السعودية تستنكر "الانتهاكات" خلال هجمات الدعم السريع على الفاشر
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
استنكرت السعودية، الثلاثاء، "الانتهاكات الإنسانية الجسيمة" خلال هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان، ودعت الأخيرة إلى الالتزام بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى المدينة.
جاء ذلك في بيان للخارجية السعودية، بعد يوم من إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، انسحاب الجيش من مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، لتجنيبها مزيدا من "التدمير والقتل الممنهج" على يد "الدعم السريع".
ومنذ أيام، تتهم السلطات السودانية ومنظمات دولية وأممية قوات الدعم السريع بارتكاب "مجازر وانتهاكات إنسانية" ضد المدنيين بمدينة الفاشر، بينها "إعدامات ميدانية" واعتقالات وتهجير، وذلك أثناء اقتحامها منذ الأحد، لمدينة الفاشر التي ظلت تحاصرها لأكثر من عام.
وفي وقت سابق الثلاثاء، دعت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى السماح "بممر آمن" يتيح للمدنيين مغادرة مدينة الفاشر، بينما اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني في دارفور "الدعم السريع" بقتل ألفي مدني في الفاشر خلال يومي 26 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وظلت قوات الدعم السريع تنفي الاتهامات ضدها، وتقول إنها "تنظف مدينة الفاشر وتقضي على آخر جيوب العدو (الجيش والقوات المساندة له) أثناء محاولاتهم الفرار من المدينة".
وأعربت الخارجية عن "بالغ قلق السعودية واستنكارها للانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي جرت خلال الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر".
وأوضحت أن المملكة "تشدد المملكة على ضرورة قيام قوات الدعم السريع بواجبها في حماية المدنيين، وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وفق ما ورد في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) الموقع بتاريخ 11 مايو/ أيار 2023".
و"إعلان جدة" كان أحد المحاولات الإقليمية والدولية لوقف حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، خلفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة جامعية أمريكية القتلى بنحو 130 ألفا.
ودعت السعودية إلى "العودة للحوار للتوصل بشكل فوري إلى وقف لإطلاق النار مؤكدةً على أهمية وحدة السودان وأمنه واستقراره، وضرورة الحفاظ على مؤسساته الشرعية، ورفضها للتدخلات الخارجية التي تطيل أمد الصراع، وتزيد معاناة شعب السودان الشقيق".
وخلال الأشهر الأخيرة، كرر البرهان في أكثر من مناسبة، أن الجيش لن يضع السلاح قبل القضاء على قوات الدعم السريع، مرحبا بالحوار لإنهاء الحرب بشريطة عدم مشاركة تلك القوات في أي دور مستقبلي بالسودان.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
سياسي: الجيش السوداني مسيطر.. والدعم السريع يسعى للتوازن العسكري من خلال "الفاشر"
قال جمال رائف الباحث السياسي المتخصص في الشأن الدولي، أن حالة الكر والفر المتواجدة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور الواقعة في غرب السودان، لا يمكن أن يعتمد عليها في إصدار حكم بتفوق عسكري لمليشيا الدعم السريع التي فرت وتراجعت قبل هذا من تلك النقطة.
وأضاف رائف في تصريحه لـ"الوفد"، أنه ربما في الأيام القليلة القادمة يعاود الجيش السوداني السيطرة علي "الفاشر" المؤدية إلي كردفان وهو المحور الغربي الذي تريد مليشيا الدعم السيطرة عليه لإحداث توازن عسكري في ظل تفوق سيطرة الجيش السوداني علي غالبية النقاط الجواستراتيجية.
وأكد الباحث السياسي المتخصص في الشان الدولي، أن المساحة البيضاء على الخريطة التي يسيطر عليها الجيش السوداني هي الأكبر والأكثر تأثير علي صعيد القرار السياسي والاقتصادي وأيضًا الأمني، في حين تظل المنطقة الحمراء هي منطقة حرب غير محسومة حتي الآن تري فيها ميليشيا الدعم السريع كموضع جوسياسي مهم يتواصل مع النطاق الخارجي الغربي وفكرة تقسيم السودان التي كانت تشكل دارفور إحدي النقاط مرتكزاتها وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وأشار إلى تصريحات المستشار الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولس، والتي تحدثت فيها عن رفض فكرة الحكومة الموازية بل إنه تحدث بشكل صريح عن رفض تقسيم السودان و أهمية وقف الحرب واتباع المسار السياسي، وهذا قد يدفع للتفكير نحو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد تحمل المزيد من الأعباء الأمنية بالمنطقة في الوقت الراهن.
وتابع: بشكل عام اعتقد أن تراجع الجيش السوداني هو تكتيكي لمراعة الحالة الإنسانية الكارثية التي تصنعها "الدعم السريع" والتي أشارت لها الأمم المتحدة في تقرير مكتب حقوق الإنسان تحت عنوان "السودان - تقارير مروعة عن إعدامات وانتهاكات خطيرة من قوات الدعم السريع في الفاشر وكردفان".
واختتم: بالفعل ما تقوم به ميليشيا الدعم السريع يرتقي لجرائم حرب يجب أن تتوقف.