شهدت مستشفيات محافظة الشرقية خلال الأيام الماضية سلسلة من النجاحات الطبية اللافتة، عكست حجم الجهد والإخلاص الذي يبذله الأطباء وأطقم التمريض داخل غرف العمليات لإنقاذ حياة المرضى والتعامل مع الحالات الحرجة باحترافية عالية.

وأشادت الصفحة الرسمية لوزارة الصحة والسكان المصرية عبر منشور تحت عنوان «أبطال في غرف العمليات» بعدد من الإنجازات الطبية التي تحققت في مستشفيات المحافظة، مؤكدة أن ما تم من عمليات معقدة ومتقدمة يمثل نموذجاً مشرفاً للتفاني في أداء الواجب الوطني والإنساني.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد البيلي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن الفريق الطبي بمستشفى الزقازيق العام تمكن من تحقيق عدة إنجازات طبية بارزة خلال الأيام الماضية، منها إجراء عملية قسطرة قلبية دقيقة وتركيب دعامتين لمريض يبلغ من العمر 60 عاماً كان يعاني من انسداد تام في الشريان التاجي الأمامي الأيسر، حيث تم التعامل مع الحالة على الفور بإجراء إنعاش قلبي ناجح، تلاه التدخل بالقسطرة القلبية وتركيب الدعامتين، واستقرت حالة المريض وخرج من المستشفى بعد تلقي الرعاية اللازمة.

كما نجح الفريق ذاته في إجراء جراحة قلب مفتوح بالغة الدقة لتركيب صمام صناعي جديد لمريض في العقد السادس من العمر، كان يعاني من فشل في صمام صناعي قديم بالقلب الميترالي تم تركيبه قبل عدة سنوات. 

وأظهرت الفحوصات الطبية أنه يعاني أيضاً من ارتجاع شديد في الصمام ثلاثي الشرفات وتدهور في وظائف القلب وارتفاع ضغط الشريان الرئوي وسمنة مفرطة وعدم انتظام ضربات القلب، ما استلزم تدخلاً جراحياً عاجلاً.

 وقد تمكن الفريق من إزالة الصمام التالف وتركيب آخر جديد مع إصلاح الصمام ثلاثي الشرفات، لتستقر حالة المريض تحت الإشراف الطبي المستمر من أطباء جراحة القلب المفتوح بالمستشفى.

وفي إنجاز آخر بمستشفى الزقازيق العام، تمكن فريق القسطرة القلبية من إجراء عملية دقيقة لنزع سلك منظم ثنائي قاطع للارتعاش كان تالفاً، ثم تركيب سلك جديد بديل لمريض يبلغ من العمر 55 عاماً كان يعاني من تسارع في ضربات القلب البطينية. 

وأكد وكيل الوزارة أن العملية تمت بنجاح والجهاز يعمل بكفاءة تامة، والحالة غادرت المستشفى بعد يوم واحد فقط من الإجراء.

وفي إطار الجهود المتواصلة لتقديم الرعاية المتقدمة للمرضى بمختلف أنحاء المحافظة، تمكن الفريق الطبي بمستشفى كفر صقر المركزي من إجراء عملية جراحية باستخدام المنظار لاستخراج حصوات متفرقة بالكلى والحالب والمثانة لمريض يبلغ من العمر 70 عاماً، كان يعاني من فشل كلوي واستسقاء بالكلية اليسرى وصعوبة في التنفس نتيجة الحصوات المتعددة. 

وقد نجح الفريق في استخراج جميع الحصوات بالمنظار، واستقرت حالة المريض ويخضع حالياً للمتابعة الطبية الدقيقة بالمستشفى.

كما سجل مستشفى طب وجراحة العيون بالزقازيق نجاحاً طبياً لافتاً، بعدما تمكن فريقه من إنقاذ عين طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بعد إزالة جسم غريب عبارة عن سن قلم جاف كان مغروساً داخل الجفن السفلي للعين اليسرى، وتمت العملية بنجاح والحالة الآن مستقرة وتحت الرعاية الطبية الكاملة.

وقد وجه الدكتور أحمد البيلي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، خالص الشكر والتقدير لجميع الأطباء وأطقم التمريض والفنيين المشاركين في هذه العمليات الدقيقة، مؤكداً أن ما يقدمه أبطال القطاع الصحي بالمحافظة يجسد أسمى معاني العطاء والإخلاص في خدمة المرضى والمواطنين، ويبرهن على أن المنظومة الصحية الحكومية قادرة على تحقيق إنجازات حقيقية بفضل كفاءات أبنائها وجهودهم المتفانية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحالات الحرجة غرف العمليات إنقاذ حياة المرضى النجاحات الطبية یبلغ من العمر کان یعانی من

إقرأ أيضاً:

التوتر يبلغ ذروته مع تصاعد الضربات الإسرائيلية على لبنان.. فهل ينزلق الوضع إلى حرب جديدة؟

تتصاعد في الأسابيع الأخيرة المخاوف من انزلاق لبنان إلى جولة جديدة من الحرب، مع تزايد وتيرة الضربات الإسرائيلية ومقتل أشخاص تقول تل أبيب إنهم ينتمون إلى حزب الله. وبين من يعتبر ما يجري جزءًا من سياسة "الضغط بالنار"، ومن يحذر من انفجار وشيك، يبرز سؤال محوري: هل تقود هذه التطورات إلى مواجهة مفتوحة؟

بعد أحد عشر شهرًا على اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، لم تتوقف الاستهدافات الإسرائيلية تمامًا، لكنها شهدت في الأسابيع الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في وتيرتها.

اليوم، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة الناقورة جنوبي لبنان، ما أدى إلى مقتل شخص، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. وأمس، أسفرت غارة مماثلة في بلدة حاروف عن سقوط قتيل وجريح، فيما استهدفت أخرى دراجة نارية في بلدة القليلة قضاء صور.

وتترافق هذه العمليات مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية، خاصة في الأجواء الجنوبية، إلى جانب عمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة نحو أطراف بلدات حدودية، وإلقاء قنابل صوتية بشكل متكرر.

جنود من الجيش اللبناني يقفون في موقع لبيع الآليات الثقيلة جنوب لبنان، حيث دُمّر عدد كبير من المركبات جراء غارات إسرائيلية، السبت 11 أكتوبر 2025. Mohammed Zaatari/ AP

تشير أرقام قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى أن إسرائيل أطلقت منذ اتفاق وقف إطلاق النار نحو 950 قذيفة باتجاه الأراضي اللبنانية، إضافة إلى أكثر من 100 غارة جوية، بين تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ومنتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

أما الحصيلة البشرية، التي أعلنت عنها وزارة الصحة اللبنانية مؤخرًا، فقد بلغت 274 قتيلاً منذ سريان الاتفاق، بينهم 108 مدنيين أو غير مقاتلين، غير أن هذا العدد ارتفع لاحقًا بفعل تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية.

رسائل نارية وتصريحات حادة

يترافق التصعيد الميداني في لبنان مع تصعيد سياسي لا يقل حدّة، ففي خضم الغارات الإسرائيلية المتواصلة، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتزيد من حدة التوتر، إذ قال اليوم إن "إسرائيل لا تحتاج إلى إذن من أحد لضرب أهداف في غزة أو لبنان"، مشددًا على أن بلاده "تتحكم في أمنها ولن تتسامح مع أي هجمات ضدها".

وفي الاتجاه نفسه، رفع المبعوث الأمريكي توم براك منسوب لهجته مؤخرًا، محذرًا من أن "تردد بيروت في حصر السلاح بيد الدولة قد يدفع إسرائيل إلى التحرك منفردة لتنفيذ هذه المهمة"، في إشارة ضمنية إلى احتمال تفاقم التصعيد في حال استمرار الوضع الراهن.

عامل في الدفاع المدني يتفقد سيارة متضررة أصابتها مسيّرة إسرائيلية في بنت جبيل جنوب لبنان، الإثنين 22 سبتمبر 2025. Mohammad Zaatari/ AP إعادة تموضع وتحضيرات ميدانية

في موازاة هذا الخطاب السياسي المتوتر، تتحدث تقارير استخباراتية غربية عن نشاط متزايد لحزب الله على الأرض. فقد نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤولين في الاستخبارات الغربية قولهم إن الحزب كثّف أخيرًا عمليات إعادة الإعمار وأعاد تسليح نفسه بوتيرة أسرع من قدرة الجيش اللبناني على ضبط السلاح، عبر تعزيز ترسانته الصاروخية وتجنيد عناصر جديدة، وتركّز هذه الأنشطة في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني، المفترض أن تكون منزوعة السلاح بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي المقابل، لا تبدو إسرائيل في موقع المتفرج، إذ بدأ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا أكبر مناوراته العسكرية منذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بمشاركة الفرقة 91 على طول الحدود مع لبنان، لاختبار قدراته الهجومية والدفاعية تحسبًا لأي مواجهة محتملة مع حزب الله. ووفق صحيفة "معاريف" العبرية، تهدف هذه التدريبات إلى محاكاة سيناريوهات قتال متعددة الجبهات تشمل إطلاق صواريخ ومحاولات تسلل إلى الجليل، إضافة إلى التعامل مع مفاجآت ميدانية غير متوقعة.

هل تلوح الحرب في الأفق؟

في ظل هذه التطورات، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التطورات تمهّد لجولة جديدة من الحرب أم تبقى في إطار الضغط المتبادل.

في هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن الدر، في مقابلة مع "يورونيوز" أن "التهويل والتهديد باتا جزءًا من المشهد، لكن وتيرة الرسائل الموجهة إلى لبنان ارتفعت مؤخرًا بشكل واضح، في إطار ضغط كبير يهدف إلى دفع لبنان نحو تفاوض مباشر مع إسرائيل لإبرام اتفاق أمني قبل نهاية العام".

ويضيف الدر أن "المطلوب إسرائيليًا هو اتفاق أمني بشروط مجحفة تشمل إنشاء منطقة عازلة بعمق يتراوح بين ثلاثة وخمسة كيلومترات، ومنطقة منزوعة السلاح حتى نهر الليطاني، على أن يتمركز الجيش اللبناني شماله بأسلحة خفيفة فقط"، مشددًا على أن "لبنان يرفض هذا الطرح ويتمسك باتفاق وقف الأعمال العدائية الموقّع في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وبالآلية الأممية التي تضمن تنفيذه".

Related موجة قصف إسرائيلية واسعة على جنوب لبنان.. وتل أبيب تزعم استهداف بنى تحتية تابعة لحزب اللهإسرائيل تقصف العمق اللبناني وتزعم استهداف معسكرات وصواريخ دقيقة تابعة لحزب اللهتحليق غير مسبوق للطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.. إلى أي مدى يهدد الأمن الرقمي والاتصالات؟

ويرى الدر أن "الضغط الحالي يهدف إلى تليين موقف لبنان ودفعه نحو التنازل، لكن الحزب اليوم أقوى من السابق". ويضيف: "هذا لا يعني استبعاد الحرب كليًا، لكنه لا يجعلها حتمية أيضًا. نحن في مرحلة التفاوض بالنار، إذ تستخدم إسرائيل التصعيد كوسيلة ضغط سياسي وميداني".

أما عن احتمال اندلاع مواجهة واسعة، فيقول الدر إنه "من المستبعد أن تنفجر حرب مفتوحة قبل زيارة البابا إلى لبنان في كانون الأول/ ديسمبر، رغم أن التصعيد سيستمرّ، فيما تبقى مرحلة ما بعد الزيارة وبداية العام الجديد مبهمة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • فهد الطبية توضح أعراض قصور عضلة القلب وأسبابه
  • التوتر يبلغ ذروته مع تصاعد الضربات الإسرائيلية على لبنان.. فهل ينزلق الوضع إلى حرب جديدة؟
  • إنجاز طبي نادر في مكة.. زرع جهاز تحفيز عميق للدماغ لمريض صرع
  • الشرقية تتصدر الجمهورية في القوافل الطبية المجانية للعام الرابع على التوالي
  • محافظ الشرقية يهنئ الفرق الطبية بعد تصدرها التقييم القومي للقوافل العلاجية لـ39 شهرًا متتاليًا
  • إنقاذ شاب يعاني من قرح وتآكل في مفصل الركبة بمستشفى قويسنا المركزي
  • تنظيف الأسنان بانتظام.. عادة صغيرة تحمي القلب وتطيل العمر
  • ظن معلموه أنه يعاني «مرضا نفسيا».. أسرار لا تعرفها عن السير مجدي يعقوب
  • الدين العام الأمريكي يبلغ قمة تاريخية للمرة الأولى.. كم بلغ حجمه؟