صفا

قال مدير عام نادي الأسير الفلسطيني، أمجد النجار، إن أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال كارثية وغير مسبوقة، مؤكدًا أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي "إيتمار بن غفير"، يقود حرب إبادة ممنهجة ضدهم.

جاء ذلك خلال الملتقى الدولي لنصرة غزة والأسرى الفلسطينيين، الذي انطلقت أعماله أمس الأحد في العاصمة الإسبانية مدريد.

وأشار النجار إلى أن الاحتلال يواصل جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين، بينما يصعّد "بن غفير" من سياساته الانتقامية وتحريضه العلني على قتل الأسرى وإعدامهم، في انتهاك واضح للقوانين والمواثيق الدولية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: نادي

إقرأ أيضاً:

الأسير المحرر محمود العارضة لـعربي21: الاحتلال يتشدد في صفقات التبادل مع الأسرى العرب لشق الصف (شاهد)

أكد الأسير المحرر محمود العارضة أنه رغم فرحته الكبيرة بالتحرر من الأسر إلا أن هناك غصة كبيرة في قلبه لتركه خلفه أخوة وأصدقاء له في السجن رافقوه خلال مرحلة الأسر النضالية.

وقال العارضة في حوار خاص مع "عربي21"، إن "الاحتلال شدد قبضته على الأسرى بعد السابع من أكتوبر، وسحب جميع الإنجازات التي حققها الأسرى بفضل صمودهم ومعاركهم التي خاضوها مع الاحتلال ومنها معركة الأمعاء الخاوية"

واختلف الأسير المحرر مع الرأي القائل بأن طوفان الأقصى جر الخراب على قطاع غزة، مؤكدا أن توق أي شعب للتحرر والنصر بالتأكيد سيكون له مقابل وهي التضحيات الكبيرة.

وتاليا نص الحوار كاملاً:

كيف كانت مشاعرك حينما علمت أن اسمك ضمن الأسرى المُفرج عنهم؟
كان شعوري لا يُوصف، ولكن كان هناك أيض غصة كبيرة في قلوبنا لأننا تركنا خلفنا أصدقائنا الذين رافقونا طوال هذه المرحلة النضالية الطويلة والصعبة والقاسية، وعندما رأينا الأهل كانت هناك فرحة كبيرة في قلوبنا.

ووصلنا مصر أرض الكنانة والحمد لله، وكانت فرحتنا كبيرة، كذلك استقبلنا الشعب المصري استقبال حافل وكبير، جزاهم الله عنا خير الجزاء.

ما هي العملية التي أسرت بسببها وعن تجربتك في الأسر؟
انا دخلت الأسر مرتين، الاعتقال الأول كان في عام 1992، وأما الاعتقال الثاني كان عام 1996، واعتقلت بسبب تنفيذ بعض العمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، قُتل وأصيب فيها عدد من الصهاينة، وتم الحكم علي بالمؤبد، وبعد عملية الهروب من سجن جلبوع أُضيف لهن خمس سنوات أخرى.

على ذكر عملية الهروب من سجن جلبوع، كيف أصبح وضعك في السجن بعدها؟
لم يتغير شيء بعد عملية الهروب، لكن تم وضعي في العزل الانفرادي، حيث تم عزلي انا وبقية من شارك في عملية الهروب سواء العاملين في حفر النفق أو من هرب وعددنا جميعا 11 أسير.

طبعا تم إضافة 4 سنوات سجن إضافية لحكم الخمسة الذين شاركونا في حفر النفق، لم نجتمع مع بعض بعدها، ولكن كنا نلتقي في أقسام وسجون مختلفة دون أن نجتمع في نفس الزنزانة، وأمضيت الأربعة سنوات الأخيرة وحيدا بصحبة الكتاب فقط.

كيف كانت أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة بعد الحرب على غزة؟
فيما يخص أوضاع الأسرى بعد 7 أكتوبر، كانت المأساة كبيرة ولا تُوصف، الوحشية والهمجية التي رأيتموها على التلفاز في غزة تُمارس بشكل وطريقة أخرى داخل السجون، حيث أخذت إدارة السجون من بن غفير صلاحيات واسعة، بمعنى لا يوجد حساب أو رقيب عليها.

البعض يقول إن أوضاع الأسرى قبل 7 أكتوبر كانت أفضل، ما حقيقة هذا الأمر؟
نعم كانت أفضل بكثير، ولكن ليس بفضلهم، وإنما بقوة إرادتنا والمعارك التي خاضها الأسرى خلال 50 عاماً من أجل تحقيق هذه الإنجازات، بمعنى هم لم يمنحوننا شيء مجاني.

لكن بعد 7 أكتوبر اتخذ الاحتلال إجراءات جديدة ونُفذت سياسة بن غفير في السجون، حيث طلب قبل أن يتسلم منصبه الوزاري من الحكومة الصهيونية أن تُطلق يده في السجون، فهو أراد أن يُسحب كل الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة، وأراد أن يعيش الفلسطيني تحت الذل والمهانة والقهر والجوع والحرمان، وقد تم تطبيق هذه السياسات بعد 7 أكتوبر.

خضت انت والأسرى إضرابات عديدة عن الطعام، لو تتحدث لنا عن هذه التجارب وتأثيرها على الأسرى؟
الإضراب عن الطعام هو حرب الجسد والأمعاء، فحينما يضرب الأسير عن الطعام يبدأ الجسم بأكل ذاته، ونحن رأينا القائد الكبير والذي فجر هذه الأسطورة الكبيرة في العالم، الشيخ خضر عدنان كيف استشهد بعد أن استنفذ جسده كل طاقته.

وفي الحقيقة الإضراب عن الطعام قاسي لأن الأسير يجوع بشدة، لكننا أصحاب رسالة وأصحاب حق ونموت من أجل هذه الرسالة، ورأينا الأسرى الجنائيين كيف حاول بعضهم الإضراب كما أضرب الأمنيين، لكنهم لم يستطيعوا لأن الخلفية تختلف.



لكن كيف كان الاحتلال يتعامل مع هذه الإضرابات؟
كانت إدارة السجون تتخذ إجراءات قاسية جدا أثناء الإضراب، فحينما يبدأ الإضراب تسحب كل المُنجزات الموجودة عند الأسرى، ولكن لا يتعرض الأسير للأذى والإذلال كما حدث بعد 7 أكتوبر.

بمعنى كانت إدارة السجون تجعل الأسير المُضرب يعيش بدون الاحتياجات فقط يكون لديه ملابس السجن الرسمية وغطاء وفرشة ووسادة فقط، هذا طبعا خلال الإضراب.

خلال وجودك في الأسر هل التقيت بقادة الطوفان السنوار والعاروري وغيرهم؟ وكيف تصف علاقتك بهم؟
نعم، هؤلاء أصدقائي وأحبابي واساتذتنا وتعلمنا منهم، التقيت بالشيخ صالح العاروري في السجن أكثر من مرة، وهو صديق عزيز وغالي، وهو شخصية فريدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأعتقد أنه من الصعب تعويض رجل مثله.

كذلك الأمر التقيت بأبو إبراهيم السنوار عدة أشهر، وهو رجل عصامي ذا شكيمة قوية ولديه عزيمة لا يمكن وصفها.

كانت علاقتي بهم قوية فهم كانوا مسؤولي تنظيمهم في الأسر وانا كنت مسؤول في تنظيم الجهاد الإسلامي في الأسر، وتكون العلاقة الأغلب هي العلاقة التنظيمية.

لكننا تعلمنا منهم دروس كثيرة، وكانوا خطباء الجمعة ووعاظ ومرشدين وكانوا قادة الإضرابات والخطوات الكبيرة التي حققت من خلالها الحركة الأسيرة إنجازات كبيرة، ونحن لن ننسى هؤلاء العظماء.

ما رأيك بالرأي القائل بأن عملية طوفان الأقصى جرت الخراب على قطاع غزة؟
هذا رأي وانا احترم حرية الرأي والتعبير، ومن حق الناس أن تعبر عن آرائها، لكني لا أؤيده ولا أرى ذلك، إسرائيل كانت تُحضر للسور الواقي الثاني منذ سنوات كما حدث في الضفة، وهي كانت تنتظر أي حركة، ولربما هي كانت قد سارعت وسبقت المقاومة في الخطوة، ولكن المقاومة فاجأتها.

إسرائيل كانت تنوي القيام بهذه الحرب من قبل ولكنها كانت تنتظر اللحظة المناسبة لذلك، بمعنى لم يكن الطوفان اللحظة المُناسبة التي كانت تنتظرها إسرائيل، وإنما قد يكون الطوفان فاجأ إسرائيل وضربها ضربة استباقية.

بالطبع هذا رأيي ورأي الكثيرين واعتقد أنه الأكثر واقعية، لأن هذه الحكومة المتطرفة جاءت وهي حكومة حرب، حيث لم تأتي في تاريخ هذا الكيان حكومة متطرفة ومتشددة مثلها.

بالتالي هذه العملية لم تكن سبب الخراب بل الاحتلال وانا لا أرى خراب، فالشعوب التي تريد أن تتحرر وتنتصر لا بد ان تُقدم التضحيات، وحقيقة قضية الأسرى هي كانت القضية الأساسية والدافع الأساسي خلف هذه العملية.

والشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى حينما تدخل في عمل من أجل تحقيق أهدافها وتقدم هذه التضحيات من أجل أسراها هي شعوب كفيلة بأن تنتصر، ونحن نتقدم ونرى النور أكثر.

وفي الحقيقة انا بعد 7 أكتوبر أصبحت أكثر تفاؤلا من قبله، هذه الحرب سيكون لها نتائج كبرى بإذن الله لصالح الشعب الفلسطيني وقضيتنا العادلة.



هل تتعامل قيادة الحركة الأسيرة للمقاومة الإسلامية مع الأسرى سواء الفلسطينيين أ العرب بنفس القدر من المساواة حينما يتم التفاوض على صفقات التبادل؟
نعم هناك مساواة حقيقية بين الجميع، ولكن ليس كل ما يُطلب يُقدم، والعدو يفهم ذلك وهو في صفقات سابقة كان يتشدد كثيرا مثلا حول أسرى الدوريات من الدول العربية، حتى يقول لهذه الدول أنه إذا كنتم ستشاركون الفلسطينيين فإنهم لا يشاركونكم بالمغرم، والاحتلال يهدف من هذا شق الصف الفلسطيني والعربي واضعاف قضيتنا.

ماذا تقول الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي عن قضية الأسرى، وما المطلوب منهم؟
قضية الأسرى أصبحت قضية إنسانية وعالمية وعادلة ويجب أن تُحل، والعدو سيندم أنه أبقى أسرى داخل السجون، لأن المقاومة في المنطقة لن تصمت عن هذه القضية، وواجب الشعوب العربية والإسلامية تجاه الأسرى واضح.

أخيرا ما هي رسالتك لأهالي قطاع غزة؟
أقول لهم إنه لا مكافئ لهم إلا الله، وهذه التضحيات الكبيرة سيكون ثمنها إن شاء الله القدس وفلسطين والدولة المُستقلة بإذن الله، بارك الله بهم وجزاهم الله كل خير.

وحتى أهالي قطاع غزة المتواجدين في مصر جاءوا إلينا ولم يقصروا هم والمصريين بشيء، حيث التقينا بأسر الشهداء والمصابين وكان لقاء طيب وحساس.

مقالات مشابهة

  • نادي الأسير: واقع الاسرى في سجون العدو كارثي وبن غفير يقود حرب إبادة
  • الأسير المحرر محمود العارضة لـعربي21: الاحتلال يتشدد في صفقات التبادل مع الأسرى العرب لشق الصف (شاهد)
  • إدانة أممية لرفض إسرائيل زيارة «الصليب الأحمر» للأسرى الفلسطينيين
  • الصليب الأحمر: زيارتنا للأسرى في سجون الاحتلال إنساني بحت
  • الجبهة الشعبية: سياسة ممنهجة للاحتلال لتحويل السجون لميادين للإبادة البطيئة
  • حماس: شرعنة بن غفير قتل الأسرى الفلسطينيين تعكس سياسة فاشية وانتهاكا للقوانين الدولية
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين: فيديو المجرم بن غفير تحريضٍ علني يفضح العقلية الإجرامية في سجون العدو
  • "الجهاد" تدين تهديدات بن غفير للأسرى وتصفها بإنحدار أخلاقي خطير
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين: الأسير “بدر” يواجه أوضاعًا صحية وإنسانية قاسية في سجون العدو