احتفالات هندية حاشدة بمئوية منظمة هندوسية متطرفة
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
في استعراضٍ للقوة أقامت منظمة المتطوعين الوطنيين الهندوس (آر إس إس) القومية الهندوسية المتطرفة التي تضم ملايين الأشخاص في الهند احتفالا ضخما في مقرها الرئيسي بمدينة ناغبور في ولاية ماهاراشترا ثالث أكبر ولاية هندية من حيث المساحة وثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان.
وفي مشهد استحضر تدريباتٍ شبه عسكرية من الماضي، سار الآلاف من أعضاء متطوعي "آر إس إس" بقمصانهم البيضاء وسراويلهم البنية وقبعاتهم السوداء، ملوحين بعصي الخيزران على وقع صفاراتهم الحادة وأوامرهم الصاخبة مرددين عبارات "إلى الأبد أنحني لك يا وطني الحبيب.
وتُشكل المنظمة العمود الفقري الأيديولوجي والتنظيمي لحزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والذي يتولى السلطة منذ عام 2014.
ويتهم النقاد المنظمة بتقويض حقوق الأقلية المسلمة في الهند وتقويض الدستور العلماني كما يتهمون رئيس الوزراء البالغ من العمر 75 عاما.
الأكبر عالمياتأسست "آر إس إس" عام 1925، وتعتبر نفسها "أكبر منظمة في العالم"، مع أنها لا تكشف عن أعداد أعضائها.
وفي صميم رؤيتها يكمن "الهندوتفا"-الاعتقاد بأن الهندوس لا يُمثِلون فقط جماعة دينية، بل هم الهوية الوطنية الحقيقية للهند.
تقول المؤرخة الهندية مريدولا موخيرجي "إنهم مستعدون لقتال من يعترض طريقهم. وهذا يعني الأقليات، من مسلمين وسيخ ومسيحيين وهندوس آخرين لا يؤمنون بهذه الفكرة".
وتوضح موخيرجي، أن "الأرشيفات أظهرت صلة بين آر إس إس والحركات الفاشية في أوروبا ولقد قالوا، بوضوح تام، إن معاملة النازيين لليهود يجب أن تكون هي نفس معاملة أقلياتنا".
أما موهان بهاغوات، رئيس منظمة "آر إس إس" فيستخدم لغة أكثر ليونة، قائلا "إن الأقليات مقبولة، لكن لا ينبغي أن تُسبب انقساما".
من جهته يقول أنانت بوبالي، البالغ من العمر 53 عامًا، إن 3 أجيال من عائلته انخرطت في المنظمة. مضيفا "لقد جعلتني آر إس إس أشعر بالفخر كوني هنديا".
ماض دمويتأسست "آر إس إس" خلال الحكم الاستعماري البريطاني للهند، لكنها انحرفت بشكل حاد عن جهود الاستقلال التي بذلها المهاتما غاندي وحزب المؤتمر، الذي اعتبرها زعيمه جواهر لال نهرو "فاشية بطبيعتها".
إعلانكانت "آر إس إس" مليشيا هندوسية مسلحة أثناء التقسيم الدموي للهند عام 1947 وتأسيس باكستان ذات الأغلبية المسلمة، وألقى المتطرفون الهندوس باللوم على غاندي في تفكيك الهند.
اغتيل غاندي عام 1948 على يد عضو سابق في "آر إس إس" فحُظرت الجماعة ما يقرب من عامين. لكنها أعادت بناء نفسها بهدوء، مُركزة على وحدات محلية تُعرف باسم "الشاخات" لتجنيد المقاتلين.
وتزعم المنظمة اليوم، أنها تمتلك 83 ألف وحدة، منها على مستوى البلاد، بالإضافة إلى أكثر من 50 ألف مدرسة و120 ألف مشروع رعاية اجتماعية.
عادت المنظمة للظهور في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث قادت حركة انتهت بهدم حشد من أعضائها مسجد بابري التاريخي والذي استبدل الآن بمعبد براق للإله الهندوسي راما.
وتقول موخيرجي "كانت تلك نقطة التحول حيث استطاعت منظمة آر إس إس تكوين تعبئة جماهيرية حول القضايا الدينية، والتي أصبحت في جوهرها معادية للمسلمين بوضوح".
ساعدت المنظمة في تحقيق حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي فوزًا ساحقًا في الانتخابات عام 2014. ومنذ ذلك الحين، اتبع مودي -وهو عضو سابق في منظمة آر إس إس، أو "براتشاراك"، أو منظم- سياسات يقول النقاد، إنها تُهمّش مسلمي الهند الذين يُقدر عددهم بـ 220 مليون نسمة، أي 15% من السكان.
ويقول رقيب حميد نايك، مدير "مركز دراسة الكراهية المنظمة" ومقره الولايات المتحدة "شهدنا زيادة واضحة في العنف والإعدام خارج نطاق القانون وخطاب الكراهية منذ تولي مودي السلطة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات آر إس إس
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الدولة الصيني: الآثار المدمرة للتعريفات الجمركية أصبحت أكثر وضوحا حول العالم
الثورة نت / ..
أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، اليوم الثلاثاء، أن “التعريفات الجمركية المرتفعة، التي فُرضت حول العالم، منذ بداية عام 2025، بدأت تكشف بشكل متزايد عن آثارها المدمرة على الاقتصادات كافة”، مؤكدًا أن “النظام الاقتصادي الدولي يواجه ضغوطا غير مسبوقة”.
وأوضح لي تشيانغ، خلال لقائه في بكين مع رؤساء المنظمات الاقتصادية الدولية، أن “العام الماضي شهد تغيرات دولية معقدة وعميقة، ناجمة عن تصاعد السياسات الأحادية والحمائية، وتفاقم الاضطرابات الجيوسياسية، وضعف فعالية منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية”، مضيفا أن “الاقتصاد العالمي واجه خلال عام 2025، تقلبات حادة وتراجعًا ملموسًا في ظل عوامل سلبية متعددة، بينما ظهرت اتجاهات جديدة أبرزت الحاجة الملحة إلى إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية العالمي وتحسين بنية النظام الاقتصادي الدولي”.
وأضاف لي تشيانغ أن التعريفات الجمركية تأتي في المقدمة، فمنذ بداية هذا العام، فرضت الدول حول العالم رسومًا جمركية، وتزايدت الإجراءات التقييدية التجارية والاقتصادية، ما ترك أثرًا خطيرًا على الاقتصاد العالمي. ومع تطور الأوضاع، أصبحت النتائج المدمرة لهذه الرسوم أكثر وضوحًا، فيما تتعالى الدعوات من مختلف الأطراف لحماية التجارة الحرة.
وعُقد الاجتماع السنوي لرئيس مجلس الدولة الصيني مع قادة 10 منظمات اقتصادية عالمية، في مقر ضيافة الدولة “دياويوتاي” في العاصمة بكين، بمشاركة رؤساء بنك التنمية الجديد في مجموعة “بريكس”، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، منظمة التجارة العالمية، مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، منظمة العمل الدولية، بنك التسويات الدولية، مجلس الاستقرار المالي، البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.