أكدت صحيفة فاينانشال تايمز أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يزيد من ضغوطه على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مصدر مطلع للصحيفة إن الإدارة الأمريكية تدرك أنها لا تستطيع ترك تنفيذ خطة السلام التي يقودها ترامب لإسرائيل بمفردها، في حين أشار مصدر آخر إلى أن الرئيس الأمريكي أعرب عن استيائه من الهجمات الإسرائيلية على غزة وتوقف المساعدات الإنسانية عن المدنيين.

وصرح أحد المطلعين: “لم يكن ترامب سعيداً بالإسرائيليين لأن إسرائيل كانت تحاول إيجاد مخرج من الصفقة. وقال لهم توقفوا عن ذلك”.

يذكر أن ترامب كان قد أعلن في 9 أكتوبر عن توصل إسرائيل وحركة “حماس” إلى اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام لتسوية النزاع المسلح المستمر منذ عامين في غزة.

وتتألف خطة ترامب، التي عُرضت في 29 سبتمبر، من عشرين بنداً، وتشترط وقف إطلاق النار فوراً مقابل الإفراج عن الرهائن خلال 72 ساعة. كما تنص الخطة على ألا تشارك “حماس” أو أي فصائل فلسطينية أخرى في إدارة القطاع، بل تُسلَّم السيطرة إلى حكومة تكنوقراطية تحت إشراف دولي، يترأسها ترامب شخصياً.

توتر غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب.. مسؤولون أمريكيون: إسرائيل “خرجت عن السيطرة”

كشفت مصادر خاصة لمجلة بوليتيكو عن قلق عميق لدى مسؤولين أمريكيين كبار من تصرفات إسرائيل الأخيرة، واعتبروا أن الحكومة الإسرائيلية “خرجت عن السيطرة”، وذلك بعد هجوم إسرائيلي على قطاع غزة أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنياً، رغم التعهد الأمريكي الإسرائيلي بأن يكون الرد “حذراً ومحدوداً”.

هذا التصعيد أثار استياء واسعاً داخل البيت الأبيض، الذي بدأ يعبر علناً عن انزعاجه من سياسات حكومة نتنياهو، بعد أسبوعين فقط من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن ما وصفه بـ”اتفاق سلام تاريخي” لإنهاء الحرب في غزة.

وقال مصدر مطلع إن نائب الرئيس الأمريكي، جي. دي. فانس، نقل رسالة حازمة من ترامب إلى نتنياهو خلال اجتماعهم في القدس، مؤكداً ضرورة الالتزام الصارم ببنود وقف إطلاق النار وعدم اتخاذ خطوات أحادية مثل ضم الضفة الغربية.

وتصاعدت الانتقادات داخل الإدارة الأمريكية عقب تصويت الكنيست لصالح الضم، وهو ما وصفه ترامب بأنه “مستبعد تماماً” في المرحلة الحالية من العملية السياسية. وقال مسؤول أمريكي رفيع إن التصريحات العلنية لكبار أعضاء الإدارة “تعكس شعور الرئيس الحقيقي تجاه ما يجري في إسرائيل”.

وفي مقابلة نشرت الخميس، حذر ترامب من أن إسرائيل “قد تفقد الدعم الأمريكي” إذا أقدمت على ضم الضفة الغربية، معبراً عن انزعاجه من تصعيد نتنياهو، رغم الدعم الكبير الذي حصل عليه الأخير خلال زيارات ترامب السابقة.

من جانبها، حاولت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، التخفيف من حدة الموقف، مؤكدة أن “خطة السلام للرئيس ناجحة”، وأن واشنطن تعمل عن قرب مع تل أبيب لتنفيذها، مشيرة إلى أن زيارات المسؤولين الأمريكيين للمنطقة هذا الأسبوع “تعكس التزام الإدارة بترسيخ سلام دائم في الشرق الأوسط”.

إدراكاً لغضب واشنطن، أصدر نتنياهو بياناً يعارض فيه تصويت الكنيست، واصفاً الخطوة بأنها “استفزاز سياسي متعمد من المعارضة”، وأشار مراقبون إلى أن البيان صدر أولاً باللغة الإنجليزية، في إشارة إلى توجيهه للرأي العام الأمريكي والغربي قبل الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي شدد فيه فانس على أن “السلام في غزة يسير على المسار الصحيح”، وصف تصويت الكنيست بأنه “حيلة غبية جداً” و”إهانة شخصية” له بعد لقائه بنتنياهو. فيما اعتبر وزير الخارجية ماركو روبيو أن تصويت الكنيست “يهدد اتفاق السلام المحتمل” وأن مثل هذه الخطوات “غير مجدية على الإطلاق” في هذا الوقت.

وترى واشنطن أن سياسات نتنياهو في ضم الضفة الغربية والتصعيد العسكري قد تُفشل اتفاق غزة، فيما يلوح ترامب بسحب الدعم ما لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق. ويمر التحالف الأمريكي الإسرائيلي بأدق اختبار منذ سنوات، وسط مخاوف من تحول “اتفاق غزة” إلى أزمة دبلوماسية مفتوحة بين الحليفين التقليديي

مسؤول أمريكي: ترامب يلوّح بضربة قوية لنتنياهو إذا أفشل اتفاق غزة

أفاد مسؤول أمريكي رفيع المستوى لقناة “12” العبرية أن البيت الأبيض يزداد قلقاً من أن تؤدي تصرفات الحكومة الإسرائيلية إلى انهيار اتفاق غزة، محذراً من أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يتخذ إجراءات قاسية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في حال فشل الاتفاق.

وقال المسؤول: “نتنياهو يسير على حبل رفيع جداً مع الرئيس ترامب، وإذا استمر بهذا الشكل فسيفشل الاتفاق، وعندها سيفشل ترامب نتنياهو نفسه”.

ويأتي هذا التحذير بعد سلسلة من الأحداث التي وصفت داخل الإدارة الأمريكية بأنها “محرجة”، خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى إسرائيل، والتي اختصرت مدتها بسبب تصاعد التوترات السياسية في تل أبيب.

وأشار مصدر أمريكي إلى أن فانس أصيب بالذهول عند سماعه خبر تصويت الكنيست على مشروع قانون ضم أجزاء من الضفة الغربية، واصفاً التصرف بـ”غير المسؤول”. وأضاف: “شعر فانس وكبار المسؤولين الأمريكيين بأن إسرائيل تبدو وكأنها دولة غير محكومة. وقبل مغادرته علق قائلاً: لو كان هذا تمريناً سياسياً، فهو تمرين غبي جداً، وأنا مستاء منه”.

وأوضح مسؤول إسرائيلي للقناة العبرية أن نتنياهو تلقى تحذيرات مسبقة من أن تصويت الكنيست سيثير غضب واشنطن، لكنه لم يتخذ أي إجراء لمنعه.

تقرير إسرائيلي: موقف الإمارات ورفض السعودية المشاركة في إدارة غزة

كشف تقرير إسرائيلي أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، قاما بزيارة السعودية والإمارات في محاولة لإقناع الرياض وأبوظبي بالمشاركة في إدارة قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر رفيع في الأسرة المالكة السعودية أن الولايات المتحدة حاولت إقناع السعودية والإمارات بالمشاركة في إعادة إعمار غزة والإشراف على إدارتها، لكنهما رفضتا ذلك ما لم تكن السلطة الفلسطينية جزءاً أساسياً من أي ترتيبات مستقبلية. وأضاف المصدر: “بدون السلطة الفلسطينية، لن تتدخل السعودية لا بشكل مباشر ولا غير مباشر”.

وحسب التقرير، حاول كوشنر طرح الملف خلال اللقاء في الرياض، لكنه قوبل بالرفض الفوري، بينما ركّز ويتكوف على ملفات الاتفاق الدفاعي الأمريكي–السعودي والبرنامج النووي المدني قرب مشروع نيوم، التي يتم التفاوض بشأنها مباشرة مع واشنطن. وأشار المصدر إلى أن الجانب السعودي لاحظ “ضعف فهم الإدارة الأمريكية لطبيعة المجتمع داخل غزة”، إلا أن ويتكوف “اقتنع بضرورة عودة السلطة الفلسطينية كجزء من الحل، وهو ما يرفضه نتنياهو”.

من المتوقع أن يلتقي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض بتاريخ 18 نوفمبر، حيث سيتم توقيع سلسلة اتفاقيات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن والطاقة النووية والتجارة، وفق تقارير إعلامية أمريكية.

في الوقت نفسه، التقى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني في الإمارات، مع ويتكوف وكوشنر خلال زيارة الوفد الأمريكي للإمارات. وناقش اللقاء آخر التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، وجهود واشنطن لتثبيت الاتفاق ضمن خطة الرئيس ترامب.

وأفادت وكالة أنباء الإمارات “وام” بأن الشيخ طحنون أشاد بجهود ترامب لإنهاء الحرب في غزة وسعيه لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، مثمناً الدور الذي قام به ويتكوف وكوشنر. كما بحث اللقاء سبل تعزيز الاستقرار الإقليمي والخروج من حالة التصعيد المستمر، بما يعزز فرص التنمية والازدهار المستدام في الشرق الأوسط.

يذكر أن المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، كان قد أكد أن الآراء المتطرفة بشأن القضية الفلسطينية لم تعد صالحة، مشدداً على أن أي ضم للأراضي الفلسطينية يمثل “خطاً أحمر”، مع التأكيد على ضرورة توفير الأمن لإسرائيل إلى جانب إقامة دولة فلسطينية.

إسرائيل تبلغ واشنطن بقدرة “حماس” على إعادة جثث 10 رهائن قتلى

أبلغت إسرائيل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بأن حركة “حماس” قادرة على إعادة جثث عشرة من أصل 13 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، وفق ما ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان”.

وجاء هذا خلال عرض قدمه وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال إيال زامير وعدد من كبار القادة العسكريين في قاعدة الكرياه بتل أبيب على فانس، حيث قدموا تقييماً استخباراتياً حول الأوضاع في غزة.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن “حماس” تملك القدرة على إعادة جثث هؤلاء الرهائن قبل دخول الفرق الدولية إلى القطاع للمساعدة في عملية انتشال الجثث.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن الحركة قد لا تتمكن من استعادة جميع جثث الرهائن، حيث قدّر مسؤولون إسرائيليون سابقاً أن العدد الذي قد يتعذر استعادته يتراوح بين سبعة إلى تسعة جثث، بينما قدّر مسؤول آخر العدد بما بين عشرة وخمسة عشر.

ومنذ بدء الهدنة، أعادت “حماس” 15 جثة من الرهائن المتوفين، وأفرجت عن 20 رهينة على قيد الحياة، كان آخرها تسليم جثتين لرهينتين قُتلا ليلة الثلاثاء الماضي. وقبل سريان وقف إطلاق النار، كانت الحركة تحتجز جثث 28 رهينة متوفى.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أحداث غزة أمريكا وإسرائيل أمريكا وغزة اتفاق وقف إطلاق النار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الإدارة الأمریکیة الرئیس الأمریکی وقف إطلاق النار الضفة الغربیة تصویت الکنیست دونالد ترامب البیت الأبیض اتفاق غزة قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إسرائيل تمر بمرحلة شراكة "غير مسبوقة" مع الولايات المتحدة

أعرب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن إشادته بحجم الشراكة بين إسرائيل والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلًا إنها بلغت مستويات "غير مسبوقة"، مشيرا إلى أن التحالف بين الجانبين "يغيّر وجه الشرق الأوسط ويوجد فرصا جديدة للسلام والأمن".

 

وقال نتنياهو، خلال استقباله نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، إن زيارة الرئيس الأميركي ترامب الأخيرة إلى إسرائيل كانت "تاريخية وستُخلّد في سجل الأمة"، مضيفا: "على مدى سنوات طويلة، تعاملت مع إدارات أميركية مختلفة، لكن ما نشهده اليوم لم يحدث من قبل. هذه شراكة قائمة على الثقة والتفاهم الكامل".

 

وأشاد نتنياهو بدور فانس داخل الإدارة الأميركية، موضحا أنه "من أعضاء الدائرة الضيقة المقربة من الرئيس ترامب"، مضيفا: "لقد تأثرت بوضوحك، وحدّتك، وتضامنك مع هدفنا المشترك، سواء في اللقاءات الرسمية أو الخاصة".

 

وختم نتنياهو بالقول: "نحن نعيش أياما مصيرية نغيّر فيها وجه الشرق الأوسط وأرحب بك بحرارة هذا العام في القدس، يا صديقنا الكبير جاي دي فانس".

 

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: إسرائيل ستخسر دعم واشنطن إذا ضمت الضفة الغربية
  • واشنطن ترفض ضم الضفة الغربية.. وساعر يؤكد التزام تل أبيب بخطة ترامب
  • تقرير: إدارة ترامب قلقة من احتمال خرق نتنياهو لاتفاق غزة
  • نتنياهو يبلغ نائب الرئيس الأمريكي أن إسرائيل لن تسمح للأتراك بدخول غزة
  • نائب الرئيس الأمريكي: نبحث الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • نائب الرئيس الأمريكي: واشنطن ملتزمة بنزع سلاح حماس وإعادة إعمار غزة
  • نتنياهو: إسرائيل تمر بمرحلة شراكة "غير مسبوقة" مع الولايات المتحدة
  • نائب الرئيس الأمريكي يعلن افتتاح مركز التعاون العسكري المدني لإعادة بناء غزة
  • نائب الرئيس الأمريكي: نستطيع الوصول إلى سلام دائم بين إسرائيل وغزة