6-7 الكلمة الغامضة التي حيّرت المعلمين والآباء تتصدر قواميس عام 2025
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
أعلنت منصة ديكشنري أن كلمة العام 2025 هي "6-7″، وتُلفظ "سيكس سفن" (Six seven)، وهو تعبير عامي ساخر وغامض انتشر على نطاق واسع بين أفراد جيل ألفا، وأثار انقساما طريفا بين الأجيال.
التعبير الذي وُصف بأنه "عبثي ومليء باللامعقول المرح"، يُستخدم بكثرة في المدارس ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبح ظاهرة لغوية لافتة.
وقال ستيف جونسون، مدير قسم المعاجم التابع لمنصة آي إكس إل التعليمية (IXL Learning)، في حديثه لشبكة سي بي إس، إن اختيار الكلمة جاء بعد أن لاحظ الفريق مدى انتشارها السريع في المحادثات اليومية وعلى الإنترنت، "كنا نظن أن الكلمة ستختفي سريعا، لكنها استمرت في الانتشار حتى تحولت إلى ظاهرة ثقافية حقيقية". مشيرا إلى أن المعلمين باتوا يسمعونها يوميا من طلابهم الذين يرددونها عشوائيا.
ظاهرة لغوية بلا معنى محددما يميز "6-7" عن الكلمات السابقة المختارة هو أنها لا تحمل معنى واضحا.
وأوضح جونسون: "هذه أول مرة نختار كلمة للعام تكون في الأساس تعبيرا صوتيا أو انفعاليا، يُستخدم فقط للنداء أو الصياح، وهذا ما يجعلها مثيرة للاهتمام".
وبحسب تعريف "ديكشنري"، يُعتقد أن الكلمة قد تُستخدم أحيانا بمعنى "عادي" أو "هكذا وهكذا"، إذ تُقال أحيانا مع حركة اليدين للأعلى والأسفل بطريقة تعبيرية، لكنها تبقى بلا معنى ثابت.
ووصف الموقع هذا التعبير بأنه مثال على ما يُعرف بـ"Slang brainrot"، أي العامية العبثية التي تُستخدم لمجرد الدعابة والمبالغة الطفولية.
ويُنظر إليها أيضا كرمز للانتماء الجيلي بين الشباب، إذ يقول جونسون: "هي وسيلة لقول: أنا أنتمي لهذا الجيل، وهذه طريقتنا في التواصل".
يُعزى أصل التعبير إلى أغنية لمغني الراب سكريلا بعنوان "دوت دوت (6 7)"، والتي تتضمن عبارة "6-7" في كلماتها. وقد انتشر هذا التعبير لأول مرة عبر مقاطع فيديو على منصتي تيك توك وإنستغرام، حيث رُبط في البداية بلاعب كرة السلة الأميركي لاميلو بول، الذي يبلغ طوله 6 أقدام و7 بوصات، مما ساهم في زيادة انتشار المصطلح.
إعلانكما لعب الشاب تايلن كيني، المعروف اختصارا بـ"تي كيه" (TK)، دورا مهما في تعميم استخدام التعبير بين فئة الشباب من خلال مقاطع الفيديو التي كان يردد فيها الكلمة بطريقة فكاهية، مما جعلها تتحول إلى "ميم" واسع الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن هذه المقاطع ساعدت في جعل مصطلح "6-7" جزءا من الثقافة الرقمية الحديثة، قبل أن يظهر مؤخرا في إحدى حلقات مسلسل "ساوث بارك" (South Park)، مما رسّخ مكانته في لغة الإنترنت وجيل ألفا.
قائمة الترشيحات النهائية لكلمة العام 2025ذكرت منصة "ديكشنري" أن القائمة القصيرة لكلمة العام تضمنت مصطلحات أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والسياسة والثقافة الرقمية، من بينها:
Agentic: يُستخدم لوصف الذكاء الاصطناعي القادر على العمل بشكل مستقل لتنفيذ مهام.
Aura farming: تعني “زراعة الكاريزما” أي بناء الهالة الشخصية لجذب الانتباه على الإنترنت.
Gen Z stare: تعبير وجهي بارد ولامبالي يميز جيل زد.
Overtourism: الإفراط في السياحة وتأثيراته السلبية على البيئة والمجتمعات المحلية.
Tariff: الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات والصادرات.
Tradwife: مصطلح يُستخدم لوصف المرأة المتزوجة التي تختار دور الزوجة التقليدية المكرسة للمنزل، وغالبا ما يرتبط بالقيم المحافظة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ی ستخدم
إقرأ أيضاً:
معنى قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب.. وهل يفيد إثبات جهة معينة لله؟
يتساءل البعض عن معنى قوله تعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب" وهل يفيد إثبات جهة معينة لله تعالى؟، حيث ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤالًا يقول: ما معنى الصعود لله في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾؟ وهل يفيد إثبات جهة معينة لله تعالى؟
معنى قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيبوقالت دار الإفتاء في بيانها المراد بالصعود في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10] إما أن يكونَ الصعود إليه سبحانه؛ فيكون مجازًا عن علو المكانة ورُقيِّ المرتبة عنده؛ لاستحالة المكان في حقه سبحانه، وإما أن يكون لمواضع مخلوقاته المشرفة؛ فيصحّ فيه ارتفاع المكانة أو المكان.
قال الإمام بدر الدين بن جماعة الشافعي في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل" (ص: 111-112، ط. دار السلام): [قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، ﴿تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْه﴾ [المعارج: 4]، ﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: 55]: اعْلَم أَنه قد تقدَّم الكلامُ عليه في آيَة الاسْتوَاء، ونزيد هَهُنَا: أَنه إِذا ثَبت اسْتِحَالَةُ الْجِهَة فِي حَقه تَعَالَى وَجب تَأْوِيل هَذِه الْآيَات، وَأَن المُرَاد: يصعد ويعرج إِلَى مَحل أمره وإرادته، أَو أَنَّ المُرَاد بالمعارج: الرتب والدرجات؛ كَمَا ورد فِي دَرَجَات الْجنَّة، وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ: الدَّرَجَات الَّتِي هِيَ مراقي من سفل إِلَى علو الرُّتْبَة والمنازل عِنْده تَعَالَى، وَفِي إفاضات النعم فِي الْجنَّة، ومنه قولُه تعالى: ﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾، وقوله: ﴿بَل رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ﴾ إِلَى مَحل كرامته؛ كَمَا يُقَال: رفع السُّلْطَان فلَانا إِلَيْهِ؛ لَيْسَ المُرَاد مَكَانًا وَلَا جِهَة علو، بل قرب رُتْبَة ومنزلة] اهـ.
وتابعت الإفتاء: اتَّفق علماء المسلمين على أنَّ العروج إلى الله تعالى إنما هو بالرتبة والمنزلة والمكانة، لا بالمسافة والانتقال؛ لأنَّه تعالى مُنزَّهٌ عن المكان والجهة والنُقلة ودُنوِّ الْمسَافَة؛ قال الإمام الثعلبي في "الكشف والبيان" (25/ 86، ط. دار التفسير): [ودُنوّ الله من العبد ودنوّ العبد من الله تعالى بالرتبة، والمنزلة، والمكانة، وإجابة الدعوة، لا بالمسافة؛ لأن المسافة لمن يكون له المكان مشتغلًا به، فيكون بينه وبين المكان الآخر مسافة، وذلك كله من أمارات الأجسام وخواصها، والله عزَّ شأنه يتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا، وإنما هو كقوله تعالى: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ﴾ [البقرة: 186]، وقوله: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ﴾ [الواقعة: 85]؛ يعني: بالعلم والقدرة وإجابة الدعوة] اهـ.
كما قال الإمام القرطبي المالكي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (11/ 333، ط. دار الكتب المصرية-القاهرة): [وقال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى» المعنى: فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن الباريَ سبحانه وتعالى ليس في جهة] اهـ.
وقال الإمام بدر الدين بن جماعة الشافعي في كتابه "إيضاح الدليل" (ص: 144): [اعْلَم أَن دنو الْمسَافَة على الله تَعَالَى محَال] اهـ.
وقال العلَّامة القسطلاني الشافعي في "إرشاد الساري" (10/ 393، ط. الأميرية) عند شرحه لقول زينب بنت جحش رضي الله عنها: "إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ": [وذات الله تعالى منزّهة عن المكان والجهة، فالمراد بقولها: "فِي السَّمَاءِ": الإشارة إلى علوّ الذات والصفات، وليس ذلك باعتبار أنَّ محله تعالى في السماء، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا] اهـ.
إثبات جهة معينة لله تعالى
وشددت الإفتاء: قد صنَّف العلماء قديمًا وحديثًا في نفي الجهة عن الله سبحانه تعالى، وخصصوا الأبواب والفصول في الرد على من يدَّعي ذلك من الجهمية المُجسمة والمشبهة، ومن على شاكلتهم ممن يتعلَّقون بالظواهر، التي دلت الأدلة القطعية على أنها غير مرادة على جهة الحقيقة؛ فخصص الإمام البخاري بابًا في "صحيحه" للرد على الجهمية المجسِّمة المتعلقين بظاهر الآيات والأحاديث، فقال: (باب قول الله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْه﴾ [المعارج: 4]، وقوله جل ذكره: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، وقال أبو جمرة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: بلغ أبا ذر رضي الله عنه مبعثُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لأخيه: "اعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء"، وقال مجاهد: "العمل الصالح يرفع الكلم الطيب" يقال: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾ [المعارج: 3]: "الملائكة تعرج إلى الله").
قال العلّامة ابن بطَّال في "شرح صحيح البخاري" (10 /453، ط. مكتبة الرشد): [غرضُه في هذا الباب: رد شبهة الجهمية المجسمة في تعلقها بظاهر قوله تعالى: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ ۞ تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 3-4]، وقوله: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، وما تضمنته أحاديث الباب من هذا المعنى، وقد تقدم الكلام في الرد عليهم؛ وهو: أنَّ الدلائل الواضحة قد قامت على أن الباري تعالى ليس بجسمٍ، ولا محتاجًا إلى مكان يحلُّه ويستقر فيه؛ لأنه تعالى قد كان ولا مكان، وهو على ما كان ثم خلق المكان، فمحال كونه غنيًّا عن المكان قبل خلقه إياه، ثم يحتاج إليه بعد خلقه له، هذا مستحيل، فلا حجة لهم في قوله: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾؛ لأنه إنما أضاف المعارج إليه إضافة فعل، وقد كان لا فعل له موجود.
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾ هو بمعنى: العلو والرفعة. وكذلك لا شبهة لهم في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾؛ لأنَّ صعود الكلم إلى الله تعالى لا يقتضي كونه في جهة العلو؛ لأنَّ الباري تعالى لا تحويه جهة؛ إذ كان موجودًا ولا جهة، وإذا صح ذلك وجب صرفُ هذا عن ظاهره وإجراؤه على المجاز؛ لبطلان إجرائه على الحقيقة، فوجب أن يكون تأويل قوله: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾ رفعته واعتلاؤه على خليقته وتنزيهه عن الكون في جهة؛ لأنَّ في ذلك ما يوجب كونه جسمًا، تعالى الله عن ذلك. وأما وصف الكلام بالصعود إليه فمجاز أيضًا واتساع؛ لأن الكلم عَرَضٌ، والعرض لا يصح أن يَفْعَل؛ لأن من شرط الفاعل كونَه حيًّا قادرًا عالمًا مريدًا، فوجب صرفُ الصعود المضاف إلى الكلم إلى الملائكة الصاعدين به] اهـ.
واختتمت الإفتاء بالقول : "على ذلك، فالذي عليه الأمة الإسلامية كلها بفقهائها ومُحدثيها ومتكلميها أن الصعود إليه سبحانه معناه ارتفاع الرتب وزيادة الفضائل وعلو المكانة وشرف المنزلة، ونحو ذلك؛ مما ليس فيه صعودٌ حِسِّيٌّ ولا نُقلةٌ أو قطع مسافة.