لجريدة عمان:
2025-10-22@21:46:26 GMT

عمان وتركيا.. جسر بحري صناعي واعد

تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT

عمان وتركيا.. جسر بحري صناعي واعد

ما الذي يمكن أن تضيفه سلطنة عُمان وتركيا إلى خريطة مزدحمة بالممرات والموانئ؟ هذا أحد أهم الأسئلة التي ترافق زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسلطنة عمان. وأكبر إجابة حالمة على هذا السؤال الكبير هي بناء ممر بحري ـ صناعي يربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط ومنه إلى البحر الأسود. من صحار والدقم إلى مرسين وإزمير، وهو ممر يستطيع أن يعيد توزيع سلاسل التوريد بعيدا عن الحروب الجمركية وتقلبات الممرات التقليدية.

والإرادة السياسية الصادقة في بناء شراكات بين البلدين هي التي تجعل الشعبين في عُمان وتركيا يشعران بالكثير من التفاؤل خاصة وأن البلدين يعملان بدأب على تنويع مصادر الدخل والانفتاح على جلب استثمارات دولية.

لكن ثمة أمرا آخر مهما جدا في هذا السياق وهو أن السياق التاريخي الذي شكل الثقافة في البلدين يدفع نحو المسار نفسه ويعطيه عمقا أكبر. فلا عقد في تاريخ البلدين تجاه بعضهم البعض، ولكن تعاون على كل المستويات العسكرية والتجارية والثقافية. وعقد التاريخ خطيرة حينما تستحكم على الثقافة؛ لأنها تنعكس سلبا على أي شراكة مهما بدت متينة وقوية.

وعُمان وتركيا قوتان بريتان-بحريتان؛ وعندما تقدم البحر تاريخيا تقدّم نفوذهما وتجارتُهما.

وعادت أهمية الموانئ البحرية في الوقت الراهن، ومن ينظر على الخريطة يستطيع أن يعرف قيمة الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان وموانئها البحرية وكذلك الموقع الاستراتيجي للموانئ التركية التي تعتبر جسرا إلى البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى. هذا الأمر يفرض أهميته الاستراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في لحظة يطرح العالم فيها أسئلة كثيرة حول سلاسل التوريد وإعادة توطين الصناعات في مواقع جديدة في العالم تضمن حرية تدفقها وتستطيع أن تبعدها، قدر الإمكان، عن حروب الرسوم الجمركية الآخذة في التنامي عالميا.

ثمة محدد مهم لا بد أن نستحضره في هذا السياق وهو أن تركيا متشابكة بشكل كبير في مختلف القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط وهذا لا يعود إلى الموقع الجغرافي فقط ولكن إلى قرون طويلة من التاريخ المشترك بين تركيا والعالم العربي الأمر الذي انعكس على البنية الثقافية، وما دام الجميع محاطا بنفس التحديات ويفكر في مسارات للخلاص منها فإن التعاون وبناء الشراكات يصبح أكثر أهمية وأقل كلفة من الناحيتين السياسية والثقافية الاجتماعية.

ولا شك أن التعاون المنتظر لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، رغم أهميته، خاصة فيما يتعلق بالانفتاح على منتجات البلدين، ولكن يتعداه إلى جوانب أخرى متعلقة بالإنتاج العسكري والإنتاج الثقافي والفكري. والإنتاج الأخير لا يقل أهمية عن الإنتاج العسكري، ومما يؤسف له أن ترجمة الأدب العربي، بما فيه العماني، إلى اللغة التركية ما زال قليلا ونادرا جدا، وكذلك ترجمة الأدب التركي إلى اللغة العربية. وهذا النوع من الترجمة في غاية الأهمية لتستطيع الشعوب والحضارات أن تفهم بعضها البعض لتتآكل العقد التاريخية متى ما وجدت. ويمكن أن تشكل عُمان وتركيا عبر مؤسساتهما الثقافية والأكاديمية تحولا جوهريا في هذا الموضوع عبر تبني ترجمة مجموعة من الكتب بين الأدبين العريقين. وهذا من شأنه أن يعزز الثقة ليس بين عُمان وتركيا، فهي متحققة، ولكن بين الثقافة العربية والثقافة التركية بشكل عام.

والأمر نفسه في مشاريع التبادل الطلابي بين الجامعات من أجل تدريس اللغتين العربية والتركية وتدريس الأدبين العربي والتركي فهذا كله يقود إلى فهم أعمق، وكم هو العالم في حاجة إلى أن يفهم بعضه البعض بشكل أكبر بعيدا عن كل العقبات التي تتساقط في الطريق.

من المهم التفكير في الممر البحري ـ الاقتصادي، وكذلك تعزيز التعاون الثقافي والمعرفي والسياحي.. إلخ، ومبررات ذلك كثيرة، ودوافعه التاريخية مفهومة جدا ووجيهة أيضا... ولذلك لا شيء يمنع أبدا من أن تكون نتائج زيارة الرئيس التركي التي تستكمل نتائج زيارة جلالة السلطان المعظم لتركيا العالم الماضي في مستوى طموحات الشعبين وأن تنعكس عليهما بشكل إيجابي من أجل مستقبل أكثر رخاء واستقرارا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية يلتقي نظيره الرواندي لبحث تعزيز التعاون الأمني بين البلدين

استقبل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الدكتور فنسنت بيروتا – وزير الداخلية بجمهورية رواندا، والوفد المُرافق له خلال زيارته الرسمية لمصر.

استعرض الجانبان خلال اللقاء أوجه التعاون بين أجهزة الأمن فى البلدين وأساليب تعزيزها، بالإضافة إلى آخر المُستجدات فى القضايا الأمنية ذات الاهتمام المُشترك.

أعرب الوزير الضيف عن تقديره لأجهزة وزارة الداخلية المصرية، مؤكداً اهتمام بلاده بتعزيز قنوات الاتصال وتبادل الخبرات مع الأجهزة الأمنية المصرية فى شتى مجالات العمل الأمنى.

وأشاد الوزير الضيف بالقدرات والإمكانات التقنية والعلمية والتدريبية التى شاهدها خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، وتطلعه للاستفادة منها فى صقل خبرات ومهارات الكوادر الشرطية الرواندية فى مختلف المجالات الأمنية.

من جانبه أعرب اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، عن ترحيبه بزيارة وزير الداخلية بجمهورية رواندا، مؤكداً حرص وزارة الداخلية على مد جسور التواصل مع أجهزة الأمن الرواندية فى ضوء علاقات الصداقة التى تربط البلدين.

مُشيراً إلى أهمية تعزيز آليات التعاون و تبادل الخبرات فى المجالات الأمنية محل الاهتمام المُشترك وتضافر الجهود لمُحاصرة وتقويض كافة الظواهر السلبية الناجمة عن الإرهاب والجرائم المُنظمة والسيبرانية بشتى أشكالها فى ظل التحديات الأمنية التى تفرضها الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • تعاون صناعي جزائري-بيلاروسي يشمل الاستثمار ونقل التكنولوجيا
  • وزير الدفاع يبحث مع الملحق العسكري الهندي آفاق التعاون الدفاعي بين البلدين
  • رسالة شكر من وزير خارجية الصين لـ «الباعور» وتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين
  • قطر وتركيا.. شراكة استراتيجية وعلاقات تاريخية متميزة
  • وزير الداخلية يلتقي نظيره الرواندي لبحث تعزيز التعاون الأمني بين البلدين
  • الرئيس التركي يبدأ غدًا زيارة دولة إلى سلطنة عُمان لبحث التعاون المشترك بين البلدين
  • النائب العام يزور ألمانيا لتعزيز التعاون القضائي والنيابي بين البلدين
  • النائب العام يزور ألمانيا الاتحادية تعزيزا للتعاون القضائي والنيابي بين البلدين
  • ملك الأردن ورئيسة سلوفينيا يبحثان جهود السلام وتوسيع التعاون بين البلدين