صدى البلد:
2025-10-26@22:31:19 GMT

د. عادل القليعي يكتب: أليس لنا رب كريم.....!

تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT

بداية لابد أن نفرق بين مصطلحين مهمين ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.
فهل كل رب إله ، لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون كل رب إله ، فالرب هنا يمعنى الراعي الذي يقوم على الشئ ويهتم به فرب الأسرة راعيها ورب العمل القائم على رأسه ، ورب الإبل والأنغام راعيها.
أما كل إله رب ، لماذا ، لأن المتأله المتفرد بألوهيته رب كل شيء ، المتفرد بقيوميته القائم على كل شئ ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.


لسنا من دعاة النزعات التشاؤمية ولا من دعاة الأباثيا أو التحريض على اللامبالاة ، ولا أيضا يعرف اليأس طريقن ، بل كنا نقاومه بكل ما أوتينا من قوة متمسكين ومتطلعين إلى أمل في غد أفضل مستعصمين بسير وقصص كفاح من سبقونا ، متسلحين بقرآن خشعت له الأحجار قبل أن تخشع وتلين له القلوب.
بل وكلما ضاقت واستحكمت حلقاتها كنا نقول ما عسر إلا ويأتي معه يسر مصبرين أنفسنا وكل من نراه أمامنا أثقلته الهموم وكنا دوما نقول لأمثال هؤلاء أهمومكم أم عفو الله ، مهما بلغت همومكم وبلغتم من الهم والغم مبلغه ، أليس هناك رب كريم غافر الذنب وقابل التوب وفارج الهم ومنفث الكرب.
نعم فمهما ضاقت واستحكمت حلقاتها وكنا نظن ألا تفرج ، فرجها الله تعالى.
نعم هي أعباء جسام تنوء من حملها الجبال ، أسر بحالها ليس لها عائل وليس لها اللهم إلا عين واحدة تكابد وتكافح من أجل أن تصل بأبنائها إلى بر الأمان.
تعمل وتجد وتحرص بكل ما أوتيت من سبل العيش المشروعة ( الحلال)، نعم الحلال لأنها لا تعرف سواه ، ما ربيت على غيره ، على الرغم من أن سبل الاعوجاج والطرق الملتوية ما أكثرها ، لكن كيف ذلك والله تعالى يقول (ما أغنى عني ماليه)، ويقول أيضا (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله)، فالتقوى تنفع الذرية- 
كيف ذلك والقبور تنادي على سكانها كل يوم ، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود ، أنا بيت الوحدة ، فماذا اعددتم إلى هذا البيت ، إلى هذا السكن الموحش.؟!
كيف ذلك والملك يقول (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم).
كيف ذلك والمعصوم صل الله عليه وسلم يقول كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به.
كيف يكون ذلك وأزواج الصحابة يقلن اتقوا الله فينا ولا تطعمونا إلا من حلال.
نعم كل من هو مستمسك بكتاب الله ومعتصم بسنة نبيه يعلم ذلك.
لكن سؤال يطرح نفسه ويطرحه الواقع إلى متى سيظل الحال ، وإلى متى سيظل الواحد منا في هذه الدوامة ، في هذه الطاحونة ، إلى متى سيظل يقاوم ضيق العيش وقلة الموارد وغلاء الأسعار ، إلى متى سيظل ينظر لأولئك الذين يعيثون فى الأرض فسادا ويرقصون على جثث الغلابة والمساكين مدغدغين مشاعرهم وهم يتمايلون ويتراقصون والأموال تحت أقدامهم ، والكادحون الذين نشأوا على الفضيلة والقيم العليا لا يجدون ما يكملوا به شهرهم ، بل وينتظرون رواتبهم الزهيدة من الشهر إلى الشهر بل ويذهبون إلى ماكينات الصرافة وكأنهم يتوسلون إليها أن تمدهم بما يكملون به شهرهم ربما تأتي منحة أو ما شابه ذلك.
إلى متى سيظل القابضون على مبادئهم متمسكون بها ، إلى متى سيتحمل هؤلاء الذين مجرد أن يمسكوا رواتبهم في أيديهم ، يقسمونها ولا تبيت حتى ليلة في بيوتهم.
أليس هذا هو حالنا جميعا ، لا أريد أن ندفن رؤوسنا في الرمال أو نتلون كالحرباء ، أليس هذا هو حال الطبقة الكادحة التي أفنت عمرها مستمسكة بالمبادئ العليا ، أليس هذا هو حال أصحاب الشهادات العليا والذين حصلوا على أعلى الدرجات العلمية.
قارنوا أحوالهم المعيشية ، إن لم يكن حالفهم الحظ وسافروا خارج البلاد - قارنوا حالهم بحال مغن فاشل لا يعرف حتى ( يفك الخط)، وتشاهده يركب أفخم السيارات ويسكن فى أرقى الأماكن.
لا أحد يقول لي ما أحفظه ، أنتم علماء ، وأنتم كرمكم الله ، وأنتم سيخلد اسمكم مع الخالدين ، نعم أحفظ كل ذلك.
لكن أليس من حق البسطاء الفقراء أن يعيشوا حياة كريمة ، أليست لهم أسر تريد أن تتعلم تعليما جيدا وتسكن سكنا طيبا ، وتمارس حياتها كمواطنين لا أقول من الدرجة الأولى المفتخرة ، وإنما تمارس حياة إنسانية تليق بإنسان كرمه الله تعالى على سائر المخلوقات وضمن له حياة كريمة.
فاحفظوا لنا كرامتنا وحافظوا علينا إنسانيتنا.

طباعة شارك توحيد الربوبية توحيد الألوهية النزعات التشاؤمية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إلى متى سیظل کیف ذلک

إقرأ أيضاً:

الصحفي الحباشنة يكتب في حق حكومة حسان

صراحة نيوز- كتب الصحفي فارس الحباشنة

المراقب يستطيع أن يلاحظ هجمات منسقة ضد حكومة الدكتور جعفر حسان .
يبدو ان الهجمات تتصاعد ، و سوف تتضاعف وتيرتها في الأيام القادمة .
و لتثقل كاهل الحكومة و تتدحرج مثل كرة الثلج .
من أين مصدر الهجمات ؟
أوساط إعلامية و سياسية موالية لرؤساء حكومات سابقين .
و أوساط اعلامية و سياسية موالية لوزراء عابرين في الحكومة عابرين ، يشتغلون على إضعاف رئيس الحكومة و تهشيم صورته السياسية .
و محاولات سياسية لإستعضاف الحكومة و اغراء أوساط شعبية و سياسية للدخول في معركة ضد الحكومة .

كثير من صور الدعم الاعلامي و السياسي غير المبرر لفرقاء الحكومة .
ومن أنصار رؤساء حكومات سابقين خرجوا من كهوفهم ، ليظهروا دعما سياسيا و إعلاميا لخلق مناخ و جو عام معاد لحكومة الدكتور جعفر حسان .
تظهر عناوين غريبة في الاعلام .
و عناوين أشد غرابة على الالسنة نواب
و محللين و خبراء اقتصادين .
حكومة تسير ببطء ، و حكومة عاجزة عن حل أزمة المديونية ، و حكومة عاجزة عن حل أزمة البطالة و الفقر .

انتقادات لا معني لها .
كما لو أن الفقر و البطالة لم تكن موجودة مسبقا .
و المديونية،ظرف أقتصادي مستجد على الدولة الاردنية .
حكومة الدكتور جعفر حسان بحاجة لتعديل ثان .
و التخلص من أرث الحكومة السابقة ،
و بقايا من وزراء صناعة مبادرات
التأزيم .
في الاوساط السياسية الاردنية ، هناك منزعجون من أداء رئيس حكومة و منزعجون من رئيس حكومة بحمولة صفر عداوة شعبية ، و يملك رصيد شعبي و اجتماعي كبير .
و مشروعه المركزي الديمقراطية و حماية بيروقراط الدولة ، و مصالحها الوطنية العليا .

الاردنيون ، شعب ذكي ويدرك أن الوطنية ليست شعارات و مزاودات وحروب كلام ،
وانما ممارسة لها قواعد سياسية و ثقافية و اجتماعية .
أظن أن النخب في أزمة ، و عليها أن تجدد نفسها و تعيد تأهيل نفسها قبل أن يفوتها القطار .
ما يجدر وطنيا ، دعم حكومة جعفر حسان ، والسؤال لطالما أن حكومة
حسان تتعرض لهجمات نخبة مشبوهة ومتورطة .
و مع ذلك ، أحسب أن الدكتور حسان مضطر ليخوض معركته وحيدا ،و أخطر ما يواجه حكومته ،هم ..ورثة وزراء التأزيم و المبادرات الفاشلة ، وهذا هو سقفه.

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: فقه المشاعر
  • د. نزار قبيلات يكتب: الأدب والالتباس
  • مصطفى الشيمي يكتب: وجه آخر
  • الصحفي الحباشنة يكتب في حق حكومة حسان
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: المتحف المصري الكبير.. ميلاد جديد للسياحة في مصر
  • إصابة 16 شخص فى حادث تصادم سيارتين بطريق سفاجا الغردقة
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الدفاع عن النفس.. الخدعة الثقافية
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. ما أشبه الأمس باليوم بين التأييد واللوم
  • كريم مغاوري: هعمل فحوصات وتحاليل قبل خروجي من المستشفى