يمر السودان بمرحلة مفصلية عقب إعلان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، انسحاب قواته من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، بعد حصار خانق دام نحو 18 شهراً فرضته قوات الدعم السريع، وأسفر عن تدهور إنساني غير مسبوق.

وفي أول تعليق سياسي رفيع المستوى بعد التطورات، أكد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار أن ما حدث يستدعي تماسك السودانيين وتحمّل المسؤولية، مشدداً على أن البلاد تمر بلحظة صعبة لكنها ليست النهاية، متعهداً ببذل كل الجهود لتجاوز هذه المحنة الوطنية.



مجازر وانتهاكات مروعة

تزامن سقوط الفاشر مع موجة استنكار دولية واسعة بعد انتشار مقاطع مصورة تظهر عمليات قتل وإعدام ميداني لمدنيين حاولوا الفرار من المدينة. وأكدت القوة المشتركة المساندة للجيش أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجازر راح ضحيتها أكثر من ألفي مدني خلال يومين فقط، معظمهم نساء وأطفال وكبار سن، معتبرة أن هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.

كما أعلنت شبكة أطباء السودان عن اختطاف ستة من الكوادر الطبية بينهم أربعة أطباء وصيدلي خلال قيامهم بمهام علاجية أثناء الحصار، وطلب فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، محملة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامتهم.

ردود فعل دولية

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلق بالغ إزاء تفاقم الصراع، داعياً إلى رفع الحصار فوراً عن الفاشر وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، مستنكراً الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل هجمات عشوائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية والعنف القائم على النوع والدوافع العرقية.

وأدان الاتحاد الإفريقي واليونيسف والمنظمة الدولية للهجرة الوضع المفزع في المدينة، مشيرين إلى حالات متزايدة للجفاف وسوء التغذية والصدمات النفسية بين الفارين عبر طرق وعرة وغير آمنة، مع استمرار النزوح نحو بلدات قريبة تستخدم كملاجئ مؤقتة. وأوضحت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع احتجزت بعض المدنيين في مناطق مجاورة في محاولة لإنشاء مخيمات نازحين قسرية.




تحذيرات واستراتيجيات داخلية

حذر الكاتب والإعلامي السوداني الهندي عزالدين من مؤامرة دولية وصهيوإماراتية تستهدف السودان، مؤكداً أن وحدة الجبهة الداخلية والحلفاء العسكريين تمثل مفتاح النصر على المخطط الصهيوماراتي، محذراً من التفكك الداخلي للجيش وانفراد القيادة.

وأكد عزالدين أن الاستماع لنصائح مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، قد يؤدي إلى هزيمة نكراء، موضحاً أن ما جرى في بارا والفاشر هو نتيجة مباشرة للانصياع لهذه النصائح.

~ وحدة الجبهة الداخلية أهم مفاتيح النصر العسكري على المؤامرة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وممثلها اللبناني تاجر الشاحنات المستعملة "مسعد بولس".
~ ما حدث في الفاشر هو عدوان جوي أجنبي بعلم وموافقة ومشاركة أميركا.
~ إن عمل الرئيس البرهان عكس روشتة "بولس" ، هو شفرة النصر… — الهندي عز الدين (@elhindiizz) October 29, 2025

الوضع الأمني في شمال كردفان

في المقابل، أكد والي شمال كردفان، الأستاذ عبدالخالق عبداللطيف، هدوء واستقرار الأوضاع الأمنية بمدينة الأبيض، مشدداً على أن المدينة ستظل صامدة وعصية على المتمردين، وأن الحكومة ستواصل دعم القوات المسلحة والمستنفَرين حتى تحرير آخر شبر دنسته المليشيا.

وأشار إلى الانتصارات الكاسحة في الفاشر بعد أكثر من 276 هجومًا للمليشيا، وأشاد بصمود المواطنين والمقاومة الشعبية وكتائب الإسناد. كما طمأن الوالي المواطنين بعد جولة في سوق الأبيض الكبير، مؤكداً أن المدن المجاورة مثل أم روابة والرهد أبودكنة تشهد هدوءاً واستقراراً بفضل انتشار القوات.

الحكومة تتصدى لحملات التضليل الإعلامي

وفي بورتسودان، أكد وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر أن الحكومة السودانية ترصد حملات إعلامية مبرمجة لتضليل الرأي العام، مشيراً إلى الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدينتي الفاشر وبارا، مع منع وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من عام.

وشدد الإعيسر على أن ملاحقة المليشيا قضائياً مستمرة داخل السودان وخارجه، مؤكداً أن الشعب السوداني هو الجهة المخولة بالعفو أو المحاسبة، وأن الحكومة ملتزمة بتوصيل المساعدات وتعزيز الجيش الواحد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السودان دارفور السودان دارفور مواجهات مواقف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الحكومة السودانية تدعو إلى تصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية

قال المتحدث باسم الحكومة السودانية: “ندعو الإعلام المحلي والدولي لتسليط الضوء على انتهاكات الميليشيا في الفاشر”.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة السودانية: “ندعو لمحاسبة قادة ميليشيا الدعم السريع ومن يساندهم”.

وتابع: “ميليشيا الدعم السريع روعت المدنيين في مدينة بارا بشمال كردفان وقتلتهم بدم بارد”.

واستطرد: "ندعو إلى تصنيف ميليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية".

فيما ذكرت غرفة طوارئ طويلة بغرب السودان أن المدينة تشهد تدفقا للنازحين القادمين من الفاشر.

أبو الغيط: تصور إسرائيل أنها ترسم معالم شرق أوسط جديد بالبارود والدم.. وهمباكستان: هجمات الاحتلال على غزة تهدد بتقويض جهود إرساء السلام بالمنطقة

وقالت غرفة طوارئ طويلة بغرب السودان إن النازحين الذين وصلوا مدينة طويلة يعانون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة.

وذكرت غرفة طوارئ طويلة بغرب السودان أن النازحين يعانون من نقص في الغذاء وانتشار لحالات سوء التغذية.

فيما ذكر ممثل اليونيسف في السودان أن “هناك 130 ألف طفل كانوا في الفاشر، ولا أرقام دقيقة لدينا بشأن من غادرها”.

وقال ممثل اليونيسف في السودان: “السكان في الفاشر يعانون من ظروف صعبة ومن سوء تغذية”.

وأضاف ممثل اليونيسف في السودان: “تلقينا تقارير عديدة بشأن أعمال عنف ضد الأطفال في الفاشر، ولهذا  يجب حماية المدنيين والسماح للعائلات والأطفال بالمغادرة في الفاشر”.

ولفت نائبة مفوض العون الإنساني في السودان إلى أن قوات الدعم السريع قتلت 2000 مدني بالفاشر بينهم نساء وأطفال.

طباعة شارك غرفة طوارئ السودان للنازحين القادمين المتحدث باسم الحكومة السودانية الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • تحذير من الدور الإماراتي في السودان.. ودعوة للوحدة لدحر العدوان
  • الحكومة السودانية تتهم الدعم السريع بارتكاب فظائع في الفاشر
  • الحكومة السودانية: قوات الدعم السريع تُروع المدنيين شمال كردفان وتقتلهم بدم بارد
  • الحكومة السودانية تدعو إلى تصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية
  • إدانات عربية لـانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
  • الأمم المتحدة تتهم "قوات الدعم السريع" بارتكاب جرائم في مدينتين بالسودان
  • السودان.. الأمم المتحدة تتهم "الدعم السريع" بارتكاب فظائع في الفاشر
  • محللون: تقدم الدعم السريع يزيد المخاوف من تقسيم السودان
  • دعوة أممية لوقف إطلاق النار فورا بالسودان ونزوح بعد تقدم الدعم السريع بالفاشر