تراجعت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد أسابيع من المكاسب القياسية التي أوصلت المعدن الأبيض إلى أعلى مستوى في تاريخه الحديث، وسط ضبابية اقتصادية عالمية وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل، وفق تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن للأبحاث».

أوضح التقرير أن أسعار الفضة في السوق المحلية تراجعت بنحو 4 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ليسجل جرام الفضة عيار 800 نحو 72 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 83 جنيهًا، فيما بلغ عيار 999 نحو 90 جنيهًا، واستقر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيها.

أما عالميًا، فتراجعت الأسعار بنحو 4 دولارات لتسجل 48 دولارًا للأوقية، بعدما لامست مستوى 55 دولارًا للأوقية في 16 أكتوبر الجاري، وهو أعلى سعر في تاريخ الفضة الحديث، وجاء هذا التراجع مع موجة تصحيح حادة بنسبة 7% منذ تعاملات أمس، متأثرة بارتفاع الدولار وتبدد الطلب على الملاذات الآمنة مع تحسن المعنويات التجارية بين واشنطن وبكين.

قال التقرير إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري “عادل” مع الصين خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقررة الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية، عززت التفاؤل في الأسواق العالمية، ودعمت صعود مؤشرات الأسهم والسلع الدورية، على حساب الأصول الدفاعية مثل الذهب والفضة.

في الوقت ذاته، استقر مؤشر الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوى له في أسبوع، مستفيدًا من تغطية المراكز القصيرة بعد عمليات بيع كثيفة في المعادن الثمينة، ويؤدي ارتفاع الدولار عادة إلى زيادة تكلفة الفضة على المستثمرين غير الأمريكيين، ما يُفاقم ضغوط الأسعار.

رغم التراجع الحاد، لا تزال النظرة الأوسع للمعادن الثمينة إيجابية، إذ تتوقع الأسواق خفضًا شبه مؤكد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي القادم، بحسب أداة CME FedWatch. ويُعد خفض الفائدة عامل دعم مباشر للذهب والفضة عبر تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازتها.

كما يظل إغلاق الحكومة الأمريكية المستمر للأسبوع الرابع أحد عوامل الغموض المؤثرة على البيانات الاقتصادية المنتظرة، وفي مقدمتها مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر، ما قد يعزز الطلب على الملاذات الآمنة مؤقتًا في حال صدور بيانات ضعيفة.

شهدت أسواق الفضة العالمية خلال أكتوبر اضطرابًا غير مسبوق منذ أربعة عقود، بدأت فصوله في الهند وامتدت إلى لندن، مركز تجارة الفضة العالمي.

 فقد كشف فيبين راينا، رئيس التداول في شركة MMTC-Pamp India Pvt، أكبر مصفاة معادن ثمينة في الهند، عن نفاد مخزون شركته للمرة الأولى في تاريخها، مؤكدًا: لم أشهد سوقًا بهذا الجنون طوال مسيرتي الممتدة لـ27 عامًا."

وجاءت الموجة مدفوعة بحملة شراء جماهيرية في موسم ديوالي، حيث تحولت أنظار ملايين الهنود من الذهب إلى الفضة بفضل دعاية ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبرتها "الفرصة الذهبية لعام 2025". هذا الطلب القياسي، مع توقف الإمدادات الصينية خلال عطلتها الوطنية، تسبب في ارتفاع العلاوات السعرية في الهند من سنتات إلى أكثر من 5 دولارات للأونصة — وهو مستوى لم يُسجل من قبل.

في لندن، أدى النقص الحاد في المعروض إلى تجمّد عروض الأسعار بين البنوك الكبرى، حيث اضطر بعض المتعاملين إلى شراء الفضة من بنك وبيعها فورًا لبنك آخر بفارق سعري غير مسبوق، وارتفعت الأسعار عالميًا إلى 55 دولارًا للأوقية يوم الجمعة قبل أن تهبط فجأة بنسبة 6.7% في اليوم التالي.

تشير بيانات معهد الفضة العالمي إلى أن الطلب العالمي على المعدن تخطى المعروض بنحو 678 مليون أوقية منذ 2021، مدفوعًا بتوسع صناعة الطاقة الشمسية التي تعتمد على الفضة في الخلايا الكهروضوئية، ومع تراجع المخزونات في مستودعات لندن إلى ما دون 150 مليون أوقية من أصل أكثر من مليار في 2021، أصبح السوق في وضع "اختناق هيكلي" حقيقي.

في المقابل، أدت الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة ضمن سياسات ترامب إلى تسارع عمليات نقل المعدن إلى مستودعات نيويورك تحسبًا لفرض ضرائب، ما فاقم من نقص السيولة في أوروبا وأدى إلى ارتفاعات قياسية قبل بدء التصحيح الأخير.

يرى محللو «الملاذ الآمن» أن ما يحدث هو تصحيح ضروري بعد ارتفاع الفضة بأكثر من 45% خلال تسعة أسابيع، مشيرين إلى أن العوامل التي قادت الصعود ما زالت قائمة، أهمها، نقص المعروض العالمي، وارتفاع الطلب الصناعي على الطاقة النظيفة، وتوقعات التيسير النقدي العالمي.

رغم التراجعات الحادة، فإن أساسيات السوق تظل داعمة للفضة على المدى الطويل، ومع استمرار اضطراب الإمدادات وارتفاع الطلب الصناعي، قد يكون تصحيح أكتوبر فرصة لإعادة التمركز الاستثماري قبل دورة ارتفاع جديدة يتوقع أن تمتد حتى 2026.

 

طباعة شارك الفضة أسعار الفضة أسعار الفائدة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفضة أسعار الفضة أسعار الفائدة الفضة فی جنیه ا

إقرأ أيضاً:

نائب شعبة الذهب بكفر الشيخ يوضح أسباب الاقبال العالمي على المعدن النفيس

قال عبدالعال يوسف سليمة، نائب أول شعبة الذهب وعضو الغرفة التجارية بمحافظة كفر الشيخ، إن الأسواق المحلية والعالمية للذهب شهدت موجة تراكمية من الإرتفاعات  منذ 2022 وحتى  2025 ، والتى كانت مصحوبة بالعديد من المخاطر الجيوسياسية، وكان لهذه الحركة دور بارز في دفع الطلب الرسمي والاحتياطي إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، 
حيث بلغت مؤشرات وبيانات رئيسية أن صافى مشتريات البنوك المركزية مستوى مهم فى بداية عام 2025، فعلى سبيل المثال صافي مشتريات الربع الأول من 2025 قدر بحوالي 244 طن وفق تقارير World Gold Council، ومن ناحية أخرى سجلت صناديق الذهب المادية (physically-backed ETFs) تدفقات قوية في العام نفسه، وخصوصاً فى دول أمريكا الشمالية وأوروبا وروسيا.

وأضاف ان تجميد أجزاء كبيرة من احتياطي العملات الغربية بروسيا منذ 2022 دفعها لإعادة التفكير في توزيع الاحتياطي (زيادة الوزن في الذهب وودائع بعملات بديلة مثل اليوان)، وكان لهذا السياق دور فى جعل الذهب أداة مفضلة لتقليل الاعتماد على الأصول الغربية المعرضة للتجميد . 
وأشار إلى أن الحكومة والجهات الرسمية الروسية (بما فيها صندوق الثروة والمالية والبنك المركزي) تواصل حيازة الذهب أو زيادة وزن الذهب فى موازناتهم ، سواء كان ذلك بطريق الدفع المباشر أو عبر سياسات احترازية، وإذا ما نظرنا إلى تقارير الصحافة الاقتصادية نجدها تربط ارتفاع شراء الذهب الروسي عمليات التجميد والخشية من تجميد أصول أخرى.

ونوه إلى أن البنوك المركزية الأوروبية والعديد من السلطات المالية أظهرت اهتمامًا متزايدًا بالذهب وظهر ذلك على شكل زيادة الحيازات أو إعادة تقييم سياسات التخزين، أما على مستوى المستثمرين الأوروبيين، فقد تم رصد تدفقات شراء ملحوظة لصناديق الذهب المادية في 2025، مما يدل على طلب مؤسسي وتجاري قوي داخل أوروبا.

أما الشرق الأوسط فقد سجلت البنية التحتية للتداول والعقود الآجلة في سوق الذهب الإماراتي (مثل DGCX) نشاطاً متزايداً خلال 2025، كما أن الإمارات كرثت الاستفادة من موقعها كمركز لإعادة تصدير وطلب التجزئة، مما ينعكس على زيادة الطلب الفعلي وتجهيز القنوات لتلبية الطلب العالمي والإقليمي، ومن ناحية أخرى يميل سوق الذهب في المملكة العربية السعودية إلى تعزيز الموازنات وتنويع الاحتياطيات على المدى المتوسط، والاستجابة لتقلبات الأسعار.

وقال :"إذا ما نظرنا إلى تاريخ تركيا نجده معتمدا على الذهب كاحتياطي ومخزن قيمة لدى الأفراد، وشهدت الشهور الأخير لعام 2025 في السوق التركي طلبًا محليا قوياً واستراتيجية حكومية لزيادة حيازات رسمية تشجيعية لامتلاك الذهب كملاذ آمن، لاسيما وأن تقلبات العملة المحلية دفعت المستهلكين للبحث عن الذهب كتحوط".


أسباب الإقبال العالمي على الذهب

وأوضح انه يوجد العديد من العوامل التي حركت الإقبال العالمي على الذهب خلال الفترة الأخيرة، وتتمثل هذه العوامل في:
جيوسياسية وتجميد أصول، مثل حالات تجميد الأصول والقيود على الوصول للأدوات الغربية شجعت العديد من الدول على نقل قيمة من أصول نقدية إلى ذهب ملموس. وتنويع المخاطر، حيث أظهرت استبيانات World Gold Council أن نسبة كبيرة من البنوك المركزية عملت على زيادة الحيازات الذهبية خلال السنوات الأخيرة كجزء من تنويع الاحتياطي.

أما الطلب المؤسسي والصناديق فإن زيادة التدفقات إلى صناديق الذهب المادية في 2025 أدت إلى امتصاص جزء مهم من العرض في السوق الفورى .

وأوضح أن استمرار مشتريات البنوك المركزية وصناديق الذهب المادية يمثل ضغطا تصاعديا على المعروض الفورى فى أسواق الذهب، الأمر الذي يسهم في دعم  أسعار الذهب على المدى المتوسط والبعيد، الأمر الذي جعل العديد من المؤسسات المالية تعدل توقعاتها للأسعار صعودًا خلال 2025.

مقالات مشابهة

  • أوبك تتوقع ارتفاع الطلب
  • نائب شعبة الذهب بكفر الشيخ يوضح أسباب الاقبال العالمي على المعدن النفيس
  • ارتفاع أسعار الذهب في السعودية اليوم مع استمرار التقلبات العالمية
  • أسعار النفط تقفز نحو 2% مدعومة بمخاطر الإمدادات وشراء الولايات المتحدة للنفط
  • أسعار الذهب والفضة تواصل الهبوط بعد أكبر موجة بيع منذ 12 سنة
  • الذهب يهوي بأكبر وتيرة يومية منذ 12 عاماً والفضة تسجّل أدنى مستوى منذ أوائل 2021
  • ارتفاع أسعار ليرات الذهب في الأردن إلى مستويات قياسية
  • «الملاذ الآمن»: تراجع أسعار الفضة بعد بلوغها مستويات قياسية
  • ارتفاع أسعار فول الصويا مع تزايد آمال تخفيف التوترات التجارية