزراعة الورقيات، وقد تنتهي المائة الثانية برجوع البرد بعد ارتفاع طفيف في درجات الحرارة ويعرف محليا ببرد العجوز. للتسمية حكاية شعبية تقول إن امرأة عجوز حذرت قومها من جز أصواف الماشية لكنهم لم يستمعوا لها فباغتهم البرد وأهلك مواشيهم، ويقال إنه سمي بهذا الاسم لأنه يؤثر بشدة على كبار السن لذلك تكرهه العجائز، ومهما تكن مصدر التسمية إلا أن عودة البرد ولفترة محدودة لا تتعدى العشرة أيام يكون لها تأثير كبير وخاصة على الأطفال وكبار السن.ومع بدأ المائة الثالثة يكون البرد قد انتهى بشكل كامل ويبدأ معه أو يستكمل تلقيح النخيل ويعتمد ذلك على الأنواع المختلفة للنخيل وعلى المنطقة الجغرافية من سلطنة عمان. ففي بعض المناطق يبدأ ظهور طلع النخيل مبكرًا، بينما يتأخر في مناطق أخرى، لكنه عمومًا لا يتجاوز در الأربعين من المائة الثالثة وذلك مع تساوي الليل والنهار في الاعتدال الربيعي. كما تعرف در العشرين من المائة الثالثة بفترة تكاثر أسماك الجرجور والهامور والكنعد كما تكثر أيضا أنواع أخرى من الأسماك مثل الكوفر والبياح وغيرها من الأسماك على أن الأمثلة السابقة قد تختلف من حيث الوفرة بين الولايات المطلة على بحر عمان والمطلة على بحر العرب.

ومن ضربات البحر المشهورة في هذه الأيام ضربة الثريا، وهي ضربة محدودة التأثير غير أنها قد تكون قوية في بعض الحالات وتتزامن مع مغيب الثريا أو ما يعرف محليا بكنة الثريا.

ومع انتهاء المئة الثالثة يتبقى من الحسبة الستين الأخيرة والتي يعدها البعض من السنة الرابعة وهي ستون يوما أو 6 أجزاء كل جزء بعشرة أيام أي 6 درور، وتبدأ من 11 يونيو وحتى 9 أغسطس أي أن بنهايتها تنتهي الحسبة، ويكون فيها ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في محافظات سلطنة عمان، وهي المعروفة بمربعانية القيظ كما يحدث خلال هذه الأيام الانقلاب الصيفي وفيه يبلغ طول النهار ذروته، وبه تنتهي كليا فترات الغوص في الخليج، وبسبب الحرارة العالية فإن الزراعة لا تتم في هذه الأيام حتى موعد انكسار الحر بظهور نجم سهيل.

وبانتهاء الستين الأخيرة من حسبة الدرور تنتهي الحسبة ويتبقى خمسة أيام أو ستة والتي تسمى المساريق والتي تسبق ظهور نجم سهيل وبداية الحسبة للسنة الجديدة مرة أخرى.

إن حسبة الدرور موروث فلكي تمت صياغته لمعرفة المواسم وتحديد خصائص الفترات الزمنية بنظام عشري دقيق قائم على ملاحظة ومراقبة طلوع نجم محدد في توقيت طلوعه وتوقيت غروبه ومعرفة دورته السنوية بحيث يكون ميقاته السنوي ثابتا لا يتغير وربما هذا ما جعل نجم سهيل هو الأشهر لبداية هذه الحسبة. ومن هنا يمكن القول إن حسبة الدرور ليست مجرد تقويم زمني، بل نظام محلي جمع بين الفلك والبيئة والمناخ والزراعة تطورت عبر ملاحظات طويلة امتدت لمئات السنوات عرف الإنسان من خلالها المواسم ومواقيتها والتغيرات التي تحدث فيها وهي بعكس التقويم المعتمد على حركة الأرض حول الشمس والمعمول به في وقتنا الحالي والذي يمكن اعتباره تقويما يصف كيف يحسب الإنسان الزمن دون معرفة المواسم أو فهم التغيرات في بيئة الإنسان وبذلك فهو يفصل الإنسان الطبيعة دون معرفة بالنجوم ودورها كعلامة لتغيرات المحيطة به.إن الموروث الفلكي العماني والقائم على معرفة امتدت لمئات السنين وتناقلتها الأجيال المتعاقبة تقف اليوم بين مفترق طرق. فإما أن يتم تدارك ما تبقى من هذه المعرفة من خلال التوثيق العلمي الدقيق ويتم ذلك من خلال عمل تكاملي مشترك بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والمؤسسات الحكومية المعنية بهذا الجانب، وربما تكون المبادرة الوطنية لتوثيق الموروث الفلكي العماني التي أطلقتها الجمعية العمانية للفلك والفضاء كواحدة من مخرجات الندوة الوطنية لتوثيق الموروث الفلكي العماني والتي عقدت في شهر فبراير 2025 هي مرجع متكامل للمضي قدما في هذا العمل وإلا فإن المعرفة في طريقها إلى الاندثار مع وصول التقنيات الحديثة إلى كل منزل ودخولها في كل مجالات الحياة. والحفاظ على هذا الإرث سيعزز قطاعات مختلفة في المجتمع ويرفد اقتصاد السلطنة بمصدر قائم على المعرفة كما هو مرسوم له في «رؤية عمان 2040» إذا ما أحسنّا استغلال هذا المورد في تنشيط السياحة الفلكية أو ربطه بما هو قائم من قلاع وحصون وحتى من خلال دمجه بقطاعات السياحة المختلفة كسياحة المغامرات والسياحة الاستشفائية أو حتى في الجوانب الأكاديمية والبحثية، وحتى لا نصل إلى يوم نتمنى فيه لو أننا لم نتأخر في حفظ هذا الموروث العريق.

د. إسحاق بن يحيى الشعيلي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للفلك والفضاء

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المائة الثانیة المائة الثالثة المائة الأولى درجات الحرارة ظهور نجم سهیل ضربات البحر وعدد أیامه هذه الأیام من المائة قائم على من خلال إلا أن

إقرأ أيضاً:

ترويجًا لأغنيتها.. هيفاء وهبي تطرح سؤالاً للجماهير

روّجت الفنانة هيفاء وهبي لأغنيتها الجديدة بجلسة تصوير ظهرت فيها ترتدي فستان قصير رياضي باللون الابيض ونسّقت معها بلوزة بستايل الكرانيش باللون ذاته، واختارت مع اللوك حذاء بكعب عالٍ وجوارب طويلة، أما النظارة الشمسية فجاءت باللون الأبيض.

وكتبت هيفا علي حسابها عبر موقع انستجرام :"اي اغنية من ميجا هيفاء المفضلة عندكم وقت التمرين ".

تستعد الفنانة هيفاء وهبي، لإحياء حفل ليلة رأس السنة الميلادية مع الفنان ناصيف زيتون، في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، يوم ,31 ديسمبر.

ونشرت الشركة المنظمة لحفل هيفاء وهبي وناصيف زيتون، بوستر الحفل، ولم تعلن عن موعد طرح تذاكر الحفل.

طباعة شارك الفنانة هيفاء وهبي هيفاء وهبي حفل ليلة رأس السنة هيفاء وهبي وناصيف زيتون ميجا هيفاء

مقالات مشابهة

  • محكمة في نيجيريا تأمر اثنين من مشاهير "تيك توك" بالزواج
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش "مكانة الزوجة في السنة المطهرة" غداً
  • افتتاح المدرسة العربية المتقدمة الخامسة في الفيزياء الفلكية
  • يعمل بطاقة الرياح.. الصين تكمل بناء أول مركز بيانات «تحت المياه» في العالم
  • القاضي سهيل عبود.. نائب لرئيس الشبكة الفرنكوفونية لمجالس القضاء العليا
  • سهيل عبود: التزام القاضي بقسمه هو اساس المناقبية القضائية
  • "تربية الرستاق" تنظم ورشة للارتقاء بمهارات البحث العلمي
  • ترويجًا لأغنيتها.. هيفاء وهبي تطرح سؤالاً للجماهير
  • حلقة تدريبية في المجالات البحثية بكلية التربية بالرستاق