السودان على مفترق الهدنة: مبادرة أمريكية ترسم أولى خطوات الانتقال المدني تحت رقابة دولية
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
المبادرة الأمريكية تعكس رغبة واشنطن في استعادة دورها الدبلوماسي في السودان بعد تراجع نفوذها نسبياً في المنطقة
تاق برس- تقرير خاص
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تقديم الولايات المتحدة الأمريكية مقترحاً لوقف إطلاق النار في السودان، يهدف إلى تمهيد الطريق نحو انتقال مدني محتمل، مع وضع آليات رقابية مشتركة بين الأطراف السودانية والدولية لضمان الالتزام الكامل بالهدنة.
وأوضحت المصادر أن المقترح يتضمن خطوات واضحة لتحقيق تهدئة ميدانية فورية في المناطق الأكثر تأثراً بالنزاع، مع آليات مراقبة متعددة الأطراف تشمل الحكومة السودانية، المجتمع المدني، والأمم المتحدة، إلى جانب مراقبين دوليين معتمدين لضمان الشفافية ومتابعة أي انتهاكات.
أهداف المقترح
ويهدف الإطار المقترح إلى: حماية المدنيين والحد من الخسائر الإنسانية. وتمهيد مسار نحو انتقال مدني محتمل يقود إلى استعادة المؤسسات الوطنية وفق ترتيبات دستورية واضحة. وتأسيس آليات تنفيذية مشتركة لرصد الالتزام بالهدنة وتقديم تقارير دورية عن أي خروقات.
جدول زمني
وأوضحت المصادر أن المقترح الأمريكي يحدد مرحلة أولى تبدأ في نوفمبر 2025، تتضمن وقفاً مبدئياً لإطلاق النار لمدة محددة، على أن يتم تقييم الالتزام بالهدنة خلال الأسابيع التالية.
كما يشمل الشهر الأول بدء آليات المراقبة المشتركة بين الأطراف السودانية والشركاء الدوليين، تمهيداً للدخول في مراحل لاحقة من الحوار السياسي حول مسار الانتقال المدني المحتمل.
وأشارت المصادر إلى أن الحكومة السودانية رحبت بالمبادرة بشرط أن تراعي السيادة الوطنية وأن تضمن ضمانات تنفيذية واضحة وشفافة.
وأكدت الخرطوم على ضرورة أن تكون أي هدنة مراقبة من شركاء دوليين موثوقين، مع إشراك المجتمع المدني والهيئات الرسمية لضمان مصداقية التطبيق على الأرض.
وأكدت المصادر أن أي حوار سياسي داخلي يجب أن يظل سودانياً خالصاً ويقتصر على المكونات الوطنية الشرعية، مستبعدة أي تدخل مباشر من الدعم السريع أو جماعات مسلحة أخرى.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يواجه فيه السودان تحديات إنسانية متفاقمة، مع ارتفاع أعداد النازحين داخلياً وخارجياً بسبب الصراع، إضافة إلى الحاجة الملحة لإعادة الإعمار وتقديم الدعم للمناطق الأكثر تضرراً.
ويشير المقترح الأمريكي إلى أهمية التنسيق الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بما يضمن تحقيق هدنة جزئية على الأقل قبل الدخول في مفاوضات أوسع حول الانتقال المدني.
ويرى محللون أن المبادرة الأمريكية تعكس رغبة واشنطن في استعادة دورها الدبلوماسي في السودان بعد تراجع نفوذها نسبياً في المنطقة، لكنها تأتي أيضاً في سياق التوازن مع التحولات الإقليمية، بما في ذلك تعزيز الخرطوم لعلاقاتها مع روسيا والصين وإيران، خصوصاً في مجالات الموانئ والتعاون الاقتصادي والعسكري.
ويبرز الموقف السوداني الرسمي حرص الخرطوم على إبقاء السياسات الداخلية ضمن سقف المؤسسات الشرعية، وتأكيد أن أي عملية سياسية يجب أن تتم وفق أسس دستورية ووطنية، بعيداً عن أي ضغوط مسلحة أو أجندات خارجية.
ويمثل المقترح الأمريكي محاولة لإعادة ضبط المسار السوداني–الأمريكي على أسس واضحة، مع منح الحكومة السودانية مساحة لاتخاذ قرارات ذاتية ضمن إطار رقابي دولي موثوق.
وتظل الأنظار متجهة نحو كيفية استجابة الأطراف السودانية للعرض، وما إذا كان سيكون مدخلاً حقيقياً نحو انتقال مدني واستقرار مستدام في البلاد، بدءاً من مرحلة نوفمبر 2025 التي تمثل الانطلاقة العملية لتطبيق الهدنة ومراقبتها.
الجيش السودانيالدعم السريعانتقال مدنيالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الجيش السوداني الدعم السريع انتقال مدني
إقرأ أيضاً:
محافظ سوهاج يبحث مع الغرفة التجارية آليات تنفيذ مبادرتي بيع اللحوم بسعر 300 جنيها للكيلو
عقد اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، اليوم، اجتماعا مع مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمحافظة، لبحث آليات تنفيذ مبادرتي بيع اللحوم والسلع الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق العامة، وذلك بحضور النائب خالد أبو الوفا رئيس مجلس إدارة الغرفة، وعدد من أعضاء المجلس.
وأكد المحافظ خلال الاجتماع أهمية الالتزام بخطة الدولة في توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة لجميع الفئات، ومنع استغلال أي تغييرات في الأسعار لتحقيق مكاسب غير مبررة، مشيدًا بدور الغرفة التجارية في دعم الجهود الحكومية لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
وأشار "سراج" إلى أنه تم الاتفاق على بدء تنفيذ المبادرتين في ثلاث وحدات محلية هي جرجا في الجنوب، وحي غرب سوهاج في الوسط، وطهطا شمال المحافظة، على أن تشمل المبادرة بيع اللحوم الطازجة بسعر 300 جنيها للكيلو، بالتوازي مع إطلاق مبادرة أخرى لتوفير السلع الغذائية الأساسية مثل "السكر، والزيت، والأرز" في ثلاث مراكز أخرى، مع تبادل المواقع بين المراكز لتغطية جميع الوحدات المحلية تباعًا وفق خطة تنفذها الغرفة التجارية.
وأوضح المحافظ أنه سيتم تخصيص أماكن إقامة المبادرات بالمجان بالتنسيق مع الوحدات المحلية، مؤكدًا تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة لنجاح المبادرتين وضمان وصول السلع للمواطنين بسهولة وبأسعار أقل من الأسواق العامة، مع تكثيف الرقابة على الأسواق والمحال التجارية بالتعاون بين الغرفة ومديرية التموين والوحدات المحلية.
ووجّه المحافظ بمد فترة المبادرتين لمدة 30 يومًا لإتاحة الفرصة أمام المواطنين للحصول على احتياجاتهم كاملة، مشددًا على ضرورة توافر جميع أنواع السلع لتلبية الإقبال المتوقع.
كما ناقش الاجتماع مواعيد التشغيل الخاصة بالمبادرتين، حيث تقرر أن تبدأ مبادرة بيع اللحوم يوميًا من الساعة 8 صباحًا وحتى 6 مساءً، بينما تبدأ مبادرة بيع السلع الأساسية من الساعة 10 صباحًا وحتى نهاية اليوم.
من جانبه، أعرب النائب خالد أبو الوفا رئيس الغرفة التجارية بسوهاج عن شكره وتقديره للسيد المحافظ على دعمه المستمر لقطاع التجارة والاستجابة السريعة لمتطلبات المجتمع التجاري بالمحافظة، مؤكدًا استعداد الغرفة بكافة شعبها من "المخابز، والمواد الغذائية، والخضر والفاكهة، والجزارة" لتوفير السلع الاستراتيجية بأسعار مناسبة للمواطنين.
واختتم الاجتماع بالاتفاق على بدء تنفيذ المبادرة تدريجيًا، حيث سيتم افتتاح مبادرة بيع اللحوم بسعر 300 جنيه للكيلو يوم الثلاثاء 28 أكتوبر الجاري بحي غرب سوهاج بمنطقة العروبة، يليها الأربعاء بمركزي جرجا وطهطا، على أن تنطلق مبادرة بيع السلع الأساسية يوم الأحد 2 نوفمبر القادم في أخميم وبندر سوهاج، ثم الاثنين والثلاثاء في مركزي المنشاة والمراغة، لتتوالى بعدها المبادرات بجميع مراكز المحافظة، في إطار خطة شاملة لتوفير اللحوم والسلع الأساسية بأسعار مخفضة تخفيفًا عن المواطنين، وإلتزاما بتوجيهات القيادة السياسية، وتعليمات السيد رئيس مجلس الوزراء، بعدم تحرك الأسعار للسلع الأساسية والمواد الغذائية، وضخ كميات للمواطنين بأسعار تنافسية بين السلاسل التجارية.