بعد مرور عامين على اندلاع حرب غزة، يشهد المجتمع الإسرائيلي تحولا عميقا نحو العنف والتوحش، بعد أن أصبحت الحرب عاملا يعيد تشكيل البنية النفسية والاجتماعية للإسرائيليين، وتغلغلت لغة الكراهية والعنف في السياسة والثقافة والحياة اليومية.

بهذه المقدمة افتتحت مراسلة لاكروا في القدس، سيسيل ليموان، تحليلا انطلقت فيه من كلمات أغنية الراب "حربو داربو" التي تمجد الانتقام وتهاجم الفلسطينيين بلغة عنصرية، بعد أن أصبحت من أكثر الأغاني استماعا في إسرائيل، حيث احتُفي بها رسميا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تندلع حرب بين أوروبا وروسيا خلال ألف يوم؟list 2 of 2"مؤسسة غزة الإنسانية" متشبثة بلعب دور جديد في القطاع المدمرend of list

وفي الوقت الذي وصفت فيه الصحافة الإسرائيلية هذه الأغنية بأنها "تعبر عن الغضب المشروع الذي شعر به الشباب الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتلخص شعورا بالفورة الأخلاقية"، أعرب عدد من الباحثين عن قلقهم من تطبيع العنف في الثقافة الشعبية.

جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر المقر الرئيسي لجمعية الإغاثة الطبية غرب مدينة غزة (الصحافة الفلسطينية)

ويقول عالم الاجتماع الإسرائيلي أساف بوندي إن مثل هذه الأغنية لم يكن من الممكن أن تشرعن في إسرائيل قبل عامين، مؤكدا أن المجتمع الإسرائيلي تغير بعمق، وبالفعل أصدر بوندي، بالتعاون مع المؤرخ آدم راز، كتابا بعنوان "معجم الوحشية"، تناول فيه تطور اللغة، وقال إن "الكلمات فقدت وزنها الأخلاقي".

وجمع الباحثون نحو 150 تعبيرا يستخدم كثيرا في حديث الإسرائيليين عن الحرب، مثل "لا أبرياء في غزة" و"منطقة دمار" و"تهديد وجودي" و"نصر كامل" و"تسوية غزة بالأرض" و"عماليق" و"حيوانات بشرية"، وقال بوندي إن "معظم الإسرائيليين لا يشاركون مباشرة في الحرب، لكنهم شركاء فيها من خلال الكلمات التي يختارونها".

ورأت الكاتبة أن الحرب -التي بدأت في صورة رد عسكري على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أدت إلى تحول عميق، من أبرز مظاهره انتشار الخطاب الإبادي في الإعلام والثقافة الشعبية، في نوع من التطبيع مع العنف اللغوي يعكس -حسب الباحثين- انهيار "الوزن الأخلاقي للكلمات" وتحوّلها إلى أدوات تحريض وتبرير.

في جنوب الضفة الغربية، فلسطينيون يتمسّكون بالبقاء رغم العنف وهدم منازلهم (الفرنسية)"يتجاوز التوحش"

وأشار بعض علماء الاجتماع والمؤرخين -حسب المراسلة- إلى أن القادة السياسيين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعبوا دورا حاسما في ترسيخ هذه اللغة العدوانية، وفتحوا بخطابهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الباب أمام "كراهية جماعية مبررة" جعلت من العنف وسيلةً للتعبير عن الوطنية والقوة.

إعلان

ونبهت سيسيل ليموان إلى تزايد في التسلح والعنف الداخلي شهده المجتمع الإسرائيلي، حيث تضاعف عدد حاملي السلاح المدني منذ 2022، وارتفعت معدلات العنف الأسري، خاصة في الأسر التي خدم فيها الطرفان في الجيش، حتى إن الباحثة دانييلا شيبار شابيرا حذرت من أن الحرب الحالية لا تبرر العنف فقط، بل تمجده وتحوله إلى قيمة اجتماعية.

أما في الضفة الغربية وغزة -كما تقول المراسلة- فقد وصل العنف إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يقتل عشرات الفلسطينيين على يد المستوطنين، وتشب الحرائق وتتواصل الاعتداءات على ممتلكاتهم، إلى جانب مشاهد الجنود الذين يصورون أنفسهم وهم يدمرون أحياء كاملة في غزة.

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية أوريل أبولوف أن الحرب "قست القلوب والنفوس" في إسرائيل، وحولت انعدام التعاطف إلى دليل على القوة، مؤكدا أن ما يحدث اليوم يتجاوز "التوحش" إلى نزع الإنسانية، سواء تجاه الفلسطينيين أو حتى داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

وأوضح الباحث أن الحروب والاستعمار دائما قذرة، تفسد المجتمعات التي تخوضها، ويعود ذلك جزئيا في إسرائيل إلى المعضلة التي خلقها نتنياهو، هل ننقذ "الرهائن" أم نستأصل حماس؟ دعم "الرهائن" والسعي لإنهاء الحرب يعتبر ضعفا، بينما ينظر إلى انعدام التعاطف على أنه دليل على القوة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المجتمع الإسرائیلی فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

  وزير الخارجية الأميركي: على إسرائيل الموافقة على الدول التي ستشارك بقوة الاستقرار الدولية

بعدما وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل أمس الخميس والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تفقد اليوم الجمعة، مركز التنسيق العسكري المدني جنوباً.

 

القوة الدولية والرهائن

 

وتأكد روبيو من بدء تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، موضحاً أن الهدف البعيد يكمن بإعادة الإعمار.

 

كما شدد على وجوب نشر قوات الاستقرار الدولية في غزة بأقرب وقت، لافتاً إن أن تلك القوة بحاجة إلى تفويض أممي.

 

أيضاً رأى روبيو إن على إسرائيل الموافقة على الدول التي ستشارك بقوة الاستقرار الدولية، موضحا أن القوة لم تشكل بعد وأن هناك دولا ترغب بالمشاركة.

 

وبينما أكد أن الأمور ستسير في الاتجاه الصحيح بشأن اتفاق غزة، أشار إلى ضرورة ضمان صمود وقف النار قبل إعادة الإعمار.

 

وأكد روبيو بخصوص الرهائن، على أنه لن ينسى الملف، موضحا أن بلاده تدفع باتجاه إعادة كل الجثامين.

 

سلاح حماس

 

كذلك توقع وزير الخارجية الأميركي من حركة حماس نزع سلاحها بالكامل، ورأى أن رفض حماس لخطوة نزع السلاح سيكون انتهاكا للاتفاق، مؤكداً على عودة الحرب إن قامت الحركة بتسليح نفسها.

 

وأضاف روبيو أنه لن يكون هناك سلام إذا حاولت أي منظمة مهاجمة إسرائيل من غزة، مشدداً على عدم وجود أي دور لحركة حماس بمستقبل القطاع.

 

إلى ذلك، أعلن روبيو أن أميركا تعمل على ضمان ألا تكون غزة مصدر تهديد لإسرائيل، مؤكداً على أن واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل وإنجاح خطة السلام.

 

الضفة الغربية

 

اعتبر روبيو أن تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة كان لإحراج نتنياهو.

 

وأعرب عن عدم اعتقاده بأن إسرائيل ستفرض سيادتها على الضفة الغربية.

 

وأكد روبيو أن ضم الضفة لن يتحقق لأنه تهديد لاتفاق غزة.

 

غزة والمساعدات

 

وعن المساعدات، رأى وزي الخارجية الأميركي أن الأونروا أصبحت “فرعا لدى حماس”.

 

وأكد أن الأمم المتحدة موجودة في غزة لتنسيق المساعدات، لافتا إلى أن ما تم تحقيقه في غزة خلال الأيام الماضية تاريخي وليس له نظير، وفق تعبيره.

 

وأعلن روبيو التزام بلاده بتنفيذ كافة بنود اتفاق غزة، مشدداً على أن خطة ترامب بشأن غزة بعيدة المدى

مقالات مشابهة

  • يونيفيل: الأفعال التي قام بها الجيش الإسرائيلي انتهاكا لسيادة لبنان
  • نتنياهو: إسرائيل حددت "القوات الدولية التي لا تقبلها" في غزة
  • نتنياهو: إسرائيل ستحدد القوات الدولية التي لا نقبل بوجودها
  • مدارس الحقد .. وثائقي بريطاني: التعليم الديني الإسرائيلي يُغذّي العنف في غزة
  • وزير الخارجية: ما يحدث في السودان يدمي القلوب ويستدعي تحركًا عاجلًا لإنهاء الحرب
  • الشهادة التي تهدد بقلب كل شيء رأسا على عقب في إسرائيل
  • حماس: تصاعد هجمات المستوطنين الوحشية التي تستهدف أراضي المزارعين تمثل سياسة إرهاب منظّمة
  • حتى لا نهدر دعاية ترامب المجانية
  •   وزير الخارجية الأميركي: على إسرائيل الموافقة على الدول التي ستشارك بقوة الاستقرار الدولية