تحقيق يفضح "تحركات الكاريبي".. هل يقترب ترامب من فنزويلا؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
كشفت تحقيقات مرئية أجرتها وكالة رويترز أن الجيش الأميركي يقوم بتحديث قاعدة بحرية قديمة تعود إلى حقبة الحرب الباردة في الكاريبي، في خطوة تشير إلى استعدادات محتملة لعمليات عسكرية داخل فنزويلا.
ووفقًا للوكالة، بدأت أعمال البناء في قاعدة "روزفلت رودز" البحرية السابقة في بورتوريكو، التي أغلِقت قبل أكثر من 20 عاما، في 17 سبتمبر، حيث أظهرت صور جوية فرق العمل وهي تعيد تعبيد الممرات المؤدية إلى المدرج.
قاعدة ضخمة تعود إلى الحياة
كانت القاعدة، التي أُغلقها سلاح البحرية الأميركي عام 2004، واحدة من أكبر القواعد البحرية الأميركية في العالم، حيث تتمتع بموقع استراتيجي ومساحة واسعة تسمح بتجميع المعدات العسكرية، بحسب مسؤول أميركي.
وتشير رويترز إلى أن عمليات التحديث تشمل تحسين قدرات الإقلاع والهبوط في القاعدة، إضافة إلى تطوير منشآت أخرى في مطارين مدنيين في بورتوريكو وجزيرة سانت كرو في جزر العذراء الأميركية، الواقعتين على بُعد نحو 800 كيلومتر فقط من فنزويلا.
وقال 3 مسؤولين عسكريين أميركيين و3 خبراء بحريين للوكالة إن أعمال البناء الجديدة "تُظهر استعدادات قد تمكّن الجيش الأميركي من تنفيذ عمليات داخل فنزويلا".
ضغوط على نظام مادورو
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اتهم واشنطن مرارًا بأنها تسعى للإطاحة به، فيما قال كريستوفر هيرنانديز-روي، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، إن هذه التحركات تهدف إلى "إخافة نظام مادورو وجنرالاته، على أمل خلق انقسامات داخلية".
وفي إطار التحقيق، راقبت رويترز على مدى شهرين تحركات القوات الأميركية عبر صور أقمار صناعية وبيانات تتبع السفن والطائرات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
أكبر حشد عسكري منذ 1994
تشير النتائج إلى أن الحشد العسكري الحالي هو الأكبر في المنطقة منذ عملية " Uphold Democracy" في هايتي عام 1994، إذ نشر الجيش الأميركي حاملتي طائرات وأكثر من 20 ألف جندي حينها.
ومنذ سبتمبر الماضي، نفذت القوات الأميركية 14 ضربة ضد سفن يُزعم أنها لتهريب المخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ، أسفرت عن مقتل 61 شخصًا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي إن الرئيس دونالد ترامب تعهد خلال حملته بـ"محاربة كارتلات المخدرات في المنطقة"، مؤكدة أن الرئيس "اتخذ إجراءات غير مسبوقة لوقف آفة الناركوتيرور التي أودت بحياة العديد من الأميركيين الأبرياء".
تطوير البنية العسكرية في الكاريبي
تظهر صور الأقمار الصناعية 20 خيمة جديدة ومعدات مراقبة متنقلة بالقرب من مدرج القاعدة في بورتو ريكو، إضافة إلى برج تحكم جوي متنقل ومعدات اتصال نُقلت منتصف أكتوبر إلى مطار رافاييل هيرنانديز المدني في الجزيرة.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن هذه التحديثات "تسمح بتنسيق حركة الطائرات العسكرية كما في مناطق النزاع"، وتشمل أيضًا مستودعًا جديدًا للذخيرة لم يُكشف بعد عن نوع الأسلحة التي سيُخزَّن فيها.
وفي جزيرة سانت كرو، أظهرت صور ملتقطة في سبتمبر وأكتوبر نشاطًا إنشائيًا في مطار هنري إي. رولسن، بما في ذلك تحسين الساحات المخصصة لتوقف الطائرات.
وأكد حاكم الجزر العذراء الأميركية ألبرت برايان جونيور أن التنسيق قائم مع الجيش الأميركي "لضمان الأمن ومكافحة تهريب السلاح والمخدرات"، لكنه أوضح أن حكومته "ليست على اطلاع على التفاصيل العملياتية".
قطع بحرية وطائرات متقدمة
منذ أغسطس، نشرت إدارة ترامب 13 سفينة حربية و5 سفن دعم وغواصة نووية في المنطقة، بينها حاملة الطائرات "جيرالد فورد" التي تحمل نحو 10 آلاف جندي وأكثر من 75 طائرة حربية.
كما أُرسلت مقاتلات F-35 وطائرات استطلاع، ونُفذت طلعات جوية لطائرات B-1 Lancer وB-52 على مقربة من الساحل الفنزويلي.
وبحسب بيانات تتبع الرحلات، نفذت طائرات تجسس أميركية من طراز Poseidon P-8A عشرات الطلعات فوق الكاريبي لجمع المعلومات الاستخباراتية.
أما السفينة MV Ocean Trader — المرتبطة بالقوات الخاصة الأميركية — فقد شوهدت وهي ترسو في بورتو ريكو وسانت كرو، قبل أن تُرصد قبالة ساحل فنزويلا في أواخر أكتوبر.
رسائل سياسية وعسكرية
يرى مراقبون أن واشنطن تعمل على تثبيت حضور عسكري دائم في البحر الكاريبي، يهدف إلى الضغط على نظام مادورو ومراقبة التهريب الإقليمي، لكنه في الوقت نفسه يمهّد لأي تدخل عسكري محتمل.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بورتوريكو سلاح البحرية الأميركي بورتوريكو فنزويلا المخدرات البحر الكاريبي فنزويلا الكاريبي بحر الكاريبي بورتوريكو سلاح البحرية الأميركي بورتوريكو فنزويلا المخدرات البحر الكاريبي أخبار العالم الجیش الأمیرکی
إقرأ أيضاً:
ترامب ينفي خططًا عسكرية ضد فنزويلا.. ومادورو يستنجد بروسيا والصين وإيران
مع تصاعد التوتر في منطقة الكاريبي وسط تحركات عسكرية أمريكية تثير قلق كاراكاس، نفى ترامب نيته شنّ ضربات ضد فنزويلا، فيما يسعى نيكولاس مادورو لـ "حشد دعم من موسكو وبكين وطهران"، وفق "واشنطن بوست".
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه لا يخطط لتوجيه أي ضربات عسكرية إلى فنزويلا، نافيًا بذلك ما تداولته تقارير إعلامية عن نية واشنطن شنّ عمليات ضد كاراكاس. وردّ ترامب على سؤال أحد الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية حول تلك التقارير بكلمة واحدة: "لا".
ويأتي تصريح ترامب بعد إقراره سابقًا بتفويض عمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) داخل الأراضي الفنزويلية، وحديثه عن ضربات برية محتملة تستهدف كارتلات "مخدرات إرهابية".
كما تزامن ذلك مع حشد قوات أمريكية في منطقة الكاريبي، ما أثار مخاوف الحكومة الفنزويلية من أن تكون التحركات العسكرية الأمريكية مقدمة لتغيير نظامها.
مادورو" يستنجد" بموسكو وبكين وطهرانوفقًا لوثائق داخلية للحكومة الأمريكية نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، تواصل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع روسيا والصين وإيران لتعزيز قدرات بلاده الدفاعية التي تآكلت بفعل العقوبات والأزمة الاقتصادية، طالبًا رادارات دفاعية وصيانة للطائرات، وصواريخ.
وأوضحت الوثائق أن مادورو وجّه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر أحد مساعديه خلال زيارة مقررة إلى موسكو هذا الشهر، كما بعث برسالة أخرى إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ طالبًا "توسيع التعاون العسكري" وتسريع إنتاج أنظمة كشف الرادار الصينية لمواجهة ما وصفه بـ"التصعيد الأمريكي".
كما تشير الوثائق إلى أن وزير النقل الفنزويلي رامون سيليستينو فيلاسكيز نسّق مع طهران شحنة معدات عسكرية وطائرات مسيّرة، وأبلغ مسؤولًا إيرانيًا أن بلاده بحاجة إلى أجهزة تشويش إشارة GPS وقوارب مسيّرة بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر.
وفي رسائله، وصف مادورو التحركات العسكرية الأمريكية في الكاريبي بأنها "عدوان ضد الصين" أيضًا، بالنظر إلى "الأيديولوجية المشتركة" بين البلدين، وفق الوثائق التي لم تحدد ما إذا كانت موسكو أو بكين أو طهران قد استجابت لنداءاته.
أين الحليف الأبرز؟تُعدّ روسيا الحليف الأبرز للرئيس مادورو، إذ تواصل موسكو دعمها السياسي والعسكري والاقتصادي لكاراكاس رغم العقوبات الأمريكية، وفقًا لـ"واشنطن بوست" ويتجلى ذلك في وصول طائرة روسية خاضعة للعقوبات إلى العاصمة الفنزويلية، ومصادقة الكرملين على معاهدة استراتيجية جديدة بين البلدين. كما تمتلك روسيا استثمارات ضخمة هناك، تشمل مصنع ذخائر "كلاشنيكوف" وحقوق استكشاف احتياطات واسعة من النفط والغاز.
لكن مراقبين يرون أن انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا وتوجهها نحو تعزيز علاقاتها مع دول لاتينية أخرى قلّص اهتمامها المباشر بفنزويلا. فبينما يعتبر السفير الأمريكي السابق لدى كاراكاس جيمس ستوري أن نقل واشنطن جزءًا من قواتها البحرية إلى الكاريبي يشكل "مكسبًا لبوتين" لأنه يصرف الانتباه الأمريكي عن أوكرانيا، يرى آخرون أن الدعم الروسي لن يتجاوز التعاون التقني والنفطي.
Related ألغاز من حملة نابليون على روسيا.. دراسة تكشف أمراضًا قاتلة ضربت جيشه عام 1812روسيا تشن أعنف هجوم على الطاقة في أوكرانيا: قتلى بينهم طفلتان وانقطاع واسع للكهرباءروسيا تختبر صاروخًا نوويًا "فريدًا" بمدى 14 ألف كيلومتر.. تعرف إلى "بوريفيستنيك"وتظهر الوثائق أن مادورو طلب من موسكو صيانة طائرات "سوخوي" ومحركاتها، وإعادة تأهيل الرادارات وتزويده بصواريخ روسية عبر خطة تمويل من شركة "روستيخ"، غير أن هذا الدعم ظلّ محدودًا.
بحسب الصحيفة، معظم الأسلحة التي اشترتها فنزويلا منذ عهد هوغو تشافيز باتت قديمة أو غير صالحة للاستخدام، ولم تُبدِ موسكو استعدادًا لتدخل عسكري مباشر، رغم استمرارها في التعاون النفطي، إذ تملك الشركات الروسية نحو 11% من إنتاج النفط الفنزويلي واستثمارات بمليارات الدولارات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة روسيا الولايات المتحدة الأمريكية فنزويلا دونالد ترامب الصين قوات عسكرية
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم