الثورة نت:
2025-10-22@23:24:22 GMT

كيف نقرأ خطابات السيد القائد ونستجيب لنداء العمل؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT

إنَّ الكلماتُ ليست مجرد أصوات تتردد في الأثير، بل هي بذور تُزرع في تربة الوعي، وتوجيهاتٌ ترسم خارطة الطريق. وفي خضم الأحداث المتسارعة والتحديات الجسام، يبرز خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي-حفظه الله- كـبوصلة إيمانية لا تكتفي بتشخيص الواقع، بل تدل على الموقف الصحيح منه، وتحدد المسار، وتصقل الروح.


إنَّ النظر إلى هذه الخطابات العظيمة يجب أن يكون نظرة اهتداء واستشراف لا استماع فحسب، واستجابتنا لها يجب أن تكون تجسيداً عملياً لا مجرد إعجاب عابر.

ولأنَّ عمق الخطاب يكمن في طريقة الاستنباط، فالسيد القائد لا يوجهنا دائماً بصيغة الأمر المباشر، بل يفتح لنا نوافذ على الكمال الذي يُراد منا بلوغه، والنقص الذي يجب علينا اجتنابه.

فعندما يثني السيد القائد على صفة أو عمل ما، فكأنه يضع نقطة ضوء على قيمة عليا ويقول: “هذا هو المعيار، هذه هي القيمة التي يجب أن تتجذر فيكم”. وهذا الثناء ليس نهاية المطاف، بل هو دعوة غير مباشرة لتعزيز هذا الشيء في أنفسنا ومجتمعنا. إنَّ الإعجاب بالصفة يجب أن يتحول إلى جهد يومي لامتلاكها وهذا اهم مافي الأمر .

وعندما  ينتقد أو يذكر  أخطاء او مساوئ شيء أو يتطرق إلى نقاط الضعف، فهو لا يهدف إلى التوبيخ، بل إلى إيقاظ فطرة اليقظة فينا. إنَّ ذكر العيوب هو إضاءة للمنطقة الرمادية التي قد نقع فيها دون وعي. والتجربة العملية هنا تقتضي اجتناباً جذرياً ونهائياً لتلك المساوئ، فالتحذير هو درع يقينا من التيه والانتكاس.

ففي خطابه الأخير- حفظه الله – في  استشهاد القائد الجهادي الكبير  الفريق الركن محمد الغماري، لم يكن السيد القائد فقط مجرد تأبين لفرداستشهد  بقدر ما كان يرسم صورة حيّة للمجاهد الكامل كيف يجب أن يكون . كانت كلمات الثناء على صفات الشهيد منهاجاً عملياً مستقبلياً لكل من يتبع هذا الدرب. وكأنه يقول: “كونوا مثله، ففي هذه الصفات يكمن سر النصر والثبات”.

فما هي التوجيهات التي نستخلصها من هذا المنهج القيمي؟
هناك الكثير والكثير من التوجيهات العملية لو تأملناها ولكن على سبيل المثال لا الحصر:

فقد بدأ السيد المولى بالحديث عن رسوخ وثبات موقف الشعب اليمني المجاهد تجاه قضية فلسطين في هذه الجولة من الصراع، فهو يحثنا على المواصلة والثبات والاستمرار بلا كلل ولا ملل، ويتحول كل واحد منا إلى فاعل دائم غير منقطع في ساحة الجهاد، والتمسك بالمسؤوليات الكبرى للأمة دون تردد، وخصوصاً نصرة الشعب الفلسطيني، بكل رشد وحكمة بعيداً عن العبث والتهور.
أيضاً تحدث عن القيم الإيمانية – التي هي – الوقود الداخلي التي كانت تحرك الشهيد الغماري-ضوان الله عليه -:
فالقيم الروحية هي طاقة التحرك التي لا تنفد. ومن خلال السياق كأنَّ التوجيه هنا ركز على الانشداد المطلق نحو الله، وأن العمل ليس عادة بل عبادة خالصة نابعة من محبة وخشية. يجب أن نرفع من مستوى الثقة المطلقة بوعد الله إلى درجة اليقين، وأن نجعل الإخلاص والتجرد هما الدافع الوحيد لكل فعل جهادي، لنكون كتلة إيمانية لا تحركها المصالح الشخصية.

أيضاً الصفات العملية للشهيد الغماري -رضوان الله عليه – كيف كان في الميدان :
فالسيد المولى من خلال ذكر صفات الشهيد الغماري العملية فهو يدعونا إلى تجاوز الروتين والتحلي بـروح المبادرة والمسارعة لتدارك الفوات. إنَّ الأداء الجهادي يجب أن يكون بـجدية وتقوى، وبـالتفاني والإقدام الذي لا يعرف التباطؤ. والأهم من ذلك هو التحلي بالصبر حتى تصل إلى مرتبة الصبَّار، ذلك الصبر الذي لا ينكسر أمام الشدائد، صبراً يدفع إلى الثبات في كل الظروف دون كلل أو ملل.
فلذلك، إنَّ نظرتنا لخطاب السيد القائد يجب أن تكون نظرة الطالب المجد إلى درس الحياة، والاستجابة يجب أن تكون استجابة الجندي المنضبط لأمر القائد الحكيم. عندما نستلهم الصفات ونعززها، ونجتنب المساوئ ونحذر منها، نكون قد حولنا الكلمات البليغة إلى فعل بليغ، وأثبتنا أنَّ هذا الخطاب ليس مجرد بيان سياسي، بل هو مشروع أمة متكامل ينطلق من الوعي القرآني ويستهدف بناء الإنسان الذي يستحق النصر.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السید القائد یجب أن

إقرأ أيضاً:

ابرز معالم شخصية «الغماري» .. كما رسمها السيد القائد

 في خطابه الأخير الذي تناول فيه استشهاد رئيس هيئة الأركان المجاهد محمد عبدالكريم الغماري، قدّم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي معادلة جديدة للوعي والبناء، تربط بين الروح الإيمانية العميقة والتفوق العسكري الميداني، مؤكّدًا أن سرّ النصر في اليمن لم يكن في الحديد والسلاح، بل في الإيمان والعزيمة والبصيرة التي حملها الشهداء في قلوبهم قبل بنادقهم.

روح الغماري.. مدرسة الإخلاص والجهاد

منذ اللحظة الأولى، وضع السيد القائد الشهيد الغماري في موقعه الطبيعي: رمزًا للمدرسة الإيمانية التي تصنع القادة ولا تنتظر المعجزات..

فهو لم يكن مجرد قائد عسكري، بل رائد مشروعٍ وطنيٍّ تحرّريٍّ متكامل، حوّل الصعوبات إلى فرص، والضغوط إلى وقودٍ للإبداع. تجلّت في مسيرته تلك العلاقة الوثيقة بين الإيمان والتخطيط، وبين العبادة والقيادة، حيث تتحول الصلاة والبصيرة إلى معادلات ميدانية تصنع النصر على الأرض.

السيد القائد لم يتحدث عن الغماري بوصفه شهيدًا راحلًا، بل بوصفه فكرةً خالدة ومسارًا مستمرًا، لأن أمثاله هم من أعادوا تعريف معنى القوة في زمنٍ كانت فيه الجيوش تُقاس بعدد الطائرات لا بعدد المؤمنين.

من الجبهة إلى المعمل.. القوة تُصنع بالإيمان

ركّز السيد القائد في كلمته على أن الشهيد الغماري كان يؤمن بأن الاعتماد على الذات هو جوهر النصر، وأن الإنتاج الحربي والتأهيل الميداني والتدريب لم تكن مهام إدارية بل واجبات جهادية.. فمن الميدان، خرجت الإرادة، ومن الورشة خرج الصاروخ، ومن الإيمان تولّدت القوة.

إن اليمن اليوم، كما قال السيد القائد، يبني قوته العسكرية من روح التضحية ذاتها التي صنع بها الغماري انتصاراته، حتى باتت المسيرات والصواريخ اليمنية تحمل توقيعه الإيماني قبل بصمته العسكرية.

الإيمان كاستراتيجية ردع

في حديثه عن الصراع الإقليمي والدولي، شدّد السيد القائد على أن الإيمان هو أعظم منظومة ردع، لأنه يُحوِّل الإنسان البسيط إلى مقاتلٍ خارق الإرادة، ويجعل من الأمة المحاصرة قوةً لا تُقهر..

وأكد أن العدوان مهما امتلك من العتاد والمال فلن يقدر على كسر شعبٍ جعل من القرآن منهجًا ومن الشهداء وقودًا للثبات.

وأشار إلى أن تجربة الشهيد الغماري أثبتت أن الوعي الإيماني هو ما ينقص جيوش العالم العربي، وأن اليمن تجاوز هذا النقص بتحويل الإيمان إلى علمٍ وإدارةٍ وبناء.

الغماري.. قدوة الأجيال

لم يكن الغماري قائدًا استثنائيًا لأنه قاتل ببسالة فحسب، بل لأنه بنى نموذج القائد الرسالي الذي يجمع بين الروح الإيمانية والعقل التنظيمي، بين التواضع والصلابة، بين الإخلاص والإنجاز.

مدرسة الغماري كما عرضها السيد القائد، ليست حنينًا إلى الماضي، بل خارطة طريق للأجيال القادمة: كيف يكون القائد جنديًا في الميدان، وكيف تتحول المسؤولية إلى عبادة، وكيف تصنع القيم القرآنية جيشًا لا يُهزم.

من الغماري إلى الأمة.. العهد مستمر

اختتم السيد القائد رسالته بتأكيد أن الشهيد الغماري ورفاقه يمثّلون المدد الروحي لمسيرة الصمود اليمني، وأن دماءهم رسمت طريق النصر القادم.. فزوال العدو كما قال حتمي، لأن الإيمان هو القانون الأعلى للتاريخ، ولأن أمةً أنجبت الغماري قادرة على إنجاب ألف غماري جديد.

إنها معادلة السيد القائد: الإيمان يصنع القوة.. والقوة تصون الكرامة.. والكرامة تحرس المستقبل.

مقالات مشابهة

  • القيمة التي نبنيها معا
  • ابرز معالم شخصية «الغماري» .. كما رسمها السيد القائد
  • الغماري .. القائد الذي أوقف الأساطيل وهز عروش الطغاة
  • السيد القائد يرسم معالم المرحلة .. من الهوية الإيمانية إلى الجهوزية الشاملة في مواجهة الطغيان
  • السيد القائد يكشف المعالم البارزة في شخصية الشهيد الغماري سلام الله عليه
  • السيد القائد يكشف : هذا هو الأساس الذي قام عليه الجيش اليمني وهذا هو واقع الجيوش العربية والإسلامية
  • السيد القائد يفجر مفاجاة بشان التصنيع الحربي
  • في وداع السيد القائد للشهيد الغماري .. راية الجهاد ستبقى مرفوعة ومعركتنا مستمرة
  • الرجل الغامض أو “السيد ولاعة” .. لغز الشخص الذي يشعل سيجارة الرئيس محمود عباس يُشعل مواقع التواصل