قال الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة القاهرة، إن المسلة المعلقة في المتحف المصري الكبير تُعد الأولى من نوعها في العالم، ولن يتكرر وجود متحف آخر يعرض مسلة معلقة بهذا الشكل الفريد.

وأضاف بدران في حديثه لـ"الوفد"، أن فكرة تنفيذ هذه المسلة المعلقة جاءت من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بقيادة اللواء عاطف مفتاح وفريق العمل القائم على مشروع المتحف المصري الكبير.

وأكد المصريون القدماء كانوا يعتبرون المسلة رمزًا دينيًا مهمًا للغاية في عقيدتهم، إذ كانت تمثل شعاع الشمس المتجمد، ورمز الصلة بين الأرض والسماء، وعندما كان الحرفيون في العصور القديمة ينحتون المسلات في المحاجر، كانوا يتعاملون معها باعتبارها حجرًا واحدًا كاملًا، فالمسلة لا تُبنى من أجزاء، بل تُنحت من كتلة حجرية واحدة.

وتابع: عند اكتمال نحت المسلة، كان العامل ينحت على قاعدتها الخَرطوش الملكي، الذي يحمل اسم الفرعون وذلك يعد بمثابة "ختم" يحفظ حق وملكية المسلة للملك الذي تنتمي إليه، فمثلًا هذه مسلة رمسيس الثاني أو تحتمس الثالث أو حتشبسوت، فلا يجوز لأحد المساس بها.

وأوضح أن هذه المسلة الموجودة أمام المتحف الكبير تنتمي للملك رمسيس الثاني في الأسرة الـ 19 "دولة حديثة"، وتم جلبها من "تانيس" وهي مدينة مصرية قديمة مكانها الحالي "صان الحجر" في محافظة الشرقية، ويبلغ  ارتفاع المسلة 16 متر ووزنها حوالي 100 طن.

ووُجد على قاعدة المسلة خَرطوشان يضمان الاسمين الملكيين لرمسيس الثاني وهما:-

الاسم الأول: "وسر ماعت رع ستبن رع"، ويعني عدالة رع المختار من رع، وهو اسم التتويج.

أما الاسم الثاني: "رع مسو مري آمون"، ويعني رع أنجبه محبوب آمون، وهو اسم الميلاد.

واستكمل: قد ظل هذان الاسمان مخفيين عن الأنظار لآلاف السنين، لأن قاعدة المسلة كانت مثبتة في الأرض، فلا يمكن رؤيتهما، أما في تصميم المسلة المعلقة الحديثة، فقد تم ابتكار قاعدة حجرية من الجرانيت الأسود تحتوي على فراغ زجاجي شفاف يسمح للزوار بالمرور أسفل المسلة ومشاهدة الخرطوشين الملكيين بوضوح، لأول مرة منذ أكثر من 3300 عام.

وعلى قاعدة المسلة نُقشت كلمة "مصر" بجميع لغات العالم، بدءًا من اللغة المصرية القديمة بالخط الهيروغليفي، مرورًا بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية وغيرها، في رسالة رمزية تؤكد عالمية الحضارة المصرية وخلودها.

واختتم: خلف المسلة مباشرة، يطل الزائر على واجهة المتحف المصري الكبير المهيبة، بعرض يقارب 600 متر وارتفاع يبلغ 45 مترًا، تزينها خراطيش هيروغليفية تحمل أسماء ملوك مصر العظام مثل: خوفو، خفرع، سنفرو، توت عنخ آمون، تحتمس الثالث، ورمسيس الثاني وغيرهم من ملوك المجد والخلود.

مصر على موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير:بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رمسيس الثانى المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير سعر المتحف المصري الكبير تذكرة المتحف المصري الكبير سعر تذكرة المتحف المصري الكبير المتحف المصري اخبار المتحف المصري موعد افتتاح المتحف المصري الكبير تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير احتفالية المتحف المصري الكبير إجازة المتحف المصري الكبير توت عنخ آمون قاعة توت عنخ آمون المتحف المصری الکبیر المسلة المعلقة رمسیس الثانی أکثر من

إقرأ أيضاً:

تعرف على صاحب فكرة نقل تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير

 الدكتور المهندس أحمد محمد حسین (1944-2017)، أحد رموز الهندسة الميكانيكية في مصر، وأستاذ بكلية الهندسة- جامعة عين شمس، وصاحب الإنجاز الهندسي الفريد في نقل تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير دون تفكيك.

تخرّج من جامعة عين شمس عام 1965 حاصلًا على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ثم نال درجة الدكتوراه في الميكانيكا التطبيقية من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة عام 1975.

كرّس الدكتور حسين حياته للعمل الأكاديمي والبحثي والتأليف، فأسهم بمؤلفاته ودراساته في إثراء المكتبة الهندسية المصرية. ويُعد أبرز إنجازاته قيادته لمشروع نقل تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ وزنه 83 طنًا من ميدانه بوسط القاهرة إلى موقعه الجديد بالمتحف المصري الكبير عام 2006، وهو مشروع أظهر ابتكارًا هندسيًا استثنائيًا.

وقد تميز تصميمه العبقري الذي أبقى التمثال في وضع رأسي ثابت أثناء عملية النقل، ليصبح رمزًا للتفوّق الهندسي المصري الحديث. ورغم رحيله عام 2017، ما زال إرثه العلمي والمهني مصدر إلهام للأجيال الجديدة من المهندسين.

طباعة شارك أحد رموز الهندسة الميكانيكية وأستاذ بكلية الهندسة جامعة جامعة عين شمس

مقالات مشابهة

  • 30 قرنًا شاهدة على العظمة.. قصة نقل رمسيس الثاني من معبد ميت رهينة إلى المتحف المصري الكبير
  • مصطفى وزيري: ارتفاع المسلة المعلقة بالمتحف الكبير 18 مترا بوزن 90 طنا
  • «يمكن المشي أسفلها ورؤيتها من الداخل».. ما هي المسلة المعلقة في المتحف المصري الكبير؟
  • أحدث صور تمثال رمسيس الثاني من داخل المتحف المصري الكبير قبل الافتتاح
  • رمز القوة والعظمة.. رحلة الملك رمسيس الثاني من صخب القاهرة إلى بهو المجد في المتحف المصري الكبير
  • تعرف على صاحب فكرة نقل تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير
  • المتحف المصري الكبير.. 8 صور جديدة لنقل رمسيس الثاني إلى البهو الكبير
  • كواليس نقل تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير (شاهد)
  • المالية: المسلة المعلقة وتمثال رمسيس ومراكب الشمس أبرز رموز العملة التذكارية لافتتاح المتحف الكبير