يمانيون:
2025-10-30@16:58:34 GMT

العطاء السرمدي

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

العطاء السرمدي

يمانيون| بقلم: خلود سفيان
الوطن ليس مجرد أرض بل هو الروح التي تسكن القلوب والعهد الذي لا يُخلف. هو القبلة التي تشرق منها كرامتنا, وفي محراب هذا العشق الأبدي يصبح كل غالٍ رخيصًا وكل كنوز الدنيا لا توازي شبرًا واحدًا من تربته المقدسة, لأن عزنا يرتفع بارتفاع رايته ومن أجل عزة هذا التراب خاض الأبطال غمار التضحية وامتطوا صهوة الموت ليس طلبًا لمجد زائل بل وفاءً لميثاقٍ أبدي بين السماء والأرض.

نعم الحديث هنا عن الشهداء فوارس النور الذين لم يرسموا النصر بالحبر بل بـأبجدية دمٍ لا تمحى. هم الكلمات الأبهى في سجل الوجود الذين لونوا أرضنا بـخضرة روضاتهم المباركة. لو أردنا أن نروي حكاياتهم لضاق بنا محيط الكلمات ولو تحولت بحار الدنيا إلى مداد وأشجارها إلى أقلام وجبالها إلى صفحات ما استطعنا أن نفي هذه الهامات الشامخة حقها من العظمة. بفضلهم نتنفس العز في صدورنا وبفضل تضحياتهم الخالدة صمدنا كالجبال الرواسي في وجه أعتى قوى البغي والظلام. هم مصدر إلهام لا ينضب ومدرسة للعبر لا تغلق أبوابها. سلام على أرواحٍ ارتفعت فكانت نجومًا تضيء الدرب!
لقد سطر التاريخ الكثير عن الأبطال لكن لشهداء اليمن في هذا العصر مقام لا يُدانيه شيء وذكر يتجاوز حدود الأساطير. وعلى رأس هذا الموكبِ المهيب يقف القادة الذين أسسوا للمجد،
هنا يقف رئيس الشهداء الرئيس صالح علي الصماد الذي حول منصبه إلى منصة للتضحية وكتب بدمه دستور العزة الوطنية.
وهناك يشرق نور القائد القرآني والعلم الرباني السيد حسين بدر الدين الحوثي صدح بالحق في زمن الصمت فكان الشرارة الأولى والنهج القويم وأعلى كلمة الله رغم سيل التحديات الجارف.
إن الحديث عن عظمتهم وعن ما جادوا به يتوقف عنده اللسان عجزاً وتخرس الأبجدية خجلاً. أي عاطفةٍ يمكن أن تصف تلك القامات؟ وأي بيانٍ يمكن أن يحيط بتضحياتهم؟ أمامهم لا نملك سوى أن ندع القلب يصرخ صمتاً لأن الكلمات تصبح ضئيلة وعاجزة أمام قممهم الشاهقة.
الشهداء ليسوا مجرد ذكرى بل هم مشكاة العطاء السرمدي والنهر الجاري الذي يروي جذور البلاد. فكيف نختار ومن نذكر؟
هل نكتب عن عظمة السيد أحمد العزي؟ أم عن شجاعة الملصي ورفاق دربه؟ أم عن بطولة طومر التي أصبحت نشيدًا؟ أم عن أسرار رجم الحجارة؟ أم عن عهد حامل أخيه ؟ أم عن بصيرة لطف القحوم؟ أم عن صمود الشهيد الغماري؟ أم عن قصة المدفون حياً؟ إنهم كثر كثر جدًا أبطال تجاوزوا الوصف وواجهوا المنية بقلوب أسود لم تعرف الخوف.
إنهم أعظم من أن تحيط بهم قصيدة أو يحصرهم يوم أو عام. الشهداء هم المهندسون الحقيقيون للمستقبل وهم القدوة المنقوشة في ضمير كل جيل. هم صناع النصر في كل عصر وحجر الزاوية الذي لا يتزحزح. لقد سقوا الأرض بدمائهم الطاهرة وكانت أجسادهم بذرةً للعز فكان الحصاد نصراً مبينًا وكرامةً لا تمس.
سلام عليكم يا أولياء الله ويا خطوط الدفاع الأخيرة عن كرامة هذا الوطن ويا قمم العظمة والخلود الأبدي.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: مصر أرض العظماء لا تنسى أبناءها الذين صنعوا مجدها

أكد الإعلامي أحمد موسى أن مصر ستظل وفية لأبنائها الذين صنعوا تاريخها وبنوا مجدها في شتى المجالات، مشددًا على أن رموز الوطن من فنانين ومثقفين وعلماء ورجال دين يمثلون «الذاكرة الحية ووجدان الأمة».

وقال موسى، خلال تقديمه برنامج «على مسئوليتي» على قناة صدى البلد، إن مصر تفخر بكل من ساهموا في نهضتها عبر التاريخ، مضيفًا: «لن تنسى مصر رموزها الكبار مثل عادل إمام، عمر الشريف، صلاح السعدني، عبد الحليم حافظ، سعاد حسني، محمد فريد، مصطفى كامل، نجيب محفوظ، أم كلثوم، ومحمد منير، وغيرهم من العظماء الذين لا يمكن حصرهم».

وأشار إلى أن الحديث عن تاريخ مصر لا يمكن أن يختصر في كلمات، قائلًا: «لو اتكلمنا من النهارده للسنة الجاية مش هنقدر نغطي كل تاريخ مصر، لأنها بلد عامرة بالرموز في كل مجال».

وتابع موسى حديثه مؤكدًا أن مصر تمتلك رصيدًا فريدًا من الإنجازات في السياسة والفكر والعلم والفن، مستشهدًا بما حققه الرئيس أنور السادات من إنجازات نال عنها جائزة نوبل للسلام، وكذلك نجيب محفوظ في الأدب، وأحمد زويل في الكيمياء، ومحمد البرادعي، رغم ما وصفه موسى بـ«الأخطاء والكوارث» التي وقعت لاحقًا.

وأوضح الإعلامي أن مصر لا تضاهيها أي دولة في حجم رموزها وتأثيرهم حول العالم، مؤكدًا: «قولوا لي مين عنده تاريخ زي مصر؟ عندنا رموز في الفن والثقافة والرياضة والعلم، بيشكلوا قوة ناعمة للعالم كله».

كما أشار إلى أن محمد صلاح يعد أحد أبرز الوجوه الحديثة التي ترفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية، مؤكدًا أن مصر قادرة على إنجاب أجيال جديدة من المبدعين والعظماء.

واختتم أحمد موسى حديثه بكلمات مؤثرة قائلاً: «مهما قلت عن بلدي مش هوفيها حقها، لأنها دايمًا بتخرج عباقرة ومبدعين من كل جيل، بيكملوا مسيرة المجد والعطاء».

طباعة شارك مصر البرادعي عادل امام ام كلثوم عظماء مصر الحضارة

مقالات مشابهة

  • الجيش الألماني يتأهب لأي تجاوز روسي
  • ثلث الصحفيين ينشرون أعمالهم خارج إطار مؤسساتهم.. لماذا؟
  • ما هي مبادرة «مصر معاكم» التي أطلقها الرئيس السيسي؟
  • من هم المتقون الذين يدخلون الجنة ويخلدون فيها للأبد؟
  • رجال الله أيقونة البذل التي ما غابت عن سماء العِزة
  • دعاء الثلث الأخير من الليل.. ردد أطيب الكلمات من سنة النبي
  • البرهان: سنقتص لأهلنا الذين أصابهم الظلم في الفاشر
  • أحمد موسى: مصر أرض العظماء لا تنسى أبناءها الذين صنعوا مجدها
  • الـNBN في أعنف حملة على القوات: إنهم الوشاة!