أعلن وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي ياريف ليفين، الأربعاء، طرد 32 ناشطا أجنبيا من الضفة الغربية المحتلة، بدعوى مساعدتهم مزارعين فلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون في مواجهة اعتداءات المستوطنين.

وقال مكتب الوزير في بيان رسمي إن "وزيري الداخلية ياريف ليفين والأمن القومي إيتمار بن غفير أمرا بترحيل 32 ناشطا أجنبيا خالفوا أمرا صادرا عن قائد عسكري، ويشتبه بانتمائهم إلى منظمة اتحاد لجان العمل الزراعي".



وأوضح البيان أن قرار الترحيل جاء بناء على طلب رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي داغان، و"استنادا إلى تحقيق أجرته الشرطة ووزارة الداخلية"، مضيفا أن النشطاء نظموا، الأسبوع الماضي، احتجاجا قرب مفترق بورين شمال الضفة الغربية.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
وزعم البيان أن التحقيقات أظهرت أن هؤلاء النشطاء "ينتمون بالفعل إلى منظمة اتحاد لجان العمل الزراعي الإرهابية"، على حد وصفه.

وأشار إلى أنه بالتعاون مع هيئة السكان والهجرة في وزارة الداخلية، بدأت السلطات الإسرائيلية عملية ترحيل عاجلة لجميع النشطاء، مع إصدار حظر دخول إلى الاحتلال الإسرائيلي لمدة 99 عاما بحقهم، من دون أن يوضح البيان جنسيات المطرودين أو الدول التي نقلوا إليها.


وتعد منظمة اتحاد لجان العمل الزراعي — التي تأسست عام 1986 — أكبر مؤسسة فلسطينية غير حكومية تعنى بالتنمية الزراعية، وقد أنشئت استجابة للظروف الاجتماعية والسياسية الصعبة التي يواجهها المزارعون الفلسطينيون جراء السياسات الإسرائيلية ومصادرة الأراضي.

ويأتي قرار الترحيل في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون، إذ يعتمد كثير من المزارعين على وجود متضامنين دوليين لتأمين وصولهم إلى أراضيهم في مناطق مهددة بالمصادرة أو المحاذية للمستوطنات.

ووفق بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، فقد نفذ المستوطنون 7 الآف و154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال عامي الحرب على غزة، أسفرت عن استشهاد 33 مواطنا وتهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا، إلى جانب إقامة 114 بؤرة استيطانية جديدة.

ويُعد طرد النشطاء الأجانب حلقة جديدة في سياسة الاحتلال الإسرائيلي لتقييد عمل المتضامنين الدوليين والمنظمات المدنية، لا سيما تلك التي توثق اعتداءات المستوطنين والانتهاكات ضد المزارعين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ليفين الضفة الزيتون الزيتون الضفة اجانب ليفين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

موسم الزيتون يتحوّل إلى كابوس للفلسطينيين في الضفة الغربية.. ووزارة الزراعة تطلق نداءً عاجلاً

ككل عام، تستعد العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية لموسم قطف الزيتون، غير أنّ هذا الطقس المتجذّر في الذاكرة الجماعية، والذي طالما كان تجسيدًا لعلاقة الفلسطيني بأرضه، تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مصدر قلق وخطر.

مع انطلاق الموسم، يفاجأ الأهالي أثناء توجههم إلى حقول الزيتون بهجمات يشنّها مستوطنون تحت حماية عسكرية تمنع الفلسطينيين من متابعة عملهم. يُطارد المزارعون بالحجارة والعصي والأسلحة النارية، وتُسرق محاصيلهم أو تُتلف أمام أعينهم، فيما يمنع الجيش الإسرائيلي الكثيرين من الوصول إلى أراضيهم.

ويواجه المزارعون الفلسطينيون إثر ذلك خسائر كبيرة نتيجة اقتلاع الأشجار وحرقها وتدمير شبكات المياه والطرق الزراعية، في ظل غياب الحماية الدولية، وازدياد أعداد المستوطنات التي تتمدد على حساب الأراضي الفلسطينية الخصبة.

واستكمالًا للسياسة الممنهجة التي اتبعتها الدولة العبرية للسيطرة على تلك الأراضي، عبر خطط متدرجة بدأت بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وصولاً إلى تفكيك الوجود الفلسطيني وترسيخ واقعٍ استعماري دائم على الأرض، لم تكن شجرة الزيتون بمنأى عن هذا المخطط.

إلى جانب كونها مصدر رزق لآلاف العائلات، يُنظر إلى استهداف شجرة الزيتون كمحاولة لطمس هوية الفلسطينيين واقتلاع تاريخههم المتجذّر في الأرض، بعد جهود حثيثة من قبل أصحابها لمقاومة هذا المسار عبر استصلاح أراضيهم والتوسع في زراعتها، دفاعًا عن حقهم في البقاء والصمود.

نداء رسمي لحماية الموسم

في مواجهة هذا التصعيد، عقدت وزارة الزراعة الفلسطينية، بالشراكة مع شبكة المنظمات غير الحكومية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، مؤتمراً صحافياً لبحث سبل حماية الموسم ودعم المزارعين. شارك في المؤتمر وزير الزراعة البروفيسور رزق سليمية، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، ومدير عام الإغاثة الزراعية منجد أبو جيش، ومدير مكتب المفوض السامي في فلسطين أجيت سونغ هي.

وأكد البيان الصادر عقب المؤتمر أنّ القطاع الزراعي يشكل "عماداً أساسياً في الاقتصاد الوطني"، ومحوراً لتحقيق الأمن الغذائي والسيادة على الموارد الطبيعية، فضلاً عن كونه رافعة للتنمية الريفية ومحاربة الفقر والبطالة. وشدّد المجتمعون على ضرورة "تعزيز التضامن الفاعل محلياً ودولياً لدعم المزارعين"، في ظل تحولات نوعية وتحديات غير مسبوقة تهدد القطاع الزراعي.

وأشار البيان إلى أنّ هذه التحديات لا يمكن فهمها بمعزل عن "الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة" التي تستهدف الأرض والمياه والإنسان والبيئة والهوية، موضحاً أن القوات الإسرائيلية تسيطر على أكثر من 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية، ما يعيق تنفيذ مشاريع التنمية الزراعية والاستصلاح ويحول دون استغلال الأراضي اقتصادياً.

خسائر بالملايين

بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، تجاوزت الخسائر المالية المسجّلة منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 70 مليون دولار أمريكي، أي بارتفاع نسبته 17 في المئة عن العام الماضي. وتشمل هذه الخسائر حرق الأشجار وتدمير البنى التحتية الزراعية، وقتل الثروة الحيوانية وسرقتها، فضلاً عن منع المزارعين من الوصول إلى عشرات آلاف الدونمات.

خلال المؤتمر، أكدت الوزارة أنه منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تمّ دمير أكثر من 15 ألف شجرة زيتون ضمن سياسة ممنهجة، ما انعكس سلباً على الأمن الغذائي والإنتاج المحلي واستقرار الاقتصاد الفلسطيني. وفي هذا السياق، أطلقت حملة "زيتون 2025" كنموذج للعمل الجماعي، وتهدف إلى تعزيز صمود المزارعين، وتوفير الدعم اللوجستي والفني والميداني، وتوثيق الاعتداءات بالتعاون مع المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، إضافة إلى تمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم المعزولة.

رجل فلسطيني يسير أمام أشجار زيتون اقتلعتها القوات الإسرائيلية من أراضي قرية المغير بالضفة الغربية، الأحد 24 آب 2025. Majdi Mohammed/ AP

ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المزارعين من الاعتداءات، ودعم خطط الإنعاش الزراعي للأعوام الثلاثة المقبلة، وتعزيز الأمن الغذائي المستدام، وتمويل مبادرات الاستجابة العاجلة لحماية صمود المزارعين في وجه الاعتداءات اليومية.

اعتداءات متصاعدة وقلق دولي

بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، تسببت اعتداءات المستوطنين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في اقتلاع وتدمير ما مجموعه 48,728 شجرة، منها 37,237 من أشجار الزيتون، ووصفت الموسم الحالي بأنه "الأخطر منذ عقود".

من جهته، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وقوع 71 هجوماً نفذها المستوطنون بين 7 و13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نصفها مرتبط بموسم قطف الزيتون. وشملت الاعتداءات مهاجمة المزارعين وسرقة المحاصيل والمعدات وتخريب الأشجار في 27 قرية بالضفة الغربية، ما أسفر عن إصابات وأضرار واسعة في الممتلكات.

أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فحذّرت من تصاعد "الخطر" في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، مشيرةً إلى أنّ المؤسسة الأمنية والعسكرية نفسها في الدولة العبرية ترصد مخاوف متزايدة من فقدان السيطرة على الوضع في الضفة الغربية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأونروا: إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح بالضفة الغربية
  • العدو الإسرائيلي يطرد 32 أجنبياً من الضفة الغربية لمساعدتهم قاطفي الزيتون الفلسطينيين
  • الكنيست الإسرائيلي يصوّت على مشروع قانون ضم الضفة الغربية
  • الأونروا: سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُجبر مواطني الضفة الغربية على النزوح القسري
  • الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين من الضفة الغربية
  • اقتحامات واعتداءات واسعة بالضفة والاحتلال يمنع المزارعين من قطف الزيتون
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 24 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية
  • موسم الزيتون يتحوّل إلى كابوس للفلسطينيين في الضفة الغربية.. ووزارة الزراعة تطلق نداءً عاجلاً
  • الأمم المتحدة: 71 هجومًا نفذه المستوطنون ضد الفلسطينيين خلال أسبوع بالضفة الغربية