هجمات "الدعم السريع" على الفاشر تثير رفضًا عربيًا إسلاميًا ودعوات لهدنة
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
أدانت دول ومنظمات عربية وإسلامية، الثلاثاء، بشدة، "الانتهاكات" التي وقعت خلال هجمات "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر السودانية، وسط دعوات لهدنة إنسانية فورية.
جاء ذلك بحسب مواقف رسمية رصدتها "الأناضول"، صادرة عن السعودية وقطر ومصر والأردن ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي.
تلك المواقف جاءت بعد يوم من إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، انسحاب الجيش من مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، لتجنيبها مزيدا من "التدمير والقتل الممنهج" على يد "الدعم السريع".
ومنذ أيام، تتهم السلطات السودانية ومنظمات دولية وأممية قوات الدعم السريع بارتكاب "مجازر وانتهاكات إنسانية" ضد المدنيين بالفاشر، بينها "إعدامات ميدانية" واعتقالات وتهجير، وذلك أثناء اقتحامها منذ الأحد، للمدينة التي ظلت تحاصرها لأكثر من عام، لكن "الدعم السريع" ينفي تلك الاتهامات.
** السعودية
استنكرت السعودية، في بيان، "الانتهاكات الإنسانية الجسيمة" خلال هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان، ودعت الأخيرة إلى الالتزام بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى المدينة.
وأضافت أنها "تشدد على ضرورة قيام قوات الدعم السريع بواجبها في حماية المدنيين، وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وفق ما ورد في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) الموقع بتاريخ 11 مايو/ أيار 2023".
و"إعلان جدة" كان أحد المحاولات الإقليمية والدولية لوقف حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، خلفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة جامعية أمريكية القتلى بنحو 130 ألفا.
ودعت السعودية إلى "العودة للحوار للتوصل بشكل فوري إلى وقف لإطلاق النار مؤكدةً على أهمية وحدة السودان وأمنه واستقراره، وضرورة الحفاظ على مؤسساته الشرعية، ورفضها للتدخلات الخارجية التي تطيل أمد الصراع، وتزيد معاناة شعب السودان".
** قطر
أدانت قطر، في بيان للخارجية، "الانتهاكات المروّعة التي وقعت خلال هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية".
وشددت على "ضرورة قيام قوات الدعم السريع بواجبها في حماية المدنيين، وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية".
** مصر
أعربت مصر في بيان للخارجية عن "قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في السودان".
ودعت إلى "اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لتحقيق هدنة إنسانية فورية في كافة أرجاء السودان الشقيق، وصولا إلى الوقف الدائم لإطلاق النار، بما يحفظ أرواح المدنيين وسبل معيشتهم اليومية، ويصون مقدرات البلاد".
وأكدت مصر في هذا الصدد "مواصلتها تقديم كل الدعم الممكن للسودان الشقيق لتخطي محنته الحالية".
وشددت على "موقفها الثابت الداعم لسيادة السودان الشقيق، وصون وحدته، وسلامته الإقليمية، ودعم مؤسساته الوطنية، وعلى الرفض القاطع لأي محاولات لتقسيم السودان او الإخلال بوحدته وسلامة أراضيه".
الأردن
أعرب الأردن في بيان للخارجية عن "القلق البالغ إزاء التطورات الأخيرة في السودان واستنكارها للانتهاكات بحق المدنيين والتصعيد الخطير الذي يعيق جهود التوصل لحل للأزمة السودانية".
وأكّد دعمه للجهود المُستهدِفة حل الأزمة السودانية، وبما يحفظ أمن السودان ووحدته واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه ومواطنيه. مشدّدا على ضرورة ضبط النفس ووقف إطلاق النار، بما يحفظ أرواح المدنيين.
** منظمة التعاون الإسلامي
أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان عن "بالغ قلقها إزاء التطورات الأخيرة في السودان"، واستنكرت بـشدة "الانتهاكات الإنسانية الخطيرة التي ارتكبت خلال الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر".
وجددت الأمانة العامة "مناشدتها بأهمية الحوار بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تمهيداً للاتفاق علي وقف شامل ودائم لإطلاق النار، بما يسهم في حماية أرواح المدنيين، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، وصون وحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه".
** الجامعة العربية
أفادت الجامعة العربية، في بيان، بأنها "تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع في الفاشر بعد قرار القوات المسلحة الانسحاب منها، وما تتناقله وسائل الاعلام من تقارير أممية، وإعلامية حول جرائم مروعة ترتكب في حق المدنيين العالقين في مدينة الفاشر".
وأدانت الجامعة بـ"بأقصى العبارات الجرائم ضد المدنيين الأبرياء والعزل من الشيوخ والنساء والأطفال، فإنها تدعو إلى الوقف الكامل للأعمال القتالية في هذه المدينة، التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين".
وجددت الجامعة العربية دعوتها لحماية المدنيين والسماح لمن يرغب بمغادرتها دون عوائق، ونفاذ المساعدات الانسانية إلى الفاشر وما حولها، وتقديم جميع المسؤولين عن أي انتهاكات إلى المحاكمة.
ودعت الجامعة العربية إلى "ضرورة تنسيق جميع الجهود لتفعيل الضغوط الإيجابية لوضع حد لأعمال العنف غير المسبوقة، والعمل بكل قوة من أجل استعادة السلم والاستقرار في البلاد
** رابطة العالم الإسلامي"
أدانت رابطة العالم الإسلامي، في بيان بـ"استنكار شديد ، الجرائم والانتهاكات المروعة التي استهدفت المدنيين، خلال هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في السودان".
وجددت "ضرورة سلوك مسار الحوار الجاد والفاعل لوقف هذه الحرب المدمرة التي جرت على الشعب السوداني الويلات والماسي ، ورفض كل ما يسهم في تأجيجها وإطالة أمدها وتداعياتها الخطرة على الشعب السوداني ووحدته ومقدراته".
** انتهاكات متواصلة
وفي وقت سابق الثلاثاء، دعت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى السماح "بممر آمن" يتيح للمدنيين مغادرة مدينة الفاشر، بينما اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني في دارفور "الدعم السريع" بقتل ألفي مدني في الفاشر خلال يومي 26 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وخلال الأشهر الأخيرة، كرر البرهان في أكثر من مناسبة، أن الجيش لن يضع السلاح قبل القضاء على قوات الدعم السريع، مرحبا بالحوار لإنهاء الحرب بشريطة عدم مشاركة تلك القوات في أي دور مستقبلي بالسودان.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع على مدینة الفاشر الجامعة العربیة خلال هجمات فی السودان
إقرأ أيضاً:
وسط اشتباكات عنيفة.. مستشار ترامب يدعو «الدعم السريع» لحماية المدنيين بالسودان
دعا مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، قوات الدعم السريع في السودان إلى التدخل لحماية المدنيين في مدينة الفاشر، التي تشهد معارك ضارية مع الجيش السوداني.
وفي تغريدة له عبر منصة “إكس” مساء الأحد، أشار بولس إلى أن “تزايد القتال في الفاشر وارتفاع أعداد المدنيين الفارين من العنف يستدعي تحركًا عاجلًا من قوات الدعم السريع لحماية السكان، ومنع مزيد من المعاناة”.
كما دعا إلى “إصدار تعليمات واضحة لضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني”، مؤكدًا على أهمية فتح “ممرات إنسانية آمنة” بشكل عاجل.
وأضاف أن “العالم يراقب الوضع في الفاشر بقلق بالغ”.
من جانبه، طالب مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، بحماية المدنيين في الفاشر، والكشف عن مصير النازحين، وإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي وقعت في المدينة.
وفي تصريحات له عبر “إكس”، قال مناوي: “سقوط الفاشر لا يعني التفريط بمستقبل الإقليم لصالح جماعات العنف أو الفساد، وكل شبر سيعود لأهله”.
وتصاعدت الاشتباكات في الفاشر، حيث أعلنت قوات الدعم السريع الأحد، سيطرتها على الفرقة السادسة للجيش السوداني في المدينة، بعد معارك عنيفة.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها إن هذه العملية كانت “حاسمة” وأسفرت عن مقتل الآلاف من قوات الجيش السوداني وتدمير آليات عسكرية ضخمة، فضلاً عن الاستيلاء على العتاد العسكري.
وأكد البيان أن هذه المعركة تمثل “محطة مفصلية” في مسار المعارك الجارية في دارفور، و”ترسم ملامح الدولة الجديدة التي يسعى السودانيون لبنائها بما يتوافق مع تطلعاتهم المشروعة”.
غوتيريش يحذّر من تصعيد مروّع للنزاع في السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تصعيد مروّع للنزاع في السودان، غداة إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في غرب البلاد.
وأكد غوتيريش خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في ماليزيا أن مستوى المعاناة في السودان لا يمكن تحمّله، معبّرًا عن قلقه البالغ من التدخلات الخارجية التي زادت من تعقيد الصراع وتقوّض فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي.
وأشار إلى أن النزاع لم يعد مجرد صراع داخلي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، موضحًا أن الانخراط المتزايد لقوى خارجية يهدد استقرار البلاد ويزيد من صعوبة التوصل لتسوية سلمية.
آخر تحديث: 27 أكتوبر 2025 - 17:09