ناقشت ندوة سياسية نظمها مركز البحر الاحمر للدراسات السياسية والأمنية يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 بمحافظة مأرب " الموقف السعودي من القضية الفلسطينية كمعيار لوعي الامة".

وفي الكلمة الافتتاحية قال نائب رئيس المركز حسين الصادر، ان الندوة تهدف الى تسليط الضوء على الوعي العربي بالقضية الفلسطينية التي جعلها قضيته الاولى، والتركيز على قراءة الموقف السعودي باعتبارها القائدة للامة العربية والاكثر دعما للقضية الفلسطينية منذ بدايتها في اربعينيات القرن الماضي، ومازالت، واثر هذا الدعم على القضية.

واشار الصادر الى ان الندوة تأتي في ظل الحملة الاعلامية الشرسة التي تشنها القوى التابعة لايران من جهة والمرتبطة باسرائيل من جهة اخرى، لتزييف الوعي العربي حول دعم الحكومات والشعوب العربية للقضية الفلسطينية خاصة المملكة العربية السعودية.

وناقشت الندوة التي ادارها المدير التنفيذي للمركز الدكتور ذياب الدباء ثلاث اوراق عمل، تناولت الورقة الاولى المقدمة من الباحث عبدالرزاق قاسم " محطات تاريخية من القضية الفلسطينية والدعم والاسناد العربي لها"، فيما ركزت الورقة الثانية المقدمة من الباحث علي العجري، على "دور المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية والثوابت والمواقف والتحولات"، بينما ركز الاعلامي محمد الجماعي في الورقة الثالثة على " الدور الإنساني والإغاثي السعودي تجاه القضية الفلسطينية.

كما شملت محاور الأوراق السياسية تفاصيل ومعلومات وشواهد وحقائق قدّمتها المملكة العربية السعودية في مختلف المراحل لدعم فلسطين وقضيتها العادلة والمشروعة، وكان من أبرز هذه الجهود الحشد الدولي الذي نجحت المملكة في قيادته، والذي تُوِّج بنجاح كبير تمثّل في اعتراف 157 دولة بدولة فلسطين.

بدوره ذكر رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات العقيد محمد الولص بحيبح ان هذه الندوة تاتي في اطار حرص والتزام المركز بتناول القضايا ذات الاهمية محلياً واقليمياً بما يسهم في تعزيز الوعي وبناء سردية حقيقية توضح أهمية وفعالية الدور السعودي والعربي نحو القضية الفلسطينية.

وقد اثريت الاوراق من قبل المشاركين من اكاديميين وباحثين وسياسيين وقيادات حكومية وشخصيات اجتماعية ومهتمين، بالاراء والمقترحات والمداخلات التي سلطت الضوء على أبعاد ومحاور الموقف السعودي تجاه فلسطين، والوعي العربي بهذه القضية، وكيفية مواجهة المخططات التوسعية الايرانية والجماعات التابعة لها في مختلف وسائل الاعلام والتي تسعى لاستغلال القضية الفلسطينية واستهداف المملكة والامة العربية لتشويهها وخلق الصراعات والفوضى في الدول باسم القضية الفلسطينية وغزة وخاصة بعد 7 اكتوبر 2023م، وكيفية مواجهة الشائعات التي تستهدف تزييف الوعي العربي للشعوب واثارة عاطفتها للسيطرة عليها وتحريضها على حكوماتها، من اجل استخدامهم في تحقيق الاجندة التخريبية والتدميرية للدول والاوطان.

حضر الندوة وكيل وزارة الادارة المحلية عبدالله القبيسي ووكيل محافظة مأرب للشئون الادارية عبدالله الباكري، ونائب رئيس جامعة اقليم سبأ حسين الموساي والشيخ خالد احمد عبدربه العواضي وكيل اول محافظة البيضاء ومدير دائرة التوجيه المعنوي العميد الركن أحمد الأشول والدكتور عمار البخيتي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة اقليم سبأ وقيادات حزبية وسياسية والعديد من الوكلاء والأكاديميين والسياسين وقادة الرأي.

كما شهدت الندوة حضوراً نسائياً ممثلاً بالأستاذه فنده العماري مديرة عام إدارة المرأة بمحافظة مأرب والأستاذة لمياء الكندي مديرة إدارة المرأة في مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية وعدد من الناشطات كما حضر عشرات الصحفيين والإعلامين ومراسلي القنوات الفضائية.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الموقف السعودی الوعی العربی

إقرأ أيضاً:

ما هو مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة بعد اتفاق شرم الشيخ؟

مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية لوقف النار في غزة، يتساءل الكثيرون عن إمكانية استمرار وقف إطلاق النار، وهل سينجح الاتفاق الذي تبناه ترامب في الصمود وضمنه معه مجموعة من الدول العربية والإسلامية؟

لكي نجيب على هذه التساؤل لا بد من الإبحار قليلا في العقلية الصهيونية التي تحكم الكيان الآن، لنفهم مجمل تحركاته في المنطقة، ولا نخبط خبط عشواء في فهم الأحداث المتوالية دون سياق واضح لها.

هناك فكرة مركزية قاطرة لدى التيار الصهيوني اليميني؛ رؤية عقائدية وسياسية يتبناها نتنياهو ومجموعته المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية، مفادها أن فترة رئاسة دونالد ترامب هي فرصة تاريخية "ذهبية" لتثبيت مشروع توسعي يهدف إلى بناء ما يُمكن تسميته -في أدبياتهم- "إسرائيل الكبرى". ولقد تحدث عنها نتنياهو علنا أكثر من مرة وكذلك أعضاء في حكومته، حتّى أن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، إلى جانب الأمناء العامين لثلاث منظمات إقليمية، أدانوا بشدة تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، معتبرين أنها تمثل استهانة بالقانون الدولي وتهديدا مباشرا للأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي.

وهي التصريحات التي ذكرها نتنياهو في آب/ أغسطس 2025، خلال مقابلة مع قناة "i24News"، عندما تلقّى تميمة على شكل خريطة موسعة لـ"أرض الميعاد" تشمل فلسطين، وأجزاء من الأردن ولبنان وسيناء وسوريا، فأجاب قائلا إنه "مرتبط جدا" بها وأنه يؤدي "مهمة تاريخية وروحانية لتحقيق أحلام الشعب اليهودي". وأضاف في الحوار ذاته، أن هذه الرؤية "انتقال للأجيال" و"تمثل عقيدة تأسيسية لإسرائيل".

لذلك نحن لسنا أمام رواية تاريخية أو دينية للأحداث، ولكننا أمام استراتيجية كبرى يتبناها رأس الكيان الصهيوني ذاته مع حكومته ويطبق ذلك على الأرض فعليا في كل مساحات الأرض التي يعتبرها جزءا من إسرائيل الكبرى.

فنحن لسنا فقط أمام حالة عاطفية يدغدغ بها نتنياهو مشاعر اليمين المتطرف الذي يدعمه، ولكننا أمام واقع يتشكل بالحديد والنار على الأرض، وهو ما ينسجم مع تغيّرات في موازين القوى الإقليمية والدولية، وعجز وهوان عربي مغري بمزيد من التوسع الأفقي لتحقيق (الحلم/الاستراتيجية) الصهيونية في إقامة إسرائيل الكبرى.

ننتقل إلى النقطة الثانية، لماذا يجب قيام "إسرائيل الكبرى" الآن وليس غدا؟

عامل الحاضنة الدولية والأمريكية

عودة ترامب إلى البيت الأبيض أعادت تشكيل مؤشر الدعم الأمريكي لإسرائيل، ليس فقط من حيث التجييش السياسي، فهو الرئيس الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بسيادة إسرائيل على الجولان في فترة رئاسته الأولى، وقدّم دعما مفتوحا وغير محدود في حربه على قطاع غزة منذ مجيئه للسلطة، فضلا عن الغطاء السياسي والاستراتيجي الأمريكي بعد السابع من أكتوبر الذي سمح لحكومة نتنياهو اليمينية أن تتوسّع سياسيا وعسكريا مع مخاطر سياسية داخلية أقلّ، على الرغم من هشاشة الوضع الداخلي للكيان، لكن دعم ترامب المباشر لنتنياهو مثّل ضمانه لبقائه في السلطة، حتى وصل الأمر إلى إعلان ترامب أنه قد يفرض عقوبات على الكيان إذا ما تمت محاكمة نتنياهو على جرائم الفساد المتهم بها داخليا.

فرصة لا تعوض

هذا الدعم الكبير يفسّر صهيونيا وفي العقل الاستراتيجي أنه فرصة لا تعوض ولا يمكن تكرارها لقيام دولتهم المزعومة، وهو يقرأ -العقل الصهيوني- المشهد من منظور أوسع، فزيادة حدة التنافس الأمريكي-الصيني-الروسي العسكري والاقتصادي قد يشغل واشنطن عن تلّ أبيب ويفقدها الدعم الذي لا يمكنها الاستمرار دونه في منطقة تشتعل بالغضب والكراهية تجاهه، فضلا عن أزمات واشنطن الداخلية والتفكك الحاصل في المجتمع الأمريكي بسبب سياسات ترامب العدوانية تجاه شرائح مختلفة من المجتمع الأمريكي؛ ما دفع الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان -وآخرين كثر- في مقالة رنانة مطلع 2025 للقول بأن الولايات المتحدة "تمضي في طريق الانهيار العظيم"، محذرا من فقدان وحدة المجتمع، وتآكل المؤسسات الديمقراطية، وانعكاسات الاستقطاب السياسي غير المسبوق، إلى جانب عن العداء الشديد للكيان الصهيوني المتصاعد دوليا.. هذه العوامل جميعها تجعل الكيان يدرك أنه أمام فرصته الوحيدة والأخيرة لبناء دولته الكبرى المزعومة.

هذا التصور يحوّل دعم واشنطن الحالي للكيان إلى "نافذة زمنية" يجب فيها تحويل هذه المكتسبات إلى وقائع على الأرض (استيطان، ضمّ، تغيير ديموغرافي)، وهو ما تؤكّده عدد من مراكز الأبحاث في قراءاتها لكيفية تحول السياسات الصهيونية في عهد ترامب.

حرب الانبعاث

لقد صدّق الكنيست الإسرائيلي مؤخرا على تغيير اسم الحرب على قطاع غزة من السيوف الحديدية الى حرب "الانبعاث"، والذي قد يكون مثيرا للدهشة للذين لا يفهمون السياق الذي نتحدث عنه؛ أن هذا تغيير حدث بعد اتفاق وقف إطلاق النار أو وقف الحرب الذي تم في شرم الشيخ!! أيّ أنّ الحكومة الإسرائيلية استخدمت اسما يحمل دلالات سياسية ودينية تفيد توسّعه في الحرب والقتال؛ لا التوقف والهدوء والسلام!! فمصطلحات النهضة والانبعاث التي تعنيها الاسم الجديد تحمل في طياتها رمزية توراتية عن "قيامة إسرائيل" بعد الكارثة، وتكرر النصوص الدينية هذا المعنى في سياق العودة من المنفى وبناء الهيكل في القدس وتجدد العهد مع الرب، وتُستخدم لتبرير العنف ضد "الأعداء التاريخيين" وتصوير المقاومة الفلسطينية كامتداد للأقوام التي حاربت بني إسرائيل مثل العماليق والمدينيين.

وهذا يؤكد ما نحاول التدليل عليه في هذا المقال؛ من أنّ الكيان لن يتوقف عن الحرب على كافة الجبهات وأولها غزة، إدراكا منه أنه يقاتل معركته الأخيرة لقيام دولته المزعومة في ظل دعم أمريكي قد لا يوجد بعد سنوات معدودة.

تصاعد لا هدوء

لذلك كل التحليلات التي أقدمها في جميع الملفات المتعلقة بالمنطقة، من مخاطر تقسيم سوريا، والملف المصري (من تهجير للفلسطينيين والسيطرة على سيناء)، والحرب التي قد تشتعل في العراق، واستمرار المواجهة مع إيران واليمن، وغيرها من الملفات الساخنة في المنطقة والتي تمثل نقطة اشتباك مع الكيان؛ تعتبر هذه الفكرة المركزية -إقامة إسرائيل الكبرى- هي الإطار الجامع له.

ليس بالضرورة قد يتحقق هذا الحلم المريض، لكن فقط أوضّح أن بيئة الصراع وطبيعة المعارك القادمة والإطار الناظم الذي يجمعها، مما يستدعي اليقظة والحذر وفهم الأمور في سياقها، وعدم الانكفاء على الذات والظنّ أن الانحناء أمام الكيان بأشكال مختلفة سيقي الحالمين من مصير المواجهة الحتمية والقريبة كذلك.

المقاومة الفلسطينية

إن المقاومة الفلسطينية المستمرة منذ سنين طويلة هي حجرة العثرة الذي عطّل هذا المشروع وجعله يتعثر في خطواته، واستمرار هذه المقاومة وعدم خيانتها والغدر بها هو واجب أخلاقي وسياسي.

فاتفاقية شرم الشيخ برعاية ترامب، هدفها الأساسي هو تصفية المقاومة ومن ثمّ التهجير، وفي الفترة القادمة سيقوم الصهاينة بلبننة غزة، حيث يقومون بلعبتهم القذرة المعتادة: هدوء نسبي لمراقبة حركة قيادات المقاومة المدنية والعسكرية، ثم القيام بغارات مفاجأة لاستهدافهم بعد تحديد مواقعهم، ثم فترة صمت جديدة بحجة المحافظة على وقف إطلاق النار، وهكذا حتى يصلوا الى نقطة تعود فيها الحرب كاملة، فالصهاينة لن يقبلوا أن يقتل منهم نحو 1500 جندي (وهذا هو المعلن وغير المعلن قد يكون أضعاف أضعاف هذا الرقم) فقط من أجل إنقاذ عشرين صهيونيا!! هذا يستحيل عقلا، فلن يهدموا غزة عن بكرة أبيها من أجل هذا فقط، لذلك أرى أن مخطط التهجير والإبادة سيستمر، وإن كنت اسأل الله أن أكون مخطئا وأن يحقن دماء أهلنا هناك.

إنّ احتمال عودة الحرب بين إسرائيل وغزة خلال الفترة القادمة، بل حتّى على الجبهات الأخرى في سوريا أو إيران أو لبنان "مرتفع إلى مرتفع نسبيا" إذا استمرت المؤشرات التالية: استمرار الدعم الأمريكي السياسي والعملي في المنظور القريب، وتسريع السياسات الاستيطانية على الأرض، وتآكل الضغوط الدولية الفاعلة لردع توسع إسرائيلي بفعل فخّ شرم الشيخ، واستمرار العجز العربي، بل والتآمر على المقاومة، وهو ما يفرض تحديا على القوى الفاعلة في العالم العربي أخذ زمام المبادرة والتحرك الفاعل لدعم المقاومة والتحذير من هذا المخطط المجنون.

للتواصل عبر الفيسبوك:
facebook.com/share/19Q8TQTgUB/?mibextid=wwXIfr

مقالات مشابهة

  • الفصائل الفلسطينية: نشكر مصر والوسطاء على جهود دعم القضية
  • فضل الله: العدو يسعى لإنهاء القضية الفلسطينية وعلى الدول العربية أن تتحرك
  • ما هو مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة بعد اتفاق شرم الشيخ؟
  • ندوة تناقش دور البحث العلمي في تعزيز التنمية الاقتصادية بمحافظة البريمي
  • القضية الفلسطينية على طاولة مجلس الأمن اليوم
  • ندوة بنزوى تناقش الحملة الوطنية للفحص الطبي قبل الزواج
  • سفير فلسطين يؤكد تقدير قيادة بلاده لمواقف المملكة المشرفة تجاه القضية الفلسطينية
  • سفير دولة فلسطين: القيادة الفلسطينية تثمن مواقف المملكة الثابتة والمشرفة تجاه القضية الفلسطينية
  • المالكي : العراق مهدد بكثير من المؤامرات التي تريد اسقاط العملية السياسية