علماء المسلمين يدين الجرائم في الفاشر ويدعو المجتمع الدولي لدعم السودان
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الجمعة، بأشد العبارات الأحداث المأساوية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان، والتي شهدت أعمال عنف دامية راح ضحيتها مئات المدنيين العزّل من نساء وأطفال وشيوخ، كما أدت إلى موجات نزوح كبيرة وانقطاع كامل للغذاء والمياه والدواء.
وفي بيان رسمي، وصف الاتحاد ما يجري بأنه "حراب وفساد كبير" واعتبره انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، داعيًا الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي إلى الوقوف مع الشعب السوداني في محنته الشديدة.
وأشار البيان إلى مسؤولية كل الأطراف المتورطة في هذه الجرائم، وطالب بفتح تحقيق دولي مستقل للكشف عن الانتهاكات التي وثقتها منظمات حقوق الإنسان، مؤكدًا على ضرورة تحرك المنظمات الدولية والإغاثية لإغاثة سكان الفاشر وفتح ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإسلامية.
ودعا الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي إلى القيام بمسؤولياتهم التاريخية تجاه السودان، والعمل على وقف القتال وإنقاذ المدنيين، كما حث القيادات الدينية والعلماء في السودان على أداء دورهم في الإصلاح وحقن الدماء. وأكد البيان تضامن الاتحاد الكامل مع الشعب السوداني وحكومته الشرعية، مشددًا على أن محنة السودان تستلزم رفع الوعي الديني والسياسي وإشراك العلماء والخطباء في الدعوة إلى السلام والعدالة.
وفي تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أكد الأمين العام للاتحاد، الدكتور علي الصلابي، على ضرورة أن تنأى سلطات الأمر الواقع في ليبيا بنفسها عن إشعال الأزمات والحروب في دول الجوار، خصوصًا في السودان. وقال الصلابي: "نطالب السلطات الليبية بأن تكون عامل أمن واستقرار، وأن تنحاز للسلام في السودان بعيدًا عن إشعال الحرب"، مشددًا على أن الصمت عن القتل وسفك الدماء غير مقبول، وأن الشعوب العربية والإسلامية مطالبة بالوقوف مع الشعوب المظلومة، ودعم الشرعية في السودان.
وأكد الصلابي أن استمرار النزاع المسلح يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها، محذرًا من انعكاساته السلبية على ليبيا وبلدان الجوار، وداعيًا جميع القوى الإقليمية والدولية للعمل على نزع فتيل العنف وإنقاذ المدنيين قبل وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية.
يذكر أن مدينة الفاشر تعرضت مؤخرًا لهجمات دامية من ميليشيات "الدعم السريع"، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتهجير آلاف الأسر، وسط تحذيرات من استمرار الأزمة الإنسانية وتصاعد العنف الذي يهدد استقرار دارفور والسودان ككل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الفاشر السودان الحرب السودان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حرب الفاشر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السودان
إقرأ أيضاً:
الأورومتوسطي يطالب المجتمع الدولي بحماية سكان غزة من الجرائم الصهيونية
غزة|يمانيون
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن العدو الإسرائيلي يواصل تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ولكن بوتيرة أقل ضجيجًا ومنهجية جديدة تقوم على خرق وقف إطلاق النار بشكل يومي عبر قصف محدود، يتطور كل بضعة أيام إلى حملات قصف واسعة تستهدف المدنيين في مراكز النزوح والمنازل والخيام.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له، اليوم الجمعة، أن العدو الإسرائيلي ينفذ منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر /تشرين أول الجاري، سياسة التصعيد المتدرج، فيتحول من قصف متقطع إلى موجات إبادة واسعة.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن العدو الإسرائيلي قتل 219 فلسطينيًا، ضمنهم 85 طفلًا، منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، بمعدل قتل يزيد على 10 فلسطينيين يوميًا وإصابة نحو 600 آخرين، بواقع إصابة 28.5 يوميًا، وهي معدلات مرتفعة وتدلل على أن العدو الإسرائيلي لم يتوقف عن منهج القتل الذي بدأه قبل أكثر من عامين.
وبيّن الأورومتوسطي أنه إلى جانب إطلاق النار والقصف اليومي، نفذ العدو الإسرائيلي موجتي عدوان كبيرتين، أولاهما يوم 19 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، أسفرت عن استشهاد 47 فلسطينيًا، بينهم 20 طفلًا و6 نساء، وثانيهما يوما 28 و29 أكتوبر/تشرين أول، حيث استشهد خلالهما 110 فلسطينيين، بينهم 46 طفلًا و20 امرأة.
وأشار إلى أن القصف المدفعي وإطلاق النار ونسف المباني تكرر في اليومين الماضيين وحتى صباح اليوم الجمعة في الأحياء الشرقية لخانيونس جنوبي القطاع وفي مدينة غزة، ما يشير إلى أن العدو الإسرائيلي يسعى لتكريس أمر واقع جديد تبيح فيه لنفسها باستمرار أعمالها الحربية في المنطقة التي تسيطر عليها في قطاع غزة، والتي تمثل نحو 50% من مساحة القطاع، وإخراجها من معادلة وقف إطلاق النار، رغم أن كل ذلك يجري دون أعمال قتالية أي تنفيذ عمليات بهدف التدمير وإعدام سبل الحياة مستقبلًا.
وأشار إلى أن فريقه الميداني وثّق تحرّكاتٍ لآليات العدو الإسرائيلي في مخيم جباليا شماليّ قطاع غزة، حيث وضع كتلا إسمنتية صفراء في مناطق محددة كإشاراتٍ لتحذير السكان من الاقتراب منها؛ وأدّى ذلك إلى موجة نزوحٍ جديدةٍ شملت مئات السكان والنازحين الذين كانوا عادوا إلى المخيم وشرعوا بمحاولاتٍ لترتيب شؤون حياتهم وسط واقعٍ مدمرٍ بالكامل تقريبًا.
ونبه المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق في موجة العدوان الواسعة الأخيرة يومي 28 و29 أكتوبر/تشرين أول عشرات الغارات التي افتقرت في مجملها لمبدأ الضرورة والتمييز، ما يؤكد أنها جاءت في إطار الانتقام والعقاب الجماعي والاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
على سبيل المثال، أشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت في مدينة غزة مساء يوم الثلاثاء 28 أكتوبر/تشرين أول، منزلًا لعائلة “البنا” في حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرة مدنيين، بينهم 4 أطفال و3 نساء. وبعدها بوقت قصير، استهدفت غارة إسرائيلية أخرى مركبة مدنية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، فقتلت أسرة مكونة من 5 أفراد كانت بداخلها، وهم: “عايش سعدي عايش” العمصي (33 عامًا) وزوجته “هبة غازي عيسى القدرة” (28 عامًا)، وأطفالهما: “أنس” (8 أعوام) و”سعدي” (6 أعوام) و”ريما” (3 أعوام)، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح.
كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلين لعائلة “أبو دلال” في مخيم النصيرات وسط القطاع فجر يوم الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين أول الجاري، ما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينيًّا، بينهم 7 أطفال و3 نساء، أغلبهم من أسرة واحدة.
وفجر اليوم ذاته، قصفت الطائرات الإسرائيلية أيضا خيمة للنازحين في مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين بينهم سيدة و5 من أبنائها، بينهم 3 أطفال.
واستخدمت القوات الإسرائيلية طائرة مسيّرة مفخخة فجر اليوم نفسه في استهداف خيمة نازحين وسط ساحة بلدية دير البلح وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد زوجين وأطفالهما الثلاثة من عائلة “العطار.”
وتكررت الهجمات في حي الأمل وشارع اليرموك ومخيمات البريج والنصيرات ودير البلح، حيث سوّيت منازل بالخيام، وتحولت مراكز إيواء المدارس إلى مقابر جماعية.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن هذه الجرائم لا تُعدّ حوادث منفصلة، بل تمثل نمطًا متعمّدًا يعكس توجهًا واضحًا لدى المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي نحو تقويض وقف إطلاق النار من خلال انتهاج سياسة “القتل المتقطع”، بما يُبقي العدوان العسكري في حالة استمراريةٍ دائمة، ويُتيح مواصلة جريمة الإبادة الجماعية تحت غطاء من الصمت الدولي والتواطؤ السياسي.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن أخطر ما يجري حاليًا هو ما يبدو كمخطط لإعادة رسم الخريطة الجغرافية لقطاع غزة، عبر فرض تقسيم فعلي بين شرقه وغربه، واقتطاع أجزاء واسعه من جنوبه (رفح) وشماله (بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من مخيم جباليا)، وإقامة مناطق حمراء وصفراء تمنح فيها إسرائيل نفسها بدعم أميركي صلاحيات مطلقة في الاستهداف والتدمير.
وحذر بأن هذا التقسيم يؤدي عمليًا إلى تفكيك وحدة النطاق الجغرافي، وتحويل القطاع إلى مساحة غير قابلة للحياة، ودفع السكان نحو الهجرة القسرية باعتبارها الخيار الوحيد للبقاء.
وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لفرض حماية فورية للمدنيين، ووقف جميع أشكال القصف والحصار، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق آلية دولية للمساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة.